Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الإثنين 02 ديسمبر 2024 8:37 صباحًا - بتوقيت القدس

ما الذي يجري في سوريا؟ ولماذا الآن؟.. ابحثوا عن المستفيد من عودة التصعيد!

رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

خليل شاهين: المشهد السوري الحالي يُشكل انعكاساً لتقاطع وافتراق مصالح قوى محلية وإقليمية ودولية في سياق شديد التعقيد

نزار نزال: إسرائيل تسعى الآن إلى توجيه جهودها نحو النظام السوري في محاولة لإضعاف إيران ووقف تدفق الدعم لحلفائها 

د. تمارا حداد: سوريا باتت ميداناً مفتوحاً لصراع مصالح دولية وإقليمية ما قد يؤدي لتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ لكل القوى

عماد موسى: الهدف الأساسي هو فصل سوريا عن محور المقاومة وإشغالها داخلياً لمنعها من تقديم الدعم لحزب الله في لبنان

سامر عنبتاوي: توقيت الهجوم ليس عشوائياً ويعكس تحولاً استراتيجياً بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في جنوب لبنان

 

تشهد سوريا حالة متفاقمة من التصعيد ظهر على أيدي قوى المعارضة هناك، في ظل تصارع للقوى الإقليمية والدولية، وهو ما يعكس تقاطع مصالح متعددة الأطراف في منطقة تمثل مركزاً استراتيجياً. 


ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون، في أحاديث منفصلة مع "ے"، أن الساحة السورية تشهد تحولات معقدة، وتتداخل الأجندات المتباينة للقوى الكبرى، حيث تسعى كل منها إلى تعزيز نفوذها أو تقويض خصومها، ما جعل سوريا ميداناً مفتوحاً لصراع طويل الأمد يعيد تشكيل الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط.


ويرون أن الضغوط الأمريكية والإسرائيلية تلعب دوراً محورياً في إعادة تشكيل الوضع السوري، حيث تستهدف تقويض النفوذ الإيراني والحد من تدفق الدعم إلى حلفائها في المنطقة.

 

سوريا تشهد ارتدادات لأحداث كبرى

 

يوضح الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن المشهد السوري الحالي في ظل ما تشهده من أحداث يعد انعكاساً لتقاطع وافتراق مصالح قوى محلية وإقليمية ودولية، في سياق شديد التعقيد يجمع بين تطورات داخلية ودولية. 


ويرى شاهين أن سوريا تشهد ارتدادات لأحداث كبرى، أبرزها "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، والتغيرات المرتبطة بفوز الجمهوريين ودخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما يجعل المشهد السوري امتداداً لصراع إقليمي ودولي عميق الأبعاد.


ويشير شاهين إلى أن التحولات في السياسة الأمريكية تلعب دوراً محورياً في تشكيل المشهد السوري، إذ تسعى إدارة بايدن إلى إبقاء الملفات المفتوحة لتقييد سياسات الإدارة الجمهورية المقبلة بقيادة ترامب، حيث يُعتقد أن إدارة ترامب ستعمل على "إطفاء الحرائق" التي أججتها سياسات بايدن في مناطق مثل غزة ولبنان وسوريا، حيث أضافت هذه السياسات أعباءً استراتيجية معقدة على إدارة ترمب.

 

ترمب سيواجه صعوبات في التعامل مع الملفات الموروثة

 

ويشير إلى أنه يعتقد أن ترامب سيواجه صعوبات في التعامل مع الملفات الموروثة، خاصة في ظل سعي إدارة بايدن لتسريع العمليات العسكرية في أوكرانيا بهدف إبقاء هذا الملف عبئاً على السياسة الخارجية الأمريكية المقبلة وتتحمل تبعاتها إدارة ترامب وقطع الطريق امامها لتبقي الملفات مشتعلة بدلاً من اطفائها.


وبحسب شاهين، فإنه في سوريا، تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل للضغط على النظام السوري للحد من تدفق الأسلحة إلى حزب الله، خاصة عبر اللاذقية، ورغم أن إسقاط نظام بشار الأسد ليس الهدف المباشر، إلا أن هناك محاولات لتقويض سياساته الإقليمية، بما في ذلك علاقاته مع إيران والفصائل الفلسطينية.


