أقلام وأراء

الثّلاثاء 27 فبراير 2024 9:49 صباحًا - بتوقيت القدس

"معادلة غزة" لم يعد عندها ما يبتزه "قصفها، تدميرها، وتجويعها"

من الطبيعي أن يزداد ويعلو اللغط كلما اقتربنا من صيغة هدنة أو صفقة، خصوصاً عندما تكون أوارق الحرب ما تزال مشتعلة، يزداد الابتزاز لكي يحقق كل طرف أقصى ما يستطيع، ولكي يقلل أقصى ما يمكن من أثمان وتنازلات واستحقاقات، بغض النظر عن حقيقة موقعه في الحرب، إن كان قد انتصر فيها أم هزم.


لا وجه للمقارنة بين إسرائيل والمقاومة، "الاحتلال والثورة"، ومن يحاول نصب عدة المقارنة بينهما، فهو كمن يريد معرفة الأكفأ بين الطبيب (س) والمهندس (ص)، لكن هذا لا يمنع تسجيل النقاط لصالح أو ضد كل طرف.


لقد ثبت بالملموس أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة، بل لربما تكون قد خسرت ما اعتقدت يوماً أنه قد طواه الإهمال والنسيان والزمن، زمن السلطة الفلسطينية واتفاقيات "أبراهام"، ألا وهو إقامة الدولة الفلسطينة المستقلة، ناهيك عن العزلة الشعبية والدولية والحضيض الأخلاقي الذي وصلت إليه، والذي سيحتاج ردحاً طويلاً من الزمن لكي تتعافى منه.


نقطة ضعف إسرائيل مأسوروها لدى حماس، وعددهم أحياء وأموات حوالي 136 شخصاً، وهي نفسها نقطة قوة حماس، تسليمهم يعني انتهاء نقطة قوتهم، وعليه فمن المفروض عدم المغامرة بذلك تحت أي ضغط كان، بما في ذلك استخدام نقطة ضعف حماس المتمثلة في تجويع الناس، وقتلهم وتدمير منازلهم، ومؤسساتهم، وبالتحديد مستشفياتهم ومدارسهم.


في الآونة الأخيرة، بدأت الكثير من وسائل الإعلام الكبيرة في النظام العربي تلغط بهذه المسألة، تحميل حماس هذه المسؤولية، مقدمة للوصول معهم إلى ضرورة تقديم تنازلات أوسع وأسرع لكي يتم إنقاذ الناس من مصائب جوعهم وتشردهم وبؤسهم.


إنه إلى جانب ذلك، فإنه يجب عدم جواز خروج العديد من قيادات حماس إلى الملأ في مقابلات ملغومة من هذا القبيل، وأهمية الاعتذار عنها، خاصة في وقت الصياغات الممتدة من باريس إلى القاهرة إلى الدوحة، فإن على هذه القيادة المقاتلة أن لا تثق بأحد إلا بنفسها وبشعبها ومحورها وطريق الكفاح الطويل.


إن كل من يحاول التباكي على غزة وأطفالها وجوعها بالفصل بينها وبين غزة، إنما هو مخطئ إن لم يكن مغرض، فالشعب هو المقاومة، ومنه تغترف التضحيات والمقاومين على مدار السبعين سنة الماضية.


إذا كان هذا النظام العربي أو ذاك صديقاً وصادقاً في حرصه على غزة، فليقم بطرد سفير إسرائيل من عاصمته العروبية الكاذبة، وذلك أضعف الإيمان الذي قامت به بعض دول أمريكا اللاتينية اللا عربية واللا إسلامية.

غزة لم يعد عندها ما يمكن أن يبتزها أكثر، وهي اليوم تنتظر أن تقطف ثمرة صمودها وتضحياتها، ثمرة ناضجة صالحة، حتى لو انتظرت وقتاً أطول أفضل عشرات المرات من قطفها عجرة، فالدولة العربية التي استقلت قبل عدة عقود، ما يزال مواطنها يشعر انه بحاجة إلى الاستقلال والحرية.

دلالات

شارك برأيك

"معادلة غزة" لم يعد عندها ما يبتزه "قصفها، تدميرها، وتجويعها"

i am going back to Haifa قبل 2 شهر

أي بلد صغير، لديه بنية تحتية، مطار صغير، ميناء صغير، مياه وصرف صحي. كهرباء، طرق، في غزة لديهم الكثير من الأطفال، حياة بائسة. وحياة يائسة. ما سيخسرونه. 6 أشهر أخرى، من خيمة إلى

المزيد في أقلام وأراء

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%5

(مجموع المصوتين 212)

القدس حالة الطقس