Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 06 أبريل 2024 11:00 صباحًا - بتوقيت القدس

هل يضحي بايدن بنتنياهو؟

تلخيص

بايدن مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، ومخاطر كبيرة بسقوطه المدوي في هذه الإنتخابات، إرتباطاً بالإلتصاق الأمريكي بالموقف الإسرائيلي والتماهي معه، في الحرب العدوانية التي تشن على قطاع غزة. ولعل حجم واكلاف "التوحش" الإسرائيلي، خاصة بعد عملية القتل التي استهدفت سبعة من عمال الإغاثة العاملين في "المطبخ المركزي العالمي"، وما رافق ذلك من سخط عالمي ضد حكومة الاحتلال، سخط تجلى في احتجاجات شعبية واسعة عالمياً، وتململ على صعيد صناع القرار في الدول الداعمة لدولة الاحتلال، وخاصة التهديد البريطاني لحكومة نتنياهو، بأنه سيتم نشر تقرير بريطاني، بأن اسرائيل دولة منتهكة للقانون الدولي. بايدن بات يدرك أنه اذا لم يقفز من اعلى الشجرة ويترك نتنياهو يغرق، فإن مصيره سيكون سقوطا مدويا في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، كما حصل مع حزب" العدالة والتنمية " التركي، الذي مني بخسارة قاسية في الإنتخابات المحلية التركية، على خلفية الموقف التركي من الحرب العدوانية على قطاع غزة، وهناك خشية أمريكية، بأن حالة التمرد الشعبي والمسيرات والمظاهرات المستمرة والمتواصلة في الدول الأوروبية، قد تدفع الى سقوط حلفاء بايدن من اليمين المتطرف في تلك الدول.
تقارير المخابرات المركزية الأمريكية "السي اي أيه" تقول لبايدن بشكل واضح، التصاقك بنتنياهو سيدفع بالولايات المتأرجحة التي تقطنها اغلبية عربية - اسلامية، والمهاجرون الأفارقة والشبان الأمريكيون واليهود الى عدم التصويت لك وللحزب الديمقراطي، ولذلك بايدن الذي ضاق ذرعاً من صبيانية نتنياهو السياسية وتهوره، التي كان اخرها اقدام نتنياهو على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، هذه العملية التي ارادها نتنياهو في هروب الى الأمام، لكي يخلط الأوراق ويعوض عن المأزق الذي يعيشه في حرب الاستنزاف المستمرة التي يغرق فيها جيشه في مستنقع القطاع، فمع دخول هذه الحرب شهرها السابع، لم تستطع تحقيق اي هدف او انجاز عسكري وميداني، غير ارتكاب المزيد من عمليات القتل بحق المدنيين، فلا نصر تحقق ولا صورة نصر، ولا قضاء على المقاومة وقادتها ولا استعادة اسرى . نتنياهو اراد ان يستجلب رداً ايرانيا يقود الى حرب شاملة، تتدخل فيها امريكا وحلف " الناتو" الى جانب اسرائيل، وهنا يتم خلط الأوراق وتشتيت الأنظار العالمية عن جرائمه في قطاع غزة.
ايران حسمت قرارها بالرد على العملية العسكرية، وغرد المرجع الديني الأعلى فيها والقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية الإمام علي خامينئي على موقع "اكس" بالعبرية "الرد قادم وستندمون على فعلتكم"، وهذا الرد الإيراني الذي يبدو بأنه بات محسوماً، خلق حالة من الهلع والإرباك الشديدين في داخل اسرائيل، سواء لجهة استنفار الجبهة الداخلية وفتح الملاجئ، أو استدعاء الاحتياط في سلاح الجو والدفاع الجوي، وإعلان بدء التشويش على نظام تحديد المواقع، وحشد المزيد من بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ والطائرات المسيّرة نحو جبهة الشمال والشرق، وهي الجبهات المتوقع مجيء الاستهداف منها، ولاحقًا قيام الناطق العسكري الإسرائيلي بمخاطبة جمهور المستوطنين مناشدًا بعدم التهافت على الصرافات الآلية لسحب النقود، والتوقف عن الهلع في تخزين المواد التموينية، وتأكيده أن لا حاجة لشراء المولدات الكهربائية، بعدما فرغت الاستهلاكيات من المواد التموينية، ونفدت المولدات من نقاط البيع، وجفّت الأموال النقدية من الصرافات الآليّة، بسبب حالة الهلع التي أصابت المستوطنين، مع مناخ الاستنفار السياسي والعسكري تحسباً لردٍ آت، كما نقلت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية عن رسائل أميركية وصلت لقادة الكيان.

