Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 15 مارس 2024 9:40 صباحًا - بتوقيت القدس

حصار رفح وتجويع الشمال

تلخيص

تواصل حكومة الحرب استعدادها للهجوم على رفح، وهي تدرس طبيعة الهجوم وتضع الخطط وفق رؤية أمنية عسكرية وسياسية، فهي من جهة لا تريد تأجيج الرأي العام الدولي ضدها، خاصة مواقف الإدارة الأمريكية التي تحذر من مخاطر الإقدام على تلك الخطوة، وقد ظهرت في الأيام الأخيرة بعض الخلافات وبعض التباين بينهما، ومن جهة ثانية فإن حكومة الحرب ماضية في حربها ولا تريد التراجع عن اجتياح رفح كضرورة لتحقيق وهم الانتصار الذي تبحث عنه.


وهم النصر الذي يبحث عنه نتنياهو في حربه، خلف كل هذا العدد من الشهداء والجرحى والخراب والدمار، وأحرق غزة حتى أصبحت فاقدة للحياة، في حرب الإبادة التي يشهدها القطاع منذ 160 يومًا.

سياسة حكومة الحرب ذاتها منذ بدأ العدوان، فهي تهيئ الرأي العام وتدفع وسائل الإعلام للتهويل والإفراط بترويج الدعاية الكاذبة، وتشير إلى معلومات أمنية استخبارية كاذبة للتضليل، الهدف منها كسب الرأي العام، كما حصل مع اقتحام وتدمير مستشفى الشفاء حين ادّعو أنه قاعدة مركزية للمقاومة، وأن فيه وسائل قتالية، ثم بعد أن مارسوا الكذب والخداع، اقتحموا المستشفى ولم يجدوا شيئًا، كذلك اتبعوا نفس السياسة حين قرروا اقتحام خانيونس التي لا تزال تشهد عمليات صعبة وقاسية، وقبلها حين قاموا بقصف المساجد والكنائس، خاصة كنيسة ومستشفى المعمداني والمجزرة الرهيبة التي ارتكبها الاحتلال هناك وراح ضحيتها أكثر من ٥٠٠ شهيد، من المصابين والنازحين الذين تواجدوا في المعمداني بعدما نزحوا من بيوتهم التي تعرضت للقصف.


ورغم هول المذبحة حينها، واصل العالم صمته ودعمه لآلة القتل، فتمادت حكومة الحرب وارتفع منسوب الدم والإرهاب واتسعت رقعة الإبادة لتشمل مراكز الإيواء، وخيام النازحين في كل مكان كانوا ينزحون إليه، حتى وصلت رفح على الحدود مع جمهورية مصر، وحتى وهم في خيام رفح لم يسلموا من القصف، وفي هذه الأيام لا يعرفون ماذا يفعلون إذا قام الاحتلال باجتياح رفح، فلا مفر أمامهم، ولا ملجأ ينزحون إليه.

حصار رفح الطويل والاستعداد للاجتياح، بعد تصويرها على أنها مركز وقاعدة للمقاومة يذكرنا بكل ما مضى خلال أيام الحرب والعدوان، فهي نفس الطريقة والأسلوب إلا أن المختلف في الأمر أنها النقطة الأخيرة التي نزح إليها الناس، واكتظت بالمواطنين وأصبح يقطنها أكثر من مليون إنسان، وهي ذات مساحة صغيرة وضيقة، فقدت كل شيء بعد هذا الحصار الطويل، وفقدت كل مقومات العيش، ويعيش الناس فيها داخل حصار وبالكاد يحصلون على فتات المساعدات.

طيلة الوقت يروج الاحتلال لأكاذيبه، وهو يدعي أن رفح قاعدة المقاومة، وفيها أسراه الذين يبحث عنهم ولا يجد لهم أثرًا منذ ١٦٠ يومًا، هي عمر أيام هذه الحرب المستمرة وسط حصار مطبق من كل الجهات، فما الذي سيحققه نتنياهو إذا ما دخل رفح؟ ليس أكثر من الوهم على صورة النصر المبهم. ونظرًا لجغرافيا رفح والاكتظاظ فيها من النازحين فإن المزيد من الجرائم سيرتكبها جيش الاحتلال مما سيرفع عدد الشهداء على نحو مهول، وهذا ما دفع الولايات المتحدة للدعوة إلى التروي في اجتياح رفح، وأن توضع خطة للاجتياح لا تورط الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة إدارة بايدن التي بدأت تتلمس أثر حرب غزة على نتائج الانتخابات، بيد أن نتنياهو غير مكترث بالدعوات، ويصر على الاجتياح مهما كانت النتائج.


بعض المخاوف التي يأخذها نتنياهو على محمل هي إذا ما اجتاح رفح ولم يصل إلى أسراه ولم يصل إلى أهدافه التي أعلن عنها، فكيف سيبرر لجمهوره النصر المبهم الذي يصوره؟ أظن أن لمثل هذه الورطة حينها حسابات أخرى أكثر تعقيدًا.


ومع ارتفاع حجم التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح تستمر معاناة الناس في الشمال، ويستمر الحصار المفروض عليهم، ولم تفلح حتى اليوم الضغوط الدولية والمطالبات بإدخال المساعدات، ولا يزال الناس في شمال القطاع يبحثون عن حفنة طحين وعن شربة ماء ويموتون جوعًا.


غزة بعد مئة وستين يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي لم تبق شيئًا صالحًا للحياة في ظل استمرار القتل والقصف والإبادة الجماعية والحصار الذي أفقدها مقومات العيش والحياة، لا تزال صامدة في وجه دموية الإرهاب، وتمد جسدها للحياة، وتفتح ضحكات صغارها بوابات الأمل القادم من تحت الركام والدمار. 


ومع مرور الأيام يزداد الاعتقاد السائد بأن نتنياهو وحكومة حربه لن تتراجع عن قرار الاجتياح لرفح، مهما كلفها الأمر من أثمان، ومهما أزهقت من أرواح، فهي لن تتراجع عن ذلك إلا إذا اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قرارًا جديًا يحول دون اجتياحها، مثل رفع الغطاء عنها في مجلس الأمن الدولي، وهذا لن يحصل، والواضح أننا نقترب من اجتياح قريب لرفح، وربما خلال شهر رمضان، وهذا يفتح الباب على مصراعيه بالمزيد من دموية المشاهد وربما ما هو أكثر فظاعة مما شهدناه خلال أيام الحرب والعدوان.


بين جنوب القطاع وشماله تواصل حكومة الحرب عمليات الانتقام وعمليات القتل والإبادة، والأمر المؤكد هنا هو أن هذه الحكومة باتت تتخبط، فهي عاجزة عن تحقيق أي نصر وهمي تسوقه لجمهورها، وتريد فقط مواصلة حربها الوحشية ضد الناس، وهذا النوع من الحروب كلما طالت زادت أعداد الشهداء وارتفع منسوب الدم واتسعت رقعة الخراب، لكنها لن تفضي في النهاية إلى أي نصر للاحتلال، بل النصر حتمي لأصحاب الأرض.

دلالات

شارك برأيك

حصار رفح وتجويع الشمال

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)