أقلام وأراء
الجمعة 28 فبراير 2025 8:36 صباحًا - بتوقيت القدس
محاولة (1) .. في البحث عن وسيلة للخروج من عنق الزجاجة

يشهد الشعب الفلسطيني بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية، وتنظيماته السياسية، وكذلك قضيته الوطنية العادلة، مرحلة صعبة للغاية، يمكن وصفها بالحرجة جداً، "إما أن نكون أو لا نكون"، وذلك بعد أن تكالبت علينا قوى الشر، ومن كل حدب وصوب.
ليس جزافاً القول إن واقع الحال ينذر بالشؤم، حيث اقتربنا من الوصول إلى قعر البئر، ومع ذلك، ولأنه يجب أن نكون ما نريد، مجتمعاً بشرياً صاحب قرار سيادي فوق أرضه التاريخية.
يمكننا القول، أن غالبية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، قد جاءت وليدة لخلافات ورؤى فكرية، منها من سجّل له التاريخ مشاركته الفاعلة، والبعض منها لم يواتيها الحظ بأن تكون كما وعدت في بدايتها.
لا أريد الخوض أكثر في الموضوع، كوني لست سياسياً، وسأكتفي بتناول هذا الموضوع الهام من الجانب السيكولوجي البحت.
بطبيعتي، وكانسان متشائل، حيال وضعنا الحالي ومصيرنا المستقبلي، لا زلت أرى أن هناك فسحة أمل، شريطة أن يصاحب هذا الأمل عمل جاد تسوده حسن النوايا والإخلاص، للخروج من عنق الزجاجة.
تكمن الخطوة الأولى في البدء بالذات وتطهيرها من كل سمات أمراض الأنانية والفئوية، والتقدم نحو المبادرة الذاتية، تماماً كما نفعل في صلاة الجماعة حين يطلب الإمام من المصلين بمساواة الصفوف وسد الفجوات، فترى المئات بل وعشرات الألوف قد قاموا بذلك خلال أقل من ثانية، وهذا هو المطلوب اليوم من الجميع، من منطلق من ظن بالله والآخر بالخير، فلن يخيب الله ظنه وسدّد طريقه .
أما الخطوة الثانية، فهي الالتفاف الكلي والشامل حول منظمة التحرير الفلسطينية، والتي دفع شعبنا ثمناً باهظا لتثبيتها كممثل شرعي ووحيد لشعبنا، على أن يتم فسح المجال أمام الكل الفلسطيني للانخراط بها والعمل وفق برنامجها السياسي (مما يجعل من هذا ممكناً، موقف المقاومة الإسلامية الجديد نسبياً، والمتوافق كليا مع الهدف الأسمى لمنظمة التحرير الفلسطينية والمتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وذات السيادة الوطنية الكاملة).
جماهيريا، تجيء الخطوة الثالثة والمتمثلة في ضرورة التوجه إلى نمط السلوك الجمعي بديلاً عن دوام اتباع نهج السلوك الفردي الفئوي القائم على مبدأ "مصلحتي ومصلحة قبيلتي وفصيلي أولاً، لن يتأتى ذلك من خلال الاعتقاد بأن الجماعة هي مجرد مجموعة أشخاص التقوا معاً في حيز مكاني، بل يسبق ذلك بذل جهود مكثّفة، من أجل تهيئة وبناء النفس الجماعية، الأمر الذي يتطلب الانفتاح، الإصغاء للآخر، واحترام رأيه والحفاظ على كرامته (حتى لو اختلفت معه) وتعزيز قيم الاختلاف والتعددية. سبق لنا إطلاق مصطلح على هذا :(4Ds – democracy ,dignity, dialogue & diversity)، يواكبه دوماً افتراض حسن النيّة بأن الآخر لديه هدف/ مجموعة أهداف ايجابية، لذا علينا العمل سوية لمد جسور الحوار بغية التقريب بين جميع وجهات النظر هذه، هنا نضمن مجيء المولود المنتظر سالماً ومعافى. بهذا نصل إلى تبني نهج العمل بمسؤولية جماعية، بعد أن نكون قد نبذنا نهج الإقصاء والتهميش والتبعية وردود الأفعال الانفعالية الناجمة عن دوام التشبث بالمصالح الفردية، نتيجة للانغلاق الفكري كما يقول المثل "عنزة ولو طارت".
نرى، أنه إذا ما قمنا بتذويت الهدف الوطني العام وضمان قنوات اتصال فاعلة وواضحة، دون استعلاء أو عنجهية، مع الآخر الفلسطيني، هنا نتمكن من تحريك الجماهير نحو الفعل الجمعي المخطط له والمدروس وضمان كسب ثقة الشعب بكل أطيافه.
هناك مسألة أخرى تتمثل في ضرورة الابتعاد عن الاشاعة والأخبار الكاذبة، والتي في غالبيتها يتم إعدادها وتصنيعها، إما في مطبخ الآخر المتربص بنا، أو بالإيعاز لأعوانه لصناعتها ونشرها على أكبر مستوى ممكن، كمصدر للمعلومة fake new، وبالمثل تلك التحليلات الواهمة، المخطّط لها مسبقاً، والهادفة إلى توجيه البوصلة نحو وجهتها غير الصحيحة، بهدف تأجيج الخلافات والعنف المحلي والسياسي، كبديل شاف وقاطع عن ذلك، لنستند على رؤى حقيقية يكمن مصدرها الأساس في نتائج العمل على الأرض، ورؤى الشعب، بدلاً من دوام بيع الوهم ورفع الشعارات الرنانة الطنانة، هكذا نكون قد عبدّنا الطريق نحو إيجاد القيادة المجتمعية والسياسية التي تنال ثقة الكل الفسطيني، وأرسينا أسساً للعدالة الاجتماعية واقتصاد وطني ثابت، ووأدنا حالات دوام الشك والريبة .
إن الإدراك الشامل للدوافع النفسيّة لدى كافة قطاعات وفئات المجتمعة المختلفة، والمهمشة منها هي الطريق الأولى نحو بلورة توجهات وإرشادات تقود إلى التوافق على آليات العمل بعد أن اتفقنا على مجمل الأهداف المنشودة.
نعتقد بهذا، يمكننا النجاة والخروج من حالة عنق الزجاجة التي للأسف، نعيشها منذ وقت طويل، وإن لم نتعظ، ولم نصوّب نهج عملنا، نكون تماماً كالأخسرين أعمالاً، بعد أن ضلّ سعينا، كوننا ظننّا بأننا نحسن صنعا، وفي أحسن الحالات نكون مثل هؤلاء الذين أعمالهم كسراب بقيعة، كل هذا كوننا لم ننقبل ولم نتنازل ولم نستمع لمطالب الشعب أو الحد الأدنى منها.
وفي الختام، نقول للجميع : كفّروا عن خطايكم، واستبدلوا نهجكم بالعودة إلى الشعب ومتطلباته المنطقية والحقّة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
قمباز... أبو شاويش
عمر رحال
القمة العربية هي تعبير عن تحولات النظام العربي الجديد
محمد المصري
التكيف مع السياسات الأمريكية لن يحمي أحداً من تداعياتها المستقبلية
مروان إميل طوباسي
الإدارة الأمريكية على يمين الحكومة الإسرائيلية
أحمد رفيق عوض
صمود فلسطين بدعم عربي
حمادة فراعنة
قمباز.... أبو شاويش
د. عمر رحال
صفقة وقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن: استراتيجية للمماطلة والضم وتوسيع المستوطنات وإنهاء حل...
دلال صائب عريقات
مفاجأة أوجلان.. هل تثبط استراتيجية إسرائيل
جودت مناع
فلسطين أمام وعدي بلفـور وترامـب!
نبهان خريشة
ترامب التهم زيلنسكي مباشرة على الهواء
راسم عبيدات
فشل مفاوضات المرحلة الثانية لحرب غزة
حمادة فراعنة
مشادة القرن!
ابراهيم ملحم
لا للسجن والسجّان
حديث القدس
تقدير موقف...المطلوب من حركة "حماس" لاستعادة توازن الشعب الفلسطيني وتقليص الأعباء
المطلوب إعادة هندسة العلاقات والمواقف
المحافظون يتصدرون واليسار يتراجع.. مشهد سياسي جديد في ألمانيا!
من التحديات إلى الفرص.. جدلية الفقد والتكوين في معالجة الفاقد التعليمي
ثروت زيد الكيلاني
من يحرر القلوب الثكلى من أحزانها؟!
ابراهيم ملحم
تبادل من دون تفاؤل
حديث القدس
البرد يقتل الأطفال موتًا ويقتلنا عجزًا
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
الشيخ يبحث مع وزير الخارجية السعودي التحضيرات للقمة العربية الطارئة في القاهرة

