أقلام وأراء
الجمعة 19 يوليو 2024 9:37 صباحًا - بتوقيت القدس
الوحدة الوطنية تصنعها الإرادة لا موسكو ولا بكين
تلخيص
نبحث عن الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام في كل العواصم العربية والدولية، ونحن ندرك بأن جزء منها، ممن يسهم ويغذي الإنقسام في ساحتنا الفلسطينية. قبل أن نبحث عن إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين فصائلنا، وليس شعبنا، فهذا الشعب موحد، فلا بد أن يكون هناك استعداد داخلي، استعداد الذات لتحقيق هذه المصالحة، فالمكان على الرغم من أهمية الأمكنة، وما لها من وزن ودور عربي واقليمي ودولي، ولكن هذه العواصم لن تصنع لنا المعجزات، ولن تجترح لنا حلولاً، ما دمنا نحن ذاتياً غير مستعدين لهذه المصالحة، وما دام العنوان المركزي للمصالحة، ليس المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، بل كل طرف يحاول أن يكون متسيداً وأن يكون هو العنوان، وأن يكون هو البرنامج، وأن يكون هو المقرر، بدون توافق وطني جامع على برنامج قواسم مشتركة تعبر عن إرادة هذا الشعب، وتحمي وتصون ثوابته الوطنية، وتبتعد عن الأوهام والتحليق في الفضاء، فكل العواصم التي تجري فيها الحوارات، لن تنجح في فك العقدة الفلسطينية، إذا لم يكن لدينا الاستعداد الذاتي والإرادة والقرار. حرروا ذاتكم من ذاتكم، حرروا أنفسكم من اعتبارات الجغرافيا وديكتاتوريتها، حرروا أنفسكم من الارتهان إلى أوهام ثبت عقمها في الواقع. حرروا أنفسكم من برامج لن تقود إلى إحقاق حقوق شعبنا الفلسطيني، فالأولوية لشعبكم وليس للارتهان إلى مجتمع دولي يتفرج على إبادة شعبكم، بل ويحمل المسؤولية للضحية وليس للقاتل. حرروا أنفسكم من استخدام نفس الأدوات، فهي لن تقود إلى نتائج مغايرة. ما يرتكب بحق الوطن والشعب الفلسطيني من جرائم وإبادة جماعية، وما يخطط له من مشاريع تصفية تطال كل ساحته، يجب أن يكون ناقوس خطر لكم جميعاً، بأن الوقت من دم، ولا مجال للمماطلة والتسويف والسياسة الانتظارية القاتلة، وأن استمرار المراوحة في المكان، و"اجترار" نفس العبارات والإسطوانة المشروخة لن تنهي انقساماً ولن تقود لوحدة وطنية. تصويت برلمان الاحتلال "الكنيست" أمس الأربعاء 18-7-2024 برفض إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، بأغلبية 68 صوتاً مقابل 9 أصوات، وقول زعيم ما يسمى حزب" أمل جديد" جدعون ساغر، أنه يرفض إقامة دولة فلسطينية في "قلب أرض إسرائيل"، لأنها تشكل خطراً على أمن ومستقبل ووجود دولة إسرائيل، هي وقاحة غير مسبوقة، وكذلك قوله هي رسالة لأمريكا ولرئيسها بأن إسرائيل لن توافق على "الابتزاز" من المجتمع الدولي بفرض إقامة الدولة الفلسطينية، فهذا تحدٍ وقح لكل قرارات الشرعية الدولية والمجتمع الدولي، في ظل حماية قانونية وسياسية أمريكية وأوروبية غربية لهذا الاحتلال، وأيضا الاقتحام الخامس لـ بن غفير للمسجد الأقصى منذ توليه منصبه كوزير لما يعرف بالأمن القومي، وقوله بأنه جاء للصلاة في أقدس مكان لـ" الشعب" اليهودي من أجل إطلاق سراح الأسرى، الذي يرفض أي صفقة تبادل من أجل استعادتهم، هذا الاقتحام يؤكد أن بن غفير وحكومته ماضيان في تهويد الضفة الغربية والقدس والأٌقصى وفرض السيادة عليه، والعبور به من زمنه الإسلامي إلى زمنه اليهودي، وأنه لم يعد مكاناً إسلامياً مقدساً.
