Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 18 أغسطس 2024 9:59 صباحًا - بتوقيت القدس

خطاب الرئيس في تركيا.. الدلالات والإشارات

الحفاوة التي استقبل بها السيد الرئيس أبو مازن في البرلمان التركي تأكيدٌ على عمق علاقات الصداقة التركية الفلسطينية، وكذلك تؤشر إلى عمق الروابط السياسية والثقافية والتاريخية بين البلدين. وكذلك جاءت رداَ على تلك التمثيلية التي عرضت في الكونغرس الأمريكي خلال استقبال أحد المطلوبين للعدالة الدولية. وعلى العكس من ذلك فإن البرلمان التركي احتفى واحتفل بالضحية وآلامها ومظلوميتها، وعدالة قضيتها ومطالبها، ولذلك كان التصفيق والوقوف لمدة تزيد على 35 مرة.


الرئيس أبو مازن يعرف لماذا اختار تركيا ليعرض أمام برلمانها مظلوميته ووجهة نظره، فهذا البلد منحته الجغرافيا قوة على قوة ، فهو جار للمنطقة العربية، وجار للاتحاد الأوروبي وروسيا وغرب آسيا، إضافة إلى عضويتها في حلف الناتو، وهو الدولة الخاسرة في هذا الحلف، ولذلك فإن تركيا تملك أدواراً ولديها نفوذ وتأثير على مجرى الأحداث، يجعلها قادرة على أن تحمي مقترحاتها أو تغطيها أو تقدم ضمانات لأية حلول، بالإضافة إلى أنها تملك علاقات جيدة وحتى ممتازة مع كل الأطراف ذات العلاقة. فضلاً عن أن تركيا لا ترى بممارسة ضغوط على الرئيس أبو مازن، ولم تفعل ذلك كأطراف أخرى، ولم تسطع أن تقوم بأدوارها لأسباب متعددة.


الرئيس أبو مازن، ومن خلال تقديره لخطورة الخطوة ودقة المرحلة، ومن على منصة البرلمان التركي، أعلن انه يريد زيارة قطاع غزة، ومن بعد ذلك عاصمة دولة فلسطين الأبدية القدس الشريف، وهي في رأيي صرخة من القلب، ومطلب حق، وخطوة جريئة باتجاه الوحدة والتوحيد، وحدة الصف الوطني، وتوحيد أجزاء الوطن، وذلك بما يمتلك الرئيس من رمزية وتمثيلية وشرعية وقدرة على الإمساك بالحدث وصنعه والتأثير فيه .


الرئيس أبو مازن يريد من هذه الخطوة – تحققت أم لم تتحقق – أن يسقط وأن يقطع الطريق على كل المقترحات والأفعال والزاويا التي تريد احتلال القطاع أو إدارته بعيداً عن الخيار الوطني، أو تعمل على تجزئة وتفكيك الجغرافية الفلسطينية، أو تمزيق النسيج الوطني. الرئيس أبو مازن يريد أن يقول أن الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بإدارة القطاع وأهله ومستقبله هي منظمة التحرير الفلسطينية وهي الإجماع الفلسطيني حول الحاضر والمستقبل .


يريد الرئيس أبو مازن أن يقول أن لا أحد له القدرة، مهما امتلك من أسباب القوة، أن يحدد للشعب الفلسطيني خيارات بعيدة عن الثوابت الفلسطينية، بإقامة أي جسم على الأرض الفلسطينية، دون الشعب الفلسطيني.
يريد الرئيس محمود عباس أن يعرّي أي مقامر أو مغامر أو طامع بانتهاز الفرصة أو ركوب الموجة أو استغلال الظرف، ليقدم فروض الطاعة أو حسن النوايا أو خبثها لا فرق .


