فلسطين
الجمعة 31 مايو 2024 3:51 مساءً - بتوقيت القدس
مصر تواجه خيارات صعبة بعد سيطرة إسرائيل على الحدود الجنوبية لغزة
تلخيص
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات
يشير تحقيق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة، إلى أنه عندما أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن خططه في أواخر العام الماضي لاحتلال ممر حساس من الأراضي في قطاع غزة، على طول الحدود مع مصر، كان رد فعل القاهرة علنياً وصريحاً ومنذراً بالسوء.
وقالت الحكومة المصرية في بيان باللغة الإنجليزية في كانون الثاني، بعد أسابيع من إعلان نتنياهو عن خطط لاحتلال المنطقة: "يجب التأكيد بشكل صارم على أن أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه سيؤدي إلى تهديد خطير للعلاقات المصرية الإسرائيلية". يسمى ممر فيلادلفي" كما قالت مصر إن الوجود العسكري الإسرائيلي هناك سينتهك معاهدة "كامب ديفيد" للسلام الموقعة بين البلدين عام 1979.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع أحكم "السيطرة التكتيكية" على الممر. ولكن على الرغم من أن الحكومة المصرية تواجه ضغوطًا داخلية لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل في أعقاب هجومها العسكري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم يكن هناك تعليق مصري علني على الاستيلاء على الممر.
وتدعي الصحيفة أنه "ربما يكون الصمت انعكاسا للمعضلة التي تجد مصر نفسها فيها بعد نحو ثمانية أشهر من الحرب في غزة".
وينوه التحقيق إلى أن مصر وإسرائيل تنظران إلى علاقتهما باعتبارها حجر الزاوية في أمنهما القومي، وفقًا لقول مسؤولين إسرائيليين ومصريين سابقين، مما يجعل من غير المرجح أن تتخذ الحكومة المصرية خطوات جوهرية ضد إسرائيل. لقد كان السلام بين مصر وإسرائيل ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط لمدة 45 عاما.
وتنسب "نيويورك تايمز" إلى عز الدين فشير، الدبلوماسي المصري السابق، قوله في مقابلة يوم الخميس إن مصر التزمت بمبدأ الحفاظ على العلاقة مع إسرائيل مستقرة وحمايتها "من الأزمات الحتمية التي تأتي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" مشددا أن على أنه "لقد كانت مصر ثابتة في محاولتها حماية هذه العلاقة وتقليل تأثير الصراع".
وتضرر الاقتصاد المصري، الذي كان هشا حتى قبل الحرب، من انهيار حركة المرور عبر قناة السويس، وخسر إيرادات بمليارات الدولارات بسبب تحويل مسار السفن بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أو بالقرب منه.
تقول الصحيفة "يشعر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقلق من احتمال تدفق اللاجئين من غزة عبر حدوده، كما أنه حساس للغضب في مصر وفي جميع أنحاء العالم العربي بسبب الحرب الدموية التي تشنها إسرائيل على غزة، كما أنه يشعر بالقلق من تأثير الجماعات الإسلامية مثل حماس. لقد نشأت حماس من رحم جماعة الإخوان المسلمين، الحركة الإسلامية التي أطاح بها السيسي من السلطة في انقلاب عام 2013".
"وفي حين أعربت الحكومة المصرية عن تضامنها مع الفلسطينيين في غزة، فقد قامت أيضًا بقمع المعارضة في الداخل. ووفقا للمفوضية المصرية للحقوق والحريات، فقد تم اعتقال 120 شخصا على خلفية الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في البلاد، وتم إطلاق سراح حوالي 30 منهم في نهاية المطاف".
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ق زعم أنه تقدم إلى المنطقة الحدودية في محاولة لخنق قدرة حماس على تهريب الذخائر إلى غزة عبر الأنفاق من مصر. وقد رفضت مصر بشدة هذا الادعاء، قائلة إنها دمرت خلال العقد الماضي 1500 نفق وحصنت الجدار بين غزة ومصر.
وكان تحرك إسرائيل داخل الممر هذا الأسبوع جزءًا من الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب غزة، والذي دفع أكثر من مليون فلسطيني، معظمهم نزحوا بالفعل من منازلهم، إلى الفرار من المدينة، وفقًا للأمم المتحدة.
وقد اشتبكت إسرائيل ومصر، دبلوماسيا بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، وخاصة بشأن الهجوم الإسرائيلي على رفح. لكن السلطات المصرية والإسرائيلية تنسق الآن بشكل وثيق بشأن الأمن، حيث يجتمع مسؤولو الدفاع بانتظام في القاهرة وتل أبيب.