إضافة إلى ذلك، يوضح شاهين، أن إسرائيل تسعى لتعطيل شريان الإمدادات لحزب الله وضمان عدم استعادة الأخير قدراته العسكرية، وترى واشنطن وتل أبيب أن فتح جبهة واسعة في سوريا يمكن أن يحقق هدف تقويض دور حزب الله وإيران في المنطقة.


ووفقاً لشاهين، يتداخل المشهد السوري مع تطورات دولية، أبرزها مشروع الصين الاقتصادي "الحزام والطريق". 


ويوضح شاهين أن المشروع الصيني يواجه عراقيل أمريكية واضحة، بدءاً من استهداف مواقع استراتيجية مثل ميناء بيروت، ومحاولات تعطيل الموانئ الأخرى مثل ميناء حيفا وميناء اللاذقية، ويُعتبر الممر السوري إلى البحر المتوسط حلقة رئيسية في المشروع الصيني، ما يفسر تكثيف الضغوط الأمريكية والإسرائيلية في سوريا.


ويوضح شاهين أن العمليات العسكرية الحالية التي تقودها المعارضة السورية، بدعم أمريكي واضح، تستهدف مناطق استراتيجية مثل إدلب وحلب وحماة، مع احتمال توسعها لتشمل الساحل السوري، ويُعتقد أن هذه العمليات تستهدف عزل ميناء اللاذقية، آخر منفذ استراتيجي للصين وإيران في سوريا.


وبحسب شاهين، فإن تصاعد التوترات في سوريا يعكس محاولة أمريكية لتقويض النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، خاصة في ظل تنامي العلاقات بين الصين وروسيا وإيران. 


ويتطرق شاهين إلى سبب آخر لتشابك المصالح في سوريا واشتعالها، حيث انه في الوقت الذي تنشغل فيه روسيا بحربها في أوكرانيا، تسعى لتحقيق مكاسب ميدانية قبل تغير الإدارة الأمريكية، ما يجعل روسيا تسعى إلى تعزيز دورها في سوريا للحفاظ على حليفها في دمشق وضمان استمرار نفوذها الإقليمي.


من ناحية أخرى، يوضح شاهين أن إيران تدعم النظام السوري وحزب الله بشكل مباشر، حيث قد تشهد الفترة المقبلة إعادة توجيه الدعم الإيراني لحزب الله في مواجهة الضغوط العسكرية الإسرائيلية، كما تعكس التحركات الإيرانية والصينية رؤية طويلة الأمد لتعزيز النفوذ الإقليمي، رغم محاولات الولايات المتحدة لإضعاف هذا التحالف.


ويشير شاهين إلى أن حزب الله يواجه تحديات كبيرة بعد الحرب الأخيرة في لبنان، التي لم تنجح في القضاء عليه سياسياً أو عسكرياً، ومع ذلك، فإن الحزب قد يعيد ترتيب صفوفه لدعم النظام السوري إذا تطلب الأمر.

 

مشروع لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط

 

ويرى شاهين أن ما يحدث في سوريا يتماشى مع مشروع إسرائيلي أمريكي لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وهو مشروع واجه ضربات قوية في "طوفان الأقصى" وحرب لبنان الأخيرة، ومع ذلك، تسعى هذه القوى إلى إعادة تشكيل الوضع السوري بما يبقي الصراعات مفتوحة أمام الإدارة الأمريكية المقبلة.


ويشير شاهين إلى احتمال تمدد الصراع إلى العراق، في ظل تهديدات إسرائيلية بشن ضربات هناك، مما يعكس رؤية إسرائيلية تسعى لإعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.


ويُبرز شاهين أن المشهد السوري يمثل حلقة من سلسلة صراعات أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتبقى ملفات مثل قطاع غزة ولبنان وسوريا مفتوحة، في انتظار تطورات قد تعيد رسم توازنات المنطقة، ومع تصاعد المنافسة بين القوى الكبرى، تبقى سوريا ميداناً لصراع متعدد الأبعاد بين المصالح الإقليمية والدولية.

 

التطورات الحالية في سوريا ترتبط بتحركات قوى إقليمية ودولية 

 

يرى الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي وقضايا الصراع نزار نزال أن التطورات الحالية في سوريا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتحركات قوى إقليمية ودولية كإسرائيل والولايات المتحدة وتركيا. 


ويشير نزال إلى أن هذه القوى تلتقي مصالحها في استهداف سوريا باعتبارها "عقدة جبهات المقاومة"، ما يجعلها محوراً مهماً لأي صراع يتعلق بالنفوذ والمقاومة في المنطقة.


