Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 25 يناير 2024 10:10 صباحًا - بتوقيت القدس

درس من التاريخ لغزة وللمستقبل

اندفع قطار الموت الإسرائيلي منذ السابع منذ أكتوبر الماضي بشكل أكثر إجراما وعنفا من أي وقت مضى، ولا زال يلتهم في طريقه كل شيء بمباركة رسمية من أمريكا وأوروبا، ودول أخرى كنا نعتقد أنها شقيقة أو صديقة للشعب الفلسطيني. لا غرابة في موقف أمريكا وأوروبا من إسرائيل فعلاقتهم كعلاقة الجد والابن والحفيد. الجد أوروبا بقيادة بريطانيا ذات التاريخ الطويل في إبادة الشعوب ونهب الثروات وتشويه الحقائق والتاريخ. أوروبا التي غزت ما يسمى العالم الجديد، ووجدت أرضا وثروات وقبل كل ذلك شعوب وحضارات عظيمة، ما كان منها إلا إبادة هؤلاء السكان الأصليين الذين كان عددهم أكثر من 100 مليون يتوزعون على أكثر من 400 شعب وقبيلة وأطلقت عليهم لقب (الهنود الحمر). وكانت هذه الإبادة أهم عناصر فكرة أمريكا، فقد استندت تلك الإبادة إلى أيديولوجيا استعلائية عنصرية متأثرة بشدة بالعهد القديم، لدرجة أن أطلق الغزاة الأوروبيون اسم (أرض كنعان الجديدة) على العالم الجديد، ومن وحي فكرة إسرائيل التاريخية بدأت عمليات وحشية لإبادة السكان الأصليين بقتلهم بطرق شتى، وصلت لحد إهدائهم أغراضا ملوثة بالجدري وغيرها من الأوبئة مما أدى إلى محو شعوب وقبائل بأكملها. كما عمل الغزاة على خداع السكان الأصليين بمئات "اتفاقيات السلام" لايهامهم بأنهم بأمان، لدرجة أنهم أنشأوا ما أسموه السلطة الوطنية الهندية!. ولم يعان السكان الأصليون من ممارسات الحكومات وحسب، بل اشترك المستوطنون البيض في عمليات الإبادة تلك، فقد كان صيد السكان الأصليين والتمثيل بجثثهم الرياضة المفضلة للأمريكيين، وأصبح سلخ فروة رؤوس السكان الأصليين الطريق الأٌقصر للثروة لدى الغزاة البيض، حيث كانوا يحصلون على جوائز مجزية مقابل كل فروة. استمرت تلك المجازر لعقود وقرون طويلة ولا زالت مستمرة حتى اليوم، فقد أصبح السكان الأصليون قلة في أوطانهم يعيشون في "محميات" مجزأة ومعزولة. وما لا يقل خطورة عن كل هذا، هو كيف تم الحط من شأن تلك الشعوب وتشويه تاريخهم وحضارتهم، فقد عملت الآلة الإعلامية العاتية لأمريكا على قلب الحقائق وتحويل الضحية إلى جلاد، بتصوير السكان الأصليين على أنهم مجرد وحوش ينمو في رؤوسهم الريش يهاجمون البيض ويقتلونهم بلا رحمة، ولا يعرفون شيئا عن "حضارة" الإنسان الأبيض. إن كل تلك الجرائم المركبة لم يعتبرها الغزاة الأوروبيون إلا مجرد "أضرار هامشية" لنشر الحضارة.


وبعد الابن جاء الحفيد "إسرائيل"، الذي أُنشِئَ على شاكلة أبيه "أمريكا"، فقد أنشأه الجد بريطانيا على نفس الأسس التي قامت عليها أمريكا وغيرها من دول العالم الجديد بالعنف الدموي وارتكاب المجازر وطمس الحقائق، وتم زرع الحفيد على أرض ليست أرضه، ولم تكن عملية زراعة هذا الجسم الغريب أن تنجح لولا أن رافقتها عملية اقتلاع وحشية أدت لتشريد الشعب الفلسطيني الأصلاني واستبداله بمهاجرين جُلِبوا من شتى أنحاء العالم.


يخطئ من يعتقد أن عملية التطهير العرقي مجرد حدث انتهى في العام 1948، فإسرائيل لم تكُفَّ يوما عن ملاحقة الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم قتلا وتهجيرا واعتقالا وتضييقا بقوانين عنصرية تُصعِّب حياتهم بهدف إجبارهم على الرحيل. وما يحدث في قطاع غزة اليوم من إبادة جماعية مستمرة للشهر الرابع على التوالي ادعت إسرائيل أن هدفها من الحرب هو القضاء على حركة "حماس"، لكن الوقائع والتاريخ يثبتان أن إسرائيل لا تستهدف حركة "حماس" ولا غيرها من التنظيمات في قطاع غزة، إن هدف إسرائيل الحقيقي هو إنهاء الوجود الفلسطيني في غزة أو تقليصه إلى أدنى حد ممكن، وكل ما يجري ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة الترانسفير، الذي يهدف لتهجير لسكان القطاع وإعادة احتلاله من جديد، تحقيقا للقاعدة المقدسة للمشروع الصهيوني ( أرض أكثر وعرب أٌقل). ورغم كل هذا الخطر الوجودي المحيط بنا تبدو القيادات الفلسطينية كلها دون استثناء، وكذلك الدول العربية والإسلامية، وكأنها لا تعلم شيئا عن طبيعة المشروع الصهيوني ولا عن تاريخ أبيه أمريكا وأجداده أوروبا، أو أنها تعلم ولكنها تتجاهل ذلك، ولا زالت تناشد أمريكا وأوروبا لحمايتنا من إسرائيل! كيف نتوقع ممن صنع وحش إسرائيل وأطعمه أنه سوف يأتي يوم لكي ينقذنا منه؟


إن استطاع المشروع الصهيوني تهجير سكان قطاع غزة فلن تكون هذه إلا نكبة جديدة تليها نكبات متتالية سيكون ضحاياها الفلسطينيون في الضفة الغربية ومنطقة الساحل والجليل والنقب، لأن التطهير العرقي في العقلية الصهيونية بُنية مستمرة ومتصاعدة. وإن تمت تصفية الشعب الفلسطيني سينطلق المشروع الصهيوني للتوسع نحو مصر والأردن ولبنان وغيرها من الدول العربية، لأن شهوة التوسع والاستيلاء على مزيد من الأراضي ونهب مزيد من الثروات وطرد مزيد من السكان عند إسرائيل لن تقف عند حد أبدا.

دلالات

شارك برأيك

درس من التاريخ لغزة وللمستقبل

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)