Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 04 مارس 2025 8:33 صباحًا - بتوقيت القدس

قمة القاهرة تحديات صعبة في مواجهة أحلام التوسع ونوازع الغطرسة

رام الله - "القدس" دوت كوم

تعقد القمة العربية الطارئة في القاهرة اليوم الثلاثاء، في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، حيث تواجه الدول العربية تحديات كبيرة في مواجهة السياسات الإسرائيلية والأمريكية التي تهدد الأمن القومي العربي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتحديدا قطاع غزة. 


ويؤكد كتاب ومحللون سياسيون ومختصون، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن هذه القمة تبرز أهميتها خاصة أنها تأتي في أعقاب مقترحات أمريكية وإسرائيلية تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة، ما يضع الدول العربية أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرتها على حماية مصالحها القومية ومواجهة التحديات التي تهدد استقرار المنطقة.


وبحسب الكتاب والمحللين والمختصين، فإن من أبرز التحديات التي تواجه القمة غياب الإرادة السياسية العربية الموحدة، إضافة إلى التبعية للسياسات الأمريكية والإسرائيلية التي تحد من قدرة القمة على اتخاذ قرارات فاعلة على أرض الواقع، كما أن الانقسام الفلسطيني الداخلي يزيد من تعقيد الموقف، حيث يضعف القدرة على تحقيق وحدة وطنية فلسطينية تدعم موقف الدول العربية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.


ويؤكدون أنه رغم هذه التحديات، فإن القمة تمثل فرصة تاريخية للدول العربية لتوحيد صفوفها واتخاذ موقف حازم تجاه المخططات الإسرائيلية والأمريكية، ويتوقع أن تخرج القمة بقرارات تدعم القضية الفلسطينية، لكنها ستظل محدودة التأثير في ظل غياب آليات تنفيذية فاعلة وضغوط خارجية متزايدة. 


ويشددون على أن الأمل معقود على هذه القمة لتقديم حلول عملية تعيد إعمار غزة وتعزز الوحدة الفلسطينية، لكن نجاحها سيعتمد بشكل كبير على مدى قدرة الدول العربية على تجاوز خلافاتها الداخلية ومواجهة التحديات الخارجية بموقف موحد.


تحديات كبيرة أمام قمة القاهرة


يرى الكاتب والباحث السياسي د. عقل صلاح أن القمة العربية الطارئة التي تعقد في القاهرة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب أدوات التنفيذ الفاعلة على أرض الواقع، حيث ستظل قراراتها محكومة بالسقفين الأمريكي والإسرائيلي، ما يعني أن أي مخرجات لن تخرج عن إطار إرضاء الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترمب.


ويوضح صلاح أن التحدي الثاني يكمن في غياب الإرادة السياسية العربية الحقيقية، حيث لو كانت هذه الإرادة موجودة لما وصلت الأوضاع في غزة إلى هذه الدرجة من الدمار، ولما سقط عشرات الآلاف من الشهداء، ولما استمرت سياسات الإبادة والتجويع، او العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا والعراق واليمن.


ويوضح صلاح أن التحدي الثالث يشابه إلى حد كبير ما حدث في حرب 1967، حيث احتلت إسرائيل أجزاءً واسعة من فلسطين وبعض الدول العربية، واليوم عادت لتحتل أجزاء من لبنان وسوريا إلى جانب استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية، ما يجعل القمة أمام تحدٍ مصيري شبيه بنكسة 1967، ولكنه في سياق أكثر تعقيداً.


ويشير صلاح إلى أن القمة لا تعقد لمواجهة قرارات التهجير التي طرحها ترمب، بل جاءت لامتصاص غضبه، وهو ما يمثل انتكاسة سياسية كبرى، حيث كان من الأجدر اتخاذ موقف حازم ضد السياسات الأمريكية والإسرائيلية، والعمل على رفض الاحتلال الإسرائيلي في جميع الدول العربية، وليس فقط في فلسطين.


