أقلام وأراء

السّبت 03 فبراير 2024 10:50 صباحًا - بتوقيت القدس

صفقة التبادل حصيلة الاخفاق الاسرائيلي الأميركي

معركة غزة لم تنته بعد ، طالما أن الحرب الهمجية العدوانية، غير المسبوقة بهذا العنف والشراسة الاسرائيلية، لم تتوقف، وقوات الاحتلال لم تنسحب، والقصف والقتل المتعمد ما زال متواصلا.
المستعمرة الاسرائيلية لم تنتصر ، والمقاومة الفلسطينية لم تُهزم، والاشتباكات غير المتكافئة مازالت مشتعلة، بين الطرفين، المقاومة صامدة وتُقاتل باتجاهين: 1 - قصف لمناطق إسرائيلية في مناطق 48، بصواريخ لها تأثير معنوي، مهما بدت افعالها الميدانية متواضعة، مقابل القصف الاسرائيلي المدمر القاتل، وضربات المقاومة الفردية في قنص ضباط وجنود الاحتلال مؤثرة، حيث يسقط القتلى منهم حسب اعتراف وإعلان جيش الاحتلال.
حصيلة معركة 7 اكتوبر، وفق تصريحات مسؤولين اميركيين "أن الاسرائيليين لم يتمكنوا من تحقيق ما هو مأمول ضد حماس"، وانعكاس ذلك سياسيا، ما قاله الرئيس الأميركي بايدن : "إننا نعمل من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أساس دولتين للشعبين، يعيشان جنبا إلى جنب" .
تصريحات الرئيس بايدن بهذا الوضوح والحماسة ليست بسيطة أو متواضعة، أو لا قيمة لها، بل هي هامة، اضافتها معركة 7 اکتوبر، وتداعياتها ذات أثر استراتيجي، فرضتها عدة عوامل :
أولا- فشل المستعمرة الأسرائيلية في تحقيق وتنفيذ برنامجها العسكري في قطاع غزة، سواء باتجاه اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين، أو اغتيال قيادات فصائل المقاومة والعمل على اجتثاثها وتصفية دورها ونفوذها في قطاع غزة، و تشريد الفلسطينيين من قطاع غزة، ودفعهم نحو الرحيل إلى سيناء مصر .
المستعمرة اخفقت بهذه العناوين جميعها، بما فيها فرض وتنصيب إدارة فلسطينية ليست من "حماس" أو من "فتح".
ثانيا- المظاهرات الاحتجاجية التي اجتاحت العواصم الأوروبية، ومدن الولايات الاميركية، رفضاً للجرائم التي قارفتها قوات المستعمرة الاسرائيلية، بقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير عشرات الالاف من البيوت ومساكن اهالي القطاع، مما سبب الحرج والاستفزاز للشعوب الأوروبية بشكل خاص ، واندفاع تعاطفهم نحو الفلسطينيين، وانكفائهم عن التعاطف مع الإسرائيليين.
ثالثاً- الصمود الفلسطيني في قطاع غزة، شعبياً ومقاومة، رغم الوجع والألم والموت والخسائر الفادحة للمدنيين ، وجعل قطاع غزة غير مؤهل للحياة الطبيعية من فظاعة الاستهداف الإسرائيلي.
رابعا- الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2024، وتصريحات قادة الجاليات الفلسطينية والعربية والافريقية والاميركية اللاتينية ، عن نية عدم انتخاب الرئيس بايدن على خلفية دعمه للمستعمرة الإسرائيلية في حربها المجنونة غير المتكافئة ضد الفلسطينين .
لقد أبلغ جوني ضبيط رئيس مجلس الجالية الفلسطينية المنتخب، رغم انه من الحزب الديمقراطي، ابلغ قيادة الحزب أن الفلسطينيين اقترحوا على أصدقائهم وشركائهم وحلفائهم من الجاليات العربية والإسلامية والإفريقية ، وضع ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع الرئاسية، مما خلق حالة من الانزعاج والقلق لدى الرئيس بايدن، ولدى قادة الحزب الديمقراطي حول خطورة هذا الموقف الذي سيؤدي حتما إلى عدم نجاح مرشح الحزب الديمقراطي، وحتما سيكون لصالح مرشح الحزب الجمهوري.
الرئيس الأميركي عبر عما يراه توازنا ، بتصريحه حول حل الدولتين، وقراره اتخاذ اجراءات عقابية بحق المستوطنين المستعمرين الاجانب في الضفة الفلسطينية، الذين يعتدون على الفلسطينيين باشكال عنفية متعددة .
تصريحات بايدن من موقع الإنحياز المسبق للمستعمرة الاسرائيلية، هامة وضرورية، لأنها تحمل معايير التراجع النسبي نحو مواقف أو اجراءات باتجاه التوازن المفقود بين طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
لازالت وقائع التاريخ تؤكد الخلاصة وهي : لا يستطيع شعب الحصول على حريته واستقلاله، واستعادة كرامته وحقوقه، بدون تضحيات ومبادرات كفاحية ، والشعب الفلسطيني يدفع ولازال، وسيدفع أثماناً باهظة من أجل فلسطين حرة مستقلة خالية من الاحتلال والاستعمار والظلم والعنصرية والصهيونية .

دلالات

شارك برأيك

صفقة التبادل حصيلة الاخفاق الاسرائيلي الأميركي

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

إطار للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس زغبي

رفح آخر ورقة في يد نتنياهو

بهاء رحال

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

خالد جميل مسمار

حرب ظالمة وخاسرة

سعيد زيداني

أن تصبح إسرائيل تاريخًا

فهمي هويدي

أمنوا بالنصر فحققوه ..

يونس العموري

التطبيع.. الدولة العربية، جدلية "المصلحة" والثقافة

إياد البرغوثي

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

من "اجتثاث حماس" الى "الهزيمة النكراء" .. الصفقة خشبة خلاص لإسرائيل

حمدي فراج

زمن عبد الناصر

سمير عزت غيث

الأسير باسم خندقجي بروايته طائرة مسيّرة تخترق القبة الحديدية

وليد الهودلي

مرحى بالصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة

مروان الغفوري

متى تضع أمريكا خطًّا أحمر؟

سماح خليفة

بين انتفاضة الجامعات الأميركية والجامعات العربية

عبد الله معروف

انتفاضة الجامعات ضد حرب الابادة.. هل تنجح في احياء الوعي بقيم العدالة ؟

جمال زقوت

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

أسعار العملات

الأربعاء 08 مايو 2024 10:24 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.22

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 3.97

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 231)

القدس حالة الطقس