فلسطين

الأحد 15 سبتمبر 2024 2:28 مساءً - بتوقيت القدس

مفتي القدس لـ"القدس": على الأمتين العربية والإسلامية الاضطلاع بواجباتهما تجاه مسرى النبي

القدس - خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم

مفتي القدس والديار الفلسطينية يتحدث لـے بمناسبة المولد النبوي الشريف

ليست ذكرى مولد فرد فقط بل ميلاد أمة عظيمة ويجب عليها أن تنهض من جديد

لا نهوّل أو نبالغ حينما نقول إن الأقصى يتعرض لأخطار حقيقية ووجودية

لو كانت الأمة ملتزمة بأخلاق النبي فإن هذه المذابح في فلسطين ما كانت لتحدث

المسلم أخو المسلم ولا يجوز أن يتركه يُستباح دمه وماله وأرضه وحقوقه من الأعداء

 

 

قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إن حال الأمة اليوم مع الأسف الشديد مؤلم، في ظل استمرار دولة الاحتلال في حربها المسعورة على أبناء قطاع غزة والضفة الغربية، وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من أذى وتدنيس من قبل غلاة التطرف والعنصرية في إسرائيل.  


وأضاف المفتي في حديث لـ"القدس" لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف: نحن نقف مع ذكرى المولد النبوي الشريف، هذه الذكرى العظيمة ونستذكر كل مراميها وكل أهدافها وكل معانيها، ولكن مع الأسف نشعر بالألم الشديد لهذه الفرقة والتشرذم والتفرق لهذه الأمة، حيث يتعرض المسجد الأقصى للاقتحام والتدنيس إضافة إلى ممارسة طقوس تلمودية توراتية على المسجد الأقصى المبارك، والذي لا يحق بطبيعة الحال لكائن من كان غير المسلمين أن يمارسوا عباداتهم وصلواتهم ورباطهم وجلوسهم فيه. 


وتابع المفتي : إن ما نراه اليوم، مثلاً في فلسطين، هو المعركة وهذه الحرب المجنونة التي تشن على الأرض الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية، في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، مدناً وقرى وأريافاً ومخيمات وأغواراً، والقدس، واستهداف المسجد الأقصى على وجه الخصوص في هذه الظروف، يؤلم ويجرح قلب المؤمن، ويجرح قلب كل عربي ومسلم. 


وأكد الشيخ حسين أن "المسلم يشعر بخيبة أمل من ردود الفعل أو من المواقف التي تقفها الأمة الإسلامية اليوم، وهي تمر بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم. وبالتالي، نسأل الله سبحانه وتعالى ببركة هذه المناسبة الجليلة أن يعيد هذه الأمة إلى مجدها الغابر وإلى مجدها الحقيقي، وأن يعيد هذه الأمة إلى وحدتها، وأن يعيد هذه الأمة إلى توحدها خلف سنة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال الله فيه: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".

 

 

معاني ودلالات ذكرى المولد النبوي الشريف

 

وفيما يلي نص اللقاء مع مفتي القدس والديار الفلسطينية:


* سماحة المفتي، هل لك أن تخبرنا عن المعاني التي تنطوي عليها المناسبة العطرة في ظل أوضاع العرب والمسلمين المتشرذمة؟


-  في هذه الذكرى العطرة، هذه الذكرى الجليلة والعظيمة، وهي مناسبة وذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، نستطيع القول بأنها ليست مولد فرد فقط، بل هي مولد أمة. النبي صلى الله عليه وسلم هو أكرم خلق الله، وأفضل خلق الله، وأحب خلق الله إلى الله، وكل هذه المعاني العظيمة متوفرة وموجودة في النبي صلى الله عليه وسلم، وهو رحمة للعالمين كما قال الله سبحانه وتعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".


إذن، هو ليس رحمة لأمة المسلمين فقط بل للعالمين جميعاً. ولذلك، كل هذه المعاني مجتمعة في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، في شخص النبي صلى الله عليه وسلم. فهو كما قلنا مولد فرد لكنه مولد أمة، مولد هذه الأمة العظيمة، أمة التوحيد، أمة الإسلام، أمة القرآن أمة المصطفى عليه الصلاة والسلام. وبالتالي، مولد النبي يمثل مولد هذه الأمة."