ويؤكد صلاح أن من بين التحديات الكبرى التي تواجه القمة، الانقسام الفلسطيني الداخلي، حيث لا يوجد توافق بين الفصائل الفلسطينية حول إدارة قطاع غزة، كما أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ضعيفة وتعاني من أزمة ثقة، ما يجعل الدول العربية مترددة في إسنادها ملف إعادة الإعمار، خاصة في ظل المخاوف من الفساد المالي وسوء الإدارة.


ويلفت صلاح إلى أن المشاركة العربية في إعادة إعمار غزة ستكون مشروطة، حيث ستتطلب إنهاء الوجود العسكري لفصائل المقاومة، وتحديداً كتائب عز الدين القسام، ما قد يصل إلى حد فرض حظر على حركة حماس داخل القطاع، وهو تطور خطير قد يؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية.


ويوضح صلاح أن التوقعات من القمة متواضعة للغاية، حيث من المرجح أن يتم طرح خارطة طريق تتعلق بإدارة قطاع غزة، لكنها ستظل خاضعة للسقف الأمريكي والإسرائيلي، مما يعني أنها لن تحقق تقدماً حقيقياً في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.


ويتوقع صلاح أن تظل القمة نظرية دون تبني مشاريع تنفيذية على أرض الواقع، نظراً لعدم امتلاك الدول العربية أدوات ضاغطة على إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو ربما عدم رغبتها في استخدامها.


ويرى صلاح أن القمة ستؤكد على رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى الدول العربية، وستجدد التأكيد على الموقف العربي الرافض للتطبيع مع إسرائيل دون التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية.


ورغم التحديات، يشدد صلاح على ضرورة أن تخرج القمة بمشروع سياسي واضح، يضع موقفاً عربياً موحداً يجبر إسرائيل على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأن تتبنى القمة قرارات تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة الاحتلال.


ويدعو صلاح إلى اتخاذ موقف واضح من الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني والجنوب السوري، والعمل على إجبار الاحتلال على الانسحاب من هذه المناطق عبر تحركات سياسية ودبلوماسية فاعلة.


ويؤكد صلاح أن إصدار بيان عربي قابل للتنفيذ، يأخذ المصالح القومية والعربية بعين الاعتبار بعيداً عن الضغوط الأمريكية، سيكون خطوة ضرورية، لكنه يستبعد حدوث ذلك في ظل الوضع العربي الراهن، الذي لم يتمكن حتى من إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة طوال فترة العدوان المستمر.


القمة تأتي في وقت حساس للغاية


يوضح الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن القمة العربية الطارئة في القاهرة الطارئة تأتي في وقت حساس للغاية، وذلك عقب طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خطة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتحويله إلى ما سماه "ريفييرا الشرق الأوسط". 


ويؤكد ياغي أن هذه القمة جاءت للرد على تلك الخطة، لكنها تواجه تحديات كبيرة، أهمها المواقف الإسرائيلية والأمريكية بشأن مستقبل القطاع.


ويوضح ياغي أن المطالب الإسرائيلية تتجاوز مسألة بقاء حركة حماس من عدمها، حيث إن الخطة الإسرائيلية تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها، بما يشمل تهجير كل الفلسطينيين من القطاع. 


ويؤكد ياغي أن مواجهة هذا المقترح تعتبر جزءاً من الأمن القومي العربي، خصوصاً بالنسبة لكل من مصر والأردن. 


ويشدد ياغي على أنه إذا لم يتم التصدي لهذا المخطط، فإن ذلك سيؤدي إلى تسييد إسرائيل على المنطقة، بحيث يصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كـ "مندوب سامي" لترمب في المنطقة.


ويشير إلى أن التحدي الأساسي الذي تواجهه قمة القاهرة يتمثل في محاولات إسرائيلية ليس فقط لشطب حركة حماس من حكم قطاع غزة، بل أيضاً في محاولة منع أي وحدة جغرافية وسياسية وقانونية وإدارية بين الضفة الغربية وغزة، وذلك من خلال تقويض السلطة الفلسطينية في الضفة.


