Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 10 يوليو 2024 8:15 صباحًا - بتوقيت القدس

خلال حلقة خاصة لـ"تلفزيون "القدس".. "توجيهي" 24: تحدياتٌ غير مسبوقة في بيئة تعليمية واجتماعية مُرتبكة

تلخيص

رام الله-خاص بـ "القدس" والقدس دوت كوم-

أغلب الامتحانات صعبة ولم تراع الفروق الفردية ولا الأوضاع العامة
الدعوة لتغيير النظام الـمُتبَع بأخذ معدل حسابي لمرحلة الدراسة أو لآخر 4 سنوات
ثروت زيد: ضرورة التحول من الطريقة التقليدية النمطية إلى طرق متطورة تقل فيها نسبة الخطأ
والدة طالبة: أُصبت بـ"الضغط" و"السكري" بسبب التوتر الذي عشتُه مع ابنتي
ولي أمر: يجب أن تكون هناك فلسفة اتصال بين وزارة التربية والجامعات والأهالي والطلبة


على مدار عام دراسيّ كامل، عاش طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" تحديات عدة تعدت المنهاج المدرسي إلى الهمّ العام، حيث حرب الإبادة الوحشية في قطاع غزة، وتقطيع أوصال الضفة الغربية بالحواجز العسكرية والسواتر الترابية، والاقتحامات والاجتياحات اليومية لمختلف المدن والقرى والمخيمات. تسعة أشهر ويزيد، حبس فيها طلبة التوجيهي أنفاسهم ومن خلفهم آباء وأمهات كانوا بمثابة جنود مجهولين، رافقوهم مثل ظلهم، في سهرهم وقلقهم وخوفهم ووجعهم على أبناء شعبهم وأقرانهم في قطاع غزة، ممن سلبت الحرب الهمجية حياتهم، وحرمت البقية من الالتحاق بمدارسهم، لأنها ببساطة تحوّلت إلى مراكز إيواء غير آمنة، وبالتالي حرمتهم من أداء امتحاناتهم، إلا مَن أسعفه الحظ بالخروج باكراً من القطاع إلى مصر وسواها. آباء وأمهات تابعوا أبناءهم في كل خطوة، في المدرسة والبيت، أيام الدوام وأيام الحداد على الشهداء والإضرابات والاقتحامات، أيام التعليم الوجاهي أو التعلم عن بُعد عبر نظام "التيمز"، وأخيراً انتظروهم لحظة بلحظة خارج قاعات الامتحان، يصيبهم ما يصيب فلذات أكبادهم من ألم وتعب إذا جاءت الأسئلة على غير ما تشتهي مراكب أبنائهم وبناتهم.


تلفزيون "القدس" استضاف في حلقةٍ خاصة الخبير التربوي ثروت زيد الكيلاني، وكيل وزارة التربية والتعليم ومدير عام المركز الوطني للمناهج السابق، وعدداً من الطلبة وأولياء الأمور.

ضرورة تطوير آلية وضع أسئلة "التوجيهي"

شدد الخبير التربوي ثروت زيد الكيلاني، وكيل وزارة التربية والتعليم ومدير عام المركز الوطني للمناهج السابق، في حديث لتلفزيون "القدس" على ضرورة تطوير آلية وضع أسئلة امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) بشكل أفضل، قائلاً: "كان هناك توجه لأن يكون هناك بنك أسئلة، وتم إنشاء مركز قياس وتقويم وطني دوره تطوير التقويم التربوي، وإيجاد بنك أسئلة محكم"، مشيراً إلى أن "كل هذه الخطط أُعدّت من سنوات، وتم صرف أموال عليها، ولا بد من أن ترى النور اليوم، وأن نتحول من الطريقة التقليدية النمطية إلى طرق متطورة تقل فيها نسبة الخطأ".


وفي رده، بشأن عمل الوزارات المتعاقبة على مقترحات للحد من الخوف الذي يسيطر على الطلبة وذويهم، وسبب عدم نجاح تلك المقترحات في الحد من ذلك قال: "في العام ٢٠١١ تم إعداد نظام ثانوية عامة كاملاً، وأعتبره نظاماً عصرياً في وقته، وتمت مناقشته على مستوى المحافظات ومع أعضاء لجنة التربية والتعليم في المجلس التشريعي الموجودين في الضفة الغربية، وكان يراعي التوتر النفسي، وآليه تخفيفه، ويراعي التخصصية، ويراعي خيارات الطالب، إلا أنه لم يطبق".


