فلسطين
الثّلاثاء 03 سبتمبر 2024 8:12 صباحًا - بتوقيت القدس
لا... لا تعودوا إليها!
إبراهيم ملحم
لا تُرسَم السياسات على وقع الانفعالات، ولا تُتخذ القرارات تحت وطأة الشعور بالخيبات والصدمات، وما تُولّده من أزمات، وتُحدثه من مواجع تجعلُ الدماء تغلي في العروق.
تحت تأثير الفجيعة الوطنية المدوّية، وبأثرٍ من الشعور العالي بالوجيعة التي تُدمي قلوبنا، وتهز نفوسنا من أقطارها، عادت إلى الواجهة الدعوات الانفعالية للانتقام بالعمليات الاستشهادية، وهي عملياتٌ سبق أن شهدت جدلاً واسعاً خلال الانتفاضة الثانية، حتى حُسم أمرُ التوقف عن استخدامها كوسيلةٍ من وسائل النضال، بالنظر لأكلافها الأخلاقية والإنسانية والسياسية التي تخصم من الرصيد النضالي ولا تضيف إليه.
لقد تحلّى النضال الوطني، منذ انطلاق الرصاصة الأولى، بالقيم الإنسانية التي عبّرت عنها وصية المصطفى، صلوات الله وسلامه عليه، لجيشه: "لا تقتلوا وليداً، ولا امرأةً، ولا كبيراً فانياً، ولا مُنعزلاً في صومعة، ولا تقطعوا نخلاً، ولا شجراً، ولا تهدموا بنياناً".
ولعل المعاملة الإنسانية، التي وجدت تعبيرها على وجوه المفرَج عنهم من المحتجَزين الإسرائيليين، كانت تستلهم تلك الوصية النبوية التي تحدد الإطار الأخلاقي الإنساني في الحروب، وهو الإطار الذي كسره مَن يفتقدون تلك القيم، ويمارسون نقيضها الذي يتغذى من عقيدةٍ تقوم على القتل والمحو والحرق والإبادة، باعتبارها عبادة! كما جاء في رسائل يهشوع بن نون لأهل بلاد كنعان، وهو ما استلهمه سموتريتش في خطة الحسم.
هذا بحسابات الدّين والقيم الأخلاقية والإنسانية، أما في حسابات السياسة والرّبح والخسارة، فإنّ تلك العمليات تُشكل ذخيرةً إضافيةً في سلاح السردية التي يعتنقها غلاة المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، لشيطنة الضحيّة والولوغ أكثر في دمها.
ولا تزال قصة إحدى الفتيات التي قررت الرجوع عن تفجير نفسها، حسب اعترافها، بعد أن شاهدت التماعَ عيون طفلٍ تحمله أُمه، خلال انتفاضة العام 2000، تُشكل مهمازاً إنسانياً ودينياً يُنبئ عن شعورٍ عالٍ بالمسؤولية الأخلاقية، التي لن يدفعَنا عدونا، مهما استبدّت شهوتُه في تقتيلنا، إلى أن نتنازل عنها، لأنها عقيدةٌ تصوغ فكرنا وسلوكنا.
نُسب إلى غولدامائير قولها إنها لن تسامح الفلسطينيين، "لأنهم أجبروا الإسرائيليين على قتلهم!".
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
واشنطن ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
لا... لا تعودوا إليها!