ويوضح ياغي أن الفصل بين الضفة وغزة هو جزء من خطة تصفية القضية الفلسطينية، والتي تشمل ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، وما يحدث الآن فيما يسمى إطار مشروع "القدس الكبرى" وما هو إلا البداية.


ويشير ياغي إلى أن القانون الإسرائيلي الذي عرض على اللجنة الوزارية لكي يتم إقراره من الحكومة ومن ثم تشريعه في الكنيست، يهدف إلى وضع صيغة قانونية لضم مستوطنات غلاف القدس إلى المدينة، وهذا سيضيف 223 كيلومتراً مربعاً من أراضي الضفة الغربية إلى إسرائيل، إلى جانب إضافة نحو 184,000 مستوطن إلى القدس.


أما التحدي الثاني في قمة القاهرة، وفقاً لياغي، فيتعلق بمسألة المقاومة في غزة، حيث أن إسرائيل تشترط نزع سلاح المقاومة في القطاع، إضافة إلى إبعاد قيادات "حماس" والفصائل الفلسطينية. 


ويوضح ياغي أن التحدي الثالث يتعلق بمحاولة إسرائيل إعادة الوصاية المصرية على قطاع غزة، وهو ما ترفضه مصر بشدة، لأن ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل تحت مسمى "إنهاء مفهوم الدولتين".


ويشير ياغي إلى أن الموقف العربي يجب أن يكون حاسماً وواضحاً في هذه القمة، لرفض أي محاولات إسرائيلية وأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية. 


ويؤكد ياغي أن المطلوب من قمة القاهرة هو أن تتبنى خطة تقوم على مبادرة السلام العربية، ورفض خطط التهجير وتطالب بإعادة إعمار غزة مع بقاء سكانها فيها. 


ويشدد على أهمية تبني موقف يرفض ضم الأراضي الفلسطينية وإلغاء مفهوم الدولتين، وأن يكون رد العرب على المحاولات الإسرائيلية والأمريكية بطرح حلول عملية تضمن حقوق الفلسطينيين.


وحول الموقف الأمريكي، يؤكد ياغي أن نجاح قمة القاهرة في تقديم خطة موحدة ومتماسكة قد يكون له تأثير كبير على الموقف الأمريكي، خاصة إذا تبنت الولايات المتحدة هذه الخطة وأيدتها. 


ويعتقد ياغي أنه إذا ما تم قبول الخطة العربية، فقد يؤدي ذلك بالضرورة إلى تغييرات في الموقف الإسرائيلي سيؤثر على الحكومة داخلياً، وقد يضطر رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى مواجهة تحديات داخلية قد تدفعه إلى الدعوة لانتخابات مبكرة.


ويشدد على أن قمة القاهرة الطارئة تمثل فرصة تاريخية ومصيرية للعالم العربي، لرفض مخطط ترمب ونتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية، بما في ذلك فصل غزة عن الضفة الغربية، وتهجير سكان القطاع. 


ويؤكد ياغي أن الموقف العربي الموحد مهم جدا لأنه سيعمل أساسا لتحقيق التوازن في الصراع، من حيث حماية حقوق الفلسطينيين، وإبقاء القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الدولية والإقليمية.


فرصة لتعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات



تؤكد الكاتبة والباحثة السياسية د.تمارا حداد أن هذه القمة العربية الطارئة في القاهرة تعد فرصة حاسمة لتعزيز التعاون العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.


وتعتقد حداد أن القمة الطارئة تنعقد في وقت بالغ الأهمية، خصوصاً أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من غزة تؤثر ليس فقط على الأمن القومي المصري والأردني، ولكن أيضاً على الأمن الإقليمي للمنطقة بأسرها. 


وتشير حداد إلى أن التحديات التي تواجه القمة العربية تزداد تعقيداً، خاصة في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل تسعى لتفاقم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما يجعل التعامل مع هذه الحكومة معقداً للغاية. 