حينما ننظر إلى هذه الأمة التي شكرها الله سبحانه وتعالى ومدحها بقوله: "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، هذه الأمة التي نصها القرآن الكريم بأنها ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)


 إذن، أمة هذه صفاتها، هي أمة خاتمة وأمة موحدة وأمة خير البرية، صلى الله عليه وسلم، وأنها الأمة الخاتمة مع النبي صلى الله عليه وسلم. فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبوات وخاتم الرسالات، كذلك أمته خاتمة. وبالتالي، على هذه الأمة أن تسير على أثر وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم. 


إن حال الأمة اليوم مع الأسف الشديد مؤلم. ونحن نقف مع هذه الذكرى العظيمة ونستذكر كل مراميها وكل أهدافها وكل معانيها، مع الأسف نشعر بالألم الشديد لهذه الفرقة والتشرذم والتفرق لهذه الأمة. كنتم خير أمة، وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، مع الأسف الشديد بأنها أمة غثائية أيضاً.


 ذكر كيف نكون يا رسول الله؟ قال: "كثيرون ولكنكم غثاء كغثاء السيل". ولعل هذه الحالة اليوم التي تمر بها الأمة الإسلامية من التفرق والتشرذم وعدم الوحدة والابتعاد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الذكرى العظيمة التي هي ذكرى استنهاض لهذه الأمة، يتألم المؤمن ويبكي دماً وليس دمعاً على الأحوال التي آلت إليها الأمة.


إن ما نراه اليوم، مثلاً في فلسطين، هذه الحرب المجنونة التي تشن على الأرض الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية، في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، مدن وقرى وأرياف ومخيمات وأغوار، وفي القدس، واستهداف المسجد الأقصى على وجه الخصوص في هذه الظروف، يؤلم ويجرح قلب المؤمن، يجرح قلب المسلم. 


إن المسلم يشعر مع الأسف بخيبة أمل من ردود الفعل أو من المواقف التي تقفها الأمة الإسلامية اليوم، وهي تمر بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم. وبالتالي، نسأل الله سبحانه وتعالى ببركة هذه المناسبة الجليلة أن يعيد هذه الأمة إلى مجدها الغابر، وأن يعيدها إلى وحدتها، إلى توحدها خلف سنة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال الله فيه: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".

 

المسجد الأقصى ومحاولات تهويد وأسرلة

 

* كيف تنظرون إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى من محاولات تهويد وأسرلة؟


- هذا الأمر هو إحدى التداعيات التي تواجهها الأمة مع الأسف الشديد في هذا الظرف، وفي ضوء هذا العدوان على الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية وعلى القضية الفلسطينية، ومحاولة إنهاء هذه القضية كما يزعم الاحتلال ودولة الاحتلال 


في مرحلة حسم الصراع مع الفلسطينيين، يتألم الإنسان أيضاً لما يرى من اقتحامات ومن تدنيسات ومن استباحة بالمعنى الحقيقي لمفهوم الاستباحة. هذه الاستباحة التي تؤثر على إيمان وعلى مشاعر كل مسلم في هذا العالم، الاستباحة لمسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماوات العلى. هذه الاستباحة لقدسية المسجد الأقصى، وهذا التدنيس المتعمد من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة التي تسمي نفسها بأسماء متعددة كأمناء الهيكل، وبناء الهيكل إلى غير ذلك من التسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان.


ما من من شك أن المسجد الأقصى يتعرض لكل هذا الأذى، أذى الاقتحام وأذى التدنيس وأذى ممارسة هذه الطقوس الدينية التلمودية التوراتية الغريبة على المسجد الأقصى المبارك، والتي لا يحق لطبيعة الحال لكائن من كان غير المسلمين أن يمارسوا عباداتهم وصلواتهم ورباطهم وجلوسهم في المسجد الأقصى المبارك. 


المسجد الأقصى مسجد إسلامي وهذا أمر مهم يجب أن ننوه إليه، وأن يشعر كل مسلم في هذا العالم أن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي بنص القرآن الكريم، وهو مسجد إسلامي بتعيين النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المسجد، بأنه مكان عبادة المسلمين. وهذا اختصاص من الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة، وهي القائمة على المسجد الأقصى المبارك، وهي السدنة والحراس لهذا المسجد.


