يتعرض سائقو الحافلات العرب في القدس العاملين في الشركات الاسرائيلية لاعتداءات غالبيتها على خلفية عنصرية على يد مستوطنين متطرفين ، علما ان العديد من هذه الحالات تم توثيقها دون اتخاذ السلطات الاسرائيلية اية إجراءات صارمة بحق المعتدين.

وقال ابو كمال ناصر الشاويش مؤسس رابطة السائقين المقدسيين ل "القدس" الذي يعمل منذ 25 عاما سائقا على حافلة ان الاعتداء على السائقين المقدسيين قضية قديمة جديدة مشيرا الى ان معظمهم والذي يزيد عددهم عن 4 الاف سائق يعملون في شركات اسرائيلية.

واشار الى انه في اعقاب استمرار الاعتداء على السائقين انشأ قبل عشر سنوات على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" مجموعة "رابطة السائقين المقدسيين" لمعرفة احوالهم واوضاعهم خلال فترة العمل وفي حال تعرض اي سائق لاعتداء يتم النشر فورا على مجموعات التواصل الاجتماعي.

واوضح الشاويش انه عند تقديم شكوى للشرطة حول عملية اعتداء فانه في الغالب تقيد "ضد مجهول"  مشيرا الى ان مئات الشكاوي قدمت من قبل سائقين تعرضوا لاعتداءات خلال السنوات الماضية.

واشار الى انه خلال عمله تعرض لثلاث اعتداءات فقبل عامين قام مستوطن بالاعتداء عليه وقدم شكوى لدى الشرطة , وفي بداية الحرب الحالية على غزة القى مستوطن الحجارة على الحافلة التي كان يقودها مما ادى الى تحطيم الزجاج ولم يتلقى اي رد من الشرطة حول الحادث, قبل شهر قام احد الافراد بالقاء زجاجة باتجاهه فاصابت احدى قدميه وجرى تحويله الى المستشفى وقدم للشرطة تسجيلات حول الحادث لكن دون فائدة حتى ان احدهم هدده بطعنه وابلغ الشرطة بذلك ويبدو انه لا حل لهذه الاعتداءات.

وبين انه كان تقدم بعدة مطالب في اجتماعات سابقة للجهات المعنية لحماية السائقين اثناء عملهم اولا عزل السائق عن الركاب على غرار القطار الخفيف, الاعتراف بالسائقين كمهنة لهم حقوق متساوية, زيادة رواتب السائقين.

وكان اخر ضحايا اعتداءات المستوطنين قبل عدة ايام السائق المقدسي جبر قباني الذي كان يعمل في مستوطنة "نيفيه يعكوف" شمال القدس.

وفي التفاصيل قال السائق قباني انه يعمل في حافلة في القدس على الخط رقم ٤٥، وعندما صعد أحد المستوطنين الى الحافلة بدأ في شتمه عندما عرف انه  عربي وحاول التهدئة، لكن المستوطن استمر في عرقلة عمله ومنعه من إغلاق الباب في كل محطة، وعندما طلب منه التوقف عن ذلك، أكد انه سيقوم بنفس العمل في كل محطة. 

 واضاف اتصل المستوطن بأصدقائه لانتظاره في احد المحطات التي يمر منها الباص، وعند وصوله الى احدى المحطات فوجئ السائق قباني بشاب يطلب منه النزول من الباص، لكنه رفض النزول الا انه تعرض للاعتداء بوحشية داخل الباص، وفقد وعيه، حتى وصلت الإسعاف والشرطة الى المكان بعد مرور حوالي نصف ساعة وتم نقله إلى المستشفى , تم استدعاؤه من قبل الشرطة رغم حالته الصحية والرضوض التي يعاني منها للإدلاء بشهادته، وحتى الآن لم يتم القبض على المعتدين.