أقلام وأراء
الإثنين 11 نوفمبر 2024 9:10 صباحًا - بتوقيت القدس
خيارات العالم العربي أمام ترامب
اختصاراً للكلام وتلخيصاً له، فإن خيارات العالم العربي – بأنظمته وهيئاته ومنظماته المحلية والإقليمية- للرد على التحديات المحتملة للفترة الثانية للرئيس الأمريكي ترامب، تتمثل في واحدة من الآتية، إما الاستسلام والتعاطي الكامل أو الجزئي مع الاشتراطات والضغوط والإملاءات، وبالتالي نحظى جميعاً بهزيمة ماحقة وساحقة ولا قرار لها، وإما المواجهة الكاملة أو المتدحرجة أو المدروسة أو المتعقلة، وذلك من خلال تفادي الضغوط أو امتصاصها أو إعادة تدويرها، أو المسارعة في تقديم الاقتراحات والمبادرات أو وضع البدائل على الطاولة، ولأن ذلك يحتاج إلى شرح طويل، أقول إن المواجهة تقتضي المسارعة إلى التنسيق الكامل بين مختلف الأنظمة العربية مهما كان بينها من خلافات واختلافات، ذلك أن ترامب الذي يفوز للمرة الثانية في لحظة استثنائية في التاريخ الأمريكي والعالمي، لا يبشر بالضرورة بإنهاء الحروب إلا على حسابنا، ولا يأتي بحلول سحرية إلا من خلال القضاء على أحلامنا، ليس هناك ما يدل على أن الرجل يأتي وهو أكثر خبرة أو تجربة أو تعقلاً، وليس من الضرورة أن نعتقد أنه رجل تسويات وصفقات، فيسارع إلى عقد صفقات معنا.
الصفقات تتم بين الأقوياء ومع أطراف متشابهة في المصلحة والضرر، وعالمنا العربي ليس قوياً وليس طرفاً يشبه الأطراف الأخرى.
أعود إلى خياريّ الاستسلام والمواجهة. خيار الاستسلام قابل للتحقق بشكل كبير، اذ أن كل نظام سيرغب في أن ينجو برقبته دون النظر الى الأطراف الأخرى، حيث كل طرف لديه مخاوفه وهواجسه ونقاط ضعفه وجوانب هشاشته، خيار الاستسلام خيار أسهل وأقل ضرراً ولذلك من الممكن أن يقع أمام أعيننا تماماً، ولنا أن نتصور كم هي الخسائر التي ستلحق بنا، نحن الفلسطينيين، بمعنى اختفاء أو التخلي عن حل الدولتين العتيد الذي يتحول إلى مستحيل كلما تقدمنا في الزمن، وكذلك إمكانية ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها والتهجير القسري والطوعي أو كليهما في القطاع والضفة والقدس، واستمرار الاحتلال بديلاً عن التسوية، وتعميق الانفصال بديلاً عن المصالحة، والبحث عن أجسام وهيئات عملية ومحلية بديلة عن الهيئات الجامعة.
الاستسلام يعني أن مشروع الاحتلال سيأخذ ما يريد من تمويل وشرعية ودوام، والاستسلام يعني العودة الى المربع الأول للصراع، الأمر الذي يعني بوضوح تفكيك أرض الشعب الفلسطيني وتفكيك أواصره وموحداته.
الاستسلام يعني تطبيعاً مجانياً وانتصاراً إسرائيلياً غربياً على منطقتنا وشعوبها بالكامل.
أما المواجهة المعتدلة المدروسة والمتدرجة فتعني برأيي الإصرار على الرؤية العربية لحل صراعات المنطقة جميعها، وعدم السماح للعدوانية والتوسع والتطرف من التقدم والانتصار. هناك مقترحات عربية متعددة، ولا أريد عرضها أو حتى إبداء الرأي حولها، فهي في نهاية الأمر تعبير عن مرحلة تاريخية معينة تخلو من القدرة والقوة والنفوذ، وربما الإرادة السياسية الحقيقية للاستفادة من معطيات الواقع ومقدرات الأمة، هناك مقترحات عربية كما قلت، سعودية ومصرية وأردنية وإماراتية، وهذا محور الاعتدال والقدرة الاقتصادية والدبلوماسية الهادئة ذات النفس الطويل والثقيل. برأيي هذه هي لحظة اختبار أخرى لهذا التيار ليثبت نفسه، ولكي يكون بديل المحاور الأخرى التي انتقدها وحاصرها طيلة الوقت. أعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة لأن يقدم الاعتدال نفسه قادراً على المرونة والتعاطي مع المخاطر والتحديات غير المسبوقة، لديه مقولاته وأدواته وبدائله، لا يكفي هذا التيار أن ينتقد أو يعترض دون أن يمتلك البديل السياسي والفكري حتى يحقق التمثيلية والشرعية والموثوقية.
