عربي ودولي

السّبت 03 فبراير 2024 4:48 مساءً - بتوقيت القدس

البيت الأبيض ينفي وجود علاقة بين دعمه غير المحدود لإسرائيل وانفجار المنطقة

واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات

تواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إنكار أي صلة بين الحرب في غزة والجبهات الأخرى المستمرة التي تشارك فيها القوات المسلحة الأميركية في العراق وسوريا واليمن.


ويعتقد الخبراء إنه يصعب التوفيق بين موقف البيت الأبيض بأن هذه كلها "صراعات غير مترابطة"، وبين الأدلة التي تظهر أن الحرب في غزة قد غذت عدم الاستقرار والعنف في المنطقة، بما في ذلك الهجوم الأخير بطائرات بدون طيار من قبل ميليشيا عراقية أدى إلى قتل ثلاثة جنود أميركيين وأصاب أكثر من 40 آخرين في قاعدة بالأردن، تدعى البرج 22 يوم 28 كانون الثاني الماضي. 


ويقول دانيال لاريسون، المؤرخ من جامعة شيكاغو :"بقدر ما قد ترغب الإدارة (الأميركية) في إبقاء الصراع محصوراً في غزة، فإن الحقيقة هي أنه امتد إلى عدة بلدان أخرى. وإنه لأمر ضار للشعب الأميركي والعسكريين الأميركيين أن نتظاهر بأن الدعم الأميركي الهائل للحرب الإسرائيلية على غزة لم يكن له بالفعل عواقب سلبية خطيرة على الاستقرار الإقليمي وعلى القوات الأميركية في المنطقة، في حين أن له بالفعل عواقب سلبية خطيرة".


يشار إلى أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي ، نفى الخميس أي صلة بين غزة والهجمات المتبادلة للقوات الأميركية مع الحوثيين أو الضربات المتبادلة بين الميليشيات المحلية والولايات المتحدة.


وقال كيربي ردا على سؤال صحفي : "أنا لا أتفق مطلقًا مع وصفكم أن الصراع الأكبر هو نفسه؛ هناك صراع يدور بين إسرائيل وحماس… وسنتأكد من أننا نواصل تزويد إسرائيل بالدعم الذي تحتاجه للدفاع عن نفسها ضد هذا التهديد الذي لا يزال قائما، بينما كانت هناك هجمات على قواتنا ومنشآتنا في العراق وسوريا قبل السابع من تشرين الأول ، وبالتأكيد في الإدارة السابقة (إدارة ترامب) ا. أما بالنسبة للحوثيين، فيمكنهم الادعاء بأن كل ما يفعلون مرتبط بغزة، لكن ثلثي السفن التي يضربونها ليس لها أي صلة بإسرائيل على الإطلاق. لذلك هذا ليس صحيحا، إنه كذب".


يقول المؤرخ لاريسون : "إجابة كيربي مضللة وكاذبة. وقد أعلنت الجماعة المظلة في العراق التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم في الأردن، المقاومة الإسلامية في العراق، صراحة أن هجومها كان مرتبطا بالحرب في غزة. وأكدت قيادة الحوثيين أن هجماتها ستستمر طالما استمرت الحرب. قد يكون قرار الجهات الفاعلة الأخرى بالقفز على عربة قضية ما أمرًا ساخرًا أو لا، ولكن لا يمكن إنكار أنهم قفزوا إلى عربة مواجهة أمريكا".


ويعتقد لاريسون "إن رفض مواجهة حقيقة الارتباط بين هذه الصراعات يضمن أن الولايات المتحدة سوف تلاحق سياسات غير فعّالة وهدّامة من خلال تجاهل حقيقة مفادها أن المفتاح إلى نزع فتيل التوترات الإقليمية يتلخص في إنهاء الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن".


يشار إلى أن المتحدثين باسم الإدارة لا يأتون على ذكر أن هجمات الميليشيات على القوات الأميركية في العراق وسوريا توقفت لعدة أشهر قبل 7 تشرين الأول بسبب التفاهم الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وإيران فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى. ولم تستأنف تلك الهجمات إلا بعد 7 تشرين الأول، ثم ارتفعت إلى مستويات قياسية. لدى الميليشيات المحلية أسباب إضافية خاصة بها لاستهداف القوات الأميركية قبل الحرب، لكن لا توجد طريقة لفهم شدة الهجمات في الأشهر الأخيرة أو توقفها أثناء توقف القتال في غزة العام الماضي دون الاعتراف بارتباطها ببعضها البعض والحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر بدعم أميركي هائل.