الوحدة وإنهاء الانقسام لا يجب البحث عنها لا في موسكو ولا في بكين، ولا في أية عاصمة أخرى، مع تقديرنا لدور موسكو وبكين وغيرهما من العواصم الشريفة في الحرص على وحدة قوانا وفصائلنا السياسية وإنهاء انقسامها البغيض. الوحدة في ظل أخطر مرحلة يواجهها شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية، من خلال الحرب الشاملة ومشاريع الضم والتهويد والإستيطان والطرد والتهجير، هي مطلب كل فلسطيني وطني حر شريف، والقيادة التي لا تتوحد في مثل هذه المرحلة، ستكون مسؤولة أمام شعبنا عن كل ما سيلحق به من أذى وضرر وشطب لقضيته وحقوقه الوطنية، فمرحلة الرهانات الخاسرة والوقوف في خانات وجهات ليست صحيحة، يجب مغادرتها بشكل سريع، فالمرحلة لم تعد تحتمل أي شيء من هذا القبيل.
يجب علينا أن لا نستمر في الدوران في الحلقة المفرغة، فيكفينا دوران استنزف منا من الجهود والطاقات الكثير الكثير، وعلينا عدم الإصرار على أن الذات الشخصية والفئوية فوق الذات العامة والوطنية، فنحن في مرحلة بات فيها الكل الفلسطيني مستهدفاً، مقاوماً أو منسقاً أو مسالماً، فقادة دولة الاحتلال من وجهة نظرهم الكل الفلسطيني عدو لهم، وكل أبناء الشعب الفلسطيني ،هم مشروع "إرهابيين" حتى يثبت العكس .
نريد إنهاء الانقسام البغيض الذي مخاطرة توازي مخاطر الاحتلال، ونحن ندرك أن هناك قوى شد وجذب للخلف، تريد أن تفشل أي حوار وطني يقود إلى إنهاء الانقسام، وهناك من هم منتفعون من استمرار هذا الانقسام، بما حققوه من مكاسب ومكانة سياسية واقتصادية واجتماعية، وشبكة واسعة من العلاقات عربية وإقليمية ودولية، ولذلك هؤلاء سيستميتون في الدفاع عن استمرار هذا الانقسام، وسيضعون العصي في الدواليب وسيستخدمون نفوذهم وعلاقاتهم، لكي يمنعوا ويعيقوا وصول الحوار إلى "قبر" هذا الانقسام البغيض الذي يتجه نحو الانفصال النهائي.
لا شك أنه بعد معركة السابع من أكتوبر 2023 ، خلقت معادلات جديدة، ووقائع جديدة في أرض الواقع، هذه الوقائع عبرت عن حالة فرز واضحة مع شعبنا وقضيتنا ومقاومتنا، ومن هو متواطىء ومن هو مشارك في العدوان على شعبنا من دول النظام الرسمي العربي، وكذلك هذا الفرز على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولذلك علينا أن نفتح قرارنا وخيارنا الفلسطيني على أرحب فضاء عربي وإسلامي وإقليمي ودولي.
فعندما وافق البعض على وضع كل البيض الفلسطيني في سلة ومظلة الخيار التفاوضي، وجدنا أن هذا الخيار قد قاد إلى المزيد من النزف الداخلي، وتقسيم الأرض والشعب والمؤسسات، ناهيك عن تضاعف الاستيطان بعشرات المرات، وزيادة الحواجز والبوابات على مداخل المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، بحيث بتنا أسرى في سجون أوسع من المسالخ التي يتعرض فيها أسرانا إلى أبشع أنواع القمع والتنكيل والتعذيب.
لا تخذلوا شعبنا فيكفيه خذلان أوسلو الذي تداعياته وكوارثه تفوق كارثة النكبة، وما زال البعض يتغنى به كمنجز وطني. هي لحظة فارقة في التاريخ الوطني الفلسطيني، تتطلب أعلى درجات المسؤولية، لكي يشعر الشعب أن هناك قيادة بحجم تضحياته ونضالاته وصبره وصموده، فلا تخذلوا شعبنا، فلا تخذلوا شعبنا، فالخذلان ستكون له نتائج وخيمة على قضيتنا وشعبنا وعلى حقوقنا وكل مظاهر وجودنا.
الوحدة وإنهاء الانقسام لا يجب البحث عنها لا في موسكو ولا في بكين، ولا في أية عاصمة أخرى، مع تقديرنا لدور موسكو وبكين وغيرهما من العواصم الشريفة في الحرص على وحدة قوانا وفصائلنا السياسية وإنهاء انقسامها البغيض.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الوحدة الوطنية تصنعها الإرادة لا موسكو ولا بكين