فلسطين
الخميس 18 يوليو 2024 10:32 صباحًا - بتوقيت القدس
محافظ طوباس لـ"القدس": الاحتلال كثف اعتداءاته لإنهاء الوجود الفلسطيني بالأغوار
تلخيص
جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي
لم يكن التركيز الإسرائيلي على الأغوار مجرد صدفة، بل استهدفت منذ بدايات الاحتلال لما تتمتع به من سمات في الموقع والأرض والبيئة والطبيعة والمياه.
ويوضح محافظ طوباس أحمد الأسعد، أن الأغوار التي تعتبر سلة فلسطين الغذائية الأولى، تعتبر ذات أهمية استراتيجية قصوى فلسطينياً كونها منطقة محاذية للأردن الشقيق من الناحية الشرقية، ومن الناحية الشمالية تمتد مع حدود فلسطين التاريخية التي احتلت في نكبة عام 1948، كذلك تقع على ثاني أكبر حوض مائي في الضفة الغربية، مضيفاً: "أنه أمام هذه المعطيات والوقائع، فإن الصراع يشتد بشكل أكبر في هذه المناطق التي اعتبرها القيادة الفلسطينية مناطق تطوير من الدرجة الأولى أ".
واعتبر المحافظ الأسعد، ممارسات الاحتلال بحق الأغوار الشمالية وأهلها والتي تزايدت بعد الحرب على غزة "جريمة حرب خطيرة تستهدف مسح الوجود الفلسطيني عن الخارطة واقتلاعه من الأرض التي ما زال يقاوم بكل السبل لحمايتها وإفشال مخططات ومشاريع الاحتلال الاستيطانية والتوسعية والتي لم تتوقف منذ نكسة حزيران عام 1967".
معطيات وحقائق ..
يفيد الأسعد، أن مناطق الأغوار الشمالية التي تتبع لمحافظة طوباس تمتد عبر مساحة 4010 كيو متر مربع تقريباً، وفي ظل حملات وجرائم الاحتلال المستمرة، فإن مساحات شاسعة من هذه الأراضي أصبحت تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، موضحاً، أن عمليات الضم ونهب ومصادرة الأراضي نفذت وفق خطط وبرامج احتلالية متتالية بحجج واهية لفرض سياسة الأمر الواقع، فمن الإغلاق وإعلان مساحات واسعة مناطق للمناورات والتدريبات العسكرية، مروراً بالسيطرة على المناطق الحدودية وصولاً لاعتبار مساحات أخرى محميات طبيعية والسيطرة على التلال ومناطق الألغام.
ويتوزع سكان الأغوار الشمالية على عدة قرى أساسية هي: بردلة وكردلة وعين البيضاء وعاطوف، إضافة للتجمعات البدوية المكونة مناطق وخرب واد المالح، سمرة، مكحول، حمصة الفوقا وحمصة التحتا، عين الحلوة، خربة الدير الفارسية، خربة حمير وخربة الحمام، ويعتمد سكانها بمعيشتهم بشكل أساسي على الزراعة والثروة الحيوانية.
الدعم الفلسطيني للأغوار
وذكر الأسعد، أن محافظة طوباس وبناءًا على تعليمات القيادة، نفذت برامج وخطط متعددة وكثيرة لحماية الأغوار والحفاظ على هويتها الفلسطينية ولتعزيز صمود المواطنين، وفي مقدمتها قرار الحكومة بتوجيهات من الرئيس أبو مازن، بافتتاح مكاتب لجميع الوزارات في مناطق الأغوار الشمالية، والتعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات غير حكومية من أجل تنفيذ مشاريع البنية التحتية سواء شق طرق زراعية أو تعبيد طرق ومد خطوط أنابيب من خلال الوزارات ذات الاختصاص.
وذكر الأسعد، أن الحكومة سارعت لتشكيل مجالس للتجمعات السكانية الصغيرة في هذه المناطق لفرض وتكريس واقع سياسي فلسطيني مدعوم ببرامج ومشاريع متعددة، لتعزيز صمود أبناء شعبنا أمام هجمات الاحتلال التي لا تتوقف، وأضاف: "المواطن الفلسطيني في الأصل صامد بأرضه، وتركز دورنا في تعزيز صموده من خلال الدعم المتواصل في كافة المجالات وفي مقدمتها التوجه نحو اعتماد محاصيل الأغوار أولوية في التسويق".
وأكمل: "ضمن جهودنا، تشكيل لجان قانونية مختصة لمتابعة الانتهاكات الإسرائيلية ورفع القضايا والدفاع عن الأرض والمواطنين وحمايتهم، إضافة للتواصل الجماهيري من خلال فصائل العمل الوطني والزيارات الدائمة وتنفيذ الفعاليات الداعمة والمقاومة والرافضة للاحتلال ومخططات تهويد وضم الأغوار".
الاستهداف والأساليب ..
يوضح الأسعد، أن الميزانيات الضخمة التي رصدتها حكومات الاحتلال المتعاقبة في منطقة الأغوار، شكلت رسالة تهديد خطيرة لفرض الحقائق والوقائع على الأرض نظراً لأهمية المنطقة في الصراع العربي الإسرائيلي من الناحية الأمنية، كونها منطقة حدودية، إضافة لأهميتها الكبيرة من الناحية الاقتصادية لما تحتضنه الأغوار من ثروات غنية خاصة على صعيد المياه، وصولاً لتمرير المخطط السياسي الأكبر ضم الأغوار لإنهاء مسألة حل الدولتين.
