فلسطين
الأحد 04 أغسطس 2024 1:03 مساءً - بتوقيت القدس
"الترقب والقلق يشلان الحياة في إسرائيل".. هل باتت الحرب الكبرى وشيكة؟
تلخيص
رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم
د. عبد المجيد سويلم: الترقب الذي يعاني منه الإسرائيليون أصعب من الهزيمة نفسها نفسياً وأمنياً
هاني أبو السباع: "محور المقاومة" قد يلجأ إلى اغتيال شخصيات سياسية أو أمنية وازنة في إسرائيل
أنطوان شلحت: حالة الانتظار خلقت أجواءً من الرعب في المجتمع الإسرائيلي وتوقعات بردودٍ قاسية
عماد موسى: تأخر رد "محور المقاومة" قد يدفع إسرائيل وأمريكا لشن ضربات استباقية تدميرية
يعيش المجتمع الإسرائيلي حالةً من التوتر والقلق لم يسبق له أن عاشها بانتظار الضربة العسكرية التي توعدت بها كلٌّ من إيران وحزب الله وحركة حماس دولةَ الاحتلال الإسرائيلي، انتقاماً ورداً على جريمتي الاغتيال اللتين طالتا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت. هذا الانتظار وهذا القلق لا يقتصران على المجتمع الإسرائيلي فحسب، بل يتعديانه إلى كافة دول المنطقة وربما العالم، في ظل السيناريوهات المحتملة لطبيعة الرد الذي توعدت به إيران وحزب الله بشكل رئيسي، وفيما إذا كانت إسرائيل سترد على الرد، خاصة إذا جاء قاسياً وتخطّى قواعد المواجهة الحاصلة، بحيث تتسع وتتحول إلى حربٍ كبرى أو شاملة، وفيما إذا كان الجيش الإسرائيلي مؤهلاً لتوسيع نطاق الحرب، وهل ستتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى جانب حليفتها وشريكتها إسرائيل.
كتاب ومحللون سياسيون تحدثوا لـ"القدس" دوت كوم، يرون أن هذا القلق والترقب يعكسان هشاشة الوضع الأمني في إسرائيل، حيث تخشى إسرائيل أن تكون الضربات المقبلة مفتوحةً من حيث الأهداف ونوعية الأسلحة المستخدمة، وهذا يزيد من توتر المجتمع الإسرائيلي، ويؤثر على مجريات حياته اليومية التي أصبحت شبه متوقفة، ما يعكس حالةً نفسيةً صادمةً لم يعتدها الإسرائيليون.
الاغتيالات تعكس هشاشة الوضع الأمني الإسرائيلي
وقال الكاتب والمحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم إن الترقب الإسرائيلي على أشدّه حاليًا، ما يُثبت أن الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل استعراضية، تهدف إلى تحقيق مكاسب سريعة، ولكنها تعكس هشاشة الوضع الأمني في إسرائيل.
وأشار سويلم إلى أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة من الترقب والقلق، حيث تُظهر أن إسرائيل في وضع من الارتباك والخوف، إذ إن جميع المناطق من الشمال إلى الجنوب تشهد حالةً من التوتر المستمر، خاصة أن الضربات المقبلة قد تكون مفتوحة من ناحية الأهداف، أو نوعية الأسلحة المستخدمة، وحجم التدمير.
وأوضح سويلم أن الترقب الذي يعاني منه الإسرائيليون أصعب من الهزيمة نفسها، ليس فقط من الناحية النفسية، ولكن أيضًا من الناحية الأمنية.
نتنياهو هو المسؤول عن معاناة مجتمعه
وتساءل سويلم عن الأمن الذي حققه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من عمليات الاغتيال التي نُفذت، مشيرًا إلى أن المجتمع الإسرائيلي يشعر لأول مرة في تاريخه أنه قد يكون عرضةً للخطر، وأن الهشاشة التي يعاني منها اليوم تسببت بها سياسات نتنياهو وحكومته، بما يتماشى مع مصالحه الشخصية، دون تحقيق نتائج ملموسة من هذه السياسات، وهو ما يضع إسرائيل في دائرة الهزيمة، خاصة أن الولايات المتحدة لن تتورط في الحرب، لكنها ستبقى داعمة لإسرائيل، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي منهك وضُرب في مراكز حساسة.
ولفت إلى أن الحياة في إسرائيل أصبحت مشلولة ومعلقة ومرهونة بالقلق والحرب ومآلاتها، ما يعكس حالة نفسية صادمة لم يعتد عليها المجتمع الإسرائيلي.
هروب نحو الجنوب بحثاً عن الأمان
وأشار سويلم إلى أن سكان الشمال في إسرائيل لا يستطيعون التنبؤ بما إذا كانت الحرب ستصبح برية أم لا، حيث يتجه البعض نحو الجنوب بحثًا عن الأمان. وأكد أن إسرائيل بدأت بالفعل تعاني من خسائر، مع تحذيرات من التحول من حرب محدودة إلى حرب مدمرة وكبيرة قد تشمل استخدام أسلحة متنوعة، وربما نتحدث عن تدمير كبير لمدن، ووقوع مئات آلاف من القتلى في المنطقة، وربما ملايين القتلى والجرحى.
