أقلام وأراء
الجمعة 18 أكتوبر 2024 10:03 صباحًا - بتوقيت القدس
ماهي خيارات نتنياهو وأبو مازن؟؟
لم يلتق نتنياهو وأبو مازن منذ فترة طويلة، وعلى الأقل منذ تشكيل الحكومة الحالية رفض نتنياهو رفضاً مطلقاً لقاء أبو مازن ، فكيف يمكن أن نجمع بينهما من خلال هذا المقال؟ بالتأكيد السياسة والمصالح الشخصية لكل منهما تجبرهما على اللقاء، ولو من خلال قراءة للمشهد الفلسطيني والإسرائيلي.
بعد عام على السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، أصبحت إسرائيل غير إسرائيل التي نعرفها ويعرفها العالم الأوروبي وأمريكا وبريطانيا ودول الشرق الأوسط، وبالتالي نحن الآن أمام إسرائيل "بعد السقوط " أو كما يسميها نتنياهو "القيام بعد السقوط وليس القيامة"، وهذا اعتراف كامل من نتنياهو بسقوط إسرائيل بعد السابع من أكتوبر والعمل على قيامها من جديد.
فكانت سياسة نتنياهو وإعلان الحرب على قطاع غزة، وما رافقها من إبادة جماعية، وقتل 50 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء وتدمير للمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد وتدمير كل شيء في غزة حتى شبكات المياه والكهرباء حتى أصبحت غزة مكاناً غير قابل للحياة.
وبعد عام لم يتمكن نتنياهو من تحقيق أهدافه التي وضعها وهي القضاء على حماس والقضاء على يحيى السنوار ونزع سلاح المقاومة وإعادة الأسرى المختطفين أحياء إلى تل أبيب وإعادة الموتى منهم في توابيت.. هذا وعد من نتنياهو لعائلات الأسرى المختطفين الإسرائيليين. وبعد الفشل الكامل الأمني والسياسي والقانوني أمام منظومة الأمم المتحدة والقانون الدولي ذهب نتنياهو إلى الجبهة الشمالية لمحاربة حزب الله وتدمير الضاحية الجنوبية وقد نجح نتنياهو في تحقيق انتصارات معنوية ومؤقتة توجت باغتيال الشهيد حسن نصرالله، ولم تستمر نشوة الانتصار لدى نتنياهو حيث تلاشت مع دخول أول قوة إسرائيلية برية إلى الجنوب اللبناني حيث وصل أعداد القتلى في الجيش الإسرائيلي وما سمح به للنشر 30 جندياً وضابطاً إسرائيلياً وجاءت عملية بنيامينا جنوب حيفا بشن حزب الله هجوم بالطائرات المسيرة على قاعدة بينيامينا وسقوط المسيرة على قاعدة جولاني وعلى قاعة الطعام وأسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة 70 إسرائيلياً. وفشل نتنياهو حتى اليوم في إعادة مستوطن واحد الى كريات شمونة.
ويبقى السؤال المركزي: ما هي خيارات نتنياهو أمام هذا الفشل الأمني والعسكري في قطاع غزة والضاحية الجنوبية؟ وأمام ما تعرض له شعبنا في قطاع غزةـ وأمام سياسة سموتريتش: ما هي خيارات أبو مازن للعودة إلى مركز القيادة على مستوى الوطن بشكل كامل؟
أولا خيارات نتنياهو: هناك خيار واحد فقط أمام نتنياهو وهو أن يكتفي بروح الانتقام التي شنها على أهلنا في قطاع غزة ودمر كل شيء وأن يعود إلى القاهرة من أجل توقيع اتفاق سياسي مع حركة حماس بالعودة الى السادس من أكتوبر 2023 وإبرام صفقة تبادل أسرى والحديث عن آليات إعادة إعمار غزة وفتح معبر رفح أمام كل أشكال المساعدات الإنسانية وإدخال جميع مواد البناء مقابل تعهد من حماس بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل في إطار اتفاق سياسي يعيد الأمور إلى المربع الأول باتفاق سياسي يعترف به نتنياهو بدولة فلسطينية مستقلة مقابل اعتراف حماس بقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي بما فيها حل الدولتين، وتوقف نتنياهو عن الغطرسة لأن استمرار الحرب سوف يكلف نتنياهو ثمناً باهظاً في ازدياد أعداد القتلى في الجيش الإسرائيلي بدون ثمن في الوقت الذي انتهت فيه الحرب على غزة بكل المقاييس العسكرية والأمنية و السياسية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل قطاع غزة وفقاً لاتفاق إنهاء الحرب 21 مايو 2021 .
