أقلام وأراء
الخميس 23 يناير 2025 8:30 صباحًا - بتوقيت القدس
هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة؟
من شبه المؤكد أن إسرائيل وأمريكا لن تنفذا اتفاقيات وقف إطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة. فموعد نهاية ما عرف بهدنة الستين يوماً المخالفة للقرار (1701)، والتي تنتهي ليلة الأحد صباح الاثنين القادم، والتي فعلت إسرائيل فيها من القتل والتدمير والنسف والتخريب والخروقات التي لم تتوقف يومياً، وحققت فيها ما لم تستطع تحقيقه لا في الميدان ولا في العمل العسكري، وهي تريد أن تبني وتثبت معادلات ردعية جديدة، بإقامة حزام أمني في الجنوب اللبناني، وأن تنقل ما جرى في سوريا، إبان حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بأن يقوم جيشها وسلاحها الجوي، بقصف مواقع عسكرية وحيوية ومدنية في سوريا دون رد من الجيش السوري، ما يعرف بالمعركة بين حربين، وهي تفعل ذلك أيضاً في ظل النظام السوري الجديد، دمرت معظم القدرات العسكرية والتسليحية والبحثية والعلمية السورية، ولا تتوقف عن التوغل واحتلال المزيد من الأراضي السورية، دون أي تحرك من قبل النظام الجديد.
إسرائيل تريد أن يكون لجيشها وأجهزتها الأمنية في لبنان، حرية الحركة والتدخل بذرائع شبهة التهديد العسكري والأمني، وأن من حقها أن "تسيد" و"تميد" في الأرض اللبنانية، وعدم احترام سيادتها، وأظن بأن الدولة اللبنانية، ستقول إذا لم ينفذ الانسحاب، بأنه ليس في أيدينا ما نفعله سوى الشكوى والمطالبة والضغط على الأطراف ذات العلاقة والمجتمع الدولي، ولكن هذا لن يجبر أو يدفع إسرائيل وشريكتها أمريكا على تنفيذ الاتفاق، والمقاومة والحزب اللذان وافقا على هدنة الستين يوماً على مضض. احتاجت تلك الفترة من أجل التعافي واستعادة قوتهما، ولذلك سيكون الاختبار بعد انتهاء فترة الستين يوماً، كيف ستتصرف المقاومة إزاء ذلك، وهي التي أكدت على لسان أمينها العام الشيخ نعيم قاسم وقادتها، بأن اليوم الحادي والستين ليس كما قبله، وبأنها جاهزة للرد، وهي من تقرر متى وكيف سترد، وما هو أسلوب الرد والسلاح المستخدم في الرد، وسواء ردت المقاومة أو لم ترد فهي ستتعرض للهجوم والانتقادات من قبل القوى المتأمركة والمتصهينة في الداخل اللبناني، والتي عداء البعض منها للمقاومة أشد وأكثر من إسرائيل وأمريكا، عدم الرد سيقولون، إذاً ما جدوى وجود سلاح غير سلاح الدولة اللبنانية، والرد أنهم يقامرون بأمن لبنان واستقراره لحساب أجندات خارجية، وحكاية الحزب مع هؤلاء تقول، كما يقول المأثور الشعبي، "لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير"، و"تحيرنا يا قرعه من وين نبوسك".
أما على جبهة قطاع غزة، فحجم التعارضات والخلافات والانقسامات الإسرائيلية على خلفية وقف إطلاق النار والمشاهد التي نقلت أثناء النبضة الأولى من صفقة التبادل، والتي تنذر بسقوط حكومة الحرب التي يقودها نتنياهو، والتي أجمعت على أن اسرائيل أخفقت في تحقيق أهداف الحرب، واستعادة الأسرى بدون مفاوضات، والقضاء على قوى المقاومة وإخراجها من المشهد في القطاع، سلطة ومقاومة.
هناك إجماع في داخل إسرائيل نفسها، بأنها تلقت هزيمة قاسية،على خلفيتها وخلفية اتفاق وقف إطلاق النار واتفاق صفقة التبادل، واستقال بن غفير وحزبه من الحكومة والائتلاف، وسموتريتش كان يتحضر للاستقالة، رغم كل الرشاوى التي قدمها نتنياهو لهم، بإطلاق يدهم نحو ضم وتهويد الضفة وزرعها بالمستوطنات والمستوطنين، وشن حرب وعملية واسعة، هي الأضخم نوعية وحجماً ومداً على جنين ومخيمها، وتقطيع أوصال الضفة الغربية، وتكثيف نشر الحواجز العسكرية فيها، وزيادة أعداد البوابات على مداخل القرى والبلدات والمدن في الضفة الغربية.
تداعيات وقف الحرب وتنفيذ النبضة الأولى من صفقة التبادل، وصلت إلى التدحرج نحو استقالات واسعة في المؤسسة العسكرية، لتطال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فنيكل مان، وتحملهما لمسؤولية الفشل عن عملية السابع من أكتوبر، والتي قال فنكلمان، بأن مناظر الفشل سترافقه طوال حياته.
