Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 07 نوفمبر 2024 9:09 صباحًا - بتوقيت القدس

مأزق وأزمات إسرائيلية ونتائج الانتخابات الأمريكية

تأتي نتائج الانتخابات الأمريكية الليلة الماضية لتلقي بظلالها على المنطقة بل وعلى العالم، كما على الوضع الإسرائيلي وعلى التجربة السابقة من العلاقات بين الطرفين خاصة خلال العام الجاري بشكل خاص. فقد واجه الحزب الديمقراطي الأمريكي خلال فترة حكمه تحديات داخلية وخارجية عدة، انعكست في انقسامه الداخلي وتراجع شعبيته بالعديد من الولايات. فبسبب السياسات الاقتصادية والاجتماعية الداخلية والإخفاقات في السياسة الخارجية، عاقب الناخبون الأمريكيون الديمقراطيين. إلا أن فلسطين كانت حاضرة في الانتخابات خلال الأشهر الماضية بتميز، حيث تأثر الرأي العام الأمريكي بملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي القائم على الاحتلال الاستيطاني، وعلى حجم الجرائم المرتكبة بحق شعبنا، وتراجعت القاعدة الانتخابية التي لم يستطع الحزب الديمقراطي تحفيزها، بل وخسر قطاعات منها لصالح الجمهوريين.


اليوم، تقع المسؤولية علينا – نحن الفلسطينيين – لاتخاذ موقف تاريخي يعتمد على رؤية وطنية سياسية واضحة وجريئة لمواجهة المتغيرات الحالية بعيداً عن الرهان على حلول أمريكية لن تتغير كثيراً. إذ أن السياسة الخارجية الأمريكية، سواء بقيادة الجمهوريين أو الديمقراطيين، لطالما عكست انحيازاً ضد حقوق الشعب الفلسطيني.


من جهة أخرى، تتصاعد التحديات السياسية والأمنية داخل إسرائيل في مرحلة غير مسبوقة من الأزمات. فقد جاء قرار بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الدفاع يؤاف غالانت ليعكس رغبته في تحجيم المعارضة الداخلية وتقوية قبضته على الائتلاف الحكومي. وفي الوقت نفسه، يواجه المجتمع الإسرائيلي انقسامات غير مسبوقة بين التيارات الدينية المتشددة والشرائح العلمانية التي تأسست الدولة على أكتافها. فإقالة غالانت، الذي كان يُمثّل خطاً معتدلاً نسبياً داخل الحكومة رغم مسؤوليته المطلقة عن الجرائم، تعد خطوة أخرى ضمن سياسة نتنياهو لتعزيز نفوذ التيارات الدينية المتطرفة.


لكن، هذه السياسات لم تمر دون رد فعل، فقد تصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة نتنياهو وقراراته، وخرج أمس من جديد الآلاف إلى الشوارع في تظاهرات تعكس التصدع العميق داخل المجتمع الإسرائيلي.


 بالإضافة إلى ذلك، يواجه النظام تحديات أمنية جسيمة، مع تصعيد العدوان على غزة ولبنان، واستمرار القصف من حزب الله في الشمال الذي أدى إلى نزوح كبير من المستوطنات القريبة.


في ظل هذا الوضع الداخلي المعقد، يستغل نتنياهو الانشغال الأمريكي بالفترة الانتقالية هناك الآن، لتعزيز نفوذه الداخلي والمضي قدماً في تحالفه مع اليمين المتطرف. ففوز ترامب، الذي يُعرف بمواقفه الشعبوية والداعمة لإسرائيل، قد يعزز السياسات الإسرائيلية القائمة على الفكر الصهيوني المتشدد، ويمنح حكومة نتنياهو ضوءاً أخضر لمزيد من التصعيد في المنطقة. فترامب لا يُعرف بتبني موقف واضح ومعتدل، بل سبق وأن أبدى دعماً غير مشروط لإسرائيل، ما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر ضد شعبنا الفلسطيني.


ولكن، بغض النظر عن نتائج الانتخابات، فإن الديمقراطيين أيضاً لم يختلفوا كثيراً عن الجمهوريين في دعمهم لإسرائيل. فالحزب الديمقراطي دفع ثمن شراكته مع إسرائيل ومواقفه من الحرب التي يخوضونها بأوكرانيا بالوكالة وتصعيد خلافاتهم مع الصين.


إن تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، بالتزامن مع التهديدات المتزايدة بحق إيران التي تسعى لتحسين شروط مكانتها في الإقليم في غياب مشروع قومي عربي، يضع إسرائيل في موقف أمني صعب للغاية.


 لأول مرة، يعيش حوالي مليوني إسرائيلي في الملاجئ وسط تصاعد القصف المستمر واستقبال صواريخ إيرانية حديثة بدعم من روسيا. تأتي هذه التحديات الأمنية في وقت يواجه فيه النظام الإسرائيلي ضغوطاً غير مسبوقة، حيث تتعمق الفجوات الداخلية، وتزداد التهديدات الخارجية من المقاومة في لبنان وفلسطين، بالإضافة إلى الدعم الذي تحصل عليه هذه الجهات من إيران، اضافة الى العزلة الدولية المتزايدة ووقوف اسرائيل في قفص العدالة الدولية.


