Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 27 يوليو 2024 9:07 صباحًا - بتوقيت القدس

19 تموز ليس كما قبله

تلخيص

في يوم الجمعة 19 تموز 2024، شهد العالم أزمة تقنية غير مسبوقة أثرت على ملايين المستخدمين والشركات حول العالم، ما جعل هذا اليوم محفورًا في الذاكرة الجماعية كبداية لتحديات جديدة في مجال التكنولوجيا والأمن السيبراني.
الأزمة بدأت عندما أصدرت شركة كرواد سترايك تحديثًا جديدًا لـ Falcon Sensor الخاص بأنظمة Windows. تعد تحديثات Falcon Sensor جزءًا أساسياً من آليات الحماية لمنصة Falcon، إلا أن هذا التحديث تحديدًا أدى إلى حدوث خطأ تسبب في تعطل أنظمة التشغيل وظهور شاشة الموت الزرقاء (BSOD) على الأجهزة المتأثرة.

حسب التفاصيل الفنية التي نشرتها "كرواد سترايك" على موقعها، فإن التحديث الذي صدر أدى إلى ظهور المشكلة بشكل غير متوقع مما جعل أنظمة التشغيل تتعطل وتتعرض لأعطال كبيرة. ورغم الجهود الفورية التي بذلتها الشركة لإصلاح التحديث، واستعادة الأنظمة المتضررة لاحقا، فإن التأثير كان كبيراً وشمل مؤسسات عديدة حول العالم.

التأثير العالمي للأزمة كان ملحوظًا، حيث تعتمد العديد من الشركات على خدمات "ميكروسوفت" و"كراود سترايك" لتشغيل وحماية بياناتها ومنصاتها الإلكترونية.
توقف أنظمة التشغيل والحماية بشكل غير متوقع أدى إلى تعرض البيانات للخطر والأهم تعطيل عمليات التشغيل. الشركات المتضررة شملت قطاعات متنوعة مثل الصحة، المالية، والتجارة الإلكترونية، مما زاد من حجم الأزمة.

في تقرير نشرته "الجزيرة"، تم توثيق حجم الأضرار التي لحقت بالشركات المتضررة، حيث أشارت إلى أن خسائر قطاع التكنولوجيا بلغت حوالي 1.5 مليار دولار في اليوم الأول من الهجوم، بينما قُدرت الخسائر الإجمالية في القطاعات المختلفة بحوالي 5 مليارات دولار. الشركات الصغيرة والمتوسطة كانت الأكثر تضررًا، حيث أن انقطاع خدمات الأمن السيبراني جعلها عرضة لهجمات أخرى وأدى إلى فقدان بيانات هامة.

الأزمة سلطت الضوء على هشاشة البنية التحتية الرقمية التي تعتمد عليها الشركات الكبرى والمؤسسات الحكومية. الثقة في التكنولوجيا تلقت ضربة قوية، حيث تساءل العديد من المستخدمين عن مدى أمان البيانات والأنظمة التي يعتمدون عليها يوميًا. هذا الوضع يتطلب إعادة تقييم شاملة لأساليب الحماية والسياسات المتبعة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.

لتعزيز الثقة في التكنولوجيا مستقبلاً، يجب على الشركات أن تستثمر بشكل أكبر في الأمان السيبراني وتطوير أنظمة حماية متقدمة. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في هذا السياق. تقنيات التعلم الآلي والتحليل التنبؤي تستطيع اكتشاف الأنماط غير الطبيعية في الشبكات والنظم قبل وقوع الهجمات، مما يتيح اتخاذ إجراءات وقائية مبكرة. الشركات تحتاج إلى دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمتها الأمنية لتحسين قدرتها على التصدي للهجمات.

علاوة على ذلك، يجب على الشركات تعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية وتطوير استراتيجيات مشتركة للتصدي لها. الأمان السيبراني لم يعد مسؤولية فردية بل هو تحدٍ جماعي يتطلب تضافر الجهود من مختلف الجهات المعنية.

الأزمة التي شهدها العالم في 19 تموز تذكرنا بأن التكنولوجيا ليست معصومة عن الأخطاء والاختراقات، وأن الثقة بها تعتمد على قدرتنا على تطويرها وتحسينها باستمرار. الذكاء الاصطناعي يقدم فرصًا كبيرة لتحسين الأمان السيبراني، ولكن يجب أن نكون على دراية بأن هذه التقنيات تحتاج إلى تطوير مستمر لضمان فعاليتها.

ختامًا، يوم 19 تموز 2024 كان يومًا مفصليًا في عالم التكنولوجيا والأمن السيبراني، أظهر لنا أهمية الاستعداد والتطوير المستمر لأنظمة الحماية. تعزيز الثقة في التكنولوجيا المستقبلية يتطلب استثمارات كبيرة في الأمان السيبراني وتطوير تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي لتكون قادرة على التصدي للتحديات المتزايدة في هذا المجال. الأزمة ليست فقط تحديًا ولكنها أيضًا فرصة لإعادة النظر في أساليبنا وسياساتنا لضمان مستقبل تقني أكثر أمانًا واستدامة.

---------
لتعزيز الثقة في التكنولوجيا مستقبلاً، يجب على الشركات أن تستثمر بشكل أكبر في الأمان السيبراني وتطوير أنظمة حماية متقدمة

دلالات

شارك برأيك

19 تموز ليس كما قبله

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)