Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 13 أبريل 2022 4:42 صباحًا - بتوقيت القدس

اليمين الديني الأميركي.. رهان إسرائيل الخاسر

بقلم: الدكتور جيمس زغبي

في مؤتمر عُقد في الآونة الأخيرة، رد «رون ديرمر»، السفير الإسرائيلي السابق في أميركا، على انتقاده بأنه ركز، أثناء فترة توليه منصب السفير في واشنطن، على التقرب إلى المحافظين أكثر من سعيه للتقرب إلى الأميركيين الليبراليين. وأكد في رده على أنه ركز اهتمامه بالفعل بشكل أكبر على المحافظين لأن «المسيحيين الإنجيليين»، هم العمود الفقري للدعم لإسرائيل في الولايات المتحدة». ولم يقدم الكثير من الملاحظات الإضافية فيما أضافه في رده.
وأشار إلى أن الليبراليين، ومن بينهم أغلبية الجالية اليهودية، لديهم اهتمامات كثيرة متنافسة، وإسرائيل ليست في قمة قائمة أولوياتهم. أما المسيحيون الإنجيليون، فإن إسرائيل في محور عقيدتهم. وبالإضافة إلى هذا، أشار إلى أن الفجوة بين الدعم «الجمهوري» و«الديمقراطي» لإسرائيل ليست أمراً جديداً. فمنذ أربعة عقود واليمين الديني هو القوة التي تدفع «الجمهوريين» لأن يكونوا أكثر تأييداً لإسرائيل. ولم أتفق على رأي من قبل قط مع «ديرمر»، لكن ملاحظاته صحيحة. فقد أظهر استطلاع للرأي نشرناه في الأيام القليلة الماضية أن الانقسام الحزبي يدور حول قضايا تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدور الذي لعبه اليمين المسيحي في خلق هذه الفجوة بين وجهات النظر «الجمهورية» و«الديمقراطية».
وكما أشار «ديرمر»، يشكل الإنجيليون 25% من جمهور الناخبين الأميركيين ويمثلون أكثر من 40% من كل أصوات «الجمهوريين». وأظهر استطلاعنا للرأي انقساماً بين اتجاهات «الديمقراطيين» و«الجمهوريين»، وهذا يرجع في معظم الأحوال إلى آراء «الإنجيليين المحافظين». وبفحص البيانات، وجدنا اختلافات كبيرة بين توجه «الديمقراطيين» و«الإنجيليين» من الجناح اليميني، فيما يتعلق بوجهات النظر نحو إسرائيل في مقابل الفلسطينيين. فـ«الديمقراطيون» الذين يؤيدون الفلسطينيين تبلغ نسبتهم 51% في مقابل 46% يؤيدون الإسرائيليين. وهناك تفاوت أيضاً في الميل نحو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهناك اثنان من كل ثلاثة «ديمقراطيين» لديهم وجهة نظر غير مؤيدة تجاه الزعيم الإسرائيلي. و«الديمقراطيون» يعارضون مساعي إسرائيل في طرد الفلسطينيين عنوة من منازلهم في القدس الشرقية، بينما يؤيد «الإنجيليون» حقهم في هذا.
وللجماعتين وجهات نظر مختلفة في قضيتين أخريين. فـ«الديمقراطيون» يؤيدون بشدة سياسة أميركية أكثر توازناً تجاه الصراع، وأيضاً يدعمون الحق في مقاطعة إسرائيل بسبب برنامجها الاستيطاني. وهناك مجالان تلتقي فيهمها توجهات «الديمقراطيين» والإنجيليين اليمينيين. فكلاهما يؤيد بشدة أن الإسرائيليين والفلسطينيين متساوون ويستحقون حقوقاً متساوية. وتتفق الجماعتان أيضاً على تأييد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كجزء من حل الصراع.
لكن «ديرمر» تجاهل أو ربما عن غير وعي بالقضتين الأخريين المتصلتين بالموضوع. فالمعتقد الديني المهيمن على اليمين المسيحي يدعم إسرائيل لأنه يرى في «جمع اليهود» خطوة أولى ضرورية في تحولهم إلى المسيحية، مما يؤدي إلى عودة المسيح ليحكم 1000 عام قبل قيام القيامة. وبعبارة أخرى، ربما يحب إنجيليو الجناح اليميني إسرائيل، لكنهم لا يحبون اليهودية بالضرورة. ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن تأثير إنجيليي الجناح اليميني قوي وسط دوائر «الجمهوريين»، لكنهم يخسرون الدعم وسط الإنجيليين الشباب. وتوجهات الإنجيليين الشباب في طائفة من القضايا، ومن ضمنها إسرائيل، تميل إلى السير في ركاب أقرانهم من الفئة العمرية نفسها في الجانب الليبرالي من الطيف السياسي.
صحيح أن «ديرمر» وحزب الليكود الذي ينتمي إليه سعيا إلى كسب قصير الأمد بتركيزهم على التقرب من المسيحيين المحافظين، لكن هذا كلفهم أيضاً. فقد وضعوا كل البيض في سلة واحدة، وهي سلة «الإنجيليين اليمينيين»، متناسين أن هذه السلة يتفكك نسيجها وأن «الإنجيليين» ينظرون إلى الشعب اليهودي باعتبارهم الشيء الذي يجب كسره لتحقيق تصورهم الديني عن نهاية العالم. وفي الوقت نفسه، أقصى هذا النهج الإسرائيلي الناخبين «الديمقراطيين» الذين يتزايد أعداد من ينظرون منهم إلى السياسات الإسرائيلية باعتبارها مؤسفة. والنهج الإسرائيلي أيضاً خلق حالة من عدم الارتياح وسط اليهود الأميركيين الأصغر سناً، الذين يريدون النأي بأنفسهم عن قائمة الأولويات المحافظة الأوسع نطاقاً التي تتبناها القيادة «الجمهورية».