وتلفت حداد إلى أن هذه الحكومة تعمل باستمرار على زيادة التوترات والانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتوضح حداد أن القمة ستواجه تحديات كبيرة تتعلق بالوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية. 


وتشير حداد إلى الوضع الإنساني الصعب في غزة، حيث يتم منع دخول المساعدات الإنسانية، في إطار ضغوط تمارسها إسرائيل على حركة حماس لإجبارها على إخراج الرهائن. 


وتعتبر حداد هذه التطورات تحدياً كبيراً بالنسبة للقمة العربية، التي يجب أن تجد حلولاً فعالة للمصالحة الفلسطينية وتحقيق استقرار داخلي في غزة.


وتشير حداد إلى أن القمة ستواجه أيضاً تحدياً آخر يتمثل في كيفية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، مؤكدة أن هذه المسألة بحاجة إلى آلية فعالة تضمن توفير التمويل والدعم، وهو ما يستلزم توافقاً عربياً بشأن من سيدير قطاع غزة بعد إعادة الإعمار. 


وتلفت إلى أنه رغم المبادرة المصرية لتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية لإعادة ترتيب الوضع الأمني في غزة، تبقى قضية إدارة القطاع من أكبر التحديات التي ستواجهها القمة.


وفي ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، توضح حداد أن القمة تسعى لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراط تدير غزة خلال الفترة الانتقالية. 


وتؤكد حداد أن هذا الحل يتطلب توافقاً بين مختلف الأطراف الفلسطينية، بما في ذلك حركة حماس، لتحقيق الاستقرار في القطاع وضمان استمرارية السلطة الفلسطينية في غزة.


أما عن التحديات الإقليمية والدولية، فتؤكد حداد أن القمة العربية ستواجه ضغوطاً كبيرة بسبب الوضع المتقلب في سوريا ولبنان، حيث تواجه الدول العربية تهديدات مستمرة من إسرائيل، التي تمارس ضغوطاً في الجنوب اللبناني والسوري وتحتلهما. 


وتوضح حداد أن هذه المخاطر الإقليمية تؤثر بشكل كبير على القضية الفلسطينية، ما يجعل التنسيق بين الدول العربية أكثر أهمية من أي وقت مضى.


وتشدد على أن القمة العربية في القاهرة تمثل فرصة تاريخية لتوحيد الموقف العربي، ويجب أن تخرج بتوصيات تدعم القضية الفلسطينية بشكل قوي وموحد. 


وتشير حداد إلى أن المطلوب هو تبني استراتيجيات فعالة لإعادة إعمار غزة دون تهجير السكان، بالإضافة إلى تعزيز الجهود السياسية والدبلوماسية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة. 


وتشدد حداد على أهمية دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية، مع التأكيد على ضرورة وجود إدارة فلسطينية موحدة تكون قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية في غزة.


وتؤكد حداد أن القمة العربية الطارئة تمثل فرصة مهمة لتعزيز التضامن العربي، ووضع استراتيجيات فعالة لدعم القضية الفلسطينية في مواجهة المخططات الإسرائيلية والأمريكية. 


وتشدد على أن الأمل معقود على هذه القمة لتوفير حلول عملية وشاملة لإعادة إعمار غزة وتعزيز الوحدة الفلسطينية في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة.


تحدي غزة وغياب التوافق العربي


يؤكد الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي وقضايا الصراع، نزار نزال، أن القمة العربية في القاهرة تواجه تحديات كبرى، في مقدمتها التعنت الإسرائيلي في تنفيذ مراحل الاتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة، إلى جانب الخلافات العربية حول قضايا أساسية، وأبرزها ملف التهجير والانقسام الفلسطيني الداخلي.


