أمريكا لِـمَن يُديرها، مثل حافلةٍ يتحكم بسرعتها وخطّ سيرها مَن يجلس أمام مقودها، فيُلقي بحلفائه تباعاً من نوافذها.
هكذا هي الدولة العظمى، تتغير سياساتها وتتبدل، مثل تغيّر طقسها، واشتداد عواصفها التي تقتلع كل ما يواجهها في طريقها.
بانحرافٍ معياريّ حاد، انقلبت سياسات ترمب عن سياسات سلفه، وبدا مثل جابٍ للضرائب، يلاحق الـمتخلفين، أو مثل بلطجيّ يهدد ويتوعد بالاستيلاء والسطو على الثروات تارة، وطوراً بالضم للولاية الحادية والخمسين للإمبراطورية، وبإنشاء "الريفييرا" على جثث الضحايا في غزة.
فالرئيس المفتون بمشاهد تلفزيون الواقع حوّل البيت الأبيض إلى حلبة ملاكمة، يوجّه فيها لكماته وكلماته لضيوفه على الهواء، دون أدنى اعتبارٍ للتقاليد الرئاسية أو لمشاعر ضيوفه.
"إنه يقود البلاد إلى المجهول"، توصيفٌ كجرس تحذير، أطلقه الصحفي الأمريكي المعروف توماس فريدمان، في مقالٍ له قبل أيامٍ في صحيفة "واشنطن بوست"، حذر فيه من سياسات ترمب وارتداداتها على مستقبل البلاد.
إذا كان كل هذا الذي وقّعه ترمب من أوامر انتقامية من خصومه، وما اتّخذ من قرارات، وما انتهج من سياسات، وما أنتج من عداواتٍ وخصوماتٍ خلال الأسابيع الأولى من ولايته، فما الذي ينتظر العالم خلال السنوات الطويلة الـمُتبقية من عمر إدارته؟!
شارك برأيك
يُلقي بحلفائه من شبابيك حافلة مسرعة!