بعد مقتل عمال الإغاثة السبعة، تصاعدت حدة الخلاف التكتيكي بين امريكا واسرائيل، وبدا واضحاً أن بايدن بات يضيق ذرعاً بنتنياهو واعماله الصبيانية وفهلوياته، وبأن تلك السلوكيات، قد تعرضه لهزيمة قاسية في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، ولذلك جاءت المكالمة التوبيخية بين بايدن ونتنياهو، التي تجرعها نتنياهو، على خلفية الموقف الأمريكي الذي لخصه كبير مستشاري الأمن القومي الأمريكي جون كيربي ووزير خارجيتها انتوني بلينكن (من الفريق المتصهين في الإدارة الأمريكية) بأن السلوك الإسرائيلي قد يدفع نحو تغيير السياسة الأمريكية تجاه اسرائيل، وقد جرى تلخيص الموقف الأمريكي في اربع نقاط وهي: لا نقاش في معركة رفح، وغضب من جريمة اغتيال فريق المطبخ العالميّ، وإصرار على فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وتفويض مفتوح لرئيس الموساد ورئيس الشاباك للتوصل الى حل تفاوضيّ حول وقف النار وتبادل الأسرى.

نتنياهو المرتعد من تخلي الإدارة الأمريكية عنه، في ظل التهديدات الإيرانية بالرد على العملية التي نفذها ضد قنصليتها في دمشق وما نتج عنها من قتل لعدد من قادة الحرس الثوري الإيراني فيها، حيث الإدارة الأمريكية لا تستطيع أن تقول لإيران بعدم التصعيد وتوسع دائرة الحرب، عملاً بالإتفاق بين الطرفين في المفاوضات التي جرت في عُمان بينهما، وهي لم تستطع ان تلجم حليفتها وشريكتها عن تنفيذ غارة على قنصليتها في دمشق.

وايران تدرك تماماً أن عملية نتنياهو، تعبر عن مأزقه المتواصل في حربه العدوانية المستمرة في قطاع غزة، وما يواجهه من ازمات داخلية وخارجية، أراد ان يصدرها نحو الخارج، وبأن يقنع الجمهور الإسرائيلي، بأنه قادر ان يحقق انجازات عبر قتل العديد من قادة حرس الثورة الإيراني، وبأنه يسعى لفرض قواعد اشتباك جديدة، وان يستعيد جزءا من هيبة الردع العسكرية، وهي لن تمكنه من تحقيق ذلك لأنه يمس بهيبتها وسمعتها في الداخل الإيراني وعند الحلفاء والأصدقاء، ويشكل تراجعا أمام قوة الردع الإسرائيلية، ولذلك قرار الرد اتخذ من قبل أعلى مرجع ديني والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية الإمام على خامينئي.

هذا الموقف الأمريكي أصاب نتنياهو بالذعر، حيث دعا مجلس حربه للإنعقاد والمصادقة على المطالب الأمريكية، التي بررها بأنها ضرورية من أجل استمرار العملية العسكرية واجتياح رفح وتحقيق ما يسميه بـ"الإنتصار الساحق"، حيث جرت المصادقة على توسيع إدخال المساعدات الإنسانية، غذائية وطبية ومحروقات من أكثر من معبر، بفتح معبر "ايرز" وكرم ابو سالم أمام المساعدات الأردنية، واستخدام ميناء اسدود لإدخال تلك المساعدات الإنسانية أيضاً، وزيادة تلك المساعدات بما يصل الى 500 شاحنة يومياً، وكذلك جرى اتخاذ اجراءات عقابية بحق عدد من القادة العسكريين على خلفية قتل عمال الإغاثة السبعة، منها، إقالة قائد لواء الناحال، وقائد المساعدة اللوائية، وتوبيخ قائد المنطقة الجنوبية وقائدي الفرقة 162 ولواء الناحال، وكذلك اعطاء قائدي "الموساد" و" الشاباك" صلاحيات اوسع للوصول الى صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، ووقف إطلاق نار مؤقت لمدة 42 يوماً.

بايدن يدرك تماماً أن نتنياهو يحاول ان يستمر في تقطيع الوقت والخداع والتضليل، لكي يقترب من إجراء الإنتخابات الأمريكية الرئاسية، وهو ينتظر عودة صديقه الجمهوري ترامب، وبأن الإدارة الأمريكية لا تستطيع ان تمارس ضغوطا خشنة عليه، ولذلك فان بايدن في إطار المفاضلة في المصالح والأولويات، لن يكون متأسفا على رحيل نتنياهو، إن كان ثمن ذلك ان يصل للبيت الأبيض مرة ثانية، ولسان حاله بات يقول: بعد كل هذه التطورات المتلاحقة " إنجُ سعد فقد هلك سعيد".

دلالات

شارك برأيك

هل يضحي بايدن بنتنياهو؟

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)