ويوضح نزال أن إسرائيل تماطل في الانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، حيث تواصل استغلال الوضع الإنساني في غزة كورقة ضغط على الفلسطينيين، مشيراً إلى أن تل أبيب "تبتز الفلسطينيين بكسر الخبز وكيس الطحين وجرعة الماء"، وهو ما يجعل المرحلة الأولى تقتصر على بروتوكول إنساني دون أي تقدم سياسي ملموس.


ويوضح نزال أن القمة العربية ستواجه تحدياً آخر يتمثل في غياب التوافق العربي حول توصيف التهجير، حيث تختلف الدول العربية حول تعريفه، فبينما يتحدث البعض عن "التهجير القسري"، هناك من يحاول تقليل حدة المصطلح أو حصره في سياقات معينة، فيما يؤكد نزال أن هذا التباين يمثل إشكالية كبيرة قد تؤثر على مخرجات القمة.


ويشير نزال إلى أن غياب الإرادة العربية لاستخدام الأدوات الخشنة ضد إسرائيل يعد من أبرز التحديات، متسائلاً: "هل سيكون هناك تلويح بالعمل العسكري ضد إسرائيل؟"، خاصة في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي وتأثيراته على الجغرافيا العربية، لا سيما في مصر والأردن ولبنان.


ويوضح نزال أن الدول العربية تمتلك أوراق ضغط مهمة، مثل العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن القمة قد تلجأ إلى استخدام هذه الأوراق بشكل أكثر وضوحاً من ذي قبل، خاصة من جانب مصر والسعودية والأردن، في ظل ارتباط هذه الدول بمصالح استراتيجية مع واشنطن.


وفي ما يخص الوضع الفلسطيني الداخلي، يؤكد نزال أن استمرار الانقسام بين الفصائل الفلسطينية يشكل عقبة رئيسية أمام أي قرارات عربية، مشيراً إلى أن الفلسطينيين لم ينجحوا حتى اللحظة في ترتيب بيتهم الداخلي والاتفاق على مشروع وطني موحد.


ويشير نزال إلى أن القمة قد تتبنى قراراً يدعو الفلسطينيين إلى الوحدة الوطنية، لكنه يستبعد أن يكون هناك تجاوب حقيقي من الأطراف الفلسطينية، سواء السلطة الفلسطينية أو "حماس".


ويشير إلى أن إسرائيل ترفض بشكل قاطع عودة أي من الطرفين لحكم قطاع غزة، وهو ما يعقد المشهد السياسي أكثر.


ويتوقع نزال أن تكون مخرجات القمة أكثر حدة مما سبق، لا سيما فيما يتعلق بالموقف العربي تجاه الجغرافيا السياسية في المنطقة، لافتاً إلى أن الأردن بدأ في تصعيد خطابه، حيث لوّح وزير الخارجية الأردني بإمكانية اللجوء إلى العمل العسكري إذا أصرّت إسرائيل على تهجير الفلسطينيين. 


ويشير نزال إلى تحركات عسكرية مصرية، مثل نشر الجيش الثالث في مناطق حساسة، مما يعكس حالة التوتر والتصعيد اللفظي بين النخب في مصر وإسرائيل.


ويعتقد نزال أن القمة ستتبنى قرارات حاسمة في ما يتعلق بموقفها من الأردن ومصر والسعودية، لكنها في المقابل ستظل محدودة التأثير على الواقع الفلسطيني الداخلي، حيث ستقتصر على رفض التهجير والدعوة إلى الوحدة، دون وجود آليات فعلية لتنفيذ هذه التوجهات.


 التحدي الأبرز التصعيد المتعمد الذي يقوده نتنياهو


يؤكد الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم أن التحدي الأبرز الذي يواجه قمة القاهرة المقبلة يتمثل في التصعيد الإسرائيلي المتعمد الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبراً أن هذا التصعيد ليس مجرد رد فعل سياسي، بل هو محاولة واضحة من نتنياهو لتحدي القمة العربية وإرسال رسالة مفادها بأنه لن يتنازل عن شروطه الجديدة، والتي تمثل في جوهرها تنصلاً من الاتفاقيات السابقة وتنكراً لأي التزامات تعهد بها سابقاً.