وتوقع سويلم أن الرد المرتقب من "محور المقاومة" سيكون قوياً، مع استراتيجيات غير متوقعة قد تضع إسرائيل في موقف صعب، وسيتبعون استراتيجيات لا تخطر على بال الإسرائيليين، ولا يمكن أن نتوقع إلى أين ستصل الأمور.
وأكد سويلم أن مرحلة الردع الإسرائيلي وقدرة إسرائيل على الهيمنة انتهت، وهي لم تكن تتوقع أن يرد عليها أحد، والوضع دخل مرحلةً جديدة، وإسرائيل لن تتمكن من العودة إلى سابق عهدها في الهيمنة.
أسباب استراتيجية وراء تأخر الرد
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني أبو السباع: إن التأخير في الرد والانتظار والترقب تحمل في طياتها عدة أسباب استراتيجية.
وأشار أبو السباع إلى أن "محور المقاومة" يهدف إلى تحقيق مكاسب كبيرة، واختيار رد قوي مثل تنفيذ اغتيالات لشخصيات وازنة في إسرائيل، سواء أكانت سياسية أم أمنية.
ولفت أبو السباع إلى وجود انتشار مكثف للقوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية في الأجواء، ما قد يؤثر سلباً على فعالية الرد الإيراني وحزب الله وإفشاله. كما تسعى الجهود الدولية إلى ضبط الردود وجعلها محدودة ومسيطراً عليها لتفادي التصعيد الكبير.
الاقتصاد الإسرائيلي في حالة شلل تام
وأشار أبو السباع إلى أن حالة الترقب لها تأثيرات ملحوظة على المجتمع الإسرائيلي، إذ يشهد الاقتصاد الإسرائيلي حالةً من الشلل التام، حيث تم إغلاق آلاف المصانع، وإخلاء مواقف السيارات، ونقل الكثير من المستوطنين إلى مناطق مثل إيلات وبئر السبع، ما أدى إلى امتلاء معظم الفنادق في تلك المناطق، كما تم تعطيل المؤسسات التعليمية، ومنع الاحتفالات في الساحات العامة، وهذه الإجراءات تعكس شللاً تاماً في الحياة اليومية، ما يؤدي إلى ضغوط اقتصادية كبيرة على إسرائيل وأمريكا، ويعكس تفككاً سياسياً وعسكرياً في ردود الأفعال على قرارات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المتعلقة بالاستفراد بإدارة الحرب.
الرد سيُحدد معالم المنطقة في المستقبل
وقال أبو السباع إن الرد المقبل سيحدد معالم المشهد المستقبلي للمنطقة، مشيراً إلى أن الوضع على شفا الانهيار، ومع ذلك، لفت أبو السباع إلى أن التصعيد الحالي قد يتوقف بجهود سياسية تهدف إلى حل الأزمة.
وعلى الصعيد الفلسطيني، أشار أبو السباع إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش حالة من الترقب، خاصة أنه لا تتوافر ملاجئ وأنظمة أمان كافية عنده.
ولفت أبو السباع إلى أن أهالي الضفة الغربية يخشون من تكرار سيناريو غزة، ويتخوفون من أن تستغل إسرائيل الوضع لتصعيد المجازر وترحيل الشعب الفلسطيني رغم الصمود الفلسطيني غير المسبوق.
وفي حالة اندلاع الحرب من المتوقع أن تعاني الشعوب العربية، لكنها ستظل داعمة للشعب الفلسطيني في مواجهته للأزمات، وفق أبو السباع.
حالة الترقب في أعلى درجاتها في إسرائيل
أما الكاتب والمحلل السياسي أنطوان شلحت، فقال: إن حالة الترقب الإسرائيلي بشأن ردود إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، هي في الدرجة القصوى والأكثر خطورة، خاصة أُن كلاً من إيران وحزب الله أعلنا نيتهما الرد على هاتين الجريمتين، لكن ما يزيد القلق أن تفاصيل هذا الرد تظل غامضة، سواء من حيث طبيعته (أمني، عسكري، أو استهداف للسكان المدنيين) أو توقيته.
ووفق شلحت، فإن التوقعات الإسرائيلية تشير إلى أن الرد قد يكون قاسياً بالنظر إلى شدة الضربات التي تعرضت لها إيران ولبنان، مع احتمال أن يكون الرد بمستوى أكثر خطورة من الرد السابق الذي حدث في شهر نيسان الماضي، لكن هناك انشغالاً إسرائيلياً أكبر حول ما إذا كان الرد سيؤدي إلى تصعيد يؤجج حرباً شاملة.
وأشار شلحت إلى أن كثيراً من القادة والكتاب وصناع الرأي في إسرائيل يرون أن توقيت الحرب غير مناسب بالنسبة لإسرائيل في الوقت الراهن، إذ إنها غير جاهزة تماماً، وعلاقاتها ستتأثر، كما أن الاقتصاد سيتضرر، فضلاً عن الانتقادات الداخلية التي تشير إلى أن الحرب لن تساهم في استعادة المخطوفين، وأن عمليات الاغتيال لم تحقق النتائج المرجوة.
