فلسطين

الخميس 23 مايو 2024 9:16 صباحًا - بتوقيت القدس

العلم والكوفية.. عندما يتحولان إلى أيقونتَين تتلفع بهما الأجيال الأميركية والأوروبية الواعدة

تلخيص

رام الله- خاص بـ"القدس" دوت كوم

أبو عواد: الحراك أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة القضايا الإنسانية في العالم

فرج: تحوُّلٌ تاريخيٌّ مهمٌّ للتعامل مع الاحتلال واستجابةٌ لنداء الإنسانية المشتركة

الصباح: العلم والكوفية الفلسطينيان أصبحا رمزَين لقيم التحرر والإنسانية

ياغي: ١٩٠ اعتصاماً طلابياً في العالم والحراك سيستمر ما دامت الحرب على غزة


 منذ نحو شهر تتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية، وانتشرت إلى عدد من الجامعات الأوروبية، احتجاجاً على حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، لتصل عدد الجامعات إلى نحو 200 جامعة انضمت إلى ذلك الحراك الذي غلب عليه الطابع الإنساني.


ويرى كتاب ومحللون ونقابيون في حديث لـ"القدس" أن ذلك الحراك الطلابي عزّز مفاهيم الإنسانية، وتجرَّدَ الطلبة من كل جنسياتهم، حتى وصل بهم الأمر إلى تمزيق شهاداتهم الجامعية احتجاجًا على ما يجري في فلسطين، بل وأصبح العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية رمزين لقيم الإنسانية والتحرر، بعدما تمت محاربتهما سنوات طويلة، وهو ما أثبت وجود تحول هزّ الدول الغربية، تبين صداه بإعلان العديد من الدول العزم على الاعتراف بدولة فلسطين، بفعل الضغط لداخلي على حكومات تلك الدول.


ويقول عضو هيئة التدريس في جامعة بير زيت د. سامح أبو عواد: "إن الحراك الطلابي الجامعي في أميركا والعديد من الدول أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة القضايا الإنسانية في العالم، والتي أصبحت رمزاً لرفض الظلم والصمود على المبادئ، وأصبح صمود الشعب الفلسطني، رغم كل ما يتعرض له من جرائم، أيقونة يتم التفاخر بها عالميًا".


ويتابع أبو عواد: "إن حجم الإرهاب الذي شاهده العالم، عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام، بما يظهر حجم المجازر والإبادة، والاعتداء على الطواقم الطبية، هز كيان أي إنسان، وجعله يعيد النظر بما يجري وبمواقفه، حتى أصبحت شهادته الجامعية لا قيمة لها أمام ما يقدم الشعب الفلسطيني من تضحيات، وأصبح الطلبة جزءًا من الحراك الإنساني الرافض للظلم".


ويشدد أبو عواد على أن المطلوب فلسطينيًا إقامة خيام اعتصام في الجامعات الفلسطينية والعربية، لمساندة الحراك العالمي، من أجل أن يشكل ذلك نقطة ضغط على دولة الاحتلال ومقاطعتها بالمجالات المختلفة، كما أنه بات مطلوبًا من الفلسطينيين داخليًا الضغط نحو بلورة موقف موحد لمواجهة الاحتلال وجرائمه.


ووفق أبو عواد، فإن للجامعات دور مهم في الضغط على الحكومات، وتاريخيًا الشباب المثقف هم المحرك، وفي السياق الفلسطيني لهم مساحة كبيرة في النضال الفلسطيني وتحريك الشارع وقيادته ضد الظلم والاضطهاد.


ويشير إلى أن القمع الذي تعرض له الطلبة في الجامعات الأميركية والدولية يؤشر إلى تصاعد الحراك الطلابي في المستقبل، في سياق رفض الدعم اللامحدود لدولة الاحتلال، وتصبح الحكومات عارية أمام الجيل الشاب.


