Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 31 يوليو 2024 8:19 صباحًا - بتوقيت القدس

الراسبون في "التوجيهي".. علاماتهم تكبح اندفاعهم لتحقيق طموحاتهم

تلخيص

رام الله -خاص بـ"القدس" دوت كوم

استياء في أوساط الطلبة الـمُكملين وآمالٌ بتغيير النظام الحالي لما يُسبّبه من إرباك
خبراء: نظام "التوجيهي" بحاجة لتعديلات جدية وتقديم حلول مرنة للطلبة الـمُكملين


ثروت زيد: المطلوب نظام شامل وعصري يُعزّز التخصصية ويحترم ما يمتلكه الطلبة من معارف وخبرات وحقوق
د. سائدة عفونة: تقديم الامتحانات على مدار سنتين بعد العاشر وتدريس مواد التخصص الجامعي
يوسف أبو راس: احتساب 15 علامة عن آخر ثلاثة صفوف و55 علامة لامتحان الوزارة والحفاظ على جوهر النظام
جودت صيصان: أقترح نظام التقييم المستمر وبرامج الدعم الأكاديمي وملاءمة المناهج متطلبات سوق العمل
د. سماح جبر: أهمية تجاوز الإحباط وخيبة الأمل واستثمار الجهود في تحسين الأداء بدلاً من التذمر


جرت العادة أن تُسلط وسائل الإعلام الضوء على الناجحين والمتفوقين في امتحان الثانوية العامة، بينما تُطفَأ الأضواءُ على "الراسبين" الذين حالت ظروفهم دون بلوغ طموحاتهم، فعلامةٌ واحدةٌ تكفي لعرقلة اندفاعهم نحو وصولهم لأهدافهم التي لن يتوقفوا عن محاولة بلوغها، وإن شابت نفوسَهم وأهليهم غصّة، لأن "التوجيهي" بوابة العبور إلى الحياة.


في هذا التقرير تُسلط "القدس" دوت كوم، الضوء على هذه الفئة من أبنائنا وبناتنا، لنتعرّف على همومهم، وعلى إصرارهم لتحقيق أهدافهم.

كثيرٌ من الطلبة يشعرون بالإحباط بعد ظهور نتائج امتحانات الثانوية العامة، أول أمس، حيث يواجه البعض منهم مشكلة عدم الاجتياز في مادة أو أكثر، بالرغم من تحقيقهم معدلات جيدة بشكل عام، وهذا الوضع يُسبب تأخيراً في عملية الالتحاق بالجامعات ويؤثر سلباً على خططهم المستقبلية.


ويعبر بعض الطلبة، في أحاديث منفصلة مع "القدس" دوت كوم، عن خيبة أملهم بسبب اضطرارهم لإعادة الامتحانات في مواد معينة، ما يعطل خطواتهم الأكاديمية ويزيد من ضغوطاتهم.


ويرى خبراء تربويون، في أحاديث لـ"القدس" دوت كوم، أن الواقع الحالي يتطلب مراجعة جادة لنظام "التوجيهي"، مؤكدين الحاجة لتعديلات قد تشمل تقديم حلول مرنة للطلبة الناجحين لكنهم مُكملون، كما يتطلب الأمر النظر في كيفية تحسين نظام الامتحانات لتقليل توتر الطلبة وتوفير فرص عادلة لهم في التقدم الأكاديمي.


ويعكس هذا الوضع، وفق الخبراء، دعوات متزايدة لتطوير نظام الثانوية العامة بشكلٍ يتماشى مع التطورات العالمية ويعزز التخصصية، بحيث يُقيَّم الطلبة بناءً على مهاراتهم الفعلية وقدراتهم، وليس فقط بناءً على امتحان واحد، وهذا التغيير من شأنه أن يخفف من الضغوطات، ويتيح للطلبة تحقيق نتائج تعليمية عادلة ومناسبة لمستقبلهم الأكاديمي.