وبالتالي، ما يتعرض له المسجد الأقصى من مخاطر، حقيقة من مخاطر وجودية، مخاطر الزعم بالتقسيم الزماني والتقسيم المكاني، وأبعد من ذلك التصريحات ببناء كنيس أو كنس في المسجد الأقصى المبارك، بل أبعد من ذلك هدم المسجد الأقصى، وبخاصة قبة الصخرة المشرفة، لإقامة الهيكل المزعوم مكانهما أو مكان قبة الصخرة. كل هذه الأخطار وهي أخطار حقيقية، نحن لا نهول الأمر حينما نقول أن المسجد الأقصى المبارك يتعرض لأخطار حقيقية من قبل هذا الاحتلال الإسرائيلي. هذه أقوال وتصريحات نسمعها ونشرت في الصحافة وبكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والتواصل الاجتماعي. بل هم يتفاخرون حقيقة بهذه التصريحات وبالاستهدافات للمسجد الأقصى المبارك. 


وبالتالي، نعم، المسجد الأقصى في خطر وفي خطر شديد أمام هذه الهجمة , مع الأسف الصهيونية الإسرائيلية التهويدية للمدينة المقدسة ومن ضمنها استهداف المسجد الأقصى المبارك بهذا التهويد.

 

واجب الأمة تجاه المسجد الأقصى

 

* ما هو واجب الأمة حيال مسرى الرسول عليه السلام؟

- حينما نتكلم عن المسجد الأقصى وواجب الأمة تجاه المسجد الأقصى، وما هو الواجب الديني والعقدي والحضاري والتاريخي الذي يجب أن تقوم به الأمة، لا شك أن حراسة المسجد الأقصى ورعايته هي رعاية للأمة كلها. حينما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماماً في المسجد الأقصى، هذه إشارة إيمانية وإشارة واضحة بأن النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ البيعة ويبايع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام بأنه هو الوصي والقيم على هذا المكان. وبالتالي، هذه القيمومة وهذه الحراسة وهذه الرعاية تنتقل للأمة الإسلامية، لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء وهو آخر الرسل، والأنبياء والرسل يصلون خلفه في المسجد الأقصى المبارك، وهو إمامهم في ليلة الإسراء والمعراج. وبالتالي، هذه بيعة واضحة وتسليم واضح من قبل الأنبياء والرسل عليهم السلام بأنك أنت يا محمد وأمتك من بعدك هي المسؤولة عن هذا المكان المقدس، هذا المسجد الذي سماه الله المسجد الأقصى. أنتم مسؤولون عنه مباشرة.


وبالتالي، واجب الأمة كلها، حكوماتٍ وأفراداً وشعوباً، أن تنهض بواجبها، لأن هذه أمانة ولا يجوز لهم أن يضيعوا هذه الأمانة ولا يجوز لهم أن يفرطوا بهذه الأمانة. فهذه أمانة الله أولاً، ثم أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أمانة الصحابة والتابعين والسلف الصالح من هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.


 فعلى الأمة أن تنهض بواجبها، وبخاصة في هذه الظروف الخطيرة التي تحيط بالمسجد الأقصى والتي تستهدفه. 


وبالتالي، واجب الأمة أن تتوحد في ظل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله للدفاع عن المسجد الأقصى، بل الدفاع عن القدس بكل مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

دروس وعبر من السيرة النبوية

 

* هل لك ان تشرح لنا مقتطفات من السيرة النبوية وإسقاطها على الواقع؟

- في بداية الدعوة مثلاً، كان المسلمون ضعافاً، والدعوة الإسلامية في بدايتها كانت دعوة سرية، والنبي عليه السلام لم يجهر بالدعوة منذ اليوم الأول، إلا  بعد 3 سنوات، يدعو فيها إلى الإيمان بها، والمقربون منه مثل أبو بكر الصديق والسيدة خديجة رضي الله عنها وبعض الصحابة كانوا معنيون بالإيمان والإسلام وكانوا يجتمعون في دار الأرقم سراَ وكان النبي يدرسهم ويعلمهم تعاليم هذه الرسالة.


