Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 24 سبتمبر 2024 12:16 مساءً - بتوقيت القدس

زنزانة خانقة

هذا هو الوصف الدقيق الذي قالته الملكة رانيا بحق قطاع غزة الذي تحول – وفق وصفها - من سجن مفتوح إلى زنزانة خانقة:


 "بعد 17 عاماً من الحصار العسكري و12 شهراً من الحصار شبه الكامل، نفذت مواردهم وقدرتهم على التحمل، نفذت خياراتهم، كل ما تبقى لهم هو خيارات مستحيلة ومشينة:


هل يلجأوا إلى مدن من خيام مكتظة غير آمنة، أم يبقوا في منازلهم ويخاطروا بأرواحهم؟ هل يسمحوا لأطفالهم العطشى بشرب مياه ملوثة، أم يحرموهم حتى من ذلك الفرج المؤقت؟ هل يخاطروا بحياتهم لاستعادة جثث أحبائهم من تحت الأنقاض، أم يتركوها لتتحلل حيث سقطت؟؟"


وتتابع الملكة الرصينة الحازمة دافئة القلب في تعبيرها عن معاناة الشعب الفلسطيني بقولها:


"عندما أنظر إلى غزة اليوم، لا أرى إلا خيارات زائفة، إما موت سريع بقنابل ورصاص، أو موت بطيء من الجوع والمرض، لا يوجد إحتمالات، بل حتميات فقط" .


بهذا الوصف الإنساني الذي يحمل وجع الألم لشعب يتعرض للظلم والاحتلال، ووجع من يتعاطف معه، فتنقله الملكة الهاشمية بحس إنساني أمام مؤتمر دولي شبابي في كندا، حاملة رسالة الأردنيين، رسالة من يتابع بدقة، حاملة الهم الفلسطيني إلى المجتمع الدولي الذي تُحمله مسؤولية ما يجري في فلسطين.


وتقول الملكة النبيلة:


"في غزة، العقاب الجماعي هو الهدف، فالحصار هو الحرمان المتعمد: حرمان كل رجل وامرأة وطفل من كل ما هو ضروري لاستدامة الحياة، على أمل أن تؤدي المجاعة والمرض والإحباط إلى الهزيمة، وهذه الاستراتيجية هي بقايا إرث من حروب الماضي، مُضاعفة بأسلحة العصر الحديث".


والصورة الأبلغ التي قدمتها الملكة الهاشمية أمام العالم:


"كالكثيرين حول العالم، صُدمت من مشاهد التدمير في غزة، في كانون الثاني، عندما أمرتْ محكمة العدل الدولية إسرائيل –المستعمرة- بعدم ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية في غزة، كان ثلث المباني قد تضرر أو دُمر بالكامل.


ومنذ ذلك الحين، تضاعف ذلك الرقم.


اثنان من كل ثلاثة مبانٍ في غزة غير صالحة للسكن، تم استهداف البيوت والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والبنى التحتية، تخيلوا ما يقارب مليوني شخص، أكثر من إجمالي عدد سكان مدينة مونتريال، يهربون للنجاة بحياتهم، وليس معهم سوى الملابس التي يرتدونها وأطفالهم المصدومين في أحضانهم، تخيلوا عائلات محصورة في مدن مكتظة من الخيام، مع وجود 24 ألف شخص في كل كيلومتر واحد، وأكثر من 4 آلاف شخص لكل مرحاض.


لطالما وُصفت غزة بأنها سجن مفتوح، اليوم أصبحت زنزانة خانقة، بدون مياه للشرب، ناهيك عن عدم توفر غسل اليدين، تنتشر الأمراض كالنار في الهشيم: التهاب الكبد، الجرب، وشلل الأطفال".


الملكة رانيا لم تُجامل أحداً وهي تخاطب شعوب كندا والولايات المتحدة وأوروبا بقولها عن الأسوأ، من كل ما يجري وهو:


" السماح بذلك، والاستمرار في تقديم الغطاء العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لإسرائيل، مع أن محكمة العدل الدولية، والجمعية العامة للأمم المتحدة، أكدتا الحقيقة التي طالما عرفها الكثيرون منا: وجود إسرائيل –المستعمرة- في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويجب أن ينتهي، ولذلك نستحق نظاماً عالمياً يُقابل جرائم الحرب والإنتهاكات بالعواقب، لا بالاستثناءات".


رسالة الملكة رانيا للمجتمعين في مونتريال الكندية:


" أحثكم على قراءة تاريخ هذا الصراع –الفلسطيني الإسرائيلي- حاولوا أن تتخيلوا واقع الحياة تحت وطأة الاحتلال، تعرفوا على روابط الفلسطينيين العميقة بالأرض وأشجار الزيتون التي ورثوها عن أجدادهم، تمحصوا في الرواية السائدة، توصلوا إلى استنتاجات خاصة بكم، وأكثر دقة، وساهموا في دفع العالم نحو الاتجاه الصحيح، وعندها ستكون خياراتكم صعبة:


هل ستقفون مع القانون أم الفوضى؟ مع المساءلة أم الإفلات من العقاب؟ مع الحياة أم الموت؟ هل ستختارون النظر إلى الشعب الفلسطيني كما هو، كبشر، أم كأناس أقل شأناً، لا يستحقون حقوق الإنسان التي نتمتع بها".


جلالة الملكة رانيا قدمت رسالة الأردنيين والعرب والمسلمين والمسيحيين، ولهذا لها التقدير على نُبل ما قدمت، ولا شك أن ما قدمته من وعي وإدراك في إجادة الوصف وتحديد صورة المشهد والمعاناة، تكون قد أكملت الموقف السياسي الذي يقوده رأس الدولة الأردنية، برسالة إنسانية لها الاعتبار والاستحقاق والرفعة.


جلالة الملكة رانيا: شكراً على ما فعلت وقدمت. 

 

دلالات

شارك برأيك

زنزانة خانقة

المزيد في أقلام وأراء

وتستمر الحرب على غزة!

حديث القدس

هل ستسود العدالة في فلسطين حقاً؟!

جمال زقوت

"العداء للسَاميّة "واحتكار "صورة الضحيّة" نحن العرب ساميّون بامتياز فلماذا نُتّهم بالعداء للسامية؟

المتوكل طه

لجنة إسناد أم تشكيل جديد يعمّق الانقسام؟

هاني المصري

يا رب أوقف شتاءك على غزة

بهاء رحال

احتدام الصراع الدولي

حمادة فراعنة

الشتاء.. فصل من المعاناة في غزة

حديث القدس

أي شرق نريد؟

إياد البرغوثي

مجرما حرب

بهاء رحال

ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الاحتلال؟

راسم عبيدات

بانتظار الجهد العربي والإسلامي

أحمد رفيق عوض

خطوة على طريق الانتصار

حمادة فراعنة

التربية والتراث.. قوة الانتماء في مواجهة التحديات

د. سارة محمد الشماس

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 115)