استياء وآمال بالتغيير

يعبر الطالب محمد عماد عن خيبة أمله بعد أن رسب في مادة التربية الإسلامية، بالرغم من حصوله على معدل 67٫4 بالمائة في امتحانات الثانوية العامة.


ويوضح محمد عماد أنه كان يتوقع الحصول على معدل أعلى، وقد أثر هذا على فرحته بنجاحه، وتسبّب بتأخيره عن فرصة السفر والدراسة والعمل في الخارج، واضطر لتأجيل ذلك من أجل التقدم لامتحان تلك المادة.


ويشير محمد عماد إلى أن ما حدث يعكس الحاجة إلى مراجعة نظام الامتحانات وآلية القبول بالجامعات، حيث يرى أن الطالب الذي ينجح في معظم المواد، ولكن يرسب في مادة أو أكثر، يستحق تقديراً أكثر تفهماً.


ويلفت محمد إلى أن عملية تقديم الامتحانات الإضافية تأخذ وقتاً طويلاً، ما يُعطل الطلبة الناجحين عن التقدم إلى الجامعة في الوقت المناسب.


ويشدد محمد عماد على أهمية تقديم حلول للطلبة الـمُكملين، مثل السماح بحذف بعض المواد أو تسجيلهم في الجامعة وإعادة المادة التي رسب بها خلال السنة الدراسية.


ويشير محمد إلى أن تحقيق ذلك يتطلب تعديلات على القوانين وتنسيق مع الجامعات لضمان مرونة أكبر في التعامل مع حالات الطلبة الناجحين.


ويعرب الطالب محمود سلامة عن إحباطه بعد عدم اجتيازه مادة الثقافة العلمية، على الرغم من حصوله على معدل 71 بالمائة.


ويوضح سلامة أن ما جرى سبّب له ولعائلته نوعاً من الارتباك والإحباط، خاصة بعد أن كان يخطط لدراسة العلوم المالية في الجامعة.


ويشير سلامة إلى أنّ تأخره في التسجيل للجامعة واستعداده لها بسبب عدم اجتيازه هذه المادة أثر بشكل كبير على خطته الدراسية، وأنه أصبح الآن مشغولاً بالتحضير للامتحان الذي سيقدمه الشهر المقبل، بعد أن كان يركز على الاستعداد للجامعة.


ويتمنى سلامة أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتعديل النظام، بحيث يسمح للطلبة الناجحين في معظم المواد بتجاوز المادة التي رسبوا فيها، بدلاً من إجبارهم على إعادة الامتحان وتأخيرهم عن التسجيل في الجامعة.


وتُعبّر الطالبة رؤى علاء، وهي مُكملة فقط بمادة اللغة الإنجليزية، عن أسفها لعلامتها في هذه المادة، حيث حصلت على 20 من أصل 100، على الرغم من أن معدلها العام جيد (في السبعينات)، ما اضطرها لإعادة امتحان اللغة الإنجليزية نظراً لضعفها في المادة، وهو ما أثر على خططها لدراسة تخصص علمي في الجامعة، متمنية إيجاد حلول منطقية للطلبة المكملين، بالرغم من أنهم ناجحون بالمعدل العام.


من جهة أخرى، يشير الطالب علام البيتوني إلى أنه لم يجتز امتحان الفيزياء، على الرغم من حصوله على معدل تراكمي يبلغ 80 بالمئة في كافة المواد.


ويقول البيتوني: إن هذا الوضع أربكني وأخّرني عن الالتحاق بالجامعة، سأضطر لإعادة امتحان الفيزياء في الدورة المقبلة.


ويتمنى البيتوني من وزارة التربية والتعليم تعديل البرنامج لتوفير مزيد من الفراغات بين جلسات الامتحان لمراعاة الطلبة.


بدورها، تنتقد الطالبة تغريد سالم من طلبة غزة الذين يتقدمون للامتحان في الخارج، عدم مراعاة جدول امتحانات الثانوية العامة لطلاب غزة الذين سيقدمون أربع مواد أو كافة المواد في الدورة الثانية.


