Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 23 أغسطس 2024 8:09 صباحًا - بتوقيت القدس

نازحون يروون لـ"القدس" معاناتهم.."تكايا الخير" الملاذات الأخيرة للجائعين

غزة- خاص بـ"ے" و"القدس" دوت كوم- أمل الوادية:

أم أحمد: أطفالنا يجوعون ولا أحد يلتفت إلينا.. "وين نروح"؟
أبو السعيد: الخضراوات صعبة المنال.. شح غاز الطهي وارتفاع أسعار الحطب يُفاقمان المعاناة
أم إبراهيم: ننتظر في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة للحصول على ما يسدّ جوع أبنائنا


يصطفّ عشرات النازحين، أطفالاً ونساءً، شيوخاً ورجالاً، على طابور الانتظار ساعات طويلة، للحصول على طعامٍ يُعيل عوائلهم من تكايا أهل الخير في قطاع غزة، فالجوع نهش أجساد المواطنين في قطاع غزة، فبات الحصول على لقمة العيش حلمهم الأكبر.


النازحة أم إبراهيم واحدةٌ من بين آلاف النازحين الذين ينتظرون دورهم في الطابور، تقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "نزحتُ من بيتي في مدينة غزة إلى دير البلح وسط قطاع غزة، وأعيش داخل خيمةٍ تفتقر لكل مقومات الحياة الأساسية والإنسانية".


الوضع المأساوي الذي تعيشه أم إبراهيم يُجبرها على الاستيقاظ باكراً والوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة ساعات. وتضيف: "بصحى من الصبح حاملة بيدي صحن وبستنى دوري ليعبولي الصحن حسب المطبوخ في التكية، سواء أرز أو طبيخ أو معكرونة أو عدس وما شابه".


وتتابع: "بعد العصر أذهب مرةً أخرى للوقوف في الطابور وأخذ حصة عائلتي من طعام العشاء، وغالباً ما يكون فول، أخبيه حتى يحين الليل ونأكله سوياً".

الناس كلهم سواسية في الفقر

في الحرب، ارتفعت نسبة الفقر بشكلٍ كبيرٍ بين صفوف المواطنين في القطاع، وأصبح معظم النازحين والمواطنين يعتمدون بشكل أساسي على تكايا أهل الخير.


وتتابع أم إبراهيم حديثها عن الوضع الصعب الذي تعيشه وعائلتها مثل كل النازحين: "ما في شغل يشتغلوا فيه أزواجنا، وكل شيء ارتفع ثمنه أضعافاً مضاعفة عما كان قبل الحرب، أصبحنا ننظر للخضراوات والفواكه ونشتهيها".


تعتمد أم إبراهيم على التكايا لإعالة أفراد عائلتها المكونة من 8 أفراد، فماذا تفعل حين لا تتوفر التكية؟ تجيب: "نضطر جميعاً لتناول الدقة، فلا يوجد لدينا غيرها لنأكله".

نزوح يتبعه نزوح والحرب لا ترحم أحداً

في الطابور ذاته، تقف أم أحمد والعرق يتصبّب من جبينها تحت أشعة الشمس الحارقة منتظرةً دورها مثل جميع النساء، تقول لـ"ے" و"القدس" دوت كوم: "مجبورة أقف عشان أعيل أطفالي اليتامى، أبقى أنتظر دوري حتى أحصل على صحن طبيخ".


أُجبرت أم أحمد على النزوح أكثر من عشر مرات، بدءاً من بيتها في شمال قطاع غزة، وليس انتهاءً داخل خيمة في مدينة دير البلح وسط القطاع.


وتقول لـ"ے": "العيش في الخيمة والحصول على الطعام والشراب بحد ذاتهما حرب أُخرى، نموت من الحر بداخلها وفي الليل تتجمد أجسادنا من البرد، ناهيك عن جوع أطفالنا ولا أحد ينظر لهم".


وتتابع شكواها والدمع يملأ عينيها: "وين نروح وشو نعمل بحالنا؟".


لم يشفع لأم أحمد المرض والوجع لتستريح داخل خيمتها، بل أعباء الحياة كلها تقع على عاتقها. وتقول: "أنا مريضة وأعيش بكلية واحدة، وليس جيداً لصحتي ولجسدي الوقوف ساعات طويلة تحت الشمس".


وتصرخ باكية: "يا عالم ارحمونا.. حسّوا فينا".

الملاذ الأخير للجوعى

تقدمه في السن لم يمنعه من الانتظار كغيره من الرجال على طوابير التكايا، فحاجته ماسّة للحصول على طعام التكية ليوفر على نفسه مشقة العمل. يقول أبو السعيد لـ"ے" والقدس دوت كوم: "لا أستطيع العمل بسبب عدم قدرتي على ذلك، ناهيك عن انعدام العمل في القطاع، وكل شيء هنا شحيح".


طيلة أكثر من خمسة أشهر وأبو السعيد يقف في طوابير تكايا الخير ليعيل أسرته.


ويضيف: "ليس عيباً أن نقف في طوابير التكايا، فنحن نجوع ولا أحد ينظر إلينا".


ارتفاع أسعار الخضراوات بأصنافها أجبر الكثير من المواطنين، ومن ضمنهم أبو السعيد، على الإحجام عن شرائها. يقول: "صحيح أن الطحين متوفر، لكنني بحاجة للوازم أُخرى لأطبخ لعائلتي، ناهيك عن انعدام غاز الطهي وارتفاع أسعار الحطب بشكل خيالي عما كان قبل الحرب".


وانتشرت في قطاع غزة مبادرات خيرية لفتح تكايا لإطعام النازحين في مراكز الإيواء وفي المدارس وغيرهما، تساعدهم في توفير قوت يومهم دون مد يد العون لأحد.


ولا تزال تكايا الطعام حتى بعد ثلاثمئة يوم من حرب الإبادة الملاذ الأخير للجوعى، ممن يتوافدون إليها بشكل يومي، وبأعداد كبيرة، للحصول على الطعام.

دلالات

شارك برأيك

نازحون يروون لـ"القدس" معاناتهم.."تكايا الخير" الملاذات الأخيرة للجائعين

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 87)