Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 16 أكتوبر 2024 8:42 صباحًا - بتوقيت القدس

‫القمة الأوروبية الخليجية.. هل تُسرّع المصالح الاقتصادية الأوروبية وتيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

رام الله- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم:

د. رائد أبو بدوية: الأوروبيون باتوا يؤمنون بعد السابع من أكتوبر بضرورة فرض حل الدولتين بدلاً من التفاوض

طلال عوكل: ‫القمة قد تخرج ببيانات إدانة وتحذيرات بلا قرارات جوهرية أو خطوات قد تُغيّر معادلة الصراع‬‬

عدنان الصباح: القمة "اقتصادية مغلّفة بالسياسة" لكن توقيت انعقادها‫ يحمل دلالات استراتيجية مهمة‬‬

‫سليمان بشارات: القمة لقراءة مستقبل الشرق الأوسط في ظل تزايد المخاوف من تطورات قد تطرأ على المنطقة‬‬

أحمد زكارنة:‫ القمة تحمل دلالات واضحة على بدء تحرك خليجي- أوروبي خارج نطاق التأثير الأمريكي ‬‬

مهند عبد الحميد: القمة قد تدعم مبادرة السعودية الهادفة لإنشاء تحالف دولي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.


يترقب العالم انعقاد القمة الأوروبية الخليجية في بروكسل اليوم الأربعاء، وسط توقعات سياسية ودبلوماسية إزاء إمكانية إحياء حل الدولتين، أو اتخاذ قراراتٍ بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، في ظل الظروف المتوترة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. 


ويعتقد كتاب ومحللون سياسيون وأستاذة جامعات، في أحاديث منفصلة لـ"ے"، أن هذه القمة تنعقد في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تصاعداً في الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، مع تركيز كبير على دور أوروبا ودول الخليج في محاولة كبح التصعيد المتزايد في غزة ولبنان أو إمكانية امتداده إلى إيران والمنطقة.


ويرون أن هذه القمة تعد جزءاً من تحركات إقليمية ودولية تهدف إلى تعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع بروز مطالب أوروبية بضرورة فرض حل الدولتين بشكل إجباري على الأطراف المعنية، بدلاً من الاعتماد على المفاوضات التي استمرت عقوداً من دون تحقيق تقدم يُذكر، ويأتي ذلك بالتزامن مع نقاشاتٍ بشأن تنظيم مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، حتى لو قوبل بالرفض من الجانبَين الإسرائيلي والفلسطيني، مع استخدام الضغوط الدبلوماسية لفرض نتائج ملموسة.


وبالرغم من الآمال المرتبطة بالقمة، فإن الكتاب والمحللين وأستاذة الجامعات الذين تحدثوا لـ"ے" يعتقدون أن إمكانية حدوث تغييرات جوهرية لا تزال محدودة، إذ تواجه الجهود الدولية عقبات متعددة، بالرغم من أن هذه القمة تعد خطوة دبلوماسية مهمة ضمن الجهود المبذولة لإيجاد حلول قابلة للتنفيذ، وسط ضغوط متزايدة على المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف حاسمة تجاه الصراع في الشرق الأوسط.


رؤية أوروبية لحل الصراع


يوضح د. رائد أبو بدوية، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية، أن الأوروبيين باتوا مقتنعين بأن إسرائيل لا تريد إقامة دولة فلسطينية، لافتاً إلى أن هناك رؤية أوروبية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أصبحت أكثر وضوحاً بعد السابع من أكتوبر. 


ويشير أبو بدوية إلى أن الموقف الأوروبي بدأ يتبلور مباشرةً بعد السابع من أكتوبر، حيث استغرق شهرين من النقاشات حتى تصل أوروبا إلى رؤية واضحة باتت جاهزة للإعلان عنها.


ويوضح أبو بدوية أن خطة أوروبية كانت قيد الدراسة منذ ذلك الوقت، تعتمد على حل الدولتين في الشرق الأوسط بموافقة أمريكية، وهذه الخطة تتضمن تنظيم مؤتمر دولي في الشرق الأوسط، حتى لو رفض الإسرائيليون والفلسطينيون المشاركة فيه، حيث يعتزم المجتمع الدولي استخدام وسائل الضغط الدبلوماسي والسياسي لفرض نتائج المؤتمر بشكل إلزامي على الأطراف.