وفي أوائل شهر أيار، استولت إسرائيل على جانب غزة من معبر رفح الحدودي، وهو بوابة حيوية للمواد الغذائية والسلع الأخرى، وقد تم إغلاقه منذ ذلك الحين. ويختلف المسؤولون المصريون والإسرائيليون والفلسطينيون حول الجهة المسؤولة عن الإغلاق وكيفية استئناف العمليات هناك.
وذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية، مساء الخميس، أن إسرائيل ومصر اتفقتا من حيث المبدأ على إعادة فتح المعبر، لكن السؤال الأساسي، من سيديره على جانب غزة، ظل دون إجابة. ولم يتسن التأكد من التقرير على الفور.
علاوة على ذلك، يقول المحللون إن احتمال قيام القوات الإسرائيلية بعمليات عسكرية مكثفة بالقرب من الأراضي المصرية أثار قلق المسؤولين المصريين والإسرائيليين، الذين يفضلون إبقاء جيشيهم منفصلين قدر الإمكان.
وقُتل جنديين مصريين يوم الاثنين الماضي في حادث إطلاق نار مع القوات الإسرائيلية بالقرب من معبر رفح – وهو نوع من الاشتباك الذي يمكن أن يؤجج الرأي العام. ويقول الجانبان إنهما يحققان في الحادث، وقد قللت الحكومة المصرية ووسائل الإعلام الإخبارية التي تخضع لرقابة مشددة من أهمية الحادث.
كما حذر المسؤولون المصريون لعدة أشهر من الهجوم العسكري الإسرائيلي في رفح، قائلين إنه قد يكون كارثيًا على المدنيين في غزة.
وتنسب الصحيفة إلى إيلي شاكيد، السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، قوله إن أحد المخاوف الرئيسية لمصر هو أن العمليات الإسرائيلية قد تدفع سكان غزة إلى الفيضان عبر الحدود. وقال شاكيد إنه طالما ظل هذا الاحتمال بعيدًا، فمن المرجح أن يتم التعامل مع أي استياء تثيره عملية إسرائيل في ممر فيلادلفي في مصر.
وأضاف أن "إسرائيل ومصر تفهمان مصالحهما الحقيقية؛ هناك توتر وخيبة أمل وإحباطات على الجانبين – لكنهما تحاولان إبقاء ذلك تحت الطاولة".
وتجنب المسؤولون العسكريون الإسرائيليون عمومًا اتهام مصر بالفشل في اتخاذ إجراءات صارمة ضد التهريب عبر الحدود، وهو ما وصفه بعض المحللين بأنه محاولة لتجنب الإضرار بالعلاقات الحساسة والمهمة بين البلدين.
يشار إلى أن الأدميرال دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رفض الأربعاء التأكيد صراحة على أن القوات الإسرائيلية كشفت عن أنفاق عابرة للحدود في الممر. لكن مسؤولا عسكريا إسرائيليا، تحدث للصحفيين يوم الأربعاء شريطة عدم الكشف عن هويته امتثالا للبروتوكول العسكري، قال إن القوات حددت ما لا يقل عن 20 نفقا يمتد من غزة إلى مصر.
وادعى هاجاري إن إحدى شبكات الأنفاق في المنطقة – التي يقع مدخلها على بعد 100 يارد من معبر رفح – تمتد لمسافة ميل تقريبًا تحت الأرض، بما في ذلك غرفة مخصصة كمخبأ للمسلحين. وأضاف أن القوات الإسرائيلية هدمت مجمع الأنفاق بالمتفجرات.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن "السيطرة التكتيكية" لا تعني أن القوات الإسرائيلية كانت متواجدة في كل نقطة على طول ممر فيلادلفيا. لكنه قال إن ذلك يعني أن إسرائيل يمكن أن تعطل بشكل فعال خطوط إمداد حماس، التي تمر عبر المنطقة الحدودية. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل على البدء بتفكيك شبكة الأنفاق في منطقة رفح.
دلالات
الأكثر تعليقاً
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
أي شرق نريد؟
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
الأكثر قراءة
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
الفيتو في مجلس الأمن.. أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
أي شرق نريد؟
ترامب يعين العنصري ضد العرب والمسلمين سيباستان غوركا مسؤولا عن مكافحة الإرهاب
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 116)
شارك برأيك
مصر تواجه خيارات صعبة بعد سيطرة إسرائيل على الحدود الجنوبية لغزة