ثانيا خيارات أبو مازن: نتنياهو قال أكثر من مرة "لا مكان للسلطة الفلسطينية في غزة. أما يؤاف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي ققال: "السلطة الفلسطينية غير قادرة على إدارة و حكم غزة" واستطلاعات الراي الفلسطيني أكدت أن الشعب الفلسطيني لا يقبل بقاء الرئيس أبو مازن رئيسا للشعب الفلسطيني "ولكني أقول بأن الرئيس أبو مازن ما زال رئيس دولة فلسطين وفقا للأمم المتحدة، والبرتوكولات الدبلوماسية المعمول بها في الدول التي تعترف بدولة فلسطين.
وبالتالي، لا يمكن للرئيس أبو مازن أن يلتزم الصمت أمام ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، وما يتعرض له شعبنا في القرى الفلسطينية من عربدة المستوطنين وخطة سموتريتش لضم الضفة الغربية بالكامل، وأمام سياسة الجيش الإسرائيلي على المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية في جنين وطولكرم ونابلس وطوباس.
إذن، ما هي خيارات الرئيس أبو مازن والأوراق التي يملكها بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لمواجهة كل التحديات وسياسة القتل والتدمير التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي:
أولاً: إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، ويبدأ إعادة تشكيل عضويتها من الفصائل الفلسطينية التي لها امتداد جماهيري في الشارع الفلسطيني، وإدخال 3 أعضاء من حركة حماس وعضوين من حركة الجهاد الإسلامي، والفصائل الفلسطينية التي ليس لها امتداد جماهيري وهي معروفة عند الرئيس أبو مازن وأمامها إما الاندماج داخل حركة فتح أو الإعلان عن حل نفسها.
ثانياً: إعلان أبو مازن عن مصالحة فتحاوية واسعة ودعوة كل أبناء فتح ورموز وقيادات حركة فتح في الداخل والخارج عن إعلان توحيد حركة فتح بقيادة جديدة من خلال انتخابات يتم التحضير لها لأبناء حركة فتح في الداخل والخارج أمام العالم كله بعيداً عن الواسطات والمحسوبية والمشايخ والقبائل، انتخابات فتحاوية ديموقراطية علنية من أجل قيادة فتحاوية منتخبة تحت قيادة أبو مازن.
ثالثا: إصدار قرار رئاسي بتشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية بدلاً من حكومة محمد مصطفى، تقوم على إعادة إعمار قطاع غزة بالتوافق والشراكة مع حركة حماس في هذه الحكومة يكون أعضائها من التكنوقراط ومن الفصائل الفلسطينية التي لها امتداد جماهيري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هذه الخيارات والأوراق التي يملكها الرئيس أبو مازن سوف تمنح الرئيس القوة السياسية، وسوف تعيد لمنظمة التحرير قوتها في الشرق الأوسط . وقتها يعترف العالم كله ومعهم نتنياهو بأن منظمة التحرير الفلسطينية قادرة على إدارة غزة وحكم غزة بالشراكة السياسية مع حركة حماس والجهاد الإسلامي. وهذا يعني أن قوة الرئيس السياسية وقوة منظمة التحرير الفلسطينية لا يمكن أن يستمدها الشعب الفلسطيني من وجود الاحتلال أو قيادات فلسطينية لا يعترف الشعب الفلسطيني بوجودها في المرحلة القادمة.
وأخيرا، من ينتظر حرباً عالمية ثالثة أو حرباً إقليمية في الشرق الأوسط من هذه الحرب بين نتنياهو والشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو بين نتنياهو وجبهات الإسناد، عليه أن يعلم أن الحلول السياسية قادمة وطاولة المفاوضات قادمة لأن لا خيارات أمام نتنياهو سوى طاولة المفاوضات أمام حرب الاستنزاف التي تقودها المقاومة في غزة والجنوب اللبناني.
