أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 8:45 صباحًا - بتوقيت القدس
تبهيت إنتصار غزة الإستراتيجي لمصلحة من؟!
بقلم: محمد النوباني
في الوقت الذي تشكل فيه قيادة الجيش الإسرائيلي (١٤) لجنة من خبراء عسكريين محترفين للتحقيق في اسباب الهزيمة التي لحقت بإسرائيل في معركة”حارس الاسوار”سيف القدس ويذهب احد قادتهم العسكريين الكبار السابقين(الجنرال في الإحتياط رونين أيتسك) إلى حد القول بان حماس هي التي باتت تحكم القدس فإن “جهابذة” النخب ألسياسية والثقافية ألفلسطينية والعربية ومنظري الصالونات السياسية منهمكين في هذه الايام بتبهيت ذلك الإنتصار والتشكيك به والتقليل من شأنه لأنه اطاح بفكر التسوية والمفاوضات العبثية من ناحية وبين للجماهير الفلسطينية والعربية بأن المقاومة هي السبيل الوحيد الصحيح لتحرير الارض وإستعادة الحقوق.
فلأول مرة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني منذ نكبة ١٩٤٨تنشأ حركة مقاومة فلسطينية مسلحة على جزء صغير محرر من فلسطين التاريخية، هو قطاع غزة الذي لا تتعدى مساحته٣٦٥كم٢، وتستطيع بفضل شجاعة قيادتها وما راكمته من قوة،صاروخية تحديداً،ردع الإحتلال وخلق توازن رعب معه يثبت انه ضعيف وهش ومشروع إحتلاله قابل للإنهيار.
ولذلك فقد وجدنا ان قادة إسرائيل الذين أوحوا عبر وسائل إعلامهم عند إندلاع معركة “سيف القدس” بانهم يرفضون وقف إطلاق النار والعودة إلى التهدئة قبل تحقيق وفرض شروطهم على المقاومة قد لجأوا سراً إلى وسطاء إقليميبن ودوليين للضغط على المقاومة وإقناعها بقبول وقف النار حتى لا يؤدي إستمرار القصف الصاروخي الفلسطيني للتجمعات السكانية الإسرائيلية إلى تقويض اهم ركيزة من ركائز المشروع الصهيوني وهي ركيزة الهجرة اليهودية التي تعتبر بالنسبة لهم قضية حياة او موت.
وحتى اوضح اكثر فإن الهدف الصهيوني بتجميع يهود العالم إقليمياًفي فلسطين المحتلة يتطلب إقناعهم بأن آسرائيل هي المكان الوحيد الآمن بالنسبة لهم، فإذا ما ضرب هذا المرتكز الهام ضرب المشروع الصهيوني من جذوره.
ولذلك فإنني لا ابالغ إن قلت بأن إنتصار مقاومة غزة،الذي هو إنتصار لكل الشعب الفلسطيني، قد عمق وسيعمق من حالة الازمة وعدم الإستقرار السياسي والإجتماعي والديني والإثني التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي مما سيؤدي آجلاً ام عاجلاً لحدوث توترات وصراعات داخلية عنيفة قد تفضي حتى إلى حرب اهلية.
وغني عن القول ان هناك سببين لذلك الأول هو تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية بشكل خاص وقوة محور المقاومة في المنطقة بشكل عام والثاني هو عجز إسرائيل عن القيام بالدور الوظيفي الذي إستزرعتها الإمبريالية وآل روتشيلد من اجله في قلب الشرق الاوسط وهو جني الارباح و ضرب حركات التحرر الوطني في المنطقة وعرقلة الوحدة العربية وضرب اية قوة عربية او إسلامية تحمل مشروعاً تهضوياً وتفكر بالتمرد على الهيمنة الغربية.
بكلمات اخرى فإسرائيل هي الدولة المعسكر او الجيش الذي أنشئت من اجله دولة وبمنعها من التوسع وممارسة الغزو وبشل مقدرتها على شن الحروب تفقد مقدرتها على البقاء والإستمرار.
وهذا ما لا يدركه ولا يريد ان يدركه المستسلمون والمنبطحون الفلسطينيون والعرب لان جل ما يهمهم هو رضى امريكا وآسرائيل عنهم.
المزيد في أقلام وأراء
أسرى فلسطين في معسكرات الموت
حديث القدس
الفلسطينيون بين وعيد ترمب بالجحيم وسعي نتنياهو لـ"النصر المطلق"
اللواء المتقاعد أحمد عيسى
البدائل الوطنية الديمقراطية.. مفتاح التغيير الحقيقي بالمنطقة ولمواجهة الاحتلال
مروان اميل طوباسي
قد تتوقف الإبادة ولكن !
بهاء رحال
رحيل عيسى الشعيبي
حمادة فراعنة
أمريكا تؤسس لعالم جديد وعنيف
د. أحمد رفيق عوض
آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ
ثروت زيد الكيلاني
حلحلة الانسداد السياسي في لبنان و سوريا، مؤشر لشرق عربي مشرق
كريستين حنا نصر
بوادر اتفاق تلوح بالأفق!
حديث القدس
الدبلوماسية العامة والمؤثرون.. أداة قوة ناعمة
دلال صائب عريقات
هل تصل الفاشية الرأسمالية الغربية إلى الحكومات العربية؟
عبدالله جناحي
جابوتنسكي ونظرية الأمن الإسرائيلي
أسماء ناصر أبو عيّاش
هل كانت لداود مملكة في هذه البلاد؟!
تيسير خالد
منطق استعماري قديم
حمادة فراعنة
الأسرى يتعرضون للتنكيل والتعذيب الدائمَين
بهاء رحال
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
د. علي الجرباوي
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية -(الحلقة الثانية)
د. علي الجرباوي
المفتول الفلسطيني من يد الحاجة أم نزار العيسة
بهاء رحال
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
د. اياد البرغوثي
كيف يُغيّر الذكاء الاصطناعي حياة الأطفال؟ التأثيرات الإيجابية والمخاطر المحتملة
بقلم / صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
الأكثر تعليقاً
دروس "الطوفان" وارتداداته(2) السياسي يربك الثقافي
ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلوس إلى 11 شخصا
المالية: سيتم صرف رواتب الموظفين فور تحويل أموال المقاصة
غضب واسع من فشل احتواء حرائق لوس أنجليس
قلقيلية: الاحتلال يهدم منزلاً ومحلاً تجارياً ومنشأة زراعية ويجرف أراضي
بايدن: أحرزنا تقدم حقيقي نحو صفقة تبادل الرهائن
المسجد الأقصى في دائرة الخطر: جرائم الاحتلال مستمرة بلا توقف
الأكثر قراءة
الاحتلال سيستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء
الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين
الجيش الإسرائيلي: عثرنا على جثة حمزة الزيادنة داخل نفق في رفح
ترمب و"تسوية الحدّ الأدنى" للقضية الفلسطينية: قراءة استشرافية (الحلقة الثالثة والأخيرة)
"الاتصالات" تحذّر من توقف تدريجي للخدمة في غزة بسبب نفاذ الوقود
الجيش الإسرائيلي: امرأة وابنها قتلا في "غلاف غزة" في 7 أكتوبر بنيران قواتنا
مجلس النواب الأميركي يصوّت بمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية
أسعار العملات
الأربعاء 08 يناير 2025 9:02 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.78
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 405)
شارك برأيك
تبهيت إنتصار غزة الإستراتيجي لمصلحة من؟!