وتشير سالم إلى أنها ستتقدم بكل المواد في الدورة الثانية، معربة عن أملها في أن يكون جدول الامتحانات أكثر منطقية، خاصة للفرع العلمي، بحيث يراعي الوقت المتاح للطلاب.


الطالب وسام راجي حصل على معدل في الستينات، لكنه لم ينجح في مادة الثقافة العلمية، وهو يعتبر أن ذلك كان محبطاً له بعد عام كامل من الجهد والتعب، وهو يأمل أن يتمكن من اجتياز امتحان الثقافة العلمية في الدورة الثانية الشهر المقبل.


ويشير راجي في رسالته لوزارة التربية والتعليم إلى أن أسئلة الامتحانات كانت صعبة للغاية، ولم تأخذ بعين الاعتبار ظروف الطلبة، سواء في صياغة الأسئلة أو في عملية التصحيح، بالرغم من الظروف الصعبة التي مر بها الطلبة مثل الحرب والانقطاع المتكرر للدوام.


أما الطالب ضياء الطريفي، فقد حصل على معدل 74٫6 في امتحانات الثانوية العامة، لكنه أُصيب بالإحباط بعد إعلان نتائج التوجيهي أول أمس، ليتبين انه غير مستكمل لمتطلبات الامتحان وأنه مُكمل في مادتي الثقافة العلمية والجغرافيا.


ويشير الطريفي إلى أنه تلقى رسالة تفيد بعدم اجتيازه الامتحان، وأنه غير مستكمل، ما زاد من توتره وإحباطه هو وعائلته.


ووفق الطريفي، فإنه ذهب ليحصل على كشف العلامات ليتبين أنه لم يجتز مادتي الجغرافيا والثقافة العلمية، وهو مستاء من وصفه بـ "راسب" في المادتين، بالرغم من أنه حاصل على علامة جيدة.


يقول ضياء: كان الأمر محبطاً جداً، حيث كان من الأفضل تصنيفي بجانب المادتين بكلمة (مكمل) بدلاً من (راسب)، خاصةً أنني كنت أتطلع إلى نتيجة إيجابية.


وينتقد الطريفي وزارة التربية والتعليم لعدم مراعاتها الظروف الصعبة التي مر بها الطلاب، بما في ذلك الحرب والإضرابات، وكذلك عدم اتخاذ إجراءات مماثلة بالحذف لتلك التي اتبعت في السنوات السابقة لتخفيف الضغط عن الطلبة.

الدعوة لتغيير نظام الثانوية العامة ليكون عصرياً

يعرب الخبير التربوي ثروت زيد عن عدم رضاه عن نظام الثانوية العامة الحالي، مؤكداً ضرورة تغيير نظام الثانوية العامة ليكون نظاماً شاملاً وعصرياً يحترم الجوانب الاجتماعية والعاطفية والنفسية وما يمتلكه الطلبة من معارف وخبرات وحقوق مثل حرية الاختيار، إضافة إلى تعزيز التخصصية، وعدم اعتماد نتيجة الثانوية العامة كمعيار وحيد للقبول في الجامعات، وإهمال 12 سنة تعليمية.


ويشير زيد إلى أن هناك طلبة لم يتمكنوا من اجتياز المرحلة في وقتها، بالرغم من حصولهم على علامات جيدة، بسبب عدم اجتيازهم إحدى المواد، فالاختبار يقيس أداء الطلبة في وقت محدد وظروف نفسية مرتبطة ببيئة الامتحان والمحيط الاجتماعي المتغير.


ويوضح أن مشكلة الرسوب في مادة واحدة قد تم حلها جزئياً من خلال نظام التقديم بثلاث دورات، وهو نظام يعتبر أفضل من النظام الذي كان قائماً قبل عام 2016، على الرغم من أنه لا يزال غير مثالي.