ويوضح سويلم أن الاختبار الحقيقي للقمة يتمثل في قدرتها على تقديم رد عملي حازم على سياسات نتنياهو، ووقف تماديه الذي بات يأخذ منحى هستيرياً، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال الحالية تعيش حالة من الفوضى وانعدام الرؤية، حيث لا تعتمد إلا على الابتزاز والقتل والوعيد دون أي استراتيجية سياسية حقيقية.


ويشير سويلم إلى أن الولايات المتحدة، رغم نفوذها التقليدي في المنطقة، لا تمثل تحدياً رئيسياً للقمة، إذ أن موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يتغير باستمرار تبعاً للظروف والمصالح الأمريكية، موضحاً أن السياسة الأمريكية باتت واضحة المعالم ويمكن التعامل معها بوعي وحنكة من قبل الدول العربية.


ويوضح سويلم أن التأثير القوي للوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة، لا سيما الجناح الأكثر تطرفاً القريب من اليمين "الترمبي"، يعزز موقف نتنياهو، لكنه لا يعني بالضرورة أن العرب عاجزون عن المواجهة، بل على العكس، يمتلكون أوراق قوة عديدة يمكن استخدامها إذا توفرت الإرادة السياسية.


وبحسب سويلم، فإن المطلوب من القمة هو إحداث صدمة سياسية لنتنياهو، تجبره على إعادة التفكير في حساباته، معتبراً أن تجاهل التصعيد الإسرائيلي وعدم مواجهته بقرارات حازمة لن يؤدي إلا إلى مزيد من التطرف والتصعيد الإسرائيلي، سواء في قطاع غزة أو على مستوى الملف الفلسطيني برمته.


ويرى سويلم أن نتنياهو يدعي امتلاك أوراق قوة، لكنه في الواقع لا يمتلك أي منها، مشيراً إلى أن تهديداته المستمرة بشن عملية عسكرية جديدة في غزة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر للإسرائيليين أنفسهم، خاصة بعد الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع ونفاد بنك أهداف اسرائيل.


ويؤكد سويلم أن محاولات نتنياهو فرض شروطه على المقاومة الفلسطينية، مثل تسليم الأسرى والأسلحة دون وقف الحرب، غير منطقية وغير قابلة للتحقيق، مشيراً إلى أن الحل الوحيد يكمن في التوصل إلى تسوية سياسية متوازنة تستند إلى الشرعية الدولية.


وتساءل سويلم عن الدور العربي الفاعل في ظل المتغيرات الدولية والتجاذبات الإقليمية المتسارعة، مشيراً إلى أن غياب مشروع عربي واضح ومتماسك هو أحد الأسباب الرئيسية لتمادي إسرائيل في سياساتها العدوانية.


بإمكان السعودية إعادة ترتيب المشهد الإقليمي


ويوضح أنه إذا كانت مصر مثقلة بالأزمات الاقتصادية، والأردن يعاني من ضغوط إضافية، فإن السعودية مؤهلة أكثر من غيرها لتولي زمام المبادرة وقيادة محور عربي فاعل، مستفيدة من مكانتها السياسية والدينية والمالية.


ويعتقد سويلم أن بإمكان السعودية، من خلال دورها القيادي، إعادة ترتيب المشهد الإقليمي، وترسيخ موقف عربي موحد قادر على حماية المصالح القومية للأمة العربية والإسلامية، مشدداً على ضرورة التحرك العربي الجماعي لمواجهة التهديدات المتزايدة في المنطقة.


ويشدد سويلم على أن نجاح قمة القاهرة يعتمد بشكل أساسي على قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة لوقف تغول نتنياهو وإعادة التوازن إلى المشهد السياسي، محذراً من أن الفشل في ذلك سيعني استمرار إسرائيل في تصعيدها وفرض شروطها بشكل أحادي.