وينبه لاريسون إلى "إن الأمر نفسه ينطبق على هجمات الحوثيين. فلم يشن الحوثيون حملة ضد الشحن التجاري خلال حربهم مع التحالف السعودي، لذا فإن هذا ليس بالأمر الذي فعلوه عادة منذ الاستيلاء على السلطة في عام 2014. وكانت هجمات الحوثيين الأولى بعد 7 تشرين الأول موجهة إلى إسرائيل نفسها. حول الحوثيون تكتيكاتهم إلى استهداف السفن التجارية، لكن كان من الواضح أنهم كانوا يفعلون ذلك رداً على الحرب".


ويضيف : "لا شك أن الحوثيين يتصرفون بشكل انتهازي ويشنون هذه الهجمات جزئيًا لتعزيز حظوظهم السياسية في اليمن، لكن هذا لا يغير حقيقة أن هذه الهجمات تحدث الآن بسبب الحرب في غزة. إذا كان هذا صحيحًا، فمن المعقول أيضًا استنتاج أن الهجمات ضد السفن يمكن أن تنتهي بوقف إطلاق النار هناك أيضًا".


لدى إدارة بايدن حوافز سياسية قوية لإنكار الروابط بين هذه الصراعات المختلفة. وإذا اعترفوا بوجود صلة، فإن ذلك يجعل من الصعب عليهم تبرير دعمهم غير المشروط لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة بسبب التكاليف الأكبر المترتبة على ذلك، كما أنه يقوض حجتهم للقيام بعمل عسكري في اليمن ضد الحوثيين.


ويحتاج البيت الأبيض إلى أن يعتقد الأميركيون أن تكاليف الدعم المستمر لحرب إسرائيل على غزة المستمرة منذ أربعة شهور، أقل مما هي عليه الآن، ويحتاجون أيضاً إلى أن يقتنع الأميركيون بأن الضربات على اليمن لا تتعلق بمعارضتهم العنيدة لوقف إطلاق النار في غزة. والآن بعد أن سقط قتلى أميركيون جراء هجوم شنته ميليشيات عراقية الأردن، وقامت الولايات المتحدة بقصف 85 موقعا في سوريا والعراق ، مما أدى إلى قتل العشرات، وتدمير مناطق كاملة ، "تريد الإدارة تجزئة كل صراع حتى لا يستنتج الشعب الأمريكي أن الجنود الأميركيين يقتلون بسبب حرب خارجية اختار الرئيس دعمها دون شروط" بحسب لاريسون.


وتصر الإدارة على أنها تريد منع نشوب حرب إقليمية، لكن ذلك لن ينجح إذا فشلت في إدراك العلاقات بين الحملة الإسرائيلية وما يحدث في أماكن أخرى في الشرق الأوسط. لقد أدى إنكار الارتباط مع غزة في اليمن بالفعل إلى خطأ التصعيد ضد الحوثيين.


يقول لاريسون : "يمكن للولايات المتحدة أن تختار توريط نفسها بشكل أعمق في صراعات الشرق الأوسط كما تفعل الآن، أو يمكنها أن تدرك عبث وحماقة السير على نفس الطريق المسدود الذي سلكته من قبل. إذا أرادت واشنطن تجنب التورط في صراعات جديدة، فعليها أن ترفض طريق التصعيد، وعليها أن تتوقف عن تأجيج الحرب في غزة التي تعد أحد المحركات الرئيسية لعدم الاستقرار الإقليمي".


ويقول لاريسون أن على المدى الطويل، تحتاج الولايات المتحدة إلى تقليل وجودها العسكري في المنطقة لتجعل من الصعب على الجهات الفاعلة الأخرى ضرب القوات الأميركية، كما تحتاج إلى إعادة تقييم علاقاتها مع عملائها وتقليصها بشكل كبير.

دلالات

شارك برأيك

البيت الأبيض ينفي وجود علاقة بين دعمه غير المحدود لإسرائيل وانفجار المنطقة

ناشفيل - الولايات المتّحدة 🇺🇸

صبحي علي قبل 3 شهر

مقال قيّم يستحق القراءة

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

السّبت 27 أبريل 2024 8:23 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.81

شراء 3.79

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 4.05

دينار / شيكل

بيع 5.41

شراء 5.39

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%73

%23

%5

(مجموع المصوتين 168)

القدس حالة الطقس