وقال: إنه يتم عند وضع أسئلة اختبارات الثانوية العامة، وضع جدول مواصفات مبني على تحليل المنهاج، ووفق المفاهيم والمهارات والمعارف الموجودة فيه، ثم يتم التوافق عليه من قبل لجنة (مكونة من خبراء يكتبون الأسئلة، وآخرين يقومون بتدقيقها وحلها للتأكد منها)، ما يجعل احتمالية الخطأ تهبط إلى الصفر، وهو ما تسعى الوزارة دائما لتحقيقه.


وأكد الخبير التربوي الحاجة إلى سياسة وطنية كاملة لإعادة هندسة المنظومة الوطنية التعليمية بشكل عام، والنهوض بها في فلسطين، وقال: "يجب إعادة هندسة المنظومة التعليمية بشكل عام، وتحديداً نظام التقويم التربوي، وأنا لا أتحدث عن الثانوية العامة فقط، بل في كل مراحل الطالب التعليمية. فمن غير المعقول أن يحدد مصير من درس ١٢ سنة في المدارس باختبار الثانوية العامة الذي يسبب ندوباً وتشوهات في الجانب النفسي والروحي لدى الطلاب والمجتمع الفلسطيني كله".


وفيما يتعلق بإحجام معظم الطلبة عن التوجه للتخصصات المهنية، أوضح وكيل وزارة التربية والتعليم السابق في حديثه لتلفزيون "ے" أنه "تمت زيادة عدد التخصصات المهنية من ٢٢ تخصصاً إلى ٣٤ تخصصاً، على أمل أن يتحول توجه الطلاب للتخصصات المهنية".

لا معايير دقيقة للامتحانات

"السنة كانت امتحانات "التوجيهي" للفرع العلمي سيئة. مَن وضع الأسئلة من الوزارة لم يُراعِ الفروقات الفردية بين الطلاب، ولم يضع معايير دقيقة للامتحانات، فأغلب الجلسات كانت صعبة، ولا تتناسب مع مستوى ما حصل الطالب عليه من تعليم في عام دراسي مضطرب جداً"، قالت السيدة صالحة، والدة أحد طلاب التوجيهي- الفرع العلمي لـ"القدس".


وأضافت: امتحان الفيزياء كان مأساوياً، لدرجة أن أمهات الطلاب كانوا يبكون على باب المدرسة في انتظار خروج أبنائهم، وامتحان الرياضيات الجلسة الثانية كانت فيه مشاكل، وامتحان اللغة العربية أيضاً كانت فيه مشاكل، وامتحان الأحياء كان دقيقاً جداً، والأسئلة كانت تربط أكثر من فكرة، وهذا يربك الطالب، وامتحان الكيمياء صعب.

خطط للطلاب منذ بداية الرحلة الدراسية

وطالبت صالحة وزارة التربية بإعداد خطط للطلاب منذ بداية الرحلة الدراسية في المرحلة الابتدائية، "حتى يصل الطالب مهيأً بالشكل المطلوب لتقديم هذا الامتحان المصيري، وأن يتم تعليمه أساليب التفكير، وكيفية تقييم الأمور، وكيفية الابتكار، أما أن نقوم بتلقينه على مدار ١٢ سنة، ومن ثم نطلب منه أن يبدع ويبتكر في السنة الأخيرة، هذا غير مقبول".


ولفتت إلى وجود خلل في المنظومة التعليمية، مضيفة: على التربية متابعة أسلوب المعلم في الشرح، وإجراء التعديلات اللازمة على المناهج، وإعادة النظر في آلية وضع أسئلة التوجيهي بحيث تتناسب مع ما هو موجود في المنهاج. وقالت: "الوزارة لا توظف معلمين أكفاء لتأهيل الطالب لهذا الاختبار، ولا توفر له ظروفاً تعليمية تتناسب مع الأسئلة التي توضع للطلاب في الامتحان. على الوزارة توظيف معلمين قادرين على تأهيل الطلاب للاختبارات، أو إعطاء دورات للأساتذة الموجودين لتطوير قدراتهم. كما أن المنهاج عقيم ولا يتناسب مع عصرنا هذا في ظل وجود كل تحديات العلم الجديد".