ويشير زيد إلى أنه من غير المنطقي أن يُحرم طالب لم يحقق اجتياز مادة غير مرتبطة بتخصصه الجامعي من الالتحاق بالتخصص الذي يرغب فيه، لافتاً إلى أن معايير القبول في الجامعات لا تعكس كامل قدرات الطالب ومهاراته، ولا بد من تقويم شمولي للطالب يشمل الجوانب المعرفية والاجتماعية والنفسية، والنمو التراكمي على مدار سنوات تعلمه.


ويؤكد زيد أن الاحتكام لنتيجة امتحان واحد لا يعكس التقييم الكامل للطالب بعد 12 عاماً من التعليم، ما يعد إجحافاً بحق الطلبة، والمجتمع الفلسطيني.


ويشدد زيد على أهمية أن تكون مرحلة الثانوية العامة مرحلة تحضيرية للتخصصات الجامعية، حيث إن الطالب يتمكن من المهارات الأساسية في اللغات والعلوم والرياضيات في نهاية المرحلة الإلزامية، لذا يجب أن يسلط الضوء في المرحلة الثانوية على مهارات متقدمة في التخصص الذي يمكن تنظيمه على شكل مجالات.


ويقول زيد: "إن تطوير نظام ثانوية عامة يستند إلى أطر مرجعية وطنية وأولويات المجتمع الفلسطيني ويحاكي التطورات العالمية ويستلهم التجارب الناجحة دون استنساخها، يعد استحقاقاً حيوياً على صعيد مواكبة التطورات العالمية وتحدياتها، ويحقق نتاجات تعلم في التعليم العام والتعليم الجامعي، وبالتالي بروز كوادر مهنية متخصصة حاذقة، قادرة على تحقيق غايات التنمية والتحرر".

نظام التوجيهي الحالي لا يعكس مستوى الطالب ويجب تطوير بدائل تعليمية

وتدعو د. سائدة عفونة، نائبة رئيس جامعة النجاح لتطوير التعليم، إلى إلغاء نظام الثانوية العامة (التوجيهي)، معتبرة إياه نظاماً لا يعكس بشكل كامل ما تعلمه الطلبة خلال سنوات دراستهم.


وتوضح عفونة أن النظام الحالي للثانوية العامة يقيس فقط مستوى الطلبة في الصف الثاني عشر، ويشكل حالة اجتماعية مربكة، حيث خرج عن المضمون التربوي.


وتؤكد عفونة أن هناك العديد من البدائل العالمية التي يمكن اعتمادها لتطوير نظام الثانوية العامة، من بين هذه البدائل، هناك أنظمة تركز على تدريس المواد المتخصصة التي سيتعلمها الطلبة في الجامعة فقط، ما يقيس مستواهم الفعلي في التخصص الجامعي، وهناك أنظمة تعليمية عالمية تتيح للطلبة التقدم للامتحانات خلال دورات امتحان تمتد على مدار سنتين بعد الصف العاشر، وهو يشبه نظام الجامعة ويسمح للطلبة بتحسين معدلاتهم دون توتر.


وفي ما يتعلق بقضية طلبة الثانوية العامة الذين يحققون علامات جيدة لكنهم يكملون في بعض المواد، توضح عفونة أن هناك إنجازاً كبيراً تحقق في السنوات الثماني الماضية، من خلال توفير ثلاث دورات للامتحانات، ما أتاح للطلاب فرصة الإعادة خلال أشهر بدلاً من الانتظار لمدة سنة كاملة كما كان في السابق.


وحول إمكانية التحاق الطلبة الناجحين لكنهم مكملون ببعض المواد بالجامعة دون تأخير، بحيث يتمكنون من تقديم الامتحانات خلال المرحلة الجامعية، توضح عفونة أن الجامعات هي من تحدد ذلك، وليس وزارة التربية والتعليم.

