غاب الفنان المقدسي حسام أبو عيشة قرابة 4 أشهر متقطعة في ربوع الأردن الشقيق، لينشر أعمالا ومشاركات فنية، ترصد معاناة شعب فلسطين في مجابهة الغزاة الجدد، ويحصد قريباً ثمار هذا الجهد الفني المتواصل والمتعاظم.
وكانت ذروة هذه المشاركة الفنية، تصويره لدوره الأساس من خمسة أدوار رئيسية في فيلم المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، بعنوان "كلهم من قبلك" الذي يجسد مراحل وحقب مختلفة من نضال ومسيرة الشعب الفلسطيني قبل الانتداب والاحتلال، فترة الانجليز ووعد بلفور، وكيف حاولوا سلب أراضي الفلسطينيين وتحويلها لـ "الصهاينة" عن طريق تغيير الطابو العثماني بحجة انه مليء بالعيوب والثقوب، إلى طابو إنجليزي، حيث تم تسريب عشرات آلاف الدونمات للقوى والعصابات الصهيونية بين سنوات 1919- 2024 من القرن الماضي.

مختار.. ثائر
ويجسد الفنان أبو عيشة في الفيلم شخصية مختار غير تقليدي، بل شخصاً مقاوماً كغيره من أهل البلد، حيث يتعرض للسجن والاعتقال والتنكيل.
والفيلم يتناول فترة النضال الفلسطيني في تلك الفترة من عشرينات القرن الماضي. وكان كان من المفروض أن يتم التصوير في قرية فرخة بمحافظة سلفيت ، حيث تم تجهيز الأرض وزراعتها بالقطن والسمسم، ولكن انفجار أحداث السابع من أكتوبر، أوقف كل شيء.

جبال عجلون ..

ولكن بعد ثلاثة أشهر من التجميد، تم اختيار منطقة في مدينة عجلون الأردنية تشبه تضاريسها وطرق معيشتها وحياتها، جبال سلفيت، ليتم تصوير نحو 200 ساعة، لنحصل في النتيجة النهائية، على مدة الفيلم الحقيقية وهي قرابة ساعتين.

فيلم الأفلام .. كأنه أحلام

وقال أبو عيشة، إن هذا الفيلم يعتبر الإنتاج الأكبر فلسطينيا، حيث انتهى التصوير من آخر مشاهده مع حلول عيد الأضحى المبارك، ومن المتوقع أن يستغرق مونتاج الفيلم زهاء 4-5 شهور قبل أن يكون جاهزا للعرض.
وضم الفيلم السينمائي الدرامي، جمهرة من الممثلين العرب والأجانب من فلسطين والاردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر وبريطانيا (ممثلين انجليز ) .

السجين الإنسان

وفي غضون ذلك، عرض الفنان أبو عيشة مسرحيته المنودرامية من ممثل واحد -عرق نعنع- التي تتناول تجربة الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية والتي تعالج مفهوم "الأسير الفلسطيني" كإنسان من لحم ودم ومشاعر واحاسيس ، وليس سوبرمان خارقا للنواميس، فهو إنسان عادي، يغضب ويعشق ويبكي ويفرح ويتألم ويكتب ويغني ويرقص مثل بقية الناس والبشر، وجرى ذلك باستضافة من مؤسسة خالد شومان الثقافية في دارة الفنون على المدرج الروماني التابع للدارة في جبل اللويبدة في العاصمة عمان.
وأشار إلى أن المدرج فاض بالجمهور، حيث تم تكريم الفنان أبو عيشة على مجمل أعماله الفنية من قبل مهرجان طقوس عشيات أو عشيات طقوس، بحضور وزيرة الثقافة الأردنية ونقيب الفنانين الأردنيين، كما تمت استضافته في المنتدى الثقافي الأردني، ليقدم محاضرة عن المسرح الفلسطيني في مقر نقابة الأدباء الأردنيين.
إلى جانب ذلك، اتفق الفنان أبو عيشة مع دارة الفنون، مؤسسة خالد شومان، على عمل ورشة دراما مسرحية لطلاب الفنون المختلفة التابعين للدارة أوائل الخريف المقبل.

الفنان "الزمبرك"

والفنان أبو عيشة لا يهدأ ولا يتوقف عن النشاط، فهو بصدد القيام بجولة عروض لمسرحية عرق نعنع وقهوة زعترة في البلدة القديمة من القدس لتكون في الواجهة مجددا، وللحفاظ على هوية المدينة وطابعها العربي الفلسطيني، وانعاش الحياة الثقافية فيها.
وتشمل أماكن العرض برج اللقلق، والمعمل، ودار القنصل على مفترق سوق خان الزيت وعقبة التكية.

وفي الختام، شاهدنا عرضاً ممتعاً خاصا لأطفال تابعين لاحد المخيمات الصيفية النموذجية، قدمه الفنان أبو عيشة في المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي في القدس، تناول أحداث قصص شعبية مثل حكاية ليلى الحمراء والذئب وكأنهم في قلب الحدث.