ويؤكد أبو بدوية أن تشكيل اللجنة الوزارية العربية الإسلامية جاء في إطار هذه الجهود، حيث عقدت اللجنة عدة لقاءات مع الأطراف الأوروبية، التي بدورها تسعى إلى تنفيذ هذه الخطة، وحالياً، تتجه الجهود الدولية الأوروبية العربية والإسلامية نحو تنظيم مؤتمر دولي في مسار جاد وموثوق لتحقيق حل الدولتين، مع سلسلة من الخطوات التي تشمل اعترافات دولية متتالية بالدولة الفلسطينية، تليها إجراءات أوروبية لاحقة.


مؤتمر دولي للسلام


ويشير أبو بدوية إلى أن الأوروبيين باتوا يؤمنون بضرورة فرض حل الدولتين فرضاً، بدلاً من الاعتماد على المفاوضات التي استمرت أكثر من ثلاثة عقود دون نتائج ملموسة، وبناءً على ذلك، بدأت المحادثات حول عقد مؤتمر دولي للسلام قد يشهد إعلانه في الفترة القريبة المقبلة، بهدف فرض حل الدولتين من خلال مخرجات تحظى بتوافق عربي وأوروبي. 


ويلفت أبو بدوية إلى أن هذا الحل قد يشمل اعترافاً دولياً بالدولة الفلسطينية، مع استخدام أدوات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية للضغط، دون الحاجة إلى التدخل العسكري.


عقبتان رئيسيتان


ومع ذلك، يحذّر أبو بدوية من وجود عقبتين رئيسيتين قد تعيقان نجاح مخرجات المؤتمر؛ الأولى تتمثل في الموقف الإسرائيلي المتشدد بقيادة اليمين المتطرف، الذي يسعى إلى تنفيذ خطة الضم بدلاً من قبول حل الدولتين، والثانية تكمن في وجود حركة حماس ضمن أي حكومة فلسطينية مستقبلاً.


ويوضح أبو بدوية أن هناك لقاءات جارية بين حركتي فتح وحماس تهدف إلى تشكيل حكومة توافق وطني تمثل الشعب الفلسطيني بأكمله، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، مما قد يعزز الفرضية المتعلقة بمخرجات المؤتمر.


تصدعات واضحة في التحالف الغربي


يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن انعقاد القمة الخليجية الأوروبية، اليوم، في بروكسل وسط أجواء سياسية، يحمل في طياته رسائل متعددة حول المشهدين الدولي والإقليمي، لا سيما في ظل استمرار الحرب في المنطقة. 


هذه القمة بحسب عوكل، تأتي في وقت حساس، وتسلط الضوء على تصدعات واضحة في التحالف الغربي، الذي كان في البداية داعماً قوياً لإسرائيل منذ الأيام الأولى للحرب، لكنه بدأ يتفكك تدريجياً مع فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية. 


ويلفت عوكل إلى أنه يمكن رؤية هذا التراجع في مواقف زعماء أوروبيين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي طالب بوقف إمدادات السلاح لإسرائيل، وهو موقف يشير إلى شعور أوروبي متنامٍ بأن إسرائيل تتجه نحو التصعيد العسكري دون مراعاة لمصالح حلفائها.

ويلفت عوكل إلى وجود تراجع بالثقة عند المجتمعين بالسياسة الأمريكية بخصوص التأثير على حكومة بنيامين نتنياهو بشأن الكثير من العناوين التي تتصل بطريقه ادارة الحرب.


ويشير عوكل إلى أن الاتحاد الأوروبي يواجه معضلة كبيرة، فهو يدرك أن إسرائيل تسعى لتوسيع نطاق الحرب بطريقة قد تورطه في مسؤوليات أخلاقية وسياسية جسيمة، لا سيما في ما يتعلق بالجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين وانتهاكات القانون الدولي. 


ويعتقد عوكل أن هناك خشية في أوروبا من أن استمرار الحرب بهذه الوتيرة قد يجرّ القارة نحو تداعيات اجتماعية وسياسية داخلية، ما يعكس الضغوط المتزايدة على الحكومات الأوروبية لتغيير سياساتها تجاه إسرائيل.