هذه هي لحظة اختبار هذا التيار لوقف شلال الدم في غزة ولبنان، ولكسر هذا التوحش غير المسبوق ولكسر هذه الدائرة المجنونة من الدم والنار.
ولا نقول هذا الكلام جزافاً او اعتباطاً أو تزلفاً لأحد، اذ أن مجيء ترامب أو انتخابه رغم كل ما يجر معه من ملفات جنائية وعنصرية ما قد يقود إلى حروب داخلية وخارجية، فإن تيار الاعتدال العربي مدعوّ إلى المواجهة العاقلة، القوية، الهادئة، وإلا فإن الهزيمة ستكون عامة وطامّة، ومن لم يعتبر مما جرى على مدى 400 يوم من المذابح التي لم تهز ضمائر الغرب الاستعماري أو قلوبه، فإن من الحري أن نتوقع ذلك من إخوتنا وأشقائنا.
الخطر داهم وشديد، والقلوب وصلت الحناجر تماماً.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترف الحوار تحت وطأة جريمتي الإبادة والتطهير العرقي
جمال زقوت
صوت الأذان سيصدح في كل مكان وكل زمان
حديث القدس
التكفيريون يضربون في سوريا تنفيذاً لتهديدات نتنياهو وأطماع أردوغان
وسام رفيدي
مصير وحدة الساحات بعد اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله
اللواء المتقاعد: أحمد عيسى
"تعزيز الفوضى واستدامة الاحتلال" مشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في الشرق الأوسط
مروان أميل طوباسي
أنقرة تنوب عن تل أبيب في الحرب على سوريا
راسم عبيدات
خطط الاستيطان في غزة واستمرار الإبادة
بهاء رحال
حتى لا يدفع الفلسطينيون ثمن التسويات في الإقليم
د. أحمد رفيق عوض
لسوريا ومع سوريا
حمادة فراعنة
ولا يُنبئك مثل خبير!
اعتراف من الداخل
حديث القدس
المكلومون
بهاء رحال
معركة المواجهة بين الهزيمة والانتصار
حمادة فراعنة
النموذج اللبناني.. وضوح الرؤية ووحدة القرار
د. دلال صائب عريقات
أهميـة المشـاركة في اتخاذ القـرار
أفنان نظير دروزه
غزة في خضم الحرب: إعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا
ياسـر منّاع
اقتراح مقدم للأخ الرئيس محمود عباس
المحامي زياد أبو زياد
الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل العلاقات العامة: حقبة جديدة من الاتصال الذكي
بقلم: صدقي ابوضهير
أبرز التوجهات التقنية الاستراتيجية لعام 2025: نظرة مستقبلية
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
الصورة بكل الأوجاع!
ابراهيم ملحم
الأكثر تعليقاً
في حدث تاريخي: ملك النرويج يشارك في إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
اختتام فعالية تحكيم المرحلة الثالثة من مسابقة "ماراثون القراءة الفلسطيني الأول" في الخليل
الرئاسة تطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية
يعلون: ننفذ تطهيرا عرقيا في شمال قطاع غزة
مسؤول في "Coinbase": فوز ترامب يفتح الباب أمام تنظيم سريع للعملات المشفرة
"الأونروا": حرب الإبادة على غزة تسببت في وباء إصابات فظيعة
الأكثر قراءة
قصف مكثف للاحتلال على غزة وخان يونس يوقع 7 شهداء وعدد من الجرحى
مصدر مصري: القاهرة قدمت مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة
"رويترز": السعودية تخلت عن التوصل إلى معاهدة دفاعية مع أميركا مقابل التطبيع مع إسرائيل
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 4 شبان قرب جنين
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
بدء اجتماع حماس ومسؤولين مصريين في القاهرة
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
أسعار العملات
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 163)
شارك برأيك
خيارات العالم العربي أمام ترامب