أقلام وأراء

الجمعة 19 يوليو 2024 10:00 صباحًا - بتوقيت القدس

لماذا يتحسس الإسرائيليون اليهود "جوازات سفرهم البديلة"؟!

تلخيص

ما من شك أن يوم 7 أكتوبر 2023 كان نقطة تحول مهمة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث شهدت المنطقة تصعيدًا غير مسبوق في الأحداث بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبعد أن باتت ضربات المقاومة متواترة وتستهدف كل إسرائيل بشكل موجع. كما أن هذا اليوم –ضمن أمور أساسية أخرى- شكل بداية لعملية هجرة يهودية معاكسة (أكثر من نصف مليون، وفقاً لمصادر رصينة) من الدولة المحتلة، بحثًا عن الأمن والاستقرار، إثر تزايد مشاعر القلق وعدم الاستقرار في أوساطهم، نتيجة انكسار أسباب الاستقرار المبنية على الأمن والاقتصاد.


إن من أبرز أسباب الهجرة المعاكسة: قلق اليهود الإسرائيليين الأمني -خصوصا في المدن المختلطة والحدودية- حيث تصاعدت مخاوفهم من الهجمات المحتملة في ضوء تزايد المواجهات والخسائر الإسرائيلية، ما دفعهم إلى الإمعان في التفكير في مستقبلهم وأمن عائلاتهم. هذا بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي الذي شهدته إسرائيل، حيث تأثرت الاقتصاديات المحلية بشكل كبير، وأغلقت العديد من الشركات أبوابها، وارتفعت معدلات البطالة، ما فاقم الضغوطات في حياتهم اليومية التي باتت أكثر صعوبة. وفي هذا السياق، يجدر التنويه بشكل خاص بهجرة الاستثمارات والمستثمرين، وبالذات في قطاع التكنولوجيا المتقدمة والذي يعتبر أساساً في البنيان الاقتصادي الإسرائيلي.


على صعيد مختلف، من عمّق حالة عدم الاستقرار السياسي واقع تباين الأحزاب السياسية الإسرائيلية في مواقفها، وسيطرة أقصى اليمين على مفاصل السلطة، واعتماده سياسة عنصرية متطرفة أبعدت كل أفق للسلام، الأمر الذي زاد من حالة الإرباك وزاد الطين بله! وبالطبع فإن أمل هؤلاء اليهود الإسرائيليين في مستقبل أفضل وشعورهم بأن العيش في دول أخرى قد يوفر لهم ولعائلاتهم فرصًا أفضل، للعيش، كان من الدوافع المهمة، يضاف الى ذلك النبوءات المخيفة المتوارثة عن الزوال القريب، خاصة بعد أن ضعفت قدرة الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية على حمايتهم، وبعد أن فقد الجيش الإسرائيلي قدرته "الأسطورية" على الردع، وظهرت معالم هشاشة واضحة في بنيانه وسط حزام معاد يشكل – بعباراتهم- "تهديدا وجوديا"!


بعد 7 أكتوبر 2023، بات الإسرائيليون، بفعل سقوط صواريخ المقاومة وغيرها من الأسلحة (سواء من الجبهة اللبنانية أو من القطاع، وأيضاً من الضفة الغربية) ينزحون أيضا – وهو المصطلح الذي كان لطالما ملاصقاً للفلسطينيين والعرب في الأماكن التي تطالها الاعتداءات الإسرائيلية. ولقد أكدت جهات إسرائيلية أن ما يقرب من (500) ألف يهودي نزحوا داخل إسرائيل، وهم مستوطنون مستعمرون/ مهاجرون في الأصل، فيما تم إخلاء مدينة سديروت بالكامل، وهي المدينة التي تضم نحو 20 ألف مستوطن/ مستعمر، كما تم إخلاء المستوطنات/ المستعمرات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان ومن "غلاف قطاع غزة"، الأمر الذي يؤشر إلى زيف مقولة الأمن والاستقرار، ويعطي انطباعاً للإسرائيليين عما قد تؤول إليه الأمور مستقبلاً.


ما نلحظه الآن، ومع تزايد حدة الأحداث والانقسامات المجتمعية السابقة لـ "طوفان الأقصى" وبعده، بدأ نصف المجتمع اليهودي الإسرائيلي على الأقل في إعادة تقييم هويتهم كإسرائيليين، وفي تقييم الدولة الصهيونية باعتبارها "الملجأ الأبدي الآمن وأرض اللبن والعسل". فهؤلاء رأوا أن السياسات الحالية وشبه المترسخة في إسرائيل لا تعكس قيمهم ومبادئهم ومعتقداتهم، ولا توفر لهم الأمن والأمان، فباتوا يتفقدون جوازات سفرهم البديلة المكتسبة بحكم جنسياتهم الأصلية القديمة، أو تلك التي حصلوا عليها لاحقاً. وحيث إن "المشروع الإسرائيلي" برمته، وبأبعاده الدينية والتاريخية والاقتصادية والأمنية، لم يعد مغرياً ولم يعد عنصر جذب لهم للبقاء؛ لأن إسرائيل كلها مرشحة للذهاب إلى فراغ؛ فلا أمن ولا استقرار ولا ازدهار، ومعظم من يخرجون باتوا لا يفكرون بالعودة، الأمر الذي يضرب بعمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستعمار والاستقرار، وتشجيع الهجرة المكثفة إلى "أرض الميعاد"، والذي لطالما كان هاجسا للوكالة اليهودية منذ تأسيسها عام 1922، ولا يزال !

دلالات

شارك برأيك

لماذا يتحسس الإسرائيليون اليهود "جوازات سفرهم البديلة"؟!

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)