تحمل المجازر المروعة المتتالية التي استهدفت مدارس النزوح في مخيم الشاطئ أمس، ومدرسة الفلاح بحي الزيتون أول من أمس، وما سبقهما من مجازر مشابهة، خلّفت عشرات الشهداء ومئات الجرحى، تحمل تلك المجازر بصمات "خطة الجنرالات"، التي قُدّمت لنتنياهو كوصفةٍ سحريةٍ تُمكّنه من تحقيق "نصره المطلق" في حربه المجنونة، التي شارفت على طيّ عامها الأول، في متوالية الدماء والدمار التي لا تتبدى أيّ بوادر لنهايتها.

نقول إن حرب نتنياهو هي على الأطفال اليتامى والنساء الثكالى، وعلى جميع الناس وما لديهم من ممتلكات، وعلى مراكز تقديم الخدمات من مخابز ومستشفيات، ومحطات المياه والكهرباء، وغيرها من مُمكنات الحياة التي تؤمّن لهم البقاء.

في الحرب المجنونة، لم يتبقّ بيتٌ في القطاع إلا وفقد عزيزاً غالياً، بينما بات الجميع في خيام النزوح سواء، وأُبيدت عشرات العائلات عن بَكرة أبيها، وخرجت من السجل المدني.

من يقرأ "خطة الجنرالات" تتضح له أهداف ما يجري اليوم في شمال القطاع من عمليات تقتيل، لإجبار المعتصمين في مدارس الإيواء على الرحيل، وهو الهدف الأساس الذي تقوم عليه تلك الخطة التي تتعامل مع البشر تعاملها مع الحجر.

الإزاحة بالنار والدمار للكتلة السكانية المتكدسة في الشمال باتت الشغل الشاغل لنتنياهو. وبالرغم من أن أحداً من قادة إسرائيل لم يعلن موعد تطبيق تلك الخطة، فإن المجازر اليومية، بمشاهدها المرعبة، تخبرنا أنها وُضعت موضع التطبيق الدموي مع نحو نصف مليون مواطن يكابدون آلام الجوع والقتل والترويع.

أوقفوا العدوان الآن!