مشادة ترمب- زيلينسكي.. نهج جديد في الدبلوماسية الخشنة
تلاسن بين ترامب وزيلينسكي ينسف اجتماعهما والأخير يغادر البيت الأبيض
وكالة بيت مال القدس تطلق حملتها السنوية لشهر رمضان من قرية النبي صموئيل بالقدس

خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة تثير شكوكا بشأن الانسحاب العسكري
العراق يمنع بث مسلسل "معاوية".. والجدل مستمر
مصرع 3 مواطنين بحادث سير في رام الله
الأكثر قراءة
فنان مسرحي ومدفعجي رمضان... رجائي صندوقة .. صوت هادر على تلة القدس العالية
نتنياهو يعقد مشاورات الليلة مع عودة فريق المفاوضات من القاهرة

قرب نفاد احتياطيات إسرائيل من الغاز يكشف عن مطامعها بغاز غزة

وسط معاناة شديدة.. أهالي جنين ومخيمها يستقبلون رمضان مشردين نازحين
كاتس: نُسرِّع إنشاء مكتب لتهجير غزة ولن نغادر مخيم جنين قبل عام
ترمب يستدعي الذكاء الاصطناعي ...أحلام التهجير تتراءى في "فيديو" قصير!
الرئيس يصدر قرارا بتعيين اللواء العبد إبراهيم خليل قائدا لقوات الأمن الوطني


أسعار العملات
الإثنين 03 مارس 2025 2:04 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.6
شراء 3.58
دينار / شيكل
بيع 5.07
شراء 5.05
يورو / شيكل
بيع 3.77
شراء 3.76
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 746)
شارك برأيك
محاولة (1) .. في البحث عن وسيلة للخروج من عنق الزجاجة