Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 29 يناير 2025 8:47 صباحًا - بتوقيت القدس

القدس ورحلة الإسراء والمعراج.. تذكير بالقداسة ودروس الصمود

تأكدت القداسة والمكانة الدينية لمدينة القدس ومسجدها الأقصى في نفوس الأمة من خلال العديد من الروابط الربانية الدينية، ففيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأرض المنشر والمحشر وعلى أرضها المباركة ولأجلها كانت بطولات المجاهدين وفتوحاتهم وعهودهم بالأمان، وفي مدارسها وأروقتها تشكلت واحدة من منارات ومراكز العلم البارزة في حضارتنا الإسلامية، ودوّنت فيها الكثير من مؤلفات العلماء، وإليها كانت رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في معجزة الإسراء من مكة المكرمة، ومنها كانت معجزة رحلة المعراج الى السماء، هذه المعجزة التي جاء ذكرها في سورة الإسراء ، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، كما فُصلت العديد من آيات المعراج العظيمة في سورة النجم، فهذه المكانة الدينية للقدس الى جانب عراقتها التاريخية الضاربة في التاريخ شاهد على هويتها العربية والاسلامية، التي تحاول المخططات الصهيونية والممارسات الاسرائيلية الاستعمارية محوها بهدف تهويدها وعبرنتها واستيطانها.


إن ما نعيش نفحاته من مناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وليلتها المباركة، يدعونا إلى التدبر في دروس هذه المعجزة الإإلهية، وفي مقدمتها اليقين بأن المحن والمصاعب والتحديات، بما فيها ممارسات الاحتلال وجرائمه اليومية في فلسطين والقدس، مصيرها الزوال، وأن ثقة الانسان بخالقه ووعيه برسالته الإنسانية الحضارية في مجابهة الشر والظلم هي زاده ومصدر قوته في المواجهة والنضال ضد الظلم والاستعمار، وأمتنا العربية والإسلامية تحيي مناسباتها وكلها أمل بمستقبل السلام والعدالة والخير، وهو ما أكده جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في تغريدة لجلالته على منصة (إكس) في ذكرى الإسراء والمعراج، جاء فيها : "اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، ندعو الله عز وجل في ذكرى الإسراء والمعراج المباركة أن يعيدها بالخير على الأمتين العربية والإسلامية"، هذا الحرص الهاشمي على إحياء هذه الذكرى العظيمة يعكسه أيضاً ما نشره صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله على منصة (إنستغرام) من صورة للكعبة المشرفة في مكة المكرمة، حيث بدأت رحلة الاسراء تعلوها الآية الأولى الكريمة من سورة الإسراء، ولا شك أن هذا الفكر والمنطلق الهاشمي الثابت يعكس ادراك عميق لمدى الارتباط الجغرافي والمصيري بين أبناء أمتنا، وفي هذا السياق الهاشمي الوحدوي المرتكز إلى إرث الثورة العربية الكبرى، استذكر بهذه المناسبة العظيمة مقال صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال حفظه الله بعنوان: "حتى لا ننسى أرض الإسراء والمعراج" والذي نُشر عبر منصة أثير العُمانية، بتاريخ 7 فبراير 2024م، جاء فيه: "يجعلنا الإسراء من مكة إلى القدس أكثر إدراكاً بأن قضية فلسطين هي قضية بلاد الشام والجزيرة العربية والأمة العربية والإسلامية".


 وعلى صعيد العالمية والأخوة الإنسانية الجامعة والمفترضة بين الإنسان الحر المناصر لحقوق أخيه الإنسان الذي يتعرض للإبادة والتطهير العرقي فإن سموه يرى بأن رسالة الإسراء للعالم هي: "علينا أن ندرك أن الصلة التي أنشأتها رحلة الإسراء والمعراج بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى تؤكد أن أي تهديد أو مساس بالمسجد الأقصى وبالشعب الفلسطيني الصامد على أرضه المباركة إنما هو اعتداء على كرامة الإنسان ومساس بالمقدسات"، فالمقدسات وما تعكسه من الرحمة والطمأنية وحقوق العبادة يجب صونها وفقاً للمواثيق والقوانين الدولية والشرعية الدولية وقراراتها المتعددة والمتكررة في كافة اللقاءات والمؤتمرات، علماً أن قرارات وتقارير سابقة لعصبة الأمم، وقرارات لهيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بما فيها اليونسكو تؤكد أن المسجد الاقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف وبمساحته الكلية 144 دونماً هو ملكية إسلامية خالصة لا جدال فيها.


إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وهي تستذكر مع شعوب أمتنا الاسلامية هذه المناسبة، تؤكد أن قدس العروبة والإسراء والمعراج تعيش كل لحظة مآسي التضييق والاحتلال والاعتداءات واقتحامات المستوطنين المدعومة بحماية شرطة وجيش الاحتلال، تحتاج إلى وحدة الصف الفلسطيني والعربي والإسلامي والمجتمع الدولي لنصرتها وحماية أهلها ومقدساتها، والحفاظ على هويتها الحضارية الإنسانية الداعية للمحبة، فأرض السلام حيث المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة والوئام والتعايش تفتقد اليوم للسلام، وتعيش حالها حال غزة وكل فلسطين المحتلة الظلم والاحتلال بابشع أشكاله التي عرفت بالتاريخ.


وتبين اللجنة الملكية لشؤون القدس أن مناسبة الإسراء والمعراج هذه المعجزة النبوية تؤكد مضامينها ودروسها، وما جرى فيها من آيات عظيمة بما في ذلك إمامة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للانبياء في الصلاة في المسجد الأقصى، على ان قداسة القدس في الاسلام هي عقيدة وجوهر لا يمكن التنازل عنها أو عن أي جزء من أرض فلسطين المحتلة، هذه الأرض الطهور التي قدم من أجلها الكثير كانت وستبقى تضحيات شهداء الأردن وفلسطين والأمة كلها تعطر ثراها، تتقدمها التضحيات الهاشمية، وسيبقى الأردن شعباً وقيادة هاشمية صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند الداعم لأهلنا في القدس وغزة وكل فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.

دلالات

شارك برأيك

القدس ورحلة الإسراء والمعراج.. تذكير بالقداسة ودروس الصمود

المزيد في أقلام وأراء

غزة أسقطت مخطط التهجير يا سيد ترامب

بهاء رحال

في العيد 63 لميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني دعم ومساندة الشعب الفلسطيني مستمر

كريستين حنا نصر

حرب إسرائيل على المخيمات الفلسطينية.. إلى أين؟

حديث القدس

النازحين يبدأون العودة إلى شمال قطاع غزة

سري القدوة

التهدئة في لبنان.. الغموض سيد الموقف

راسم عبيدات

عائد إلى الشمال.. حين يكون الركامُ وطناً

أمين الحاج

إخوته هم قاتلوه!

بكر أبو بكر

هل يكفي وقف إطلاق النار لإنقاذ غزة؟

ياسر منّاع

خطة ترمب.. صفقة القرن

حمادة فراعنة

نعم لخطة ترامب، نعم للتهجير

مؤيد شعبان

تهجير الفلسطينيين.. جريمة حرب

حديث القدس

طوفان عودة النازحين من الجنوب للشمال

وليد العوض

عودة اللاجئين إلى مناطق 48

حمادة فراعنة

لكُم فرحُكم.. ولي حُزني!

بثينة حمدان

ما بين المقاومة السلمية والمقاومة العسكرية

ناجي صادق شراب

ترمب ومخططه الخطير لنقل سكان غزة لدول الجوار

سري القدوة

الضفة الغربية والفولاذ الفلسطيني

حمزة البشتاوي

جائزة الشارقة في المالية العامة: أهدافها وقِيمها، وتجربة فلسطين بالفوز بالمركز الأول

بقلم: أ. هاني أبو سنفة.

المجد يركع لكم…

حديث القدس

العودة إلى الشمال

بهاء رحال

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 528)