توترات ملحوظة في العلاقات الأوروبية- الإسرائيلية


ويلفت عوكل إلى أن الاجتماع الخليجي الأوروبي يعكس أيضاً فقدان الثقة بالدور الإسرائيلي في إدارة الحرب بطريقة تُراعي المصالح الإقليمية، وهذه الثقة المفقودة تشمل أيضاً الدور العربي في المنطقة، حيث يرى العديد أن استمرار الحرب بات يهدد مصالحهم واستقرارهم، في ظل تراجع الوزن السياسي للعرب في إدارة الأزمات.


من جهة أخرى، يرى عوكل أن العلاقات الأوروبية الإسرائيلية تشهد توترات ملحوظة، تجلت في سلسلة من "الإهانات" التي وجهتها إسرائيل لحلفائها الأوروبيين، وأبرز هذه الإهانات كان استهداف قوات "اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى إفشال المبادرة الفرنسية الأمريكية التي كانت قد حظيت بتأييد أوروبي وعربي واسع، كما أن التصعيد الإسرائيلي المستمر، خاصة على جبهة لبنان، يتزامن مع اقتراب الرد العسكري الإسرائيلي المحتمل على إيران، ما يجعل القمة وسيلةً لمحاولة التأثير على هذه التطورات المستقبلية.


لكن على الرغم من أهمية هذه القمة، فإن عوكل يشير إلى أن التوقعات بخصوص مخرجاتها تبدو محدودة للغاية.


ولا يتوقع عوكل أن تصدر القمة قرارات جوهرية مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو تحرك ملموس نحو حل الدولتين، وذلك يعود جزئياً إلى افتقار المجتمعين إلى استقلالية القرار عن الولايات المتحدة، ما يحد من قدرتهم على اتخاذ خطوات فعلية قد تغير معادلة الصراع.


بالتالي، يرى عوكل أنه من المتوقع أن تخرج القمة ببيانات إدانة وتحذيرات، وتعاطف مع المدنيين المتضررين من الحرب، لكنها قد لا تجد أي استجابة، سواء من إسرائيل أو من واشنطن. 


وبحسب عوكل، تبدو هذه القمة، في النهاية، أقرب إلى محاولات سياسية لتبرئة الذمم، دون أن تسفر عن تغيير حقيقي في السياسات الإقليمية أو الدولية، ما يجعلها، في نظر الكثيرين، محاولة فاشلة لتحسين المواقف الأوروبية تجاه قضايا الشرق الأوسط.


رغبة أوروبية واضحة لتعزيز مكانتها الاقتصادية في المنطقة


يرى الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن القمة الخليجية الأوروبية اليوم في بروكسل تأتي وسط تطورات سياسية واقتصادية حساسة، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي لإعادة إحياء اتفاقية التجارة الحرة التجارية مع دول مجلس التعاون الخليجي.


هذه القمة، وفقاً للكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح، تعكس رغبة أوروبية واضحة لتعزيز مكانتها الاقتصادية في المنطقة، غير أنها تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حرباً إسرائيلية كبيرة في قطاع غزة ولبنان، ما يجعل البعد السياسي للقمة أكثر تعقيداً وحساسية.


إمكانية استخدام النفوذ الخليجي 


ويعتقد الصباح أن دول الخليج تمتلك أوراق ضغط قوية يمكنها استخدامها ليس فقط بالضغط على أوروبا، بل على الولايات المتحدة أيضاً، خاصة في ظل الحاجة الأوروبية المتزايدة للتعاون الاقتصادي مع الخليج. 


هذا النفوذ الخليجي، بحسب الصباح، يمكن أن يُستخدم في مقايضة القضايا الاقتصادية بقضايا سياسية حيوية، أبرزها السعي نحو وقف الحرب في غزة ولبنان. 


ويؤكد الصباح أهمية أن تُعلن الدول الأوروبية استعدادها الحقيقي للضغط على واشنطن والعمل بشكل جاد لوقف "المقتلة" الجارية في المنطقة، مشيراً إلى أن التوقيت الذي تنعقد فيه القمة يحمل دلالات استراتيجية مهمة في ظل تلك الحرب.


ويؤكد الصباح أنه على الرغم من أن السبب المعلن لعقد القمة هو تعزيز العلاقات الاقتصادية، فإن الوضع العسكري والسياسي المتفاقم في الشرق الأوسط يفرض نفسه بقوة على أجندة الاجتماع. 


