Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 18 أبريل 2024 10:22 صباحًا - بتوقيت القدس

ازدواجية ليست مفاجئة... ومستمرة---

تلخيص

معروف أن مبدأ «إسرائيل أولاً» يشكل أساس سياسات كبار حلفائها، بدءاً بالولايات المتحدة الأميركية، تليها مباشرة بريطانيا، خصوصاً في إقليم الشرق الأوسط. لهذا السبب، يقف الغرب إلى جانب إسرائيل بلا حدود، وبلا قيد أو شرط. وتطبيقاً للمبدأ ذاته، قليلاً ما يولي صناع القرار الغربي أي اهتمام لانتقاد ازدواجية مواقفهم في ما يتعلق بالتعامل مع إسرائيل تحديداً. هذا الازدواج واقع قائم منذ قيام إسرائيل الدولة قبل ستة وسبعين عاماً، وهو مستمر في الحصول حتى أجل غير معلوم. تفسير ذلك بسيط، وخلاصته أن صد كل خطر يهدد بقاء دولة إسرائيل، سوف يشكل دائماً أحد أعمدة منهاج العلاقات الدولية الغربي.


ما تقدم من القول معروف، ومن ثم ليس ثمة جديد على الإطلاق في أن يسارع كبار صناع القرار في عواصم الغرب، إلى إطلاق صيحات تحذير، وبيانات إدانة شديدة اللهجة، ضد طهران فور ذيوع خبر انطلاق طائرات إيران المسيّرة (الدرونز) نحو إسرائيل من غرب إيران. طوال الساعات الأولى من ليل السبت - الأحد الماضيين، لم يأتِ أحد من ساسة الغرب المتنافسين على إبداء التعاطف مع إسرائيل، على ذكر أن حكام تل أبيب كانوا البادئين بهكذا تصعيد خطير، عندما أقدموا، مطلع الشهر الحالي، على قصف موقع القنصلية الإيرانية في دمشق للإجهاز على عدد من القياديين في «الحرس الثوري» الإيراني، وهو إنجاز نجحوا فعلاً في تحقيقه. من جانبها، سارعت طهران يومذاك إلى القول إنها سوف تنتقم لقتلاها. انطلق المحللون وكتاب المقالات في مختلف بقاع الأرض يضربون الأخماس في الأسداس، إذ يحاولون التنبؤ كيف سيكون الرد الإيراني، وهل يأتي من داخل أرض إيران ذاتها، أم عبر وكلائها في المنطقة.


إجابات تلك التساؤلات سوف تتضح عندما تفاجئ إسرائيل المتسائلين بطبيعة ردها على الهجوم الإيراني، ومن ضمنهم حلفاء لها واضح من ردود فعلهم المباشرة أنهم غير راغبين في اتساع دائرة الصراع، لتجنب أن تصبح المنطقة مسرح حرب شاملة، من المرجح أنها ستضر بمصالح أطراف عدة. بَيد أن قرار الرد الإسرائيلي، إذا بقي بِيد بنيامين نتنياهو، ولم يواجه كثير اعتراض من جانب العسكر، فالأغلب ألا يلتفت كثيراً لأماني الحلفاء وحساباتهم، بل ربما هو معني أكثر بتوريط الآخرين واختبار مدى صلابة الضغوط التي مارسها بعضهم عليه، خصوصاً في واشنطن، لإجباره على تغيير في إدارته للحرب على شعب غزة، وتجنب اكتساح مدينة رفح. إذا استطاع نتنياهو فرض عقيدته هو شخصياً على مسار المواجهة مع إيران وحلفائها في المنطقة، فالأرجح أن يسعى لنقل المعركة إلى عمق أرض إيران، بأمل تحقيق أمرين؛ الأول ضرب طموح إيران النووي، ثم فتح طريق ولادة شرق أوسط جديد، لوّح نتنياهو بخرائط له من منبر الأمم المتحدة قبل أسابيع من وقوع اختراق السابع من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.


في حال قُدر لهكذا سيناريو أن يأخذ مساره نحو التنفيذ، يجب ألا تفاجئ ازدواجية مواقف حكومات الغرب أحداً. بالطبع سوف تكون إسرائيل على صواب، في نظر حلفائها، أما المخطئ فهو كل طرف معادٍ لاعتداءات إسرائيل على غيرها، عموماً، ولسياسات نتنياهو تحديداً في هذه المرحلة. ليس معنى هذا أن الحكم في طهران بريء تماماً من كل انفجارات المنطقة. كلا، هو نظام مكشوف النيات والأطماع، ومعروف لغير المخدوعين بوهج زعيق شعاراته أن تحرير فلسطين ليس في صلب منهج عقيدته إطلاقاً. لكن هذه الحقيقة يجب ألا تلغي حقيقة إصرار دول الغرب ككل على أن ما يجوز لإسرائيل غير جائز لغيرها. ألم يضجر ساسة الغرب أنفسهم من هكذا عور في التفكير؟ شعوبهم سئمته فانتفضت ضده، متى يفعلون هم أيضاً؟

دلالات

شارك برأيك

ازدواجية ليست مفاجئة... ومستمرة---

المزيد في أقلام وأراء

الرسوم الجمركية الأمريكية "من أجل الفنتانيل" تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية

جي وينهوا

الوعد المشؤوم

حديث القدس

بين ابتزاز غزة بالتهجير واجتثاث مخيمات الضفة.. ما العمل؟!

جمال زقوت

الرقص على حافة الجنون

رمزي الغزوي

العناد الفلسطيني ورفض التوطين والتهجير

حمزة البشتاوي

هذه رسالتي لحركة "حماس"

محمد المصري

أزمة النظام السياسي الفلسطيني بين الشرعية الثورية والانتخابية ومعضلة الديمقراطية

مروان إميل طوباسي

أميركا وتداعيات "الدعم غير المشروط"

جيمس زغبي

اعتذار الرئيس الأميركي

حمادة فراعنة

زامير والتهديد بالتغيير

حديث القدس

خطاب فانس في ميونخ.. الضلال والسطحية والتطرف

أحمد رفيق عوض

جمعية فلسطين الدولية.. تفوّق نوعي متعدد الطبقات

حمادة فراعنة

مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية ضد مخطط التهجير

رائد عبد الفتاح مهنا

عن السعدنة وطريق السعادين

مصطفى بشارات

الأنظمة وتهجير غزة.. بين "التنمية بالحماية الشعبية" ومواجهة الصهيوأمريكي

د. عادل سمارة

التحول في الترمبية في المرحلة الثانية

رمزي عودة

نتنياهو وتزييف الحقائق

حديث القدس

الحالة الفلسطينية وغياب العقد الاجتماعي

محسن أبو رمضان

الاقتراح المصري خطة وطنية وخطوة ضرورية

بهاء رحال

في القدس.. حرب على الوعي والمناهج والهوية والذاكرة والتاريخ

راسم عبيدات

أسعار العملات

الثّلاثاء 18 فبراير 2025 9:30 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.57

شراء 3.56

دينار / شيكل

بيع 5.03

شراء 5.02

يورو / شيكل

بيع 3.73

شراء 3.7

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 661)