ويشير سويلم إلى أن القمة تشهد تناقضات داخلية بين الدول العربية، حيث يرى البعض أن المواجهة مع إسرائيل حتمية، بينما يعتقد آخرون بضرورة التعايش مع الواقع ومحاولة تجنب المزيد من المخاطر.


ويؤكد سويلم أن الفرصة لا تزال قائمة أمام العرب لاتخاذ موقف موحد، معرباً عن أمله في أن تشهد القمة صحوة عربية حقيقية تضع حداً للتمادي الإسرائيلي المستمر.


فرصة تاريخية أمام العرب لرفض الضغوط


يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عماد موسى أن جامعة الدول العربية تواجه لأول مرة منذ نشأتها تحدياً علنياً يتمثل في مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تهدف إلى تفجير الوضع في قطاع غزة من خلال تهجير سكانه إلى مصر والأردن، إضافة إلى طرح فكرة تهجيرهم إلى السعودية، بهدف دفع الأخيرة للاعتراف الرسمي بإسرائيل.


ويوضح موسى أن هذا المقترح يأتي في إطار خطة أوسع تهدف إلى فرض التطبيع بين إسرائيل والدول العربية. 

ويشير موسى إلى أن هذه المقترحات تهدف إلى توجيه الضغط على السعودية، حيث تسعى حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل إلى خلق وضع دبلوماسي يتيح لإسرائيل إقامة علاقات رسمية مع المملكة، ما يمكنها من التوسع في حصار اليمن وإيران.


ويلفت موسى إلى أن هذا المخطط يستغل العلاقات الاستراتيجية لإسرائيل في منطقة البحر الأحمر، وتحديداً في جزيرتي حنيش الكبرى والصغرى، حيث تعتبر تلك المواقع العسكرية نقطة انطلاق لتحجيم النفوذ الإيراني، خاصة عبر التنسيق الأمني والعسكري مع إثيوبيا. 


ويعتبر موسى أن التحكم في منابع مياه نهر النيل يمثل أحد الأهداف الخفية التي يسعى هذا التحالف إلى تحقيقها.


ويحذر موسى من أن هذا المقترح قد تكون له تداعيات خطيرة على الاستقرار في المنطقة، خاصة أنه يهدف إلى إشغال القيادة المصرية في قضية تهجير سكان غزة، مما قد يجبرها على اتخاذ خطوات عقابية ضد قطاع غزة وفصائل المقاومة، وهو ما قد يهدد الأمن القومي العربي.


وحول الموقف المتوقع من القمة العربية، يرى موسى أنه من الصعب التنبؤ بتوجهات الدول العربية، نظراً للعلاقة الخاصة التي تربط بعض دول القمة بالإدارة الأمريكية وإسرائيل.


ويؤكد موسى أن هناك فرصة تاريخية أمام الدول العربية لرفض هذه الضغوط، وأنه من الممكن أن تسعى هذه الدول إلى اتخاذ موقف قوي في مواجهة هذا المشروع، عبر التفاوض مع الإدارة الأمريكية لدفعها للتراجع.


ضرورة تفعيل العلاقات مع الصين ودول البريكس


ويشدد موسى على أن هناك ضرورة لتفعيل العلاقات السياسية والاقتصادية مع الصين ودول البريكس، مشيراً إلى أن هذه المرحلة تمثل فرصة لتوسيع دائرة التأثير العربي بعيداً عن الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.


ويرى موسى أن الشعوب العربية تعلق آمالاً كبيرة على الوعي العربي بمخاطر هذه المشاريع، ليس فقط على القضية الفلسطينية، بل على مستقبل الدول والشعوب في المنطقة بشكل عام.

دلالات

شارك برأيك

قمة القاهرة تحديات صعبة في مواجهة أحلام التوسع ونوازع الغطرسة

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي 2 ساعة

يا رب اتكون هذه القمة أكثر ممن صام وصام وافطر على بصلة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الإثنين 03 مارس 2025 2:04 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.6

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.07

شراء 5.05

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 754)