ويلفت إلى الزيارة غير المعلنة التي قام بها مسؤول إسرائيلي إلى تركيا قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إذ إنها قد تكون دليلاً على تنسيق مشترك بين إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا. 


ويشير نزال إلى أن هذا التنسيق يأتي في سياق رغبة هذه الأطراف في ضرب ما يُعرف بمحور المقاومة الممتد بين إيران وسوريا ولبنان، حيث تلعب دمشق دوراً محورياً كحلقة وصل بين تلك الجبهات. 


ويؤكد أن هذه التحركات تهدف إلى إحداث فوضى واسعة داخل سوريا لضرب المشروع الإيراني وتعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة.


ويشير نزال إلى أن إسرائيل ترى في النظام السوري ركيزةً أساسية لدعم جبهات المقاومة، موضحاً أن بقاء النظام السوري يعني استمرار قدرة المقاومة في غزة ولبنان على مواجهة إسرائيل. 


ويعتقد نزال أنه على الرغم من فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في المواجهات الأخيرة مع غزة ولبنان، فإنها تسعى الآن لتوجيه جهودها نحو النظام السوري في محاولة لإضعاف إيران ووقف تدفق الدعم إلى حلفائها في المنطقة. 


ويلفت نزال إلى أن التحالف التركي-الإسرائيلي المدعوم أمريكياً يعكس رؤية مشتركة لدى هذه الأطراف بضرورة تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، بما يخدم مصالحها الإقليمية.

 

تركيا ترى في الأزمة السورية فرصة لإعادة ترتيب نفوذها بالمنطقة

 

ويشير نزال إلى أن تركيا، التي حاولت في السابق تحقيق مشروع إقليمي بقيادتها، ترى في الأزمة السورية فرصة لإعادة ترتيب نفوذها في المنطقة. 


ويوضح نزال أن هناك توافقاً بين تركيا وإسرائيل حول ضرورة تقويض النظام السوري، وإن اختلفت دوافع كل منهما، بالنسبة لتركيا، فإن الإطاحة بالنظام تخدم مصالحها في تأمين حدودها الجنوبية وتقليص نفوذ الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، أما بالنسبة لإسرائيل، فإن إسقاط النظام السوري يمثل ضربة قوية لإيران ويقلص من قدرات محور المقاومة.


ويلفت نزال إلى أن بعض دول الخليج العربي لعبت دوراً في دعم المعارضة السورية، وإن كان هذا الدور أقل وضوحاً مقارنة بتحركات القوى الكبرى في المعادلة.


وفي ما يتعلق بمستقبل النظام السوري، يرى نزال أن سقوط النظام سيؤدي إلى خلخلة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط. 


ويشير نزال إلى أن غياب النظام الحالي يعني تقويض المشروع الإيراني في المنطقة، حيث ستفقد إيران دولتين محوريتين هما سوريا ولبنان. 


وبحسب نزال، فإن هذا السيناريو، إن تحقق، سيقلص من قدرة إيران على دعم حلفائها، مما سيصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة.


وعلى الرغم من ذلك، يعتقد نزال أن سقوط النظام السوري في المرحلة الحالية أمر مستبعد، لكنه لا يستبعد أي تطورات مستقبلية. 


ويرى نزال أن استمرار الصراع في سوريا سيبقيها ضحية للتنافس بين المشاريع الإقليمية الكبرى، سواء كان ذلك المشروع الإيراني أو المشروع الغربي-الإسرائيلي.


ويؤكد نزال أن ما يحدث في سوريا يعكس صراعاً عميقاً على النفوذ بين القوى الكبرى، حيث باتت المنطقة تضيق بالمشاريع المتنافسة، مما يجعل من سوريا مركزاً لصراع طويل الأمد بين هذه الأطراف.

 

التقاء أهداف دول وجماعات مسلحة على إشعال الوضع السوري

 

تؤكد الكاتبة والباحثة السياسية في الشأن الإقليمي، د.تمارا حداد أن سوريا باتت ميداناً مفتوحاً لصراع المصالح الدولية والإقليمية، حيث التقت أهداف العديد من الدول والجماعات المسلحة على إشعال الوضع السوري، مع تصاعد التعقيدات السياسية والعسكرية في المنطقة.


وتشير حداد إلى أن الولايات المتحدة وأوكرانيا تسعيان لإضعاف روسيا عبر فتح جبهة ثانية في سوريا، تزامنًا مع انشغال موسكو في حربها الأوكرانية. 