ويشير الصباح إلى أن الأوروبيين، إن كانوا جادين في تحسين علاقاتهم مع دول الخليج، يمكنهم بالفعل ممارسة ضغوط ملموسة على واشنطن لتغيير موقفها تجاه الحرب في غزة ولبنان، وتحقيق تقدم في الملف الفلسطيني.


شعارات سياسية دون فعل حقيقي على الأرض


ومع ذلك، يبقى الصباح متشككاً في قدرة القمة على تحقيق تقدم سياسي ملموس، خاصة في ما يتعلق بحل الدولتين أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية على المستوى الأوروبي. 


في نظر الصباح، قد تخرج القمة بمخرجات اقتصادية فحسب، دون تحقيق أي تغيير فعلي في السياسات الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية. 


ويصف الصباح القمة بأنها "قمة اقتصادية مغلفة بالسياسة"، حيث تُطرح شعارات سياسية دون أن يقابلها فعل حقيقي على الأرض.


ويعتقد الصباح أن دول الخليج تدرك تماماً أن أي ازدهار اقتصادي أو استقرار في المنطقة لن يتحقق دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وأن استمرار تجاهل هذه القضية سيعرقل أي جهود لتحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط.


محاولة خليجية لتصدر المشهد السياسي


يعتقد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن القمة الأوروبية الخليجية تأتي في إطار الجهود السياسية لقراءة مستقبل الشرق الأوسط، والعلاقات الشرق أوسطية الأوروبية بشكل أساسي. 


ويعتبر بشارات أن هذه القمة تأتي كذلك، في سياق التطورات الميدانية والإقليمية التي شهدتها المنطقة منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، مع تزايد المخاوف من تطورات مستقبلية قد تطرأ على المنطقة.


ويرى بشارات أن هناك مؤشرات على محاولة خليجية لتصدر المشهد السياسي في الشرق الأوسط، حيث تسعى دول الخليج إلى تقديم نفسها كمحور أساسي قادر على لعب دور مؤثر في معادلات المنطقة. 


ويشير بشارات إلى أن المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة حاولت في السنوات الأخيرة تعزيز دورها الإقليمي في القضايا الكبرى، بدءاً من القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وصولاً إلى تعزيز علاقاتها الدولية مع الصين، وتركيا، وإيران، إضافة إلى الحضور في قضايا دولية كالصراع الأوكراني الروسي.


ويوضح أن هذه التحركات الخليجية تأتي في سياق الفراغ الذي خلّفه تراجع أدوار بعض القوى التقليدية في المنطقة، مثل مصر، التي كانت تلعب دوراً مهماً في القضية الفلسطينية، لكنها شهدت تراجعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة على هذا الصعيد، وبالتالي تحاول دول الخليج العربي الآن تقديم نفسها كقوة إقليمية جديدة في الشرق الأوسط.


ويشير بشارات إلى أن أهمية القمة الأوروبية الخليجية تكمن في طبيعة التغيرات الجارية في المنطقة، سواء في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو بتطورات الحدود الشمالية مع لبنان، أو التصعيد المحتمل مع إيران، وهي تطورات لها انعكاسات كبيرة على سلاسل الإمداد الغذائي والطاقة في المنطقة والعالم.


من جهة ثانية، يعتبر بشارات أنه من السابق لأوانه التعويل على إمكانية أن تؤثر هذه القمة على مستقبل حل الدولتين أو تحقيق مزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، خاصة أن الولايات المتحدة لا تزال تتصدر المشهد السياسي في المنطقة.


الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من تجاوز الدور الأمريكي


ويشير بشارات إلى أن الاتحاد الأوروبي حتى الآن لم يتمكن من تجاوز الدور الأمريكي، وأن الاعترافات التي صدرت من بعض الدول الأوروبية بشأن فلسطين هي رمزية أكثر من كونها تحمل تأثيراً سياسياً حقيقياً.


ويلفت إلى أن القضية الفلسطينية ستكون بالتأكيد مطروحة على أجندة القمة، لكن في النهاية، فإن الولايات المتحدة لن تسمح بأي تغييرات جذرية في الموقف السياسي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة. 


ويشير بشارات إلى أن الرؤية الإسرائيلية الحالية تهدف إلى فرض واقع جديد لا يمكن قبوله فلسطينياً أو من قبل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية.