شارك برأيك

اليمين الديني الأميركي.. رهان إسرائيل الخاسر

المزيد في أقلام وأراء

قمة فلسطين

حمادة فراعنة

القمة العربية وسؤال فلسطين

جمال زقوت

حكايتي مع امرأة اسمها فلسطين!

عند مفترق الطرق

د. غيرشن باسكن

الملك يصر على رفض التهجير . تأييد من حماس ورفض اسرائيلي وأمريكي لمخرجات قمة القاهرة

كريستين حنا نصر

المفاهيم الخاطئة

د. جيرشون باسكين

عشرة أيام؟!

ابراهيم ملحم

لماذا تعتبر القمة العربية الطارئة مفصلية؟

محسن أبو رمضان

قراءة في تبريرات قيادات حماس لمآلات السابع من أكتوبر

حلمي أبو طه

تجمع أحرار غزة.. صوت وطني وليس حزباً سياسياً

د.أحمد يوسف

معادلة: استهانة استباحية وقحة.. "أنا لا أراكم يا عرب"

حمدي فراج

حماس في مواجهة المستعمرة

حمادة فراعنة

قمباز... أبو شاويش

عمر رحال

القمة العربية هي تعبير عن تحولات النظام العربي الجديد

محمد المصري

التكيف مع السياسات الأمريكية لن يحمي أحداً من تداعياتها المستقبلية

مروان إميل طوباسي

الإدارة الأمريكية على يمين الحكومة الإسرائيلية

أحمد رفيق عوض

صمود فلسطين بدعم عربي

حمادة فراعنة

قمباز.... أبو شاويش

د. عمر رحال

صفقة وقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن: استراتيجية للمماطلة والضم وتوسيع المستوطنات وإنهاء حل...

دلال صائب عريقات

مفاجأة أوجلان.. هل تثبط استراتيجية إسرائيل

جودت مناع

أسعار العملات

الإثنين 03 مارس 2025 2:04 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.6

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.07

شراء 5.05

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 773)