Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 27 يونيو 2024 9:36 صباحًا - بتوقيت القدس

جبهات نتنياهو في حربه الأخيرة

تلخيص

في التقويم الموضوعي لظاهرة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لا يصح التقليل من مواهبه الذاتية، وأهمها قدرته على البقاء في المركز سلطة أو معارضة، حتى لو تضافر الكون كله عليه.


ولمجرد التذكير، فقد حدث له ومعه، خصوصاً في ولايته الراهنة، ما كان كافياً للإطاحة بغيره لو كان في مكانه.


قبل حرب غزة، اتحدت غالبية الإسرائيليين عليه، في مظاهرات أغلقت المدن جميعها، وأرغمته على السفر من بيته إلى المطار بمروحية عسكرية مع أن المسافة كيلومترات قليلة، وأغلقت أمامه أبواب البيت الأبيض، حيث التعميد الحتمي لأي رئيس وزراء إسرائيلي، وتصدّعت مكانته المتكرسة كملك لإسرائيل حين تزعزع عرشه بفعل احتمال انسحاب عضوين أو ثلاثة من أغلبيته في الكنيست.


ومع أن "طوفان الأقصى" جسّد كارثة حقيقية على الدولة العبرية، إلا أن نتنياهو رأى فيها ضالته المنشودة، إذ أتت بسيد وسادة البيت الأبيض إليه بدل أن يذهب هو إليهم، وشكّل حلقات حكومية تحت مسميات متعددة، ليس من أجل إدارة الحرب التي بادر بها على غزة، بل من أجل تثبيت قوائم زعامته وتشريع احتفاظه بالقيادة الأولى، وبمركزيته في قرارات السياسة والحرب.


غير أن ما كان متاحاً حدوثه بفعل الصدمة التي حدثت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لم يكن كافياً لاستعادة المكانة القديمة، فدخل مرحلة جديدة في حياته السياسية، مرحلة القيادة بفعل الأمر الواقع، وفي الوقت ذاته مرحلة التراجع المطرد في مكانته، سواء داخل حزبه أو ائتلافه، أو خصومه، أو تحالفات الدولة العبرية العميقة.


هو الآن لا يزال في مركز اللعبة، ولكن اللاعبين من حوله يتعاملون معه كمشروع وراثة، فمن خارج ائتلافه يقف غانتس ولبيد وحتى ليبرمان وساعر وغيرهم، ومن داخله يقف غالانت ومَن معه من الجنرالات الذين يسايرون قيادته بالحد الأدنى، ولكنهم يتطلعون إلى المعلم الأكبر في واشنطن، فمن هناك تأتي الإشارات الدّالة على مَن ينبغي أن يخلفه.


غير أن نتنياهو الذي تحاصره الآن فضيحة الغواصات، ودوره المباشر والمدان في صفقاتها وهذه المرة من قبل لجنة رسمية متخصصة، ويحاصره كذلك الثنائي المدمر بن غفير وسموترتش اللذان ينفذان سياسته المرفوضة دولياً وحتى أميركياً، أي عملية ضم الضفة، مستخدمين موقعه سنداً وغطاءً، وتحاصره كذلك فترة حرجة فيها بعض غموض عنوانها... هل سيتجدد لبايدن في الانتخابات الرئاسية الوشيكة، أم سيأتي المنقذ دونالد ترمب ليزوده بما يلزم من أكسجين لمواصلة التنفس والحياة؟


لم يُضِعْ نتنياهو الوقت في الانتظار حتى يرى الدخان الأبيض أو الأسود يتصاعد من مدخنة البيت الأبيض، فقد صعّد من حربه المصيرية في الداخل الأميركي، إذ لم تعد تكفيه مبادرة الجمهوريين بدعوته لإلقاء خطاب من وراء ظهر بايدن، وتحت سمعه وبصره، كما فعلها من قبل مع باراك أوباما، بل دخل مرحلة جديدة في حربه "الأميركية"، مستخدماً الفيديوهات الاستفزازية التي فهمها الديمقراطيون القلقون على وضع رئيسهم على أنها معركة مباشرة ضده لمصلحة منافسه، في وقت بالغ الدقة والحساسية، حيث التوازن النسبي بين المرشحَين والذي يظهر كل يوم ميلاً لصالح ترمب.


نتنياهو يخوض حربه الأخيرة للبقاء، وحين يكون الأمر كذلك لرجل أدمن على الوجود في سدة الحكم، ولا يرى لنفسه حياة خارجها، فسوف تكون شهوره المتبقية هي أخطر الشهور إطلاقاً، لن يتردد في عمل أي شيء لعله يكسب المعركة، بما في ذلك، وهذا أمر أساسي، إطالة أمد الحرب على غزة قدر ما يستطيع، وتوسيع اشتعال امتدادها على الجبهة الشمالية، وإرخاء الحبل لليمين المتشدد كي يفعل ما يشاء في الضفة، وكذلك شراء ولاء الحريديم بمنع تجنيد أبنائهم في الجيش، وأشياء كثيرة من هذا القبيل.


إن تكاليف حرب نتنياهو الأخيرة هي الأضخم منذ بدأت حروب إسرائيل حتى يومنا هذا وإلى أجل غير مسمى، لم تقتصر الأثمان على الفلسطينيين الذين شاءت أقدارهم أن يكونوا في عين العاصفة، بل ستمتد لإسرائيل أولاً، حيث الخسائر المتصاعدة في كل شيء، وإلى أميركا التي تسدد فواتير بقائه ورحيله بكلفة غير مسبوقة في التاريخ.

......
نتنياهو يخوض حربه الأخيرة للبقاء، وحين يكون الأمر كذلك لرجل أدمن على الوجود في سدة الحكم، ولا يرى لنفسه حياة خارجها، فسوف تكون شهوره المتبقية هي أخطر الشهور إطلاقاً، لن يتردد في عمل أي شيء لعله يكسب المعركة.

دلالات

شارك برأيك

جبهات نتنياهو في حربه الأخيرة

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 89)