Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الجمعة 15 مارس 2024 1:07 مساءً - بتوقيت القدس

رمضان ضيف ثقيل على نازحي المناطق الحدودية بجنوب لبنان

تلخيص

(شينخوا)

حول مدفئة تعمل على الحطب وسط غرفة نزوحهم المتواضعة عند الطرف الغربي لمدينة النبطية بجنوب لبنان يتداول النازح من بلدة عيترون سالم حجازي وأفراد عائلته الخمسة في كيفية تذليل الصعوبات أمام تأمين حاجياتهم الملحة خلال شهر رمضان.


وحجازي كما عشرات الآلاف من سكان المنطقة الحدودية بجنوب لبنان أرغم على ترك منزله والنزوح إلى مناطق أكثر أمانا بسبب القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.


وقال حجازي البالغ من العمر (50 عاما) بلهجة العاجز وبوجه غلب عليه القلق لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم يكن في الحسبان أن تطول الحرب بجنوب لبنان لتدخل شهرها السادس تزامنا مع حلول الشهر الفضيل".


وأضاف "كنا نأمل أن يترافق هذا الشهر المبارك مع وقف لإطلاق النار يسمح لنا بالعودة إلى قرانا وديارنا لنمارس عندها وبكل فرح وطمأنينة عاداتنا وتقاليدنا الموروثة في مثل هذه الأيام المباركة".


وقالت زوجته مريم القاضي "كنا نأمل أن يحل رمضان مع عودتنا إلى منازلنا لتعم الأجواء الاحتفالية والتنافس في تزيين الشوارع والساحات".
وتابعت "فقدنا في نزوحنا كل ذلك حتى يمكن القول وبغصة، رمضان هذا العام عبء ثقيل في ظل عجزنا عن تأمين أدنى متطلباته".
ووفق آخر إحصاء رسمي لوحدة إدارة الكوارث في رئاسة مجلس الوزراء اللبناني في 29 فبراير الفائت، نزح 83 ألف شخص من المناطق الحدودية بجنوب لبنان نصفهم من النساء والأطفال.
وأظهر الإحصاء أن حوالي 3000 نازح فقط من بين هؤلاء تم استيعابهم بمراكز الإيواء المنتشرة في مدن صور والنبطية وحاصبيا، في حين لجأ الباقون إلى منازل استأجروها أو قُدّمت لهم أو يقيمون عند أقاربهم، ومن بينهم 132 نازحا من ذوي الإحتياحات الخاصة.
وفي ظل هذه الأوضاع، تحار الأربعينية دلال فحص في كيفية تأمين موائد الإفطار لأولادها جراء عدم امتلاكها المال الكافي لشراء الحاجيات الضرورية.
وقالت فحص بنبرة غاضبة لـ(شينخوا) "المبلغ الذي كنت أدخره تم صرفه خلال أشهر الحرب الخمسة المنصرمة، ولا دخل لنا في نزوحنا".
وعلى غرار فحص تفتقد الشابة الثلاثينية سليمة ابو حميد، التي أقفلت محلها التجاري في بلدة بنت جبيل ونزحت إلى مدينة صور روحانيات رمضان في ظل الظروف المادية الصعبة.
وقالت ابو حميد "كنا نتلهف لقدوم شهر رمضان والاستمتاع بطقوسه وموائده العامرة، لكن في هذه الفترة إمكانياتنا المادية ضعيفة والتقديمات شبه معدومة، مما يحول دون مظاهر الاحتفالات الرمضانية".
وتابعت "لرمضان روحانية خاصة تتمثل في مجالس الذكر واللقاءات بين أبناء البلدة والإفطارات الجماعية، لكن الحرب بدلت كل شيء من حولنا، فخيمت الكآبة بدلا من السعادة التي كانت تغمر قلوبنا."
وبالأساس يعاني لبنان منذ العام 2019 من أزمة اقتصادية ومالية حادة صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 150 عاما. ومرارا حذر صندوق النقد الدولى من خطورة الوضع الاقتصادي في البلاد، ودعا إلى تسريع إصلاحات جذرية من أجل تعافي الاقتصاد.
وفي ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة تعمل السلطات المحلية ومؤسسات خيرية على دعم نازحي البلدات الحدودية.
وقال رئيس مؤسسة (أمان) الإجتماعية جميل ضاهر "إنه منذ 4 سنوات ونحن نعمل على تقديم وجبات الإفطار للمحتاجين، وهذا العام خصصنا هذه الوجبات لنازحي القرى الحدودية في مراكز الاستيعاب شرق جنوب لبنان".
وتابع ضاهر "نقدم يوميا ما يقارب 500 وجبة".
وبشأن تجمعات النزوح غرب جنوب لبنان، قال مسؤول وحدة الكوارث في إتحاد بلديات صور مرتضى مهنا ل(شينخوا) "أجرينا إتصالات مكثفة مع الجهات الممولة المسؤولة عن تأمين المواد الغذائية لإعداد المطبخ الجماعي في صور وجبات إفطار وأخرى للسحور توزع بشكل يومي على النازحين".
بدوره، قال رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر "نحن نهتم من جهتنا بتقديم الحصص الغذائية والفرش والأدوية وكل ما يتعلّق بالاستشفاء لكافة نازحي المنطقة الحدودية منذ بدابة النزوح، وعملنا على مضاعفة هذه المساعدات في رمضان الكريم بالتعاون مع البلديات".
فقد الحرب المتواصلة في جنوب لبنان من الوضع في رمضان هذه السنة سيئا على الصائمين لضيق ذات اليد، وفق مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلة.
وقال دلة ل(شينخوا) إنه "لم يعد رب العائلة قادرا على مد عائلته بما يحتاجون إليه من مقومات صيامهم، فما بالنا بالفقير والمسكين والأرملة والكثير غيرهم".
وأضاف دلة" لقد أعددنا خطة لتقديم إفطارات عبر التواصل مع المحسنين والخيرين من أبناء المنطقة مقيمين ومهاجرين، وتعاقدنا مع مختصين في إعداد وجبات الطعام ليصل الإفطار إلى منازل العائلات المتعففة بمواصفات جيدة".
ويبلغ عدد العائلات المحتاجة والمسجلة لدى صندوق الزكاة في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية حوالي 1600 عائلة، وفق دلة.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل إطلاق نار وقصفا متبادلا بين حزب الله وفصائل مسلحة من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. 

دلالات

شارك برأيك

رمضان ضيف ثقيل على نازحي المناطق الحدودية بجنوب لبنان

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 82)