أما الهدف والحدث الذي يمكن أن يفجر الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأوروبا ويؤدي إلى حرب إقليمية، وربما حرب دولية فهو أصبح قريباً جداً ولكن يتوقف على سياسة نتنياهو والإدارة الأمريكية وسيبقى هذا الهدف عنوان المرحلة القادمة وعنوان المقال القادم.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترف الحوار تحت وطأة جريمتي الإبادة والتطهير العرقي
جمال زقوت
صوت الأذان سيصدح في كل مكان وكل زمان
حديث القدس
التكفيريون يضربون في سوريا تنفيذاً لتهديدات نتنياهو وأطماع أردوغان
وسام رفيدي
مصير وحدة الساحات بعد اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب الله
اللواء المتقاعد: أحمد عيسى
"تعزيز الفوضى واستدامة الاحتلال" مشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية في الشرق الأوسط
مروان أميل طوباسي
أنقرة تنوب عن تل أبيب في الحرب على سوريا
راسم عبيدات
خطط الاستيطان في غزة واستمرار الإبادة
بهاء رحال
حتى لا يدفع الفلسطينيون ثمن التسويات في الإقليم
د. أحمد رفيق عوض
لسوريا ومع سوريا
حمادة فراعنة
ولا يُنبئك مثل خبير!
اعتراف من الداخل
حديث القدس
المكلومون
بهاء رحال
معركة المواجهة بين الهزيمة والانتصار
حمادة فراعنة
النموذج اللبناني.. وضوح الرؤية ووحدة القرار
د. دلال صائب عريقات
أهميـة المشـاركة في اتخاذ القـرار
أفنان نظير دروزه
غزة في خضم الحرب: إعادة تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا
ياسـر منّاع
اقتراح مقدم للأخ الرئيس محمود عباس
المحامي زياد أبو زياد
الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل العلاقات العامة: حقبة جديدة من الاتصال الذكي
بقلم: صدقي ابوضهير
أبرز التوجهات التقنية الاستراتيجية لعام 2025: نظرة مستقبلية
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
الصورة بكل الأوجاع!
ابراهيم ملحم
الأكثر تعليقاً
في حدث تاريخي: ملك النرويج يشارك في إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
ترمب يهدد "حماس" في حال لم تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين
اختتام فعالية تحكيم المرحلة الثالثة من مسابقة "ماراثون القراءة الفلسطيني الأول" في الخليل
"رويترز": السعودية تخلت عن التوصل إلى معاهدة دفاعية مع أميركا مقابل التطبيع مع إسرائيل
عاجل: ترامب يهدد حماس بمصير جهنمي لا مثيل له إن لم تطلق سراح المحتجزين
"وول ستريت جورنال": مصر تبحث مع تل أبيب إعادة فتح معبر رفح
يعلون: ننفذ تطهيرا عرقيا في شمال قطاع غزة
الأكثر قراءة
حماس تعلن مقتل 33 أسيرا إسرائيليا وتوجه رسالة لنتنياهو
قصف مكثف للاحتلال على غزة وخان يونس يوقع 7 شهداء وعدد من الجرحى
"رويترز": السعودية تخلت عن التوصل إلى معاهدة دفاعية مع أميركا مقابل التطبيع مع إسرائيل
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 4 شبان قرب جنين
بدء اجتماع حماس ومسؤولين مصريين في القاهرة
المرسوم الرئاسي.. حاجة دستورية أم مناكفة سياسية؟
هجوم هيئة تحرير الشام على حلب نسقته إدارة بايدن مع إسرائيل وتركيا
أسعار العملات
الإثنين 02 ديسمبر 2024 9:21 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.64
شراء 3.63
دينار / شيكل
بيع 5.13
شراء 5.11
يورو / شيكل
بيع 3.83
شراء 3.8
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%55
%45
(مجموع المصوتين 171)
شارك برأيك
ماهي خيارات نتنياهو وأبو مازن؟؟