أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 11:53 صباحًا - بتوقيت القدس
حصانة إسرائيل: هل تتلاشى؟
بقلم:د. أسعد عبد الرحمن
منذ تأسيسها في العام 1948، حصلت إسرائيل – عمليا – على حصانة استثنائية من العقاب رغم كونها نظاما عنصريا يقتل وينتهك كافة قواعد القانون الدولي. وسبب هذه الحصانة مرده إلى تقاعس المجتمع الدولي عن مساءلتها كدولة احتلال على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها ضد الفلسطينيين، في ظل “إيمان” غريب عجيب بحجج واهية، انتهت إلى المساواة بين المستَعمر والمستعمِر، الأمر الذي أدى إلى تشويه الحقيقة المؤكدة عن أن إسرائيل قوة احتلال/ إحلالي/ استعماري/ “استيطاني”، وأن من يملك حق الدفاع عن النفس وواجب مواجهة الاحتلال هو الشعب الفلسطيني.
عندما نتحدث عن إسرائيل كاستثناء، فنحن في الأساس ننظر إلى واحدة من أبشع الظواهر العالمية المنتجة لمعاداة السامية، حيث يجوز لها ما لا يجوز لغيرها. وهي “الدولة” الوحيدة التي تفلت من العقاب بل لا تساءل، محمية دوما، ولها حصانة من نوع فريد رغم كل جرائمها. وحتى لو نحن تجاهلنا الولايات المتحدة المصدر الأول لقوة إسرائيل والداعم المتواصل لها في كل الظروف، فإن “الاتحاد الأوروبي” الذي يعتبر أحد داعمي القضية الفلسطينية والمتبرع الأول للمشاريع على الأرض الفلسطينية لم يجرؤ على عقاب إسرائيل رغم أنه، تحت بند “عقوبات” الاتحاد الأوروبي، تجد عشرات البلدان حول العالم تتعرض للعقوبات من قبل “الاتحاد” وهي عقوبات متنوعة منها العسكرية والمالية والاقتصادية… الخ. لكن الطرف المفقود الذي لا يخضع لعقوبات على الإطلاق هو إسرائيل.
هذا الوضع ساد منذ العام 1948 مع تحولات إيجابية متنامية وبطيئة غير أنه في السنوات الأخيرة تسارع، وزاد حتى تعالت الأصوات خلال المعركة الأخيرة في قطاع غزة حيث بدأت إسرائيل تتعرض لهجوم كبير ومطالب تدعو إلى معاقبتها بسبب جرائم الحرب التي يقترفها جيشها ضد الفلسطينيين، جرائم سبق وأن تباهت بها أمام العالم!! وقد أثارت تصريحات ومواقف أوروبية ودولية انزعاج سرائيل، غير المعتادة على مهاجمتها. وقد كان أول تحرك من إيرلندا وتجسد بمقترح برلماني يصف المستعمرات/ “المستوطنات” في الأراضي الفلسطينية بالاحتلال، حيث أفاد وزير الخارجية الأيرلندي (سايمون كوفنيي) للمشرعين قبل تصويت البرلمان إلى أن: “حجم وسرعة وطبيعة الإجراءات الإسرائيلية بشأن التوسع الاستيطاني والنية من وراء ذلك أوصلنا إلى نقطة نحتاج فيها إلى أن نكون صادقين بشأن ما يحدث بالفعل على الأرض … إنه ضم فعلي”. وأردف: “هذا ليس شيئا أقوله أنا، أو … هذا المجلس، باستخفاف. نحن أول دولة في الاتحاد الأوروبي تفعل ذلك. لكنه يعكس القلق الكبير الذي يساورنا بشأن نية الأفعال وبالطبع تأثيرها”. وكانت إسرائيل قد استدعت السفير الفرنسي في تل أبيب لتوبيخه على خلفية التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي (جان إيف لودريان) التي صرح فيها بأن “إسرائيل ستصبح دولة عنصرية “أبارتهايد” إذا واصلت احتلالها الأراضي الفلسطينية”.
بدوره، تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا يدعو إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق سواء في الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) وداخل إسرائيل ذاتها، بخصوص جميع الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي الإنساني التي قادت إلى (أحداث) 13 نيسان/ إبريل 2021 و(الأحداث التي وقعت) منذ ذلك التاريخ، وجميع الأسباب الجذرية الكامنة وراء التوترات المتكررة وعدم الاستقرار وإطالة أمد الصراع، بما في ذلك التمييز المنهجي والقمع على أساس الهوية القومية أو العرقية أو الدينية. وحين تم التصويت بناء على طلب ألمانيا، أيدت القرار (24) دولة من أصل (47) دولة عضو في مجلس حقوق الإنسان، بما في ذلك روسيا.
كذلك، جاء طرح نواب ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، مشروع قانون يسعى لحجب مبيعات أسلحة دقيقة التوجيه قيمتها 735 مليون دولار لإسرائيل وذلك في رد فعل رمزي على المعركة الأخيرة ضد قطاع غزة. كما طالب “المشروع” بجهد أمريكي أكثر تنسيقا لوقف “العنف” ومنه “الضربات الإسرائيلية الجوية التي قتلت عشرات المدنيين في قطاع غزة”. كما امتد التضامن مع القدس وغزة إلى كبرى العواصم العالمية، حيث شهدت واشنطن وكانبرا وأوتاوا وعواصم الاتحاد الأوروبي تظاهرات حاشدة دعماً للشعب الفلسطيني، مطالبة كلها بعقاب إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين.
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
الأكثر قراءة
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 306)
شارك برأيك
حصانة إسرائيل: هل تتلاشى؟