أقلام وأراء
الإثنين 08 أبريل 2024 9:38 صباحًا - بتوقيت القدس
لماذا أتت عملية إعادة التموضع العسكري الإسرائيلي في القطاع..؟؟
تلخيص
يبدو أن المأزق الكبير والأزمات المتعددة، عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية، التي تمر بها حكومة الاحتلال ونتنياهو شخصياً، مضافاً لها عدم تحقيق أية انجازات او انتصارات عسكرية وميدانية، وحتى صورة نصر، بعد دخول هذه الحرب شهرها السابع، في ظل حالة صمود اسطوري للمقاومة الفلسطينية وبيئتها الشعبية الحاضنة. هذه الحرب التي لم تحقق سوى المزيد من القتل في صفوف المدنيين، وبالذات الأطفال والنساء، فحسب ما قالته منظمة "اليونسيف" العالمية، بأنه إستشهد أكثر من 13 الف طفل فلسطيني و9560 إمرأة، نتيجة القصف والاستهداف الإسرائيلي، ناهيك عن حرب التجويع والتدمير الممنهج لكل البنى والهياكل والمؤسسات المدنية من قطاع صحي ودور عبادة (مساجد وكنائس) ومؤسسات تعليمية جامعات ومدارس، ومراكز ايواء، وحتى مقرات لمؤسسات يفترض ان تكون محصنة قانونياً ودولياً، مثل وكالة الغوث واللاجئين " الأونروا"، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، و"اليونسيف" وأطباء بلا حدود وغيرها من المؤسسات الدولية، وبنى تحتية من خطوط المياه والكهرباء والصرف الصحي والطرق والشوارع، هي من العوامل التي دفعت بحكومة الإحتلال لإعادة تموضع جيشها في قطاع غزة، عبر انسحاب شبه شامل بإخراج الفرقة 98 بألويتها الثلاثة والإبقاء على لواء الناحال، لكي يسيطر على ممر صلاح الدين وشارع الرشيد، اللذان يفصلان شمال القطاع عن جنوبه، لمنع عودة النازحين الى الشمال. نتنياهو وضعه الداخلي بحاجة لمن ينقذه وينقذ حكومته، فاهالي الأسرى يوسعون من دائرة احتجاجاتهم، ويسقط عدد من المصابين في هذه الإحتجاجات والمعتقلين، واهالي الاسرى يهددون بحرق البلاد، ويطالبون بإجراء انتخابات سياسية مبكرة واسقاط حكومة نتنياهو، والمعارضة "الإسرائيلية" وحتى اعضاء مجلس الحرب المصغر،غانتس وايزنكوت يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة سادسة، ويصفون نتنياهو وخطته العسكرية من أجل اجتياح رفح بالكذب وبغير الواقعية، وبأنه يطيل أمد الحرب لخدمة مصالحه الشخصية، والتشديد على استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، وامريكا باتت غير واثقة بنتنياهو، وهي تدرك بأن صبيانيته السياسية وتهوره، قد تغرق بايدن معه ويخسر الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث التهم توجه لأمريكا وله بالشراكة والتماهي مع الموقف الإسرائيلي في العدوان على قطاع غزة، ولذلك أوعزت لمندوبها في مجلس الحرب الإسرائيلي المصغر غانتس، بتصعيد لهجته ضد نتنياهو وحكومته، بعد الزيارة التي قام بها لأمريكا بدعوة من الإدارة الأمريكية من خلف ظهر نتنياهو، وكذلك، ها هي تدعو زعيم المعارضة لبيد لعقد لقاءات مع إدارتها، ومع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي وزعيم الأغلبية للديمقراطيين في مجلس النواب ومسؤول العلاقات الخارجية في الكونغرس وغيرهم من اعضاء جمهوريين وديمقراطيين.
اعادة التموضع قد يكون لها أيضاً علاقة بجولة المفاوضات التي ستجرى في القاهرة والتي سيحضرها مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليم بيرنز، بالإضافة لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن ومسؤول المخابرات الأمريكية اللواء عباس كامل، ورؤوساء الموساد والشاباك، برنياع وغونين، ورئيس لجنة الأسرى والمفقودين نيتسان الون. وحماس والمقاومة ارسلت وفدا عنها للقاهرة، مؤكدة على مواقفها بوقف دائم لاطلاق النار وانسحاب شامل وعودة النازحين الى الشمال كنقطة تتقدم على بقية المطالب، بما فيها صفقة تبادل الأسرى. ولعل اعادة التموضع الإسرائيلي، تأتي لكي لا يتحمل نتنياهو فشل تلك المفاوضات، ويضعه في مواجهة شرسة مع أهالي الأسرى وامريكا، وبالتالي توجيه الضغط على حركة حماس من قبل مصر وقطر. وهي تاتي كذلك في إطار حالة الغضب التي اجتاحت العالم بعد قتل الجيش الإسرائيلي لسبعة من عمال الإغاثة في "المطبخ المركزي العالمي". تلك الحادثة التي عرت اسرائيل، كما وصفها العديد من قادة العالم بأنها ترتكب اعمال ابادة جماعية، وتستخدم التجويع في الحرب والتطهير العرقي، وهذا فاقم من عزلتها سياسياً واقتصادياً على الصعيد الدولي، بل ووصل الأمر الى حد فرض عدم تصدير السلاح الى "اسرائيل". كلمة المندوب الروسي في مجلس الأمن وكذلك قرار مجلس حقوق الإنسان، واتخاذ البرلمان الكندي لقرار بمنع تصدير السلاح لاسرائيل، وأيضاً ايطاليا والدعاوى المرفوعة على الحكومتين البريطانية والألمانية من مؤسسات حقوقية ومحامين لمنع تزويدها اسرائيل بالسلاح لخرقها القانون الدولي.
