فلسطين
الثّلاثاء 23 يوليو 2024 8:45 صباحًا - بتوقيت القدس
هكذا أعدمت وحدات "المستعربين" طبيب الفقراء أسيد جبارين في جنين
تلخيص
جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي
في طريقه لدوامه المعتاد في مشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين، تلقى الدكتور أسيد كمال جبارين رئيس قسم الجراحة إشعاراً بوصول عدد من الشهداء والجرحى لغرفة الطوارئ في حالة خطيرة برصاص قوات الاحتلال، فحث الخطى للوصول سريعاً لتأدية واجبه، لكن سرعان ما انضم لقائمة الشهداء اللذين أعدمتهم قوات الاحتلال لساعة مبكرة من صبيحة الخميس بعدما أصابه رصاص القناصة اللذين كانوا يحتلون عمارة في المنطقة التي أوقف فيها مركبته والقريبة من المشفى.
بداية المجزرة...
قبيل إعدام الدكتور جبارين، كانت وحدات المستعربين الخاصة تسللت لعدة أحياء في مدينة جنين وأطراف المخيم، واحتلت عدة عمارات وأبنية ونصبت القناصة داخلها، ورغم أجواء الهدوء بدء المستعربين بتنفيذ المجزرة الجديدة بإطلاق النار على المواطنين بما فيهم الأطفال دون سبب، كما حدث مع الشاب أنطون جمال الزبيدي من مخيم جنين والذي فوجئ كما أفاد ل"لقدس"، بإطلاق النار عليه لدى مغادرته مدخل المخيم الشرقي في طريقه لعمله في جنين، فأصيب وحوصر برصاص القناصة ولم يتمكن من معرفة مكان إطلاق النار ونجى من الموت بأعجوبة.
في نفس الوقت، أطلقت الوحدات الخاصة النار على الشاب أمير أبو عميرة 20عاما، وأعدمته على أبواب حي "الغبز" في مخيم جنين ثم أعدمت عمه معمر محمد أبو عميرة 50 عاما لدى محاولته إنقاذه، أما المربي علام زياد جرادات 48 عاما، فأصيب برصاص القناصة بشكل مباشر أثناء توجهه للدوام لمدرسته في جنين، وكذلك أعدم المستعربين من أماكن كمائنهم الطالب الطفل محمود أمجد حمادنة 15عاما والطفل أسامة محمد حجير 16 عاما.
ويقول مدير مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي الدكتور وسام أبو بكر:" أن الوحدات الخاصة إرتكبت هذه الجرائم خلال أقل من نصف ساعة، وبينما كانت تنقل طواقم الإسعاف الشهداء والجرحى ، وصلنا نبأ إصابة الدكتور أسيد جبارين رئيس قسم الجراحة الذي كنا ننتظر وصوله ليشاركنا في إغاثة وإنقاذ المصابين اللذين كانت حالة بعضهم خطيرة جداً"، ويضيف" شعرنا بقلق وخوف وصدمة إزاء إستهداف الدكتور أسيد الذي لم يكن مسلحا ومطلوباً وأعدموه بدم بارد على بعد مئة متر من مكان دوامه في المشفى".
ينقل الدكتور محمد فرح جبارين عن شهود العيان ، أن إبن عمومته الدكتور أسيد تعرض للاعدام من خلال إطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر من الخلف على يد وحدات المستعربين التي كانت تحتل إحدى العمارات القريبة من مشفى الامل المحاذي لمشفى جنين الحكومي، ويقول ل"لقدس":" كعادته وصل الدكتور أسيد لكراج مجاور لمشفى أصدقاء المريض أوقف سيارته وترجل منها ليكمل طريقه سيراً على الاقدام، نحو المشفى بينما كان تعلن حالة الاستنفار في المدينة بعد إرتكاب الاحتلال مجزرة، وفجأة سقط على ألارض مدرجاً بالدماء ولم يتمكن أحد في البداية من معرفة مصدر إطلاق النار".
ويضيف" في ساحة الكراج ومحيطها، لم يكن هنالك مسلحين فلسطينيين أو إطلاق نار أو مواجهات، فهي منطقة مكشوفة بشكل واضح، وعلمنا أن الوحدات الخاصة إحتلت العمارة الواقعة على مدخل الحي والقناصة اللذين تخفوا داخلها قتلوا الطفل محمود حمادنة وهو على دراجته قبل اعدام الدكتور أسيد" ويكمل، عندما إقترب الدكتور أسيد من مدخل مستشفى أصدقاء المريض الخلفي أطلق المستعربين النار عليه من مكمنه وأصابوه بأربع رصاصات في الظهر، وبسبب إطلاق النار تأخر وصول الإسعاف إليه ، لكنهم عندما نقلوه الى المستشفى كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة.
أجواء صدمة وحزن خيمت لدى رفاقه وزملاءه في مشفى جنين اللذين عرفوا الدكتور أسيد منذ بداية عمله في المستشفى قبل 17 عاماً، ويقول الدكتور محمد فرح:" لايوجد أي مبرر لارتكاب هذه الجريمة، فقد كان متوجها لاداء واجبه وعمله كالمعتاد، لكنهم قتلوه بدم بارد، ويجب محاكمة هؤلاء القتلة".
