Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 30 أغسطس 2024 9:03 صباحًا - بتوقيت القدس

الأم المفجوعة تتحدث لـ"القدس".. سالي.. قضت بقذيفة إسرائيلية قبل أن تكمل فطورها

غزة- خاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم- أمل الوادية:

الأم المفجوعة تتحدث لـ"ے" عن ثلاث ليالٍ من القصف والشظايا المتناثرة من كل حدبٍ وصوب
سالي.. قضت بقذيفة إسرائيلية قبل أن تكمل فطورها
جلسنا على مائدة الإفطار وسمعنا صوت انفجار بعد تناولنا اللقمة الثانية
وجدتُ سالي غارقةً في الدماء تنظرإليّ ولاتقوى على الكلام


"أمانة يا سالي اطّلعي فيّا.. فتّحي عيونك"، بهذه الكلمات كانت والدة الطفلة الشهيدة سالي بلاطة (9 أعوام) تتوسلها، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، لعلها تستيقظ وتنهض وتعود إلى الحياة، لكنها لم تلب النداء الاستجداء، وفارقت قبل أن تحقق حلم عائلتها في رؤيتها تكبر وتكبر وتكمل تعليمها وحياتها، كما يليق ببني الإنسان.


بدأت الحكاية حين شن جيش الإبادة الإسرائيلي عملية عسكرية في المناطق الشرقية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث لم تجد عائلة الطفلة سالي خياراً غير البقاء في تلك المناطق، بدلاً من النزوح والتشرد مجدداً، رغم الخطر الذي يتهدد حياتها.


تقول والدتها لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "نزحت من بيتي في مدينة غزة إلى الوسطى أكثر من 12 مرة، وفي كل مرة أعاني معاناة مريرة من مشقة النزوح، وعندما وجدت مكاناً نلتجئ إليه لكن، سرعان ما أعلن الاحتلال أنه ضمن المناطق الحمراء".


وأضافت: "عشنا ثلاث ليالٍ تحت الموت، أصوات القصف المدفعي تهز أرجاء البيت، وطائرة الكواد كابتر لم تغادر المنطقة، والشظايا تتطاير علينا من كل حدب وصوب، ناهيك عن إطلاق النار وسقوط الرصاص بجوار باب البيت".


وفي صبيحة يوم 27 أغسطس 2024، وتحديداً الساعة التاسعة صباحاً، كانت والدتها تجهز طعام الفطور لعائلتها. وأضافت الأم الثكلى: "جلسنا جميعاً على مائدة الفطور، تناولنا اللقمة الأولى والثانية ثم سمعنا صوت انفجار ولم نعرف ما حدث".


صراخ هنا وهناك والجميع مصاب ولا أحد يدرك ما حدث معه، تروي والدتها: "هرب زوجي وأبنائي زينة وأحمد، دققت النظر فيهم، فلم أجد سالي تركض معهم، وجدتها جالسة مكانها لا تحرك ساكناً".

غارقة في الدماء لا تقوى على الكلام
وأضافت: "ركضت نحوها بلا وعي فوجدتها غارقة في الدماء، لكنها تنظر إليّ ولا تقوى على الكلام أو الحركة. كان ظهرها مليء بالشظايا وينزف كثيراً، مسكت المنشفة وحاولت إقفال الجروح ووقف النزيف لكن دون فائدة".
وتابعت: "غسلت وجهها بالماء وتنفست في فمها علها تستيقظ، لكن وجهها ازداد شحوباً وتغير لونه إلى الاصفرار وفارقت الحياة".


صرخاتها وهي تخبر زوجها بأن "سالي ماتت"، لا تفارق مخيلتها، وهي التي كانت نائمة في حضنها.. لا تستوعب حتى اللحظة كيف رحلت عنها إلى الأبد.


حملها والدها رغم إصابته بين يديه، وركض مسرعاً نحو درج البيت المهدم والمليء بالحجارة، تروي والدتها: "وقع أكثر من ثلاث مرات وهو يحملها، ولم يكن يعي مدى خطورة إصابته، اكتشف بعد ذلك أنه يعاني من كسور في جسده".


نقلت الشهيدة سالي وجميع أفراد عائلتها الذين يعانون إصابات بين المتوسطة والخطيرة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح ، لكن ما لم تتوقعه العائلة هو خروج المستشفى عن الخدمة، بعدما أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء محيطه.


وتقول الأم المفجوعة: "ابنتي زينة تعاني من كسور في قدمها، ولم تجد طبيباً يسعفها أو حتى يصورها، والشظايا لا زالت في يدها، ناهيك عن الشظايا المتواجدة في يديّ وقدميّ زوجي".

سالي تركت بصمة حب في قلوب كل من رآها

أما سالي كما وصفتها والدتها، فهي كالفراشة، كالظل، خفيفة الروح، وصاحبة وجه بشوش، تركت بصمة حب في قلوب كل الذين رأوها خلال رحلات النزوح، وتضيف: "كانت هي من تتدبر أمورنا جميعاً، تنتظر على طوابير المياه، ولا تعود إلا وقد أنجزت مهامها".


فماذا عن أيامها الأخيرة قبل استشهادها؟ قالت والدتها والدموع على خديها: "كانت لابسة شالة بيضاء ملفوفة على كل جسدها، وتحمل بين يديها ورد، كأنها لابسة كفن".


وأضافت: "لا أشعر أنني أحزن عليها بالشكل المطلوب مني، فلا مجال للحزن هنا، وحدها من تستحق البكاء عليها أبد الدهر".


وعن حلم الطفلة سالي الذي قتلته إسرائيل بلمح البصر دون رحمة، روت والدتها: "والدها حكيم (طبيب) وكان الناس يتهافتون عليه ليعالج أطفالهم ويخيط جروحهم، وكانت سالي الوحيدة التي لا تخاف من الإبر كغيرها، وتساعده في ذلك".


كانت تحلم سالي بأن تصبح كوالدها حكيمة تساعد الناس وتخيط آلامهم، فهي كما كانت تخبرهم دوماً، "قوية القلب لا تهاب شيئاً".


تطمح والدتها أن تصل قصة طفلتها إلى كل أنحاء العالم، وأن يعرف الجميع عنها، واستطرت بالقول: "مش خسارة بربنا.. الحمدلله على قضاء الله، والملتقى الجنة".

دلالات

شارك برأيك

الأم المفجوعة تتحدث لـ"القدس".. سالي.. قضت بقذيفة إسرائيلية قبل أن تكمل فطورها

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 84)