Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 26 أغسطس 2024 9:54 صباحًا - بتوقيت القدس

حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها

عادة ما يستخدم الغرب المستعمر مصطلح "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وهو مصطلح مستفز ومضلل، وهو بوابة واسعة للادعاء بأن إسرائيل غير معتدية، ولا محتلة، ولا تمنع الإقليم من التوحد والتنمية، واستثمار الكفاءات والثروات والتخطيط للمستقبل. وهذا يعني أن إسرائيل هي الضحية الأبدية التي تتعرض دائماً للاعتداء والحصار والقصف والقتل والتجويع، وهذا يوفر المبرر الأمني والسياسي والأخلاقي لأن تقوم إسرائيل، كلما أرادت أو رغبت في العدوان أو الاحتلال أو الاستحواذ على أراضٍ أو ثروات أو شعوب، وهذا يعني أن الغرب الاستعماري يغلف خدمته ودعمه لإسرائيل بحق لا وجود له أصلاً، فهذا الغرب يعرف تماماً أن إسرائيل متفوقة عسكرياً وعلمياً واقتصادياً على كل دول المحيط، وأنها تملك ما يمكن له أن يدمر أعداءها بشكل فعّال وسريع، والغرب يعرف أيضاً أن إسرائيل لا تعيش ولا تتطور دون هذا الدعم المستمر والدائم والعلني والمتغطرس أيضاً.
إن القول بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ما هو إلا شعار استعماري بالدرجة الاولى، إذ لا يمكن لكيان محتل ان يتمتع بهذا الحق فيما هو يريد الاندماج في الإقليم بالقوة، وأن يحصل على كل ما يريد من هدوء وتطبيع واحتلال وتمتع بالثروات والتواجد وسهولة الحركة وقوة التأثير دون أن تقدم استحقاق ذلك أو التزاماته. لا يمكن لكيان أن يتمتع بحق الدفاع عن النفس ما دام يسلب الآخرين حقوقهم وحاضرهم ومستقبلهم.
وحق الدفاع عن النفس شعار ضد القانون الدولي أصلاً، فالمحتل لا يتمتع بحق الدفاع عن النفس إلا إذا أنهى احتلاله، فالاحتلال خرق للقانون الدولي والإنساني والديني، ومن يخترق القانون يعاقب ولا يثاب، ولكن الغرب الاستعماري يستخدم شعاراً مضللاً يمارس من خلاله ومن خلفه أبشع الجرائم باعتباره الشريك وصاحب المصلحة.
والغرب الاستعماري يدرك تماماً أن استخدام هذا الشعار يعني بالضرورة أن أعداء إسرائيل لا حق لهم في الدفاع عن أنفسهم، إذ أنهم مدانون أصلاً بالاعتداء، وأنهم متهمون أصلاً بإيذاء إسرائيل وأن نواياهم وأفعالهم وسلوكهم مريب ومرفوض، ولهذا فإن إسرائيل لها الحق في أن ترد على نواياهم بالقتل والاستهداف والاغتيال. إسرائيل هي الوحيدة التي تقتل حسب النوايا وتتنصل من الاتفاقات حسب النوايا أيضاً. فهي تغتال مجموعة من الشبان في سيارة مثلاً بحجة أنهم يخططون لعملية إرهابية، فتقوم بقتلهم سلفاً، ولها حق في ذلك تماماً، وعندما يقول الغرب الاستعماري أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها فهذا يعني أنهم في حل من الإدانة أو التشهير أو المحاسبة أو النقد، وأنهم في حل من المساعدة أو الإنقاذ أو المساهمة في وضع حلول ناجعة، وفي حالة أن تقوم إسرائيل بأفعال لا يمكن تجميلها أو تبريرها أو تحملها أخلاقياً – لمجرد أنها انفضحت على مستوى الإعلام- فإن الغرب الاستعماري لا يجد مفراً من الإدانة البعيدة أو الناعمة أو الرخوة أو الغامضة أو كل ذلك مجتمعاً.
حق إسرائيل في الدفاع عن النفس تهربٌ من وضع حلول حقيقية وتغذية العدوان والاحتلال وموافقة ضمنية على استمرار التوتر والاحتقان بما فيه من قتل ودم وظلم، وهو إطالة للعذاب والتعذيب، وبرأيي فإن ذلك مدعاة أيضاً لأن يدفع هذا الغرب الاستعماري أثماناً أمنية وسياسية وأخلاقية واقتصادية لجبنه ونفاقه وخضوعه للوبي الصهيوني المتعدد الرؤوس والأذرع، وذلك عندما يجبن هذا الغرب عن كبح جماح إسرائيل أو محاسبتها، أو على الأقل فضحها.
وعندما يقول الغرب الاستعماري إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، فهذا يعني بالضرورة أن على الجميع أن يخشى وأن يتحاشى إسرائيل وغضبها وانفعالاتها، فهي لا تحاسب على أفعالها ولا تعاقب على جرائمها، المهم أن هذا الشعار المضلل لم يحل الصراع الطويل الأمد، ولم يجلب السلام ولم يجلب الاستقرار، إذ أن إسرائيل وبعد 76 سنة من إقامتها وامتلاكها حق الدفاع عن نفسها، لم تحصل بعد على ما أرادت، ويبدو أنها لن تحصل عليه أبداً، فالحق في الدفاع عن النفس لا يعني رخصة للقتل والاحتلال واستمرار القمع ومواصلة الاستيطان، الدفاع عن النفس هو حق أمام العدوان وليس تشريعاً له.

.........
حق الدفاع عن النفس شعار ضد القانون الدولي أصلاً، فالمحتل لا يتمتع بحق الدفاع عن النفس إلا إذا أنهى احتلاله، فالاحتلال خرق للقانون الدولي والإنساني والديني، ومن يخترق القانون يعاقب ولا يثاب.

دلالات

شارك برأيك

حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 85)