وقد تكون عملية اعادة التموضع تلك مرتبطة بخدعة عسكرية، لكي يجري إنكشاف وظهور قادة المقاومة الفلسطينية، وعودة الإنقضاض مجدداً على مدينة خانيونس، كما جرى في مستشفى الشفاء، الذي جرى اقتحامه مرتين، وخلفت عمليات الاقتحام مئات الجثث المتفحمة والمتتحللة، وجثث دفنت وايديها مقيدة للخلف، ودمار غير مسبوق في المجمع الطبي، وعمليات تخريب وهدم طالت الكثير من اقسام المجمع وأجهزته الطبية.
اسرائيل تبرر عملية اعادة التموضع بأنها أتت بعد استكمال الجيش لمهامة في خانيونس، ومن أجل التهيئة والإستعداد للمعركة البرية على رفح، ولو كان هذا الطرح صحيحاً،لما شاهدنا الكمين المزدوج الذي وقعت فيه قوات الإحتلال في منطقة "الزنة" شرق خان يونس وفي منطقة شارع الأمل غرب خان يونس، واللذين أسفرا عن قتل وجرح عشرات من جنود الاحتلال حسب ما قالته حركة حماس.
وهناك سبب جوهري آخر، ربما دفع للقيام بهذه العملية، وهو يرتبط بالتهديدات من ايران ومحورها برد قاس لاسرائيل، اثر استهداف قنصليتها في دمشق وما نتج عن ذلك من قتل لعدد من قادة الحرس الثوري الإيراني. هذا الرد الذي بات محسوماً، كما ورد على لسان قادة ايران، من المرشد الأعلى الأمام على خامينائي، الى الرئيس الأعلى للحرس الثوري الإيراني، ورئيس هيئة الأركان، وقائد فيلق القدس، وكذلك ما قاله السيد نصر الله في ذكرى يوم القدس العالمي. وقت الرد ومكانه وحجمه بيد المرشد الأعلى، والرد آت لا محالة. هذا الرد أيضاً أكدت عليه الإدارة الأمريكية، التي طلبت منها ايران أن تنأى بنفسها عن نتنياهو حتى لا يطالها الرد، فهي شريكة في عملية استهداف القنصلية الإيرانية، وإن حاولت تبرئة نفسها.
الجبهة الداخلية الإٍسرائيلية والجيش والحكومة في حالة من الإستنفار والإرباك، حيث طلبت فتح الملاجىء في غوش دان وتل ابيب وفي المدن الكبرى، وتم تشغيل جهاز تشويش تحديد الأماكن "GBS"، وتم نقل بطاريات الصواريخ للدفاع والإعتراض الجوي الى المنطقتين الشرقية والشمالية، المتوقع قدوم الصواريخ منها، وشهدت اسرائيل تهافتا على تخزين المواد الغذائية، حيث نفذت رفوف المحلات منها، وايضا التهافت على شراء المولدات الكهربائية، وقد نفذت من نقاط البيع، والتسابق على سحب النقود من الصرافات الآلية، والتي نفذت منها النقود ايضا، مما اضطر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي لمخاطبة الجمهور بعدم الدخول في حالة هستيريا، وتقنين عمليات تخزين المواد الغذائية وعدم الإسراف في سحب النقود من الصرافات الآلية.
لا شك بأن كميني "الزنة" وشارع الأمل شرق وغرب خانيونس، وما نتج عنهما من خسائر عسكرية كبيرة في صفوف جيش الإحتلال ومعداته، تثبت بأنه بعد دخول الحرب العدوانية شهرها السابع، أن المقاومة الفلسطينية تمتلك من القدرات والإمكانيات العسكرية الشيء الكثير، وكذلك من المفاجأت التي لا يتوقعها جيش الاحتلال، وقد بعثر كمينا "الزنة" وشارع الأمل النوعيين الأوراق العسكرية والأمنية الإسرائيلية.
دلالات
محمد القثامي قبل 8 شهر
لانهم واجهوا رجالآ صدقوا ماعادوا الله عليه نصرآ اواستشهاد
المزيد في أقلام وأراء
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
محدث:: الاحتلال يواصل ارتكابه للمجازر في قطاع غزة
الأكثر قراءة
"حماس" تنفي انتقال قياداتها من قطر إلى تركيا: أنباء غير حقيقية
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 93)
شارك برأيك
لماذا أتت عملية إعادة التموضع العسكري الإسرائيلي في القطاع..؟؟