ويرى بشارات أن الحديث عن فرض حل الدولتين في هذه المرحلة ما زال مبكراً، مرجحاً أن تخرج القمة بتوصيات ودعوات قد تكون مجرد تصريحات رمزية دون اتخاذ مواقف سياسية واضحة وقاطعة بشأن القضية الفلسطينية.


أهمية القمة سياسياً ودبلوماسياً ومن حيث التوقيت


يؤكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد زكارنة أن القمة الخليجية الأوروبية في بروكسل، اليوم، تعد الأولى من نوعها، وتأتي استجابة لدعوة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، لتشكيل تحالف دولي يدعم إقامة الدولة الفلسطينية. 


ويلفت زكارنة إلى أن هذه الدعوة تحمل دلالات واضحة على أن المنظومتين الأوروبية والخليجية بدأتا تتحركان خارج نطاق التأثير الأمريكي.


ويوضح أن توقيت القمة يكتسب أهمية خاصة، حيث تشهد المنطقة توسعاً في نطاق الحرب، امتد إلى لبنان، مع توقعات بأن الحرب قد تتفاقم إلى ما بعد لبنان.


ويرى زكارنة أن هذه القمة تأتي كجهد دولي لكبح هذا التوسع، من خلال تشكيل جبهة دولية واسعة تهدف إلى تعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في محاولة للحد من اندلاع جبهات قتالية جديدة، وهو ما يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.


ويشير زكارنة إلى أن هذا التوقيت يحمل رمزية مهمة، حيث يظهر رفض المجتمع الدولي، سواء في أوروبا أو الخليج، للاستمرار في النزاع الذي لا يؤدي إلا إلى قتل الأبرياء، الذي تسببه آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية والإجرامية. 


توسيع جبهة الاعترافات بدولة فلسطين


ويعتقد زكارنة أن أحد المحاور الرئيسية التي سيتم تناولها في القمة الأوروبية الخليجية هو إعادة إحياء حل الدولتين، والسعي نحو اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية، لا سيما على الصعيد الأوروبي.


ويلفت زكارنة إلى أن عدداً من الدول الأوروبية سبق أن اعترفت بالدولة الفلسطينية بشكل فردي، إلا أن الاتحاد الأوروبي ككتلة مؤلف من 27 دولة لم يحقق حتى الآن اعترافاً شاملاً، وهناك جهود حالية للضغط باتجاه اعتراف موحد. 


ويتوقع زكارنة أن فرنسا قد تكون نقطة البداية في هذا المسار، وبريطانيا بالرغم من أنها خارج الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن القمة قد تسهم في توسيع جبهة الاعترافات بدولة فلسطين.


ورغم التفاؤل المحيط بالقمة الهامة، يحذر زكارنة من أن مخرجاتها قد لا تحقق الحل النهائي فيما يتعلق بحل الدولتين، لكنه يعتبرها خطوة إضافية تبرز ضرورة توسيع الرعاية الدولية لمسار السلام، بعيداً عن الهيمنة الأمريكية الحصرية. 


ويوضح زكارنة أن هناك مطالب بإعادة تفعيل اللجنة الرباعية الدولية، للعمل على تحقيق السلام.


تطور الأمور مرتبط بنتائج الانتخابات الأمريكية


ومع ذلك، يشدد زكارنة على أن تطور الأمور مرتبط بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، فإذا فاز الديمقراطيون، قد يفتح الباب أمام تحركات جادة نحو حل الدولتين، بينما إذا عاد الجمهوريون إلى السلطة بقيادة دونالد ترامب، فمن المحتمل أن تتعقد الأوضاع بشكل أكبر. 


وفي ضوء ذلك، يرى زكارنة أن التوقعات بشأن مخرجات القمة يجب أن تكون محدودة، على الرغم من أهميتها الدبلوماسية والسياسية.


‫أهمية متزايدة‬ للقمة‫ في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة‬‬‬


يشير الكاتب الصحفي مهند عبد الحميد إلى أن العلاقات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي تكتسب أهمية متزايدة في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة التي خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية والعدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان، والذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. 


ويلفت عبد الحميد إلى أن حجم التبادل التجاري بين المجموعتين بلغ 186 مليار دولار في عام 2022، ما يجعل الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لدول الخليج بعد الصين.