وللتعويض عن الفشل في تحقيق أهداف الحرب في لبنان وقطاع غزة، ولتقديم الرشاوى لبن غفير وسموتريتش وقوى اليمين المتطرف والصهيونية الدينية، حرك نتنياهو جيشه نحو الضفة الغربية، من أجل صرف أنظار الداخل الإسرائيلي عن ما جرى في قطاع غزة، ومن أجل رفع الروح المعنوية والنفسية للمستوطنين هناك وإشعارهم بالأمن والأمان، وكذلك من أجل مصادرة كل مظاهر فرح الفلسطينيين بالإفراج عن جزء من أسراهم. وربما ما يجري التخطيط له أبعد من الضفة الغربية، وعندما يقول ترمب بأنه غير متيقن من أن اتفاق غزة سيصمد، ويقول سموتريتش معلقاً على استقالة هليفي، بأنه يرحب بالإستقالة، وأن يحل محله رئيس أركان قوي وهجومي، وعلينا أن نستعد لاستئناف الحرب من أجل تحقيق أهدافها، فإسرائيل على ما يبدو وبعد تيقنها، بأن أهداف حربها على الجبهتين الشمالية والجنوبية، لم تغير الواقع والمعادلات، وهي ستعود للتساكن من جديد مع المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، فهي ترى أن خيار استمرار الحرب هو الذي يجب أن تكون له الأرجحية والأولوية.
الأيام القريبة القادمة ستجيب عن هذه التساؤلات، وأعتقد أن المنطقة متجهة نحو التصعيد، وربما يتعدى ذلك الضفة الغربية، التي "الكابينت" الإسرائيلي الأمني والسياسي، أضافها إلى أهداف الحرب في اجتماعه يوم الجمعة الماضي، وما نشهده من تصعيد واسع على جنين ومخيمها، في عملية ما عرف بـ" السور أو الجدار الحديدي" هي من حيث جمها ونوعيتها غير مسبوقة، وهي حتماً ستمتد إلى بقية أنحاء الضفة الغربية، التي يجري فرض حصار شامل عليها وتقطيع أوصالها وإغلاقها، وإضافة المزيد من الحواجز والبوابات على مداخل قراها وبلداتها ومدنها، وهذا قد يدفع بالمقاومة في قطاع غزة للرد على هذا العدوان، وبما يمكن نتنياهو وترمب من التحلل من اتفاق وقف إطلاق النار، وكذلك عدم تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الشامل حتى الخط الأزرق في جنوب لبنان، مع انتهاء فترة هدنة الستين يوماً، سيدفع حزب الله للرد، وبالتالي يتحلل نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق نار يترنح.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
حكاية شعب لا ينسى
حديث القدس
الشهداء يُحررون الأحياء
عيسى قراقع
لقاء الدوحة الفلسطيني
حمادة فراعنة
حكومة التطرف وتفجير الصراع في الضفة
سري القدوة
اتـفـاق الـهـدنـة: "نـحـن الـذيـن صـمـدنـا فـي هـذه الـحـرب" تـقـول بـراء
د. ماهر الشريف
كيف يمكن للفن الفلسطيني أن يساهم في الصحة النفسية للمجتمع؟
د.سماح جبر
العَلْمانِيَّةُ في العالَمِ العَرَبِيِّ: أُفُقُ التَّجْدِيدِ أَمْ تَهْدِيدٌ لِلْهُوِيَّةِ؟
ثروت زيد الكيلاني
ملامح سياسات ترامب الخارجية الجديدة
كريستين حنا نصر
جنين أول فصول المذبحة الإسرائيلية في الضفة
حديث القدس
الاحتلال الإسرائيلي وسيناريو فرض كيان طواعي في غزة
فادي أبو بكر
آنا فرانك وهند رجب رمزان لمأساتين مختلفتين ودروس مشتركة
عمر فارس
معارك ترمب المقبلة
حمادة فراعنة
المساعدات الدولية: بين الصمود والمرونة!
أمين الحاج
من يحكم غزة بعد هذه الإبادة؟!
محمد جودة
رسائل فلسطينية لترامب
حديث القدس
جدل الانتصار والهزيمة
هاني المصري
بَحرُ غزّة..
المتوكل طه
غزة.. الكارثة والبطولة !
جمال زقوت
ما لها وما عليها
حمادة فراعنة
التسوية الإقليمية والقضية الفلسطينية في ظل الرؤية الأمريكية القادمة
مروان اميل طوباسي
الأكثر تعليقاً
الرئيس يهنئ ترامب لمناسبة أدائه اليمين الدستورية
بن غفير: نترقب عودة المزيد من المحتجزين بالقوة
ترامب يلغي العقوبات على المستوطنين ويجمد المساعدات للفلسطينيين
أبو عبيدة: شعبنا قدم من أجل حريته تضحيات غير مسبوقة خلال 471 يوما
هيئة البث العبرية: حماس قدمت هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات
نبكي جنين!
الأمم المتحدة: 92% من منازل غزة دمرت أو تضررت جراء العدوان
الأكثر قراءة
ترامب يقسم اليمين ليصبح الرئيس الأميركي 47، ويفتخر بصفقة غزة
شهيدان برصاص قناصة الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة
أبو عبيدة: شعبنا قدم من أجل حريته تضحيات غير مسبوقة خلال 471 يوما
النقد" تصدر تعليمات للمصارف للتعامل مع أقساط المقترضين المتراكمة خلال العدوان
إطلاق سراح أول دفعة من الفلسطينيين من سجون الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار
ترامب يلغي العقوبات على المستوطنين ويجمد المساعدات للفلسطينيين
هيئة البث العبرية: حماس قدمت هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات
أسعار العملات
الأربعاء 22 يناير 2025 9:11 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.55
شراء 3.54
دينار / شيكل
بيع 5.01
شراء 5.0
يورو / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%56
%44
(مجموع المصوتين 477)
شارك برأيك
هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة؟