الدكتور أسيد جبارين من مواليد مدينة جنين، نشأ وتعلم فيها، بعد نجاحه في الثانوية العامة درس الطب العام في جامعات روسيا وتخصص في مستشفى البشير في الأردن، وذكر الدكتور جبارين، أنه رغم تلقيه الكثير من العروض رفضها وعاد الى فلسطين وعمل فيها لمدة 17 عاما كاخصائي جراحة عامة ثم رئيسا لقسم الجراحة ، وقد حظي بإحترام ومحبة وتقدير الجميع، لما تميز به من سمات ودور وعطاء، علما أنه متزوج وله 5 أطفال أكبرهم 15 عاما واصغرهم 3 سنوات.
من جانبه، ذكر الدكتور قيس جبارين، أن عمه الشهيد أسيد كان يقود مركبة مكتوب عليها"طبيب في مهمة" بشكل واضح، ورغم ذلك أطلقوا النار عليه ولايوجد لدي أدنى شك أنهم لاحظوا الكتابة وأطلقوا النار عليه بشكل متعمد".
وأضاف: "هذه الجريمة صعبة وقاسية ومؤثرة لأن الدكتور أسيد خسارة للجميع وهو طبيب للفقراء والمحتاجين والمستورين... طبيب الشعب ولم يمارس مهنته خارج أسوار المستشفى، ولم يكن له عيادة خاصة، لكنه قسم وكرس حياته بين المستشفى ورعاية المرضى ومساعدة الناس ورعاية ومتابعة الجرحة والشهداء".
ويكمل: "حتى في أيام المجازر والإعتداءات الإسرائيلية كان يخاطر ولم يتردد بالذهاب الى المستشفى لتأدية واجبه، فكان ملتزم بتأدية مهمته لإنقاذ أرواح الناس ضحايا الاجتياحات والاعتداءات الإسرائيلية، وماحدث في ذلك اليوم مجزرة تؤكد أن الاحتلال يريد قتل كل فلسطيني ، وقد أستشهد الطالب والمعلم والعامل والطفل والطبيب وجميع الشهداء مدنيين، لذلك ماحدث رسالة لإرهاب وتخويف مجتمعنا وللضغط على شعبنا للرحيل عن الوطن، لكن ذلك لن يمر فلا يوجد لنا سوى هذا الوطن".
شكل إعدام الدكتور أسيد جبارين صدمة لرفاقه وزملاءه في المستشفى بنفس وجع وألم عائلته، وخيمت أجواء الحزن خلال وداعه من رفاق دربه وزوجته وأطفاله وأقاربه، وقال الدكتور محمد جبارين: "ما حدث جريمة بحق الإنسانية، فكل القوانين والأعراف تكفل الحماية للأطباء والمسعفين، ونحن كأطباء نقوم بواجبنا اتجاه كل الضحايا والناس، ولا نميز بين أحد، لذلك يجب محاكمة القتلة وأن لا تمر هذه الجريمة مرور الكرام".
وأضاف: "أصبحت انتهاكات وتهديدات الاحتلال للمؤسسات والمراكز الطبية وطواقم الإسعاف تتزايد بشكل مستمر، ولوقفها يجب أن يكون هنالك جهد وتحرك وعقاب ومحاكمة اللذين ارتكبوا جريمة إعدام الدكتور أسيد والتي تعتبر جريمة كبرى بحق عائلته والمجتمع بأكمله"، أما الدكتور قيس جبارين، فقال:" كل المؤشرات والادلة أثبتت أن الاحتلال قتله بدم بارد وهذا ليس غريباً على هذا الاحتلال الذي يستهدف كل الناس، المدنيين قبل المسلحين، وكل فلسطيني، لانه يريد إيصال رسالة لشعبنا بالخضوع والاستسلام والرحيل لتمرير سياساته ومخططاته، لكن إجابتنا لهذا الاحتلال ، نحن هنا وسنبقى هنا والاحتلال الى زوال".
من حياته ..
الطبيب أسيد كمال جبر عبدالفتاح جبارين من مواليد جنين عام 1973م أنهى دراسته الأساسية والإعدادية وحصل على الثانوية العامة – الفرع العلمي بتفوق ، التحق بكلية الطب في لينينغراد بروسيا (San Btrosbrg) والتي تخرج منها حاصلاً على شهادة البكالوريوس في الطب تخصص جراحة وعمل في مستشفيات الأردن بسنوات الاختصاص.
عاد إلى أرض الوطن بعد حصوله على بورد الاختصاص الأردني والفلسطيني ، والتحق بوزارة الصحة الفلسطينية منذ أكثر من سبعة عشر عاماً خدم في مستشفى جنين الحكومي ، وعمل أخصائي جراحة عامة ومن ثم رئيساً لقسم الجراحة في مستشفى جنين الحكومي ، أنتمى إلى صفوف حركة فتح مبكراً.
والده المرحوم الدكتور كمال عبدالفتاح جبارين رئيس قسم الجغرافيا في جامعة بيرزيت وهو من عائلة متعلمة ومحترمة ووطنية، عمه القيادي كامل جبر أسير محرر بعد سنوات طويلة قضاها في سجون الاحتلال وهو من قدماء الأسرى الفلسطينيين.
دلالات
محمد قبل 4 شهر
ولا تحسبن الله غافلا عما يفعل الظالمون
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
هولندا: سنعتقل نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية
الأكثر قراءة
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
هكذا أعدمت وحدات "المستعربين" طبيب الفقراء أسيد جبارين في جنين