وتشير حداد إلى أن الدعم العسكري الأمريكي المقدم لأوكرانيا، بما يشمل العتاد والأسلحة التي تصل إلى العمق الروسي، يهدف إلى فرض أمر واقع ميداني على روسيا، خلال الفترة الانتقالية الأمريكية بقيادة بايدن.


وتوضح حداد أن الدعم الأمريكي والأوكراني للجماعات المسلحة في سوريا، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقًا)، يهدف إلى استنزاف روسيا عسكرياً، وإضعاف وجودها في المنطقة. 


وتلفت حداد إلى أن هذه الجماعات فد تكون تلقت تدريبات وأسلحة وطائرات مسيرة من الولايات المتحدة وأوكرانيا لتحقيق هذا الهدف.


وتؤكد حداد أن تركيا تدعم "هيئة تحرير الشام" من منطلقات مختلفة، أبرزها الضغط على النظام السوري بسبب عدم التزامه باتفاقات أستانا.


وتشير حداد إلى أن أنقرة تسعى إلى "تأديب" الرئيس السوري بشار الأسد لرفضه إعادة اللاجئين السوريين من تركيا، ولعدم اتخاذه خطوات عملية لفكفكة قوات "قسد" الكردية في شمال شرق سوريا، والتي تمثل تهديدًا أمنيًا للحدود التركية.

 

رسائل واضحة للنظام السوري بشأن تنفيذ اتفاق أستانا

 

وتوضح حداد أن دعم تركيا للجماعات المسلحة، بما في ذلك التوسع في مناطق حلب، يهدف إلى تعزيز نفوذها في سوريا وإرسال رسائل واضحة إلى النظام السوري بشأن تنفيذ اتفاق أستانا.


وتطرقت حداد إلى الدور الإسرائيلي، معتبرة أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من حالة عدم الاستقرار في سوريا، حيث أن تل أبيب تسعى إلى استهداف خطوط الإمداد الإيرانية الممتدة عبر العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، والتي تزود حزب الله بالسلاح. 


وتشير حداد إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تهدف إلى منع تصنيع أو نقل الأسلحة الإيرانية، لافتة إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي حملت تهديدات مباشرة للنظام السوري بشأن استمرار تدفق السلاح الإيراني.


كما تشير حداد إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم إنهاء نظام الأسد بسبب أزمة اللاجئين السوريين، التي أثقلت كاهل الدول الأوروبية، كما أن بعض الدول الخليجية تنسجم مع هذا التوجه بالتدخل العسكري في سوريا بهدف تقويض النفوذ الإيراني وتفكيك أذرعه العسكرية في المنطقة.

 

تفكيك وحدة ترابط الساحات في كل الإقليم وكسر أذرع إيران

 

وتعتقد حداد أن كل الهدف من الصراع في سوريا هو تفكيك وحدة ترابط الساحات في كل الإقليم وكسر أذرع ايران بشكل كلي، وإعادة رسم شرق أوسط جديد يكون مهيأ للتطبيع.


وتشير حداد إلى أن بقاء النظام السوري مرهون بالدعم الروسي والإيراني المستمر، كما أن روسيا قد تضطر إلى تقديم تنازلات أو الدخول في صفقات دولية تشمل مقايضة انسحاب روسيا من سوريا بشرط أخذ جزء من أراضي اوكرانيا بمساحة عشرين بالمئة والضغط على أوكرانيا من أجل الانسحاب من الأراضي الروسية.


وتحذر حداد من أن استمرار الصراع الحالي في سوريا قد يؤدي إلى تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ لكل القوى المتصارعة، تشمل حكماً ذاتياً للأكراد في الشمال، وآخر للمعارضة السورية، مع احتمال استبدال الأسد بشخصية موالية للولايات المتحدة. 


وتشير حداد إلى أن إزالة الأسد قد تؤدي إلى إعادة تشكيل سوريا بما يتماشى مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية، بينما سيبقى التقسيم احتمالاً قائماً إذا استمر الأسد في السلطة.


وتعتقد حداد أن الصراع السوري يعكس تقاطعاً معقداً للمصالح الدولية، حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه على حساب استقرار سوريا ومستقبل شعبها.

 

استمرارية لسياسة طويلة الأمد تهدف لتفكيك الدول العربية

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي عماد موسى أن التحركات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة ليست سوى استمرارية لسياسة طويلة الأمد تهدف إلى تفكيك الدول العربية، بدءًا من احتلال العراق وصولاً إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفق مصالح القوى الكبرى. 