الرئيس بهذه الخطوة يريد القول أن الشرعية الفلسطينية هي التي تتقدم وتحكم من خلال الإجماع والتمسك بوحدة التراب ووحدة التمثيل. الرئيس بهذه الخطوة يريد القول أن العالم مدعو لمساعدته في إقامة دولة فلسطينية، باعتبارها الضمان الوحيد للسلام والاستقرار في المنطقة، وهو بذلك يضع جميع الأطراف أمام مسؤولياتهم، إذا كانت صادقة في وقف إطلاق النار وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.


والرئيس بهذه الخطوة- تحققت أم لم تتحقق، لأن إسرائيل ستعارضها بالتأكيد – يتوجه الى إسرائيل التي ترفض عودة السلطة الوطنية إلى قطاع غزة، ليؤكد لها أن السلطة الوطنية هي صاحبة الحق وصاحبة التفويض وصاحبة الولاية.


ندعو سيادة الرئيس محمود عباس إلى سرعة الذهاب إلى قطاع غزة، ليضع حداً للتشتت والضياع والحيرة والجدل والاشتباك، وليضع أساساً لسلطة وطنية، عملت طيلة الوقت بحكمة وطنية ونضج عالٍ للنجاة من كل الصعاب والتحديات التي عصفت بالمنطقة منذ العام 2011 وحتى الآن. معظم أهل القطاع ممن يعانون أهوال القتل والنزوح والجوع والمرض يتشوقون لرؤية رئيسهم بينهم، ليعمل معهم لوقف هذه المأساة، فهم يعتقدون أن قدوم الرئيس إلى بلده وشعبه إشارة طيبة لوقف الحرب وإنهاء المعاناة، إنها كفيلة بتقديم حلول أو أطواق نجاة، بديلاً للوضع الحالي.


أعلن الرئيس – أخيراً- رغبته التوجه لقطاع غزة ثم القدس الشريف، تأكيداً منه على أن الدولة الفلسطينية آتية لا محالة، وأن المذابح لا تكسر الإرادة، وأن القتل لا يعني الاستسلام.


وإذا كان الرئيس يريد من الأمم المتحدة أن تقدم الحماية لهذه الزيارة، فهذه إشارة أخرى إلى أن إقامة الدولة الفلسطينية لا بد لها من رعاية وحماية دولية، وهذا لن يكون إلا بإدراك القوى الدولية والإقليمية، أن إقامة هذه الدولة الشرط الوحيد لاستعادة الهدوء والاستقرار.


هل اختار الرئيس محمود عباس منصة البرلمان التركي من أجل هذا الإعلان، لتكون تركيا مؤهلة لترجمة هذا الإعلان على الواقع ؟! قد يكون ذلك صحيحاً، فتركيا دولة مؤهلة لأن تكون جزءاً من الحل وقادرة على تقديم ضمانات الاستدامة.


ونحن نعتقد أن شعبنا ينظر إلى إعلان الرئيس القدوم إلى غزة بوصفها رؤية وطنية جامعة تتطلب من الكل الفلسطيني، فصائل وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني أن تبدأ وسريعاً بورشة عمل وطنية لتجسيد الرؤية على أرض الواقع، والدفع نحو وقف الحرب الدموية على أبناء شعبنا واستنهاض الحالة الوطنية نحو الوحدة، فلا دولة بغزة، ولا دولة دون غزة، هكذا قال الرئيس، لكسر مشروع الاحتلال المتمثل بالطرد والتهجير وتفتيت الهوية الوطنية الفلسطينية.


من المهم ان تتحول كلمته إلى خطة عمل وطنية، وعلى المعنيين وضع آليات لهذه الخطة، كي نواجه العالم موحدين برؤية وطنية متوافق عليها.

الرئيس بهذه الخطوة يريد القول أن العالم مدعو لمساعدته في إقامة دولة فلسطينية، باعتبارها الضمان الوحيد للسلام والاستقرار في المنطقة، وهو بذلك يضع جميع الأطراف أمام مسؤولياتهم.

دلالات

شارك برأيك

خطاب الرئيس في تركيا.. الدلالات والإشارات

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)