هدفان رئيسيان يجب تحقيقهما بتغيير نظام "التوجيهي"

يؤكد الخبير التربوي يوسف أبو راس أن نظام الدورات الثلاث لتقديم امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" ساهم بشكل كبير في حل مشكلة تأخير الطلاب الذين يحققون معدلات جيدة ولكنهم لم يجتازوا إحدى المواد، فقد كان هؤلاء الطلاب يواجهون تأخيراً لمدة عام كامل، ما يُعوّق تقدمهم الأكاديمي.


ويوضح أبو راس أن النظام الجديد المعمول به منذ سنواتٍ عدة يتيح للطلاب فرصة تقديم الامتحان في ثلاث دورات، حيث يمكن للطالب الذي يرسب في الدورة الأولى أن يتقدم للدورة الثانية، ما يتيح له فرصة النجاح والالتحاق بالجامعة في العام الدراسي نفسه مع زملائه، أما إذا لم ينجح في الدورة الثانية، فيمكنه التقدم للدورة الثالثة والالتحاق بالجامعة في الفصل الدراسي الثاني، بهذا الشكل، يُمنح الطلاب ثلاث فرص لتحقيق النجاح واستكمال مسيرتهم التعليمية دون تأخير كبير.


وبالرغم من ذلك، يشدد أبو راس على ضرورة تطوير نظام الثانوية العامة في فلسطين، مؤكداً أن هناك هدفين رئيسيين يجب تحقيقهما: الأول هو تقليل نسبة التوتر والقلق النفسي لدى الطلبة الناتجة عن مرحلة التوجيهي، والثاني هو منح أهمية أكبر للصفوف الدراسية العاشر والحادي عشر والثاني عشر، بحيث تُحسَب لها نسبة من العلامات في التراكمي النهائي للتوجيهي.


ويقترح أبو راس أن تُحتسب 15 علامة عن كل صف دراسي في التراكمي للتوجيهي، إضافة إلى 55 علامة لامتحان الوزارة، مع الحفاظ على جوهر النظام.


ويؤكد أبو راس أن وزارة التربية والتعليم يتوجب عليها عقد ورشات عمل تشمل المعلمين ومديري المدارس والمشرفين وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات المجتمعية، لتستحضر جميع المقترحات والتوصيات بهدف تطوير امتحان الثانوية العامة في فلسطين.

مشكلة متجذرة تتطلب حلولاً مبتكرة وشاملة

ويوضح الخبير التربوي ومدير مركز "يوسمارت" للتدريب جودت صيصان أن مشكلة رسوب الطلبة في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) وتأخر التحاقهم بالجامعة حتى ظهور نتائج الامتحان الإكمالي هي مشكلة متجذرة تتطلب حلولاً مبتكرة وشاملة، فيما يقترح صيصان بديلاً للامتحانات النهائية من خلال نظام التقييم المستمر، وبرامج الدعم الأكاديمي.


ووفق صيصان، فإن نظام التقييم المستمر يعتمد على مجموعة من الأنشطة والواجبات والاختبارات الصغيرة على مدار العام الدراسي، والتركيز على تقييم الطلاب بناءً على فهمهم للمفاهيم ومهاراتهم في حل المشكلات بدلاً من الحفظ والتلقين، وتوفير تغذية راجعة مستمرة للطلبة حول أدائهم مما يساعدهم على تحديد نقاط ضعفهم والعمل على تحسينها.


ويشدد على أهمية برامج الدعم الأكاديمي، مثل توفير برامج دعم مكثف للطلبة الذين يواجهون صعوبات في مواد معينة، سواء خلال أو بعد أوقات الدوام المدرسي، وتدريب الطلبة على مهارات الدراسة الفعالة، بما في ذلك إدارة الوقت وحل المسائل والقراءة والفهم، وتوفير بيئة تعليمية داعمة تشجع الطلبة على طرح الأسئلة والتفاعل مع المعلمين وزملائهم.