سنة دراسية تُحدد مصير الطالب.. هل يعقل؟

وناشدت صالحة في حديثها لـ"القدس" وزارة التربية والتعليم إلى تغيير النظام المتبع، بحيث تأخذ معدلاً حسابياً لكل المرحلة الدراسية، أو تأخذ الوسط الحسابي لآخر أربع سنوات، مثلاً، فلا يجوز الحكم على مصير الطالب من آخر سنة دراسية له -على حد تعبيرها- فمن الممكن أن يتعرض في هذه السنة لظروف قاهرة تمنعه من الدراسة بالشكل المطلوب.


وأشارت صالحة في حديثها إلى حالة الخوف التي تسيطر على الطلبة وأهاليهم من التوجيهي، قائلة: "كل هذا الخوف سببه وزارة التربية والتعليم التي تحدد مصير ابنتي من السنة الأخيرة، ولا تأخذ بعين الاعتبار السنوات الـ١١ السابقة. أنا كأُم لطالبة في الثانوية العامة أدفع ضريبة مرضي بـ"ضغط الدم" و"السكري" بسبب الضغوطات التي أعيشها مع ابنتي. هناك طلاب ماتوا بسبب الضغوطات، لماذا؟


وفيما إذا كانت تشجع ابنتها على التوجه للتعليم المهني بدلاً من الأكاديمي، قالت صالحة: "أنا مع التعليم المهني والصناعي أكثر من التعليم الأكاديمي، وأرى أنه لا يقل أهميةً عن المسارات الأُخرى، على العكس فيها فرص أكثر"، مؤكدة أنها تشجع أبناءها على التعليم المهني، وتسعى دائماً لتعليم أبنائها تخصصات مهنية يستطيعون من خلالها خلق فرص العمل، وليس الاعتماد على الآخرين لتأمين فرص عمل لهم.

سنة استثنائية على الصعد كافة

زياد، والد أحد طلبة التوجيهي في الفرع الأدبي، تحدث لـ"ے" عن طبيعة أسئلة التوجيهي وصعوبتها هذا العام، قائلاً: "السنة بكل تفاصيلها استثنائية، سواء على صعيد التوجيهي، أو على صعيد كل القطاعات، هناك تفاوت بين طالب وطالب.


وأضاف: "كلمة توجيهي لها رهبة، سواء أكان الطالب متفوقاً، أم جيداً، أم متوسطاً، أم ضعيفاً، فهي لها انعكاساتها على الطالب وأهله ومحطيه بشكل عام. فالعائلة التي يكون لديها طالب توجيهي تكون السنة بالنسبة لها غير طبيعية، على مستوى البيت والحياة الاجتماعية، وكل شيء يحيط بهم. وأنا أعتبرها رهبة متوارثة، فهي مسألة قديمة عاشها الجميع، ولا داعي لأن نسعى إلى التخلص من هذه الرهبة، فهي مرحلة مهمة يبدأ الطالب فيها برسم مستقبله، والأهل حريصون على مستقبل أبنائهم، وبالتالي يحصل هذا التوتر داخل البيت، وعند الطالب.


وفيما يتعلق بتوجه الطلبة إلى التعليم الأكاديمي أو التعليم المهني، ومَن برأيه الأفضل في ظل ما يعانيه الخريجون الأكاديميون من قلة الفرص في السوق، قال زياد: "حجر الزاوية في هذا الموضوع هو الطالب وهوايته، نحن علينا تنمية هواية الطالب من البداية، ومشكلة التعليم الأكاديمي والمهني لا تُحل بيوم وليلة، بل هي بحاجة لأجيال لحلها".


وختم زياد: "يجب أن تكون هناك فلسفة تواصل واتصال بين وزارة التربية والتعليم العالي، والجامعات، والأهالي، والطلبة، بحيث يتم العمل على صقل مهارات الطالب منذ الصغر، وتنمية مواهبه، والتركيز عليها لتكون هي مستقبله".

دلالات

شارك برأيك

خلال حلقة خاصة لـ"تلفزيون "القدس".. "توجيهي" 24: تحدياتٌ غير مسبوقة في بيئة تعليمية واجتماعية مُرتبكة

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)