بدوره، يقول سكرتير عام الشبيبة الفتحاوية في فلسطين، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، حسن فرج: "إن ما يجري من حراك عالمي في الجامعات هو تحول تاريخي مهم للتعامل مع الاحتلال، خاصة في ظل ما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة، وجاء نصرة للشعب الفلسطيني، ورفضاً للكارثة الإنسانية، وانتصاراً لقيم الإنسانية، ويأتي استجابة لنداء الإنسانية القاسم المشترك بين كل شعوب الأرض، والحراكات وضعت الحكومات أمام مسؤولياتها تجاه ما يجري".


ويتابع فرج: "إن الحراك غير مسبوق للقضية الفلسطينية، ووضعها على المسار الصحيح الداعم للحق الفلسطيني في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال، وهو ما يشكل ضغطًا حقيقياً على الاحتلال وشركائه، كما أن هنالك وحدة بشعارات الاحتجاجات التي تجمع على المطالبة بإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، والمقاطعة، وهو حراك مهم بشكله عبر المبيت في خيام الاعتصام بالجامعات، ما جعله أكثر فاعلية".


ويقول فرج: "إن الطلبة والأكاديميين قالوا كلمة حرة تخترق الصمت، وتتباعد عن لغة المصالح، فهي كلمة مبنية على لغة التعاطف الإنساني للشعوب التي تتعرض للقتل والدمار والتهجير، وما شاهده العالم أثّر بشكل فاعل في التعاطف الإنساني، إذ إنه لا يمكن حجب الحقيقة في ظل التطور التكنولوجي، ورغم محاولة شيطنة تلك الحراكات فإنها استمرت رفضاً للانحياز للاحتلال بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن العلم الفلسطيني أصبح رمزاً للحرية والعدالة والشعوب المقهورة، وأن الحراك الطلابي سيكون له أثر في المستقبل بتوعية شعوبهم بالظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، وسيكون من أولئك الطلبة صناع القرار في المستقبل.


ويؤكد أن المطلوب فلسطينياً هو تعزيز الوحدة الوطنية، فكلما كنا موحدين تضامن العالم معنا أكثر، وكي تصل الرسالة المبنية على الأساس الوطني والأولويات لوقف حرب الإبادة، كما أنه يتوجب تسخير الإرادة الشعبية والرسمية وتجنيد كل الطاقات الفلسطينية لدعم الحركات الطلابية، والعمل على فضح جرائم الاحتلال، والسعي دوليًا لإسناد الحراك الطلابي، الذي أصبح زخمه أكبر بسبب ما يتم من ارتكاب جرائم وحرب إبادة، وحتى لو توقفت الحرب فإنه لا بد من استمرار الحراك حتى تتم محاكمة الجناة، وإقرار حقوق الشعب الفلسطيني.


بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح: "إن الحراك الطلابي دليل على أن الضمير الإنساني لم يمت، وأن الأجيال المقبلة تؤمن بالحرية والكرامة الإنسانية لكل بني البشر، لكن ذلك يتطلب منا كفلسطينيين أن نكون بالصورة التي تليق بنا، وأن نتقدم برؤى حقيقية موحدة".


ويتابع الصباح: "صحيح أننا أمام حراك طلابي ضاغط وفاعل، وهو أمر مهم، لكن المطلوب الانتقال إلى مرحلة فرض العقوبات على دولة الاحتلال لإجبارها على التنازل عن غطرستها ومعاقبتها على جريمتها، وأن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه، لكن كل ذلك يتطلب رؤية فلسطينية موحدة سريعاً للمواجهة، وأن نتراجع ونعود إلى مرحلة ما قبل الانقسام".

ويرى الصباح أن الاعترافات لبعض الدول بدولة فلسطين جاء بفعل الاستجابة للاحتجاجات الطلابية، كما أن تغيُّر مواقف بعض الدول تجاه الحرب على الشعب الفلسطيني، بسبب أن الحكومات لم تعد قادرة على الوقوف أمام ضغط شعوبها.