ووفقاً لعبد الحميد، تشير هذه الأرقام إلى أهمية المصالح المتبادلة في مجالات السلع الاستراتيجية والأسواق، وهي عوامل تترجم إلى تعاون سياسي وجيوسياسي، حيث لا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة والأمن، وبالتالي يمكن أن يساهم هذا التعاون في الحد من حدة الصراعات الإقليمية والدولية.


ويرى عبد الحميد أن القمة الخليجية الأوروبية في بروكسل، اليوم، تأتي في وقت حساس للغاية، وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والذي امتد إلى لبنان، مهدداً بتحوله إلى حرب إقليمية شاملة. 


ويشير عبد الحميد إلى أن هذا الاجتماع مهم بشكل خاص بالنظر إلى الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للحقوق الفلسطينية الأساسية وخرق القانون الدولي، إلى جانب فشل الولايات المتحدة في وقف هذا العدوان. 


دعم مبادرة السعودية لإنشاء تحالف دولي


ويتوقع عبد الحميد أن تدعم القمة مبادرة السعودية التي تهدف إلى إنشاء تحالف دولي يشمل الدول العربية والإسلامية ودول الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.


ويؤكد عبد الحميد أن سياسة الانحياز الأمريكي المستمر لإسرائيل، إلى جانب تهاون الدول الأوروبية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، شجعا حكومة نتنياهو على الاستمرار في رفض أي حلول سياسية ووضع القضية الفلسطينية على الرف. 


ويرى عبد الحميد أن فصل القضية الفلسطينية عن اتفاقيات التطبيع مع دول عربية أدى إلى مزيد من التصعيد الإسرائيلي، حيث قامت حكومة نتنياهو بمصادرة المزيد من الأراضي، وزيادة الاستيطان، والتطهير العرقي، وتقويض السلطة الفلسطينية.


 تجاهل العالم سياسات نتنياهو كانت له نتائج كارثية


ويشدد عبد الحميد على أن تجاهل العالم سياسات نتنياهو كانت له نتائج كارثية، حيث أدى إلى تفجير الأوضاع في الضفة الغربية والقدس، وانتهى بالانفجار الأشد يوم 7 أكتوبر، الذي عرف بـ "طوفان الأقصى". 


ويلفت عبد الحميد إلى أن الأحداث أثبتت أن استقرار المنطقة لن يتحقق دون إيجاد حل سياسي يقبله الشعب الفلسطيني، ولا يمكن تحقيق السلام مع دولة تمارس نظام أبارتهايد استعماريا ضد الفلسطينيين.


ويؤكد عبد الحميد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي خرقت الاتفاقيات التجارية مع الاتحاد الأوروبي والتي تلزمها باحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، كما انتهكت الاتفاقات مع الأردن ومصر، وكذلك اتفاقيات التطبيع، من خلال ممارسة سياسات حرب ضد الفلسطينيين، ما يجعل هذه الاتفاقيات بلا قيمة حقيقية في ظل هذه الانتهاكات.


ربط أي اتفاقيات مع إسرائيل بحل شامل للقضية الفلسطينية


ويشير عبد الحميد إلى أن الدول العربية لديها مصلحة موضوعية في ربط أي اتفاقيات مع إسرائيل بحل شامل للقضية الفلسطينية، يتماشى مع مبادرة السلام العربية التي دعت إلى إنهاء الاحتلال. 


ويعتقد عبد الحميد أن إدراج قضية الاحتلال المزمن وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً إقامة دولة فلسطينية مستقلة، على جدول أعمال القمة، يُعد ضرورة، خاصة في ظل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في غزة وحملات التصفية المستمرة في الضفة الغربية.


ويلفت عبد الحميد إلى أن البيانات الداعمة للحقوق الفلسطينية ليست كافية إذا لم تقترن بتحركات عملية، ودعوة فورية لوقف الحرب، وفرض ضغوط وعقوبات على إسرائيل، إضافة إلى تقديم الدعم الاقتصادي العاجل للشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة الذي يعاني من حصار خانق وأزمة إنسانية متفاقمة.

دلالات

شارك برأيك

‫القمة الأوروبية الخليجية.. هل تُسرّع المصالح الاقتصادية الأوروبية وتيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

نابلس - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل حوالي شهر واحد

لا نتوقع أي مصالح من الدول الأوروبية والخليجية بل نتوقع الأسوء منهما

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 78)