أقلام وأراء
الأحد 14 يوليو 2024 9:32 صباحًا - بتوقيت القدس
الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وآفاق العدالة للشعب الفلسطيني
تلخيص
ستصدر محكمة العدل الدولية في 19 تموز/ يوليو 2024، رأيها بخصوص العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، منذ عام 1967، وذلك استجابةً لطلب قدّمته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر 2022. ويهدف رأي المحكمة الاستشاري غير الملزم إلى تقديم توجيهات قانونية بشأن سياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة.
قدّمت 52 دولة حججها أمام محكمة العدل الدولية بهذا الخصوص، مع تحذيرات من استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتأثيره السلبي على استقرار الشرق الأوسط. وتواجه المحكمة، التي تتولّى فض النزاعات بين الدول، ضغوطاً دولية متزايدة تجاه إسرائيل، خاصة في ظل حرب الإبادة المستمرة في غزة.
رغم عدم إلزامية رأي محكمة العدل الدولية، فإنه يمثل خطوة مهمة نحو زيادة الضغط الدولي على إسرائيل. وكانت الولايات المتحدة قد شدّدت على أهمية عدم إلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا بعد الحصول على ضمانات أمنية، ما يبرز تأثير اللوبي الصهيوني الكبير في السياسة الأمريكية، ويعزز استمرار الدعم غير المشروط لإسرائيل، ويشّكل عائقاً أمام الجهود الدولية لحل الصراع، ويزيد من التعقيدات والتوترات في المنطقة بشكل عام.
يتجاوز الدعم الأمريكي لإسرائيل المساعدات العسكرية والاقتصادية، حيث يشمل أيضاً دعماً سياسياً ودبلوماسياً غير محدود، فمنذ تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، اتّخذت الولايات المتحدة موقفاً ثابتاً وداعماً لها في المحافل الدولية، بما في ذلك استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمعارضة القرارات التي تندد بإسرائيل، أو تطالبها بالانسحاب من الأراضي المحتلة، ما يتطلّب وقفة جادة من المجتمع الدولي تجاه السياسات الأمريكية، إذ أن ما تقوم به عديد من الدول، خاصة العربية منها، من فصل الدور الأمريكي عن الإسرائيلي في القضية الفلسطينية لهو تجسيد للنفاق والتبعية، وسيبقى مجرد وهم، ما لم تحدث تحولات حقيقية في السياسة الأمريكية تجاه القضية.
تواصل إسرائيل منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023 حملتها العدوانية ضد شعبنا في قطاع غزة ، فيما تواصل سياساتها التوسعية في القدس والضفة الغربية، بهدف فصل وتقسيم الضفة الغربية إلى مناطق معزولة بواسطة المستوطنات والجدران الفاصلة، بهدف إحباط أي فرصة لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة جغرافياً. وعلى الرغم من التحديات العسكرية والسياسية والاقتصادية، يظل الفلسطينيون متمسكين بحقوقهم غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقهم في تقرير مصيرهم. وتظهر إرادة الشعب الفلسطيني في مقاومته المستمرة للاحتلال الإسرائيلي روح الصمود والإصرار على مواجهة السياسات الإسرائيلية الظالمة، وتمثّل هذه المقاومة الشجاعة الدليل الوحيد لتحديد اتجاه البوصلة لليوم التالي للحرب على غزة.
لا يمكن تحقيق العدالة في فلسطين إلا من خلال تغيير جوهري في مواقف المجتمع الدولي تجاه الاحتلال الإسرائيلي والتدخلات الأمريكية. ويتوجب على المجتمع الدولي أن يتبنى بجدية وبدون تحيز تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بطريقة عادلة وموضوعية، بما في ذلك القرارات التي تصدر عن محكمة العدل الدولية، ولكن هذه الخطوات لن تكون كافية، ما لم تُترجم إلى إجراءات فعلية تتوافق مع إرادة الشعب الفلسطيني القوية التي استمرت لأكثر من 76 عاماً في مواجهة الظلم والاحتلال.
في الختام، يمكن القول إن قرار محكمة العدل الدولية المرتقب، على الرغم من عدم إلزاميته، يمثل خطوة قانونية هامة قد تعكس تحولاً في الإدراك الدولي بضرورة حماية الشعوب المحتلة واحترام حقوقها. ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتوسّعه الاستيطاني وانتهاكاته المروّعة التي لم يشهد لها مثيل في تاريخ البشرية، يتوجب على المجتمع الدولي التحرك بقوة وابتكار سبل جديدة وفعّالة لتنفيذ القانون الدولي، والقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، فالمستجدّات الخطيرة التي فرضها السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023، تُمثّل اختباراً مصيرياً للمجتمع الدولي، وسيحدّد كيفية استجابته مسار العدالة الدولية للأجيال القادمة في العالم بأسره.
يمكن القول إن قرار محكمة العدل الدولية المرتقب، على الرغم من عدم إلزاميته، يمثل خطوة قانونية هامة قد تعكس تحولاً في الإدراك الدولي بضرورة حماية الشعوب المحتلة واحترام حقوقها.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
5 إصابات وحرائق في تل أبيب جراء سقوط صاروخ من لبنان
الأكثر قراءة
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وآفاق العدالة للشعب الفلسطيني