ويشير موسى إلى أن هذه الإستراتيجية اعتمدت على الاحتلال المباشر، واستغلال المجموعات المسلحة، وأبرزها "داعش"، التي مارست أسوأ أشكال العنف والبطش، ما تسبب في صراعات داخلية دامية استمرت لسنوات. 

ويقارن موسى بين "داعش" وتنظيم "القاعدة"، مشيراً إلى أن الأخير تموله أنظمة عربية بدعم أمريكي، في حين أن "داعش" نُقلت لاحقًا إلى مناطق أخرى لاستكمال خطة التدمير للوطن العربي.


ويؤكد موسى أن التدخلات الغربية تهدف إلى استكمال تفكيك الدولة السورية، ومحاصرة النفوذ الروسي في المنطقة.


ويعتقد موسى أن الجماعات المسلحة التي توصف بـ"المعارضة السورية" ما هي إلا أدوات عسكرية أمريكية تهدف إلى تقسيم البلاد وخلق واقع سياسي جديد يخدم الأجندة الغربية. 


ويرى موسى أن الهدف الأساسي هو فصل سوريا عن محور المقاومة وإشغالها داخلياً لمنعها من تقديم الدعم لحزب الله في لبنان.


ويربط موسى بين التحركات الإسرائيلية في المنطقة وخطة عزل حزب الله، حيث إن المرحلة الحالية تشمل تشديد الحصار على الحزب، وإضعاف حاضنته الشعبية، من خلال استهداف البنية التحتية والخدمات الأساسية. 

 

استنساخ نموذج قطاع غزة في لبنان

 

ويشير موسى إلى أن السيناريو الإسرائيلي المحتمل يشمل استنساخ نموذج قطاع غزة في لبنان، من خلال تدمير شامل للبنية التحتية بهدف شل قدرة الحزب على المواجهة، حيث تسعى إسرائيل إلى استغلال التحولات الإقليمية والدعم الأمريكي لتحقيق مشروعها التوسعي. 


ويلفت موسى إلى أن أربيل في كردستان العراق باتت تمثل مركزاً اقتصادياً وأمنياً لإسرائيل في المنطقة، ما يعزز محاولاتها لتطويق الدول العربية وتحويلها إلى مناطق نفوذ. 


ويرى موسى أن هذا المخطط يمثل تحدياً للهوية العربية والإسلامية، حيث يتم تكريس مفهوم "الشرق الأوسط الجديد" لعقود قادمة، ما يجعل إسرائيل القوة المهيمنة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.


ويلفت موسى إلى أن الولايات المتحدة تسعى أيضاً إلى إضعاف المحور الروسي-الإيراني في المنطقة. 


ويؤكد موسى أن الاستراتيجية الغربية تشمل استنزاف روسيا في أوكرانيا، ومحاصرتها اقتصادياً، إلى جانب استهداف إيران من خلال تكثيف الضغط في سوريا واليمن ولبنان. 


ويعتقد موسى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تراهنان على تراجع الدعم الروسي والإيراني للدولة السورية، لتتمكن إسرائيل من استكمال مشروعها الإقليمي.

 

جزء من استراتيجية دولية لإعادة تشكيل النظام العالمي

 

ويشير موسى إلى أن المنطقة تقف على مفترق طرق قد يؤدي إلى تصعيد عالمي. 


ويرى موسى أن إعادة توزيع القوى في الشرق الأوسط يعتمد على مدى قدرة الأطراف الإقليمية والدولية على الصمود أمام الضغوط الأمريكية والإسرائيلية. 


ويعتبر موسى أن السيناريوهات المستقبلية، بما فيها احتمال اندلاع حرب واسعة، ستحدد شكل المنطقة لعقود مقبلة.


وبحسب عماد موسى، فإن الأحداث الراهنة ليست مجرد صراعات إقليمية، بل هي جزء من استراتيجية دولية لإعادة تشكيل النظام العالمي، حيث يتم استنزاف الموارد وإضعاف الدول العربية لإفساح المجال أمام قوى جديدة للهيمنة.

 

تطور مفاجئ في توقيته وأسلوبه

 

يرى الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أن ما يجري في سوريا في الآونة الأخيرة يشكل تطوراً مفاجئاً في توقيته وأسلوبه. 