ويشير إلى أن العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية أصبحا رمزين للحرية والإنسانية، فما جرى بعد السابع من أكتوبر من تضحيات حرّك بشكل فاعل ضمير الإنسانية، وتجد الطلبة يمزقون شهاداتهم احتجاجاً إنسانياً على ما يجري، كونهم يتعاملون بأن الأخلاق والقيم الإنسانية أساس كل شيء، إذ إن الحرب على غزة فضحت إسرائيل وجرائمها.

ويشدد الصباح على أن الفلسطينيين يتوجب عليهم تعزيز الوحدة انتصارًا لأنفسهم، ولأجل الحراكات التي خرجت نصرة لفلسطين، مؤكدًا أنه يتوجب على الحركة الطلابية الفلسطينية بكافة تشكيلاتها أن ترفع شعار الوحدة الوطنية ومحاولة الضغط لتحقيقها.


من جانبه، يشير المختص بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي إلى أن إسرائيل انكشفت بوجهها الحقيقي أمام الرأي العام العالمي، وأصبح الجميع يبحث عن حقيقة ما يجري، والحراك الطلابي يؤكد الدور الطليعي للجامعات، حيث تصاعدت وأصبح هناك نحو ١٩٠ اعتصامًا طلابيًا جامعيًا في العالم، منها 140 اعتصاما في أمريكا، و50 اعتصاماً في بقية دول العالم، وما صعق إسرائيل أن نسبة المؤيدين للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة من فئة الشباب بين 18 عاماً إلى 35 عاماً في ارتفاع متزايد، وأصبح الطالب مستعدًا أن يدفع الثمن لأجل الإنسانية، وهو ما يؤكد العقلية الطلابية المصرة على المبادئ الأساسية، فيما وصل الأمر باللوبي الصهيوني بالتهديد بإيقاف الدعم عن بعض الجامعات، وهو ما يفسر وجود القمع، ورغم ذلك اضطرت العديد من الجامعات لإبرام اتفاقات مع الحراكات الطلابية، بينها عدم المساهمة بأي شركة لها علاقة بإسرائيل، وستلحقها مقاطعات مختلفة.


ويشير ياغي إلى أن الحراك الطلابي سوف يتدحرج أكثر ما دامت الحرب على غزة متواصلة، وفي ظل إصرار إسرائيل على سياساتها، لذا جاءت الاعترافات للصغط على إسرائيل، كما أن الطلبة يؤكدون أن غزة أيقظتهم وحررتهم من العقلية التي تلعب بعقولهم من قبل وسائل الإعلام، وردًا على تضليلهم أعلنوا إسنادهم لغزة وأصبحت الكوفية والعلم الفلسطينيَّين رمزين للحرية والتحرر وللإنسانية بشكل عام، وجاءت أهمية التحرر الشخصي للطلبة قبل المطالبة بتحرير فلسطين.

ويرى ياغي أن المطلوب فلسطينياً أن تتوحد الفصائل الفلسطينية وفق برنامج وطني لمقاومة الاحتلال ومواجهته، ومخاطبة العالم على أساس برنامج وحدوي، كما يتوجب على الحراكات الطلابية الفلسطينية أن تعمل بالضغط على الفصائل الفلسطينية بضرورة التوحد وإبرام الوحدة الوطنية كضرورة مُلحة لمواجهة العدوان.

دلالات

شارك برأيك

العلم والكوفية.. عندما يتحولان إلى أيقونتَين تتلفع بهما الأجيال الأميركية والأوروبية الواعدة

رام الله - فلسطين 🇵🇸

جمال قبل 24 أيام

وما تشاؤون الا أن يشاء الله . سبحان مغير الأحوال وقال الله عزوجل لبني اسرائيل " لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ........ فاذا جاء وعد الأخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 12 يونيو 2024 10:08 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.75

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.31

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.0

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%15

%85

(مجموع المصوتين 402)