ويشير صيصان إلى ضرورة إعادة النظر بنظام التوجيهي ككل وبشكل خاص آليات وضع الأسئلة واعتمادها، مع ضرورة تحسين آليات الرقابة لضمان جودة الامتحانات ومنح طلبة الثانوية العامة فرصة عادلة للتعبير عن قدراتهم.


ويشير صيصان الى انه لا بد من تنويع أسئلة الامتحان، حيث ينبغي أن تشمل أسئلة الامتحان تنوعاً في الأنواع، بما في ذلك أسئلة تقيس المهارات العليا مثل الفهم والاستنتاج والتطبيق والتحليل، بالإضافة إلى أسئلة مقال تشجع على التفكير النقدي والإبداعي.


ويشدد صيصان على ان امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" مرحلة حاسمة في حياة الطالب، حيث يمثل البوابة إلى الجامعة والمستقبل المهني، ولا بد من حل جذري لقضية باتت ترهق الطلبة وأسرهم والمجتمع الفلسطيني بشكل عام.


ويلفت صيصان إلى ضرورة ربط المناهج بمتطلبات سوق العمل، بحيث يجب أن يتماشى امتحان الثانوية العامة مع متطلبات سوق العمل، بحيث يقيّم المهارات التي يحتاجها الخريجون للنجاح في الحياة العملية.


ويؤكد صيصان أن هذه التعديلات تتطلب دراسة دقيقة وتنفيذاً فعالاً لضمان تحسين نظام التوجيهي وتوفير فرص عادلة لجميع الطلبة.

نصائح مهمة للتعامل النفسي مع الطلبة الـمُكملين

توضح د. سماح جبر، الخبيرة النفسية ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة، أن الرسوب في مادة أو أكثر يُعدّ تجربة محبطة للطلبة وأهاليهم، لكنها حالة قد تحدث ويجب عدم التعامل معها بحساسية، خاصة مع وجود نظام الدورات لإعادة الامتحانات الذي يوفر فرصة للطلبة لتصحيح أوضاعهم والالتحاق بالجامعة مبكراً.


وتدعو جبر إلى تجاوز الإحباط وخيبة الأمل، مع التركيز على استثمار الجهود في تحسين الأداء بدلاً من التذمر من الامتحانات وتصحيحها.


وتقدّم جبر نصائح للتعامل مع الطلبة الراسبين، أهمها ضرورة الاستماع لمشاعر الطلبة دون مقاطعة، وتمكينهم من التعبير عن إحباطهم وخيبتهم، والتأكيد أن القيمة الإنسانية لا ترتبط فقط بنتائج الامتحانات، وأن النجاح في الحياة يمكن أن يأتي بطرق متعددة غير النجاح الأكاديمي.


وتشير إلى أهمية تشجيع التفكير الإيجابي عبر مساعدة الطلبة على رؤية الفشل كفرصة للتعلم والنمو وتعزيز التفكير الإيجابي، واستكشاف الخيارات البديلة عبر مناقشة الخيارات والفرص المتاحة، بما في ذلك المسارات التعليمية والمهنية المختلفة.


وترى د. جبر ضرورة تقديم الدعم العملي للطلبة عبر وضع خطة دراسية جديدة، أو البحث عن مصادر دعم أكاديمي إضافية إذا كانوا يعتزمون إعادة الامتحان، وكذلك تعزيز الثقة بالنفس من خلال تذكير الطلبة بنجاحاتهم وإنجازاتهم في مجالات أُخرى لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وفي حال الإحساس بإحباط شديد أو اكتئاب قد يكون من المفيد التواصل مع مستشار نفسي للحصول على الدعم اللازم.


وتؤكد د. جبر أن التعاطف والدعم يلعبان دوراً كبيراً في مساعدة الطلبة على تخطي هذه المرحلة الصعبة بنجاح.

دلالات

شارك برأيك

الراسبون في "التوجيهي".. علاماتهم تكبح اندفاعهم لتحقيق طموحاتهم

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)