تراجع الحركة في الشوارع وهروب إلى الخارج
وحول التأخر في الرد الايراني وحزب الله، أوضح شلحت أنه قد يكون مرتبطاً باختيار الزمان والمكان المناسبين.
وأشار إلى أن حالة الانتظار والترقب أدت إلى خلق أجواء من الرعب داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تراجعت الحركة في الشوارع والأماكن العامة، وأصبح السفر للخارج أكثر، كما أن الغموض المحيط بالرد المحتمل يعزز التوتر داخل المجتمع الإسرائيلي.
وقال: بينما يُناقَش التصعيد المحتمل إسرائيلياً، تستمر المفاوضات بشأن صفقة، ما قد يشير ربما إلى أن إسرائيل تسعى إلى إغلاق ملف الحرب على قطاع غزة لتفرغ نفسها لمواجهة التحديات المتعلقة بالحرب على لبنان.
وأضاف شلحت: إن فحوى وطبيعة الرد الإيراني وحزب الله يمكن أن تسهم في إغلاق ملف الرد الحالي، وربما تقود إلى تصعيد شامل أو حتى حرب إقليمية واسعة، ولكن، حتى الآن، لا أحد يمكنه التنبؤ بدقة ما ستؤول إليه الأمور.
ضمان عنصر المفاجأة ودراسة الأهداف بدقة أكبر
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عماد موسى أن تأخر إيران وحزب الله في الرد على اغتيال هنية وشكر يعكس استراتيجية معقدة تهدف إلى ضمان عنصر المباغتة والمفاجأة، ودراسة الأهداف بدقة أكبر وخلق حالة من التوتر في المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
وأوضح أن إيران اتبعت في الماضي استراتيجيات مشابهة، لتمكينها من مراقبة تموضع السفن الحربية الداعمة لإسرائيل، وهو ما يعزز قدرتها على الرد بفعالية أكبر.
وفي ظل هذا الترقب، تبدو إسرائيل في حالة من الارتباك، حيث تسعى إلى التقليل من تأثير الضربة المحتملة وتقليل الخسائر من خلال إجراءات منها الطلب من المصانع إخلاء المواد المتفجرة بهدف التقليل من الخسائر ودرء المخاطر، وفق موسى.
وقال موسى: من الناحية المجتمعية، فإن هذه الحالة من الترقب تشكل استراتيجية تدميرية للمجتمع الإسرائيلي، الذي يمر بتجربة غير مسبوقة من التوتر والقلق، وهذا التوتر يدفع الإسرائيليين إلى شراء المستلزمات الضرورية، ويخلق أزمات نفسية تؤثر على سلوكهم، ما يؤدي إلى ضغط اجتماعي وسياسي على الحكومة.
في المقابل، يرى موسى أن المواطن الفلسطيني، بفضل تجاربه السابقة، يُظهر قدرةً أكبر على التكيف والتأقلم مع الأزمات.
ملامح اليوم التالي لرد إيران وحزب الله
وتوقع موسى أنه "في حال لم يبادر محور المقاومة برد سريع خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن إسرائيل والولايات المتحدة قد تقومان بشن ضربات تدميرية استباقية تستهدف أهدافاً حيوية، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة النطاق".
وأوضح أن هدف هذه الحرب سيكون تدمير القوى العسكرية المعادية لإسرائيل وأمريكا، وهو ما سينعكس سلباً على حياة الشعوب في المنطقة، ويؤدي إلى دمار كبير، إضافة إلى توقف حركة الملاحة البحرية والجوية وتداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي.
ولفت موسى إلى أن ملامح اليوم التالي للرد الإيراني وحزب الله ستعتمد بشكل كبير على طبيعة الرد الإسرائيلي.
ورأى موسى أن هذه "ليست حرباً تحريرية، بل محاولة لوضع حد للغطرسة الأمريكية والإسرائيلية في وقت يعيد فيه العالم تشكيل تحالفاته، كما حدث بعد التحولات الكبيرة التي شهدها بعد الحرب العالمية الثانية".
دلالات
جنطرطس قبل 4 شهر
اين عبسون من هذا كله؟
سلسع قبل 4 شهر
الليلة الرد الليلة الرد الليلة الرد الليلة الرد ياللي بتلعب بالرصاص ومخبيه للأعراس يا بتطخ اليهودي يا بتعطية لحماس
فلسطيني قبل 4 شهر
هذا الترقب والقلق وشل الحياة الأمنية والاقتصادية كلها كافية للرد الأولي التي تنتظره اسرائيل بفعل المتهور نتن ياهو
الأكثر تعليقاً
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ألمانيا تقدم 6 ملايين يورو لدعم آلية الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى غزة
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
"الترقب والقلق يشلان الحياة في إسرائيل".. هل باتت الحرب الكبرى وشيكة؟