Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 13 أبريل 2022 1:20 صباحًا - بتوقيت القدس

الى غولدا مائير… الصغار لم ينسوا!

بقلم: رشاد ابو داود

عندما سألها المذيع « أنت مولودة في أميركا ، ماالذي جاء بك الى هذه الأرض ؟» ، قالت غولدا مائير ، رئيسة وزراء اسرائيل 1969- 1974 ، هذه الأرض كانت تسمى فلسطين في عهد الانتداب البريطاني. أنا كنت أحمل جواز السفر الفلسطيني منذ عام 1921 حتى عام 1948. وادعت طبعاً أن فلسطين كانت خالية من السكان. ومن هناك بدأت الكذبة الصهيونية التي انطلت على العالم وقتها وحملت بابنة الحرام وأنجبت اسرائيل، من غير مسوغ شرعي وغير معروفة الأب. تلك الكذبة التي للأسف صدقها بعض العرب وأقروا بها.
اليوم ، وبعد ثلاث وسبعين سنة، ينتفض أهل اللد ويافا وحيفا وبئر السبع والناصرة وأم الفحم ومعظم مدن فلسطين المحتلة عام 1948 ليعلنوا أنهم فلسطينيون ويمزقوا الثوب الذي اجبرتهم اسرائيل على ارتدائه وهو جنسيتها.
الذين واجهوا الشرطة الاسرائيلية بالحجارة واستخدموا الرصاص ربما للمرة الأولى ، هم من الجيل الثالث أو الرابع لنكبة 48 أي انهم أحفاد و أبناء أحفاد من بقوا من اهل فلسطين الذين هُجروا وطردوا من بيوتهم وارتكبت العصابات الصهيونية المذابح ضد بعضهم .
هؤلاء الفلسطينيون مارست اسرائيل ضدهم ما كان يمارس ضد اليهود في أوروبا قبل انشاء الكيان مع الفارق الرئيسي أنهم في أوروبا كانوا هم أبناء تلك الدول تاريخياً وجغرافياً وهي الأماكن التي ولدوا فيها هم وآباؤهم و أجدادهم لكن تسييس الدين وهو ما قامت عليه الحركة الصهيونية بزعامة ثيودور هرتزل ويرفضه يهود حقيقيون ، زين لهم أن «أرض الميعاد» المزعومة ، فلسطين، هي وطنهم .
وتحت غطاء «الديمقراطية» المزيفة ، كادخال الفلسطينيين في الكنيست «البرلمان « والسماح لهم بتشكيل أحزاب ،استطاعت الحكومات الاسرائيلية أن تخدع العالم في الظاهر ، وفي الباطن تتعامل مع جذورهم وتعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية . وراهنت كما قالت غولدا مائير « كبار السن سيموتون والصغار سينسون « تقصد الجيل الذي شهد جرائم عصابات الهاغاناة وشتيرن والأاراغون ، والصغار تقصد أولئك الذين لم ينسوا و»حرروا» ولو لساعات تزامناً مع صواريخ المقاومة وانتفاضة كل فلسطين شوارعهم و أحيائهم من اليهود والشرطة .
يقول اسرائيلي مذعور في مدينة اللد على شاشة احدى الفضائيات « لقد هاجمونا بالحجارة واحرقوا سيارات ودراجات وطردونا «. وماذا فعلت الشرطة ؟ لقد هربوا . قالها مصدوماً لكأنه لا يصدق ما جرى . كيف تهرب الشرطة من «مواطنين» ، من يحمينا اذن ؟
هذا المشهد على عفوينه وبساطته يلخص الحكاية . وهو مع انتفاضة مدن 1948 فيه جوهر الصراع وزيف كذبة التعايش التي يروج لها «المتحضرون « من العرب .وهو صورة مصغرة لما يمكن أن يؤول اليه الوضع لو أن ثمة ارادة عربية لتحرير فلسطين . هذا الكلام ليس مراهقة سياسية . نحن نعلم أن حسابات الدول تختلف عن حسابات الأفراد وأمنيات الناس ، كما أن لا مكان للعاطفة في السياسة بل المكان للعقل وللمصالح .
لكن أثبتت حرب غزة الأخيرة أن أنابيب قديمة وورش حدادة يمكن أن تقصف عاصمة اسرائيل «تل أبيب» وأن تجبر سكانها على النوم أحد عشر يوماً في الملاجىء. وتصيب الاقتصاد بالشلل و تغلق مطار اللد «بن غوريون « وتكلف حكومة نتنياهو مليارات الدولارات ، ناهيك عن احساس الاسرائيلي أنه لن يكون أبداً آمناً في هذه الأرض التي ، كما قال محمود درويش « كانت تسمى فلسطين ، صارت تسمى فلسطين» وما الاسرائيليون الا «عابرون في كلام عابر».
عن “الدستور” الأردنية

شارك برأيك

الى غولدا مائير… الصغار لم ينسوا!

المزيد في أقلام وأراء

قمة فلسطين

حمادة فراعنة

القمة العربية وسؤال فلسطين

جمال زقوت

حكايتي مع امرأة اسمها فلسطين!

عند مفترق الطرق

د. غيرشن باسكن

الملك يصر على رفض التهجير . تأييد من حماس ورفض اسرائيلي وأمريكي لمخرجات قمة القاهرة

كريستين حنا نصر

المفاهيم الخاطئة

د. جيرشون باسكين

عشرة أيام؟!

ابراهيم ملحم

لماذا تعتبر القمة العربية الطارئة مفصلية؟

محسن أبو رمضان

قراءة في تبريرات قيادات حماس لمآلات السابع من أكتوبر

حلمي أبو طه

تجمع أحرار غزة.. صوت وطني وليس حزباً سياسياً

د.أحمد يوسف

معادلة: استهانة استباحية وقحة.. "أنا لا أراكم يا عرب"

حمدي فراج

حماس في مواجهة المستعمرة

حمادة فراعنة

قمباز... أبو شاويش

عمر رحال

القمة العربية هي تعبير عن تحولات النظام العربي الجديد

محمد المصري

التكيف مع السياسات الأمريكية لن يحمي أحداً من تداعياتها المستقبلية

مروان إميل طوباسي

الإدارة الأمريكية على يمين الحكومة الإسرائيلية

أحمد رفيق عوض

صمود فلسطين بدعم عربي

حمادة فراعنة

قمباز.... أبو شاويش

د. عمر رحال

صفقة وقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن: استراتيجية للمماطلة والضم وتوسيع المستوطنات وإنهاء حل...

دلال صائب عريقات

مفاجأة أوجلان.. هل تثبط استراتيجية إسرائيل

جودت مناع

أسعار العملات

الإثنين 03 مارس 2025 2:04 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.6

شراء 3.58

دينار / شيكل

بيع 5.07

شراء 5.05

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 773)