ويشير عنبتاوي إلى أن هذا التسارع جاء مباشرة بعد وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في لبنان، وما تبعه من تهديدات واضحة أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه سوريا. 


ويعتقد أن هذه التطورات بهجوم المعارضة السورية تعكس محاولات جديدة لفرض الهيمنة الإسرائيلية-الأمريكية في المنطقة، مع التركيز على تقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة وإحياء الخلافات الطائفية التي قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي.


ويوضح عنبتاوي أن المعارضة المسلحة السورية، التي انطلقت من إدلب وحلب، تتحرك الآن باتجاه مناطق أخرى داخل سوريا، هو تطور فيه الكثير من الدلالات الاستراتيجية. 


ويرى عنبتاوي أن هذه التحركات تحمل أهدافاً بعيدة المدى، أبرزها تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة عبر تقسيم سوريا وإضعاف وحدتها الوطنية. 


ويعتقد عنبتاوي أن هذا المشروع لا يصب في مصلحة سوريا ولا الأمة العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن استمرار هذا المسار سيعود بآثار سلبية ليس فقط على سوريا، ولكن أيضاً على فلسطين والمنطقة ككل.


ويشدد عنبتاوي على أن توقيت الهجوم ليس عشوائياً، بل يعكس تحولاً استراتيجياً بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها في جنوب لبنان. 

 

إسرائيل تسعى الآن لتحقيق مكاسب في شمال سوريا

 

وبحسب عنبتاوي، فإن إسرائيل تسعى الآن لتحقيق مكاسب في شمال سوريا عبر منع تدفق السلاح والإمدادات إلى حزب الله وتقويض محور المقاومة، الذي يشكل تهديداً مستمراً للمصالح الإسرائيلية في المنطقة. 


ويشير عنبتاوي إلى أنه في حال تمت السيطرة على سوريا من قبل المعارضة المسلحة قد تؤدي إلى إضعاف الاقتصاد السوري وتعميق الخلافات الطائفية، مما يساهم في تقسيم البلاد ويضعف من قدرة محور المقاومة على مواجهة إسرائيل.


ويرى عنبتاوي أن ما يجري في سوريا يعكس صراعاً إقليمياً ودولياً كبيراً، حيث أصبحت البلاد ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى. 


ويعتقد عنبتاوي أن إيران وروسيا لن تقفا مكتوفتي الأيدي أمام هذه التطورات، متوقعاً أن تشنّا عمليات دفاعية لحماية مصالحهما الاستراتيجية في سوريا. 


ويشير عنبتاوي إلى أن إسرائيل، في المقابل، تستغل هذا الصراع لتحقيق أهدافها، بما في ذلك تعزيز نفوذها وتقويض قوى المقاومة في المنطقة.


ويؤكد عنبتاوي أن تقسيم سوريا، في حال تحقق، لن يقتصر تأثيره على الداخل السوري، بل سيمتد ليشمل لبنان وفلسطين. 


ويرى عنبتاوي أن إضعاف محور المقاومة سيؤثر سلباً على القضية الفلسطينية، حيث يشكل هذا المحور دعامة رئيسية لدعم الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. 


ويشير عنبتاوي إلى أن إشعال الخلافات الطائفية في سوريا سيؤدي إلى زعزعة استقرار لبنان، الذي يتأثر بشكل مباشر بالأوضاع في سوريا.


ويحذر عنبتاوي من أن استمرار التصعيد في سوريا دون تدخل لاحتواء الأزمة سيؤدي إلى انتشار الفوضى في المنطقة بأسرها. 


ويؤكد عنبتاوي أن احتواء الأحداث في سوريا أصبح ضرورة ملحة لتجنب تداعيات كارثية قد تمتد آثارها إلى الدول المجاورة، مما يهدد استقرار المنطقة بالكامل ويضعف جهود المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

دلالات

شارك برأيك

ما الذي يجري في سوريا؟ ولماذا الآن؟.. ابحثوا عن المستفيد من عودة التصعيد!

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 10 أيام

سوريا ستكون أفضل واقوى بغياب بشار الذي لم يطلق طلقة واحدة على اسرائيل ولم نر الطيران السوري الا على المعارضة ثم إنه يكفي حكم سوريا هو وحرقة ابيه بيد من حديد لعشرات السنين

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 11 ديسمبر 2024 9:42 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.59

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.06

شراء 5.05

يورو / شيكل

بيع 3.79

شراء 3.78

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 212)