أقلام وأراء
الخميس 22 أغسطس 2024 9:26 صباحًا - بتوقيت القدس
نحو استراتيجية ضغط فعّالة على الولايات المتحدة في سياق مفاوضات غزة
يعتبر الوصول إلى مرحلة اللجان الفنية في مفاوضات غزة علامة على وجود تقدم ملموس، ومع ذلك يبدو أن المقترح الأمريكي الجديد، الذي يتماهى مع شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يهدف فعلياً لوقف الحرب بقدر ما يسعى لتعزيز دور واشنطن كوسيط شكلي، بينما تعمل على تحقيق أهداف أوسع في المنطقة.
يتناقض المقترح الأمريكي الحالي، بشكل صارخ مع مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قدّم في الثاني من تموز/ يوليو 2024. إذ يستجيب المقترح الجديد بشكل كبير للشروط والمطالب الإسرائيلية، ولا يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، حيث يتم تأجيل مناقشة هذه المسألة إلى مرحلة لاحقة. وفي حال عدم موافقة حركة حماس على المطالب الإسرائيلية، فإن المقترح يتيح للجيش الإسرائيلي استئناف عملياته العسكرية.
علاوةً على ذلك، لا يتضمن المقترح انسحاباً شاملاً من قطاع غزة، بل يترك مسألة انسحاب الاحتلال من محور "فيلادلفيا" مفتوحة للنقاش. كما يستمر الاحتلال في السيطرة على معبر رفح ومحور "نتساريم"، مع مراقبة حركة الناس والنازحين العائدين إلى شمال القطاع، دون تحديد واضح لشكل هذه الرقابة.
ومن بين الشروط الأخرى التي أثارت جدلاً، حق إسرائيل في رفض إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، وإبعاد عدد كبير من الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم إلى خارج فلسطين. كما تُقيّد المساعدات والإغاثة الإنسانية بشروط صارمة ترتبط بالموافقة على جميع بنود الاتفاق، ما يضع المزيد من الضغوط على الجانب الفلسطيني.
في هذا السياق، يمكن اعتبار زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل والمنطقة جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى احتواء أي تصعيد قد يقود إلى حرب إقليمية شاملة، خاصة في ظل مشروع الرد الإيراني الذي يتلطّى خلف مفاوضات غزة. بالإضافة إلى ذلك، تبرز ملامح عودة قوية للحراك الشعبي العالمي ضد الحرب، ما قد يضع الولايات المتحدة في موقف محرج أمام الرأي العام الدولي.
يُتوقع أن يؤدي هذا الحراك، إلى جانب تصاعد حدة التنافس الانتخابي داخل الولايات المتحدة، إلى دفع الإدارة الأمريكية للبحث عن حلول تُظهرها كوسيط فعال دون المساس بتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل. لكن الواقع يشير إلى أن المقترح الأمريكي الجديد وزيارة بلينكن ربما لا يعدوان كونهما تكتيكاً لإدارة الوقت، وتهدئة الجبهات الإقليمية، والضغط على حركة حماس، بدلاً من كونهما مبادرة حقيقية لوقف إطلاق النار.
تمتلك الولايات المتحدة أوراق الضغط الفعالة على إسرائيل، وطالما قبلت حماس برؤية جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي في تموز/ يوليو الماضي، فإن الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة، التي بإمكانها تحديد مسار المفاوضات والحرب في غزة. وستتجه الأنظار في الساعات والأيام الحاسمة القادمة، إلى تحركات الوسيط الأمريكي، حيث أن أي خطوة خاطئة قد تترتب عليها تداعيات كبيرة على مستوى الإقليم بأكلمله.
في خطابه الذي ألقاه في البرلمان التركي في 15 آب/ أغسطس 2024، ركّز الرئيس محمود عباس على دور الولايات المتحدة الأمريكية في حرب غزة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عام، واصفاً إياها بـ"الطاعون". ويمكن القول أن قرار الرئيس عباس بالتوجه مع كافة أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة، ودعوته لقادة دول العالم والأمين العام للأمم المتحدة لتأمين وصولهم، جاء في إطار الضغط على الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وعلى المجتمع الدولي أيضاً لتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ؛ هذه المساعدات التي جعلها المقترح الأمريكي مشروطة بالموافقة على جميع البنود، في تحدٍّ واضح لقرارات محكمة العدل الدولية التي أمرت بوضوح و"دون تأخير" بالسماح "بتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة".
في ظل التحديات الحالية، فإن المنطق الوطني يقتضي من حماس وكافة الفصائل الفلسطينية الاستجابة لدعوة الرئيس أبو مازن لتوحيد الصف الفلسطيني، واستنفار الجهود لزيادة الضغط على الولايات المتحدة من خلال الوسطاء والدول العربية والإسلامية والصديقة، وتعزيز الدبلوماسية الشعبية داخل الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لإيران أن تسهم بشكل فاعل في استخدام ورقة الرد المشروع على إسرائيل لزيادة الضغط على الولايات المتحدة ودفعها نحو إعادة النظر في مواقفها بما يفضي إلى إنهاء العدوان ومأساة شعبنا في القطاع.
.............
الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة، التي بإمكانها تحديد مسار المفاوضات والحرب في غزة. وستتجه الأنظار في الساعات والأيام الحاسمة القادمة، إلى تحركات الوسيط الأمريكي.
دلالات
فلسطيني قبل 2 شهر
أن ام يضغط العرب والمسلمون خاصة الدول الإسلامية الكبرى ودول النفط ومصر على امريكا فلن يكون هناك ضغط على اسرائيل وأولى خطوات الضغط إزاحة نت ياهو عن المسرح السياسي وقطع النفط والباقي سهل
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
غزة والانتخابات الأمريكية
الرئاسة تحذر من مخاطر التشريع الإسرائيلي الذي يمس بالأونروا
الأكثر قراءة
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
أميركا و7 من حلفائها يحذرون نتنياهو من انهيار الاقتصاد الفلسطيني
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
نحو استراتيجية ضغط فعّالة على الولايات المتحدة في سياق مفاوضات غزة