Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 08 يوليو 2024 10:04 صباحًا - بتوقيت القدس

حتى لا يخدعنا أحدٌ على الأقل

تلخيص

سبب هذا المقال هو ما تروّج له بعض الأطراف، من جهة أنها قامت بما عليها من أجل وقف إطلاق النار، واستنفاذ كل الأدوات والوسائل التي كان يجب عليها استعمالها لوقف الحرب، ولكن الواقع يكذّب كل هذا الكلام. لهذا وجب أن نقول أن كل الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزه فشلت حتى كتابة هذه السطور. فشلت الإدارة الأمريكية بالذات في الضغط على إسرائيل، وفشلت في تخفيض عدد الشهداء، وفشلت في إدخال المساعدات، وفشلت حتى في الرصيف المائي الذي روّجت له كثيرا، وفشلت في إقناع إسرائيل بالدخول في مفاوضات حقيقية. وبلغ مدى هذا الفشل إلى درجة أن المراقب المحايد يعتقد أن إسرائيل هي التي تملي إرادتها على الإرادة الأمريكية، وليس العكس، وقد رأى العالم كيف أن نتنياهو أهان الإدارة الأمريكية، وحاصرها، ومع ذلك يدعى هذا الرجل ليلقي خطاباً في الكونغرس الأمريكي.


فشلت الإدارة الأمريكية حتى في جهودها من أجل وقف توسيع هذا الصراع، فقد غامرت الولايات المتحدة بالتورط في حرب ضد الإقليم العربي في لبنان، والبحر الأحمر، ولم تجرؤ على الضغط على إسرائيل لوقف هذه الحرب التي تشكل المصدر الأول لكل هذه الاشتعالات. فشلت أمريكا عندما تقول أن إيران وأذرعها هي التي تهدد المنطقة، دون أن تشير إلى دور الاحتلال وأثره في توتير المنطقة وزعزعتها.


ولكن الفشل يطال أيضا الإقليم، فقد فشل في جهوده من أجل إقناع المجتمع الدولي وإسرائيل بضرورة التسوية، أو تخفيض التصعيد، أو تقليل آثار الحصار والدمار. فشل الإقليم في أن يكون موحداً وذا مصداقية، فلم يقم بما قام به آخرون بعيدون لمحاصرة الموقف الإسرائيلي وإدانته، وفشل الإقليم في سياساته أيضاً. ومما زاد في تعميق هذا الفشل ما كشفه المحتل الإسرائيلي من أوجه تعاون وصل إلى درجه من الوقاحة غير المسبوقة. الإقليم فشل في وقف الحرب، وتقديم المساعدة، وفشل كذلك في كبح جماح إسرائيل وخططها المستقبلية. المطلوب من الإقليم عدم تسهيل الاحتلال، أو التكيف معه، أو الخضوع لمطالبه، أو التعاطي مع خططه الحالية أو المستقبلية.


وفشل المجتمع الدولي عامة في الضغط الحقيقي على الهيئات الدولية، القضائية منها والإغاثية، وعمل كثيرون على تعطيل الخطوات، أو الإجراءات العقابية، أو غيرها لوقف هذه الحرب الضروس، وتراجعت كثير من وسائل الإعلام والجامعات والمنظمات عن نشاطاتها المساندة بسبب التهديد أو الخوف أو الاحتواء. انخفضت حدة الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني، بسبب عدم وجود حاضنة عربية أو إسلامية وبسبب الهجوم المرتد العنيف من قبل دوائر مختلفة. إن نجاح اليمين المتطرف في أوروبا، بما في ذلك نجاح حزب العمال في بريطانيا، إنّما يعني أن هناك ريحاً غير طيبة تهب في أوروبا، فاليمين المتطرف وتحت شعارات معاداة المسلمين وطرد المهاجرين، وفي ظل الوقوع في براثن اللوبيات، والمافيات، وجماعات المصالح، فإن هذا اليمين لم يكن في وارد دعم وتأييد الحق الفلسطيني. إن تحول أوروبا وأمريكا إلى اليمين المتطرف له أسباب سياسية واقتصادية وثقافية، ولكن هذا يعني أيضا أن أوروبا تنقلب على ليبراليتها، وتسامحها، وانفتاحها على العالم.


ويتمدد هذا الفشل، ليشمل أيضا فصائلنا الفلسطينية التي ضيعت عدة مرات إمكانية المصالحة، وتأسيس نظام سياسي جديد يحظى بالقبول والتمثيل الشرعي، ويشكل جسراً للمرور من دائرة الإنكار والتغييب ونقص التمثيل والشرعية.


إن هذه الحرب التي سقط فيها حتى الآن أكثر من 120 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح، لم يدفع بعد فصائلنا إلى العمل المشترك والموحد، لتفويت الفرصة على من يريد أن يفرض واقعاً جديداً في قطاع غزه يقوم على إعادة إنتاج الاحتلال والحصار، بمباركة دولية على الأقل. هذه المرة، يريد المحتل أن يعود إلى قطاع غزة بعد تدميره بتفويضٍ واسعٍ من أطرافٍ عديدة، وبدون وحدة فلسطينية أهلية وفصائلية وسياسية، وقد ينجح المحتل في مسعاه هذا. إن الإفشال المتعمد لكل الجهود لوقف إطلاق النار، إنما تعني التضحية بشعبنا على مذبح أوهام وأحلام جهنمية. إن فشل كل الجهود أو معظمها لوقف إطلاق النار يعني أن معظم الأطراف لها حساباتها، البعيدة والقريبة، الداخلية والخارجية، وحتى لا يخدعنا أحد، لا الآن، ولا في المستقبل، نقول: إن استمرار الحرب على الشعب الفلسطيني مع عدم القدرة على إيقافها ستؤدي بالضروره إلى توسيع دائرتها لتشمل الصامتين، والمحايدين، والمعتدلين، والمنحازين، وما بين هذا وذاك، الحرب لن توفر أحداً كان عليه أن يتدخل في الوقت المناسب، وضاعت منه هذه الفرصة.


ما الفعل الصواب أصلا؟!

أليس هو الفعل الصواب في المكان والزمان الصواب؟!!


إن هذه الحرب التي سقط فيها حتى الآن أكثر من 120 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح، لم يدفع بعد فصائلنا إلى العمل المشترك والموحد، لتفويت الفرصة على من يريد أن يفرض واقعاً جديداً في قطاع غزه يقوم على إعادة إنتاج الاحتلال والحصار، بمباركة دولية على الأقل.

دلالات

شارك برأيك

حتى لا يخدعنا أحدٌ على الأقل

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)