وكان النبي ﷺ ذات يوم في مكة قبل الهجرة مضطجعًا حول الكعبة متوسدًا بردة له، فشكى إليه الصحابة  ما يجدون من قريش من الأذى قبل الهجرة فقالوا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟! فقال ﷺ: كان من كان قبلكم يحفر للواحد منهم ثم يوضع في الحفرة ثم ينشر بالمناشير ويمشط بأمشاط الحديد ما يصده عن دينه. الله يتم أمره بالبشارة في ظل الضغط الشديد، لكن المتيقن من الله سبحانه وتعالى والذي يعيش مع الله على هذا اليقين والايمان، والنبي يطمئن هؤلاء الصحابة بأن الضيق والشدة عليكم والعذاب من كفار مكة سيزول، وكان النصر للدعوة الإسلامية في مكة بل في الجزيرة العربية حتى أصبحت للمسلمين دولة ثم يأتي الناس إليها ليعلنوا إسلامهم.


هذه بعض المشاهد في السيرة النبوية وهي كثيرة، وهي محطة مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كالهجرة النبوية الشريفة خرج من مكة مهاجراً مطارداً، ثم عاد إليها فاتحا ثم أسس الدولة الاسلامية في المدينة المنورة.

 

أهمية التمسك بالرسالة الأخلاقية للنبي محمد

 

* ما هي رسالتك للمسلمين من أجل التخلّق بأخلاق الرسول عليه السلام؟

- إن هذه الدعوة الإيمانية الإسلامية التي جاء بها نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، وهي الدعوة الخاتمة للرسالة، الرسالة المهيمنة على كل الرسالات السابقة، رسالة التوحيد، "إن الدين عند الله الإسلام". 


وهذه الرسالات ختمت بالرسالة الإسلامية الشاملة والتي احتوت كل ما جاء في الرسالات السابقة من قواعد الإيمان والعبادة والأخلاق، والرسالة الخاتمة هي الرسالة الصالحة للبشرية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وبالتالي على المسلمين أن يحذوا حذو الرسول عليه السلام في أخلاقه وطريقته في الحياة. والرسول بهذه الأخلاق الكريمة التي يجب على المسلمين أن يتحلوا بها، وكان خلقه القران، لذا هذه الأخلاق تلزمنا، خاصة في هذه الايام  والحياة والظروف التي نعيشها.


لو كانت الأمة الإسلامية ملتزمة بأخلاق النبي عليه السلام، وهي نصرة المسلم وعدم خذلانه أمام الغير، هل ما يجري في فلسطين من مذابح واستهداف للشعب الفلسطيني يمكن أن يحدث؟ أعتقد لا...


لذا النبي عليه السلام يوجه المسلمين بأن المسلم أخو المسلم، فكما لا يجوز للمسلم أن يستبيح دم المسلم، فلا يجوز أن يترك أخاه يستباح بدمه وماله وأرضه وحقوقه من قبل الأعداء.


المسلمون في هذه الأيام أحوج إلى التمسك بالرسالة الأخلاقية للنبي عليه السلام، ولو كانت هذه الأخلاق حاضرة في الأمة الإسلامية لا يمكن أن تخذل المسلمين بل تنصرهم  في فلسطين، وفي بلاد المسلمين.


إن الأخلاق الإيمانية والإسلامية التي كان يمثلها النبي صلي الله عليه وسلم، ومن بعده الصحابة غائبة الآن عن الأمة الإسلامية، لأنها ابتعدت وتخلت وتجاوزت عن المرحلة الأخلاقية التي خلفها الرسول عليه السلام لنا في سلوكه الشخصي وتعاليمه.


كان الرسول يحث المسلمين على أن يكونوا رحماء بينهم، وللأسف هذه الرحمة غابت عن المجتمع الإسلامي.

في هذه المناسبة العطرة، علينا أن نبعث في أنفسنا وأن ننبعث في هذه الأخلاق المحمدية والإسلامية والنبوية لنعيد للأمة الإسلامية مجدها وعزها ووحدتها وتعطافها وتراحمها

دلالات

شارك برأيك

مفتي القدس لـ"القدس": على الأمتين العربية والإسلامية الاضطلاع بواجباتهما تجاه مسرى النبي

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأحد 06 أكتوبر 2024 12:55 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.82

شراء 3.8

دينار / شيكل

بيع 5.39

شراء 5.37

يورو / شيكل

بيع 4.19

شراء 4.17

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%17

%83

(مجموع المصوتين 351)