لتحقيق ذلك، ذكر الأسعد، أن الاحتلال استخدم كل الطرق لتضييق الخناق على المواطنين وحياتهم ومن أخطرها، الإخلاءات المتكررة للخرب والتجمعات البدوية بحجة التدريبات العسكرية، ويقول: "بعد فشل الضغوط وعمليات الهدم والتخريب، تحولت مساحات واسعة من المناطق المأهولة بالسكان والمزروعة لمواقع للمناورات والتدريبات، وقد زعم الاحتلال بأن هذه المناطق شبيهة بجنوب لبنان، لذلك يستخدمها لتدريب جنوده على هذه التضاريس في منطقة الأغوار الشمالية".
ويضيف: "يشرد الأهالي من أماكن سكناهم لأيام ويعيشون وماشيتهم بالعراء في البرد والحر، أو يفرض عليهم حظر تجول حتى تنتهي المناورات التي تخلف الألغام والأجسام المتفجرة التي أدت لاستشهاد مواطنين وإصابة العشرات".
على صعيد الزراعة والأرض، ذكر الأسعد، أن الاحتلال ومستوطنين يتعمدون تدمير المحاصيل الزراعية بطرق متعددة مما يكبد المزارعين خسائر فادحة، كما يمنعون المياه لتعطيش المواطنين وماشيتهم وتخريب المواسم، مشيراً، إلى قيام الاحتلال بتدمير وتخريب ومصادرة شبكات المياه والري بشكل مستمر، كما يتعمد نصب الحواجز العسكرية خاصة في فصل الصيف بهدف احتجاز المزارعين ومنعهم من تسويق محاصيلهم وإيصالها للأسواق الفلسطينية.
سياسات خطيرة ..
وذكر الأسعد، أنه وبعد 7 تشرين أول الماضي ازداد تشجيع الاحتلال للمستوطنين على التوسع والاستيلاء على الأراضي بعدة طرق، منها: بناء وإقامة تجمعات زراعية صغيرة في الأراضي الفلسطينية القريبة من المستوطنات وعدة مواقع لمصادرتها والاستيلاء عليها ويوفر لهم الدعم والحماية لسرقة الأرض وزراعتها وسرقة المياه الفلسطينية.
وقال: "من خلال رصد المستوطنين، نلمس الدعم والتشجيع الكبير على بناء وإقامة بؤر جديدة، فقد أصبح شعارهم الخطير "أينما تصل غنماتي وبقراتي تصبح أراضي ومنطقتي"، فمربي الثروة الحيوانية والرعاة أغلقت أمامهم المراعي والأحراش ويتعرضون للملاحقة والتنكيل، بينما يتحرك المستوطنين بحرية ويزداد عدد البؤر الاستيطانية".
ويضيف: "من أساليب الاحتلال تصنيف الأراضي بشكل مستمر تحت مسميات أراضي دولة، فيتم إغلاق مساحات واسعة وحرمان الفلسطينيين من دخولها وتحويلها للمستوطنين لتوسيع المستوطنات وبناء البؤر الاستيطانية".
ويكمل: "الاحتلال يومياً يقتلع أشجار الزيتون والنخيل في مناطق الأغوار المختلفة، ناهيك عن تدمير أكثر من حوالي 30 كيلو متر من خطوط المياه وشبكات الري، إضافة لملاحقي الجرارات وصهاريج المياه ومصادرتها وفرض غرامات باهظة على أصحابها لمنعها من تزويد المواطنين بالمياه".
صراع مستمر ..
يشير الأسعد إلى أن لجنة الحقوق في الكنيست الإسرائيلي قامت قبل سنوات بزيارة الأغوار، وأوصت بعدم التخلي عن الأغوار لأهميتها الاستراتيجية والسياسية، وبعد بدء الحديث عن قرار الضم اشتد الصراع في مناطق الأغوار ثم فك الارتباط وبعد الحرب على غزة أصبح هناك حملات يومية لهدم المنشآت و كافة التجمعات البدوية مهددة بالترحيل.
وضمن هذا السياق، يومياً، تصدر إخطارات لهدم منشآت وترحيل سكانها، بينما يقوم المستوطنين بالاستيلاء على قمم الجبال في بعض المناطق وتسييج المراعي في أخرى مما أدى إلى ضرب الزراعة والثروة الحيوانية بالإضافة إلى سرقة المياه في هذه المناطق.
وأكد الأسعد، أن انتشار مستوطنات ومعسكرات الاحتلال يؤثر على جميع مناحي الحياة أيضاً، خاصة التعليم والصحة والخدمات الأساسية من كهرباء ومياه عدا عن الآثار النفسية على الجميع وخاصة الأطفال والنساء، موضحاً، أن الاحتلال ما زال يمنع البناء والإعمار سواء للمساكن أو المدارس والمساجد.
حماية دولية ...
وأشار الأسعد، لجهود محافظة طوباس الكبيرة على المستوى الوطني والجماهيري والدولي لحماية الأغوار والذي حقق إنجازات رغم عقبات وعراقيل الاحتلال، وقال: "نثمن دور كل من يقف مع شعبنا الفلسطيني في قضاياه العادلة، ونطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بحماية شعبنا لأن ما يجري في الأغوار جرائم حرب تدق ناقوس الخطر في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة".
وأضاف: "الاحتلال يعمل بكل قوة لتحقيق جوهر سياساته ومخططاته وعلى العالم أن يتحرك والتوقف عن الصمت".
دلالات
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أ.د. أبو كشك يشارك في المؤتمر العالمي للغة الصينية في بكين ويوقع اتفاقية تعاون مع جامعة جيان شي
الأكثر قراءة
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
محافظ طوباس لـ"القدس": الاحتلال كثف اعتداءاته لإنهاء الوجود الفلسطيني بالأغوار