ويبدو أن إقالة وزير الدفاع غالانت جاءت كمحاولة من نتنياهو لصرف الانتباه عن قضايا أخرى ضاغطة، مثل الفضائح السياسية وتسريب الوثائق، وتجنباً لمطالبات متزايدة بمعالجة ملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة. كما أن استثناء المتدينين من الخدمة العسكرية وهو الأمر الذي يريده نتنياهو يثير استياء الشباب العلماني، ما يزيد الفجوة بين التيارات المختلفة داخل إسرائيل.


في ظل هذه الأزمات الإسرائيلية المتصاعدة وعودة ترامب، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام مفترق طرق تاريخي يتطلب منهم موقفاً موحداً واستراتيجية وطنية واضحة بعيداً عن الاعتماد على الأوهام الأمريكية. علينا، كفلسطينيين، أن نضع رؤى جديدة بعد تقييم ومراجعة دقيقة لسياساتنا مبنية على الوحدة الشعبية والتمثيل الوطني الحقيقي وحماية ابناء شعبنا، من خلال تمكين مكانة منظمة التحرير كممثل وحيد وإعادة الروح الكفاحية إلى حركة فتح، وتوحيد صفوفها كقائدة للتحرر الوطني، ومركزاً لحركتنا الوطنية التي تحتاج إلى الاستنهاض، وأن نبتعد عن السياسات التي تعتمد على توقع دعم خارجي لن يتحقق أو سراب أمريكي. 


فاليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تتطلب المتغيرات الإقليمية منا أن نترك أشكالاً من الانزواء التي أضرت بنا وأدت إلى تراجعات، حيث التاريخ لا يقبل الفراغ، فمكاننا هو بين فئات المجتمع، وبميدان مواجهة الاحتلال سياسياً وشعبياً حتى يقف عدوان الإبادة، ونحمي شعبنا من إرهاب عصابات جيشهم وقطعان مستوطنيهم، لنواجه تحدياتنا التي حتما ستتصاعد بوجود الشعبوي المتطرف ترامب والذي كان قد أهدى القدس كعاصمة إلى الإسرائيلين، وهو قد يتخذ قرارات أبعد من ذلك اليوم في نفس السياق لتنفيذ الرؤية الأمريكية الإسرائيلية المشتركة بالمنطقة.  مواجهتها يجب أن تتم برؤية وطنية شاملة تدرك مصالح الشعب الفلسطيني الوطنية، وتعمل على تحقيق وحدته، وثبات حقوقه على قاعدة وحدة الشعب والأرض والقضية وإنهاء الاحتلال أولاً.

دلالات

شارك برأيك

مأزق وأزمات إسرائيلية ونتائج الانتخابات الأمريكية

المزيد في أقلام وأراء

التقسيم يؤسس للترسيم

حديث القدس

عن الرسالة واختلاف أغراضها.. أسس الصراع بين الحقيقة والدعاوى

توفيق العيسى

لجنة الإسناد المجتمعي في غزة.. فرصة لتعميق الانقسام أم ضرورة تنموية؟

د. دلال صائب عريقات

إسرائيل وغلق ملفات القضية الفلسطينية !!

د. ناجي صادق شراب

سوريا بين مواجهة الإرهاب وبناء المستقبل.. أولوية التوازن بين الأمن والسياسة

مروان اميل طوباسي

محو غزة عن الخريطة

بهاء رحال

الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته على بلدان الجوار الفلسطيني

حمادة فراعنة

الاحتلال والهوية الفلسطينية: الانتهاكات الممنهجة للتراث الثقافي

د. سارة محمد الشماس

الذكاء الاصطناعي والعلاقات الرقمية: تحول شامل في نمط التواصل والاتصال

بقلم : صدقي ابوضهير، باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

هل الذكاء الاصطناعي "حرامي"؟

بقلم عبد الرحمن الخطيب، مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

بلاد الحرب أوطاني!

ابراهيم ملحم

النرويج تتضامن مع فلسطين: ملكاً وحكومة وشعباً وسفراء من كل أنحاء العالم

اياد أبو روك

تقييم متزن

غيرشون باسكن

الحل من عند رب السماء!

حديث القدس

الحـرب الإسـرائيلية عـلى لـبـنان: حـصـيـلة قـاسـيـة وهـدنة هـشـة

د. ماهر الشريف

تصريح وتغريدة يكشفان حقيقة الأطماع التركية في سوريا

وسام رفيدي

حكم الأغنياء أم حكومة الأثرياء؟

جواد العناني

هل يدمرون (الأونروا)... "دولة" اللاجئين الفلسطينيين؟

د. أسعد عبدالرحمن

نزوح تحت النيران ونيران تحرق كل مكان

حديث القدس

من لا يعرف سيدرا فليُغرق رأسه في الرمل

عيـسى قراقـع

أسعار العملات

الجمعة 06 ديسمبر 2024 8:09 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.6

شراء 3.59

يورو / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.79

دينار / شيكل

بيع 5.07

شراء 5.06

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 199)