أقلام وأراء
الأربعاء 13 أبريل 2022 2:21 صباحًا - بتوقيت القدس
ما قبل العدوان ليس كما بعد فشله الذريع…
ما قبل العدوان ليس كما بعد فشله الذريع… المطلوب الآن تطبيق المقررات الدولية وليس الغرق في دوامة مفاوضات عبثية
بقلم: فيصل أبو خضرا
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
بداية لا بد من التأكيد أن الصمود الأسطوري الفلسطيني ووحدة شعبنا وفصائله وقواه وسلطته الوطنية في مواجهة وصد العدوان الأخير وإحباط اهدافه ونصرة الأقصى والقدس والمقدسيين، قلب الكثير من المعادلات وبات الوضع الفلسطيني أفضل حالا مما كان عليه، واصبحت الأضواء مسلطة مجددا على القضية واتضحت للعالم بشكل أكبر انتهاكات الاحتلال الجسيمة وجرائمه، مما يوفر للجانب الفلسطيني
أوراق قوة جديدة في أي محادثات او اتصالات بشأن الحل الممكن.
وغني عن القول ان ما ارتكبه العدو من جرائم يندى لها جبين الإنسانية باستهداف المدنيين مما أدى لاستشهاد العشرات من الأطفال والنساء، وجرح ما يقارب الالفي فلسطيني وغالبيتهم من المدنيين، وهذا الدمار الهائل الذي الحقته آلة الدمار الإسرائيلية لا يمكن ان يمر مرور الكرام، بل يجب ان يدفعنا ذلك كي نكون أكثر تشددا في الموقف من هذا العدو، ولم يعد الأمر يحتمل مزيدا من المفاوضات العبثية بل إن ما بات مطلوبا اليوم هو تطبيق قرارات الشرعية الدولية بإنهاء هذا الاحتلال غير الشرعي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على كامل الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين في العودة والتعويض.
وقد أثبتت هذه الجولة من المواجهة لهذا الاحتلال ولحليفته الولايات المتحدة الأميركية ان هذا الشعب الفلسطيني بكل قواه خاصة المقاومة في قطاع غزة وفي مقدمتها حركة حماس قادر على قلب الامور رأسا على عقب، وقادر على الصمود ومواجهة جبروت القوة العسكرية لهذا الاحتلال بكل ما يملكه الاحتلال من أسلحة أميركية متطورة، وقد رأينا الهلع الذي اصاب الجبهة الداخلية الإسرائيلية وكذا الخسائر المادية واعتراف العدو نفسه بعدم تحقيق اهداف العدوان، وبدء تبادل الاتهامات في الساحة الداخلية الإسرائيلية عن هذا الفشل الذريع وهي الاتهامات التي طالت الاستخبارات وسلاح الجو الإسرائيلي ونتنياهو نفسه.
وها هي اسرائيل بعد العدوان ليست نفس اسرائيل ما قبله بعد ان خضعت لوقف النار دون شروط.
هذا العدوان الذي استمر أحد عشر يوما عرى هذا الاحتلال عالميا وكشف انتهاكاته وجرائمه سواء بحق الأقصى او المقدسيين او القدس او قطاع غزة او فلسطينيي الداخل الذين عانوا طويلا من العنصرية وهبوا هبة رجل واحد مع ابناء شعبهم دفاعا عن القدس والأقصى وادانة للعدوان على غزة. وقد ظهر زيف ديمقراطية إسرائيل
وان ما ترفعه من شعارات حول مشاركة الغرب قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان مجرد أكذوبة نسفتها هذه الوحشية الإسرائيلية التي لا تفرق بين عسكري ومدني وتقتل الاطفال والنساء وتعتدي على المقدسات وتسعى لتهجير الفلسطينيين من منازلهم واراضيهم.
ولا ننسى ان هذه المواجهة هي التي اجبرت وزير الخارجية الاميركي، انتوني بلينكن، على القدوم للمنطقة كي يطمئن نتنياهو بأن اميركا ملتزمة بحماية أمن إسرائيل وان لإسرائيل ما اسماه حق الدفاع عن النفس دون ان يتحدث عن حق الفلسطينيين في الدفاع عن انفسهم ومقدساتهم وبيوتهم وأراضيهم، وهي التي أجبرت بلينكين على
الوصول الى رام الله لمقابلة الرئيس محمود عباس كي يقبل بالعودة الى المفاوضات، كما أجبرت بلينكن على الحديث عن حق الفلسطينيين في الحرية والكرامة والحديث مجددا عن حل الدولتين.
لهذا كله اعتقد ان على الفلسطينيين قيادة وشعبا وفصائل ان يقولوا لإدارة بايدن ولهذا الاحتلال وللعالم أجمع ان وقف التصعيد والتوتر والحل الوحيد لهذا الصراع هو التزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ورفع يدها عن الاراضي الفلسطينية وفي مقدمتها القدس وان شعبنا غير مستعد للغرق مجددا في دوامة مفاوضات عبثية مع هذا الاحتلال.
صحيح ان مواقف الرئيس الاميركي جو بايدن تختلف قليلا عن مواقف ترامب الا ان سياسته في الانحياز لاسرائيل لا تختلف عن سياسة ترامب، الا انه يخرج هذه السياسة بشكل افضل واكثر دهاء، ولن ننسى ان الكونغرس اقر صفقة اسلحة ضخمة لإسرائيل خلال العدوان بما في ذلك صواريخ دقيقة التوجيه كتلك التي استخدمتها اسرائيل في قتل الاطفال والنساء في غزة وان ادارة بايدن عرقلت اربع مرات إصدار بيان من مجلس الامن لوقف العدوان وانها اعطت الاحتلال مزيدا من الوقت ليرتكب المزيد من جرائم القتل والدمار.
وبناء عليه علينا ان ننتهز هذه الفرصة لتعزيز وحدة الصف والقرار الفلسطيني، على قاعدة استمرار الهبة الشعبية واستمرار الدفاع عن الاقصى والقدس والمقدسيين، لان عدونا لا يلتزم بأي قرار ، فهو غدار واكبر دليل على ذلك انه فور وقف النار عاد الى الاعتداء على المصلين في المسجد الاقصى ، وحماية اقتحامات المستوطنين للاقصى والتضييق على اهالي الشيخ جراح وقمع الشبان المقدسيين … الخ من ممارساته المعهودة.
لقد توحد شعبنا وقواه من النهر الى البحر وفشلت اسرائيل فشلا ذريعا وهو ما يجب ان يدفع اميركا واوروبا لاتخاذ موقف جاد لإنهاء هذا الاحتلال كما يجب ان يدفع القوى الفلسطينية كافة الآن وليس غدا الى تعزيز وحدتها ووضع استراتيجية نضالية تقود شعبنا لتحقيق اهدافه المشروعة ..والله المستعان.
المزيد في أقلام وأراء
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 92)
شارك برأيك
ما قبل العدوان ليس كما بعد فشله الذريع…