في كل يوم يرى أهالي محافظة الحسكة (شمال شرق سوريا) قوافل النفط، وهي تخرج من حقول النفط التي تسيطر عليها القوات الأمريكية باتجاه المعابر غير الشرعية إلى خارج الأراضي السورية باتجاه الأراضي العراقية، في وقت يعاني فيه أهالي تلك المنطقة أشد المعاناة من جراء هذه السرقة التي تجري منذ سنوات.

يتكرر هذا المشهد يوميا أمام أعين هؤلاء المواطنين السوريين، وخاصة في فصل الشتاء حيث يشتد البرد القارس، ويحار السوريون في البحث عن بدائل للتدفئة، الأمر الذي جعلهم يصرخون مطالبين بخروج تلك القوات الأمريكية.

وعلى مدار سنوات النزاع في سوريا تتهم الحكومة السورية القوات الأمريكية بنهب وسرقة الثروات الوطنية في المناطق التي تسيطر عليها في منطقة الجزيرة السورية التي تضم ثلاث محافظات (الحسكة ودير الزور والرقة)، وإخراجها عبر المعابر غير الشرعية إلى خارج الأراضي السورية.

في 17 ديسمبر الجاري أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلا عن مصادر أهلية من ريف اليعربية على الحدود العراقية السورية قولها إن "رتلا للاحتلال الأمريكي مؤلفاً من 40 صهريجاً محملاً بالنفط السوري المسروق من الحقول السورية خرج على دفعات خلال الساعات الماضية عبر معبر المحمودية غير الشرعي متجهاً إلى قواعد الاحتلال في الأراضي العراقية".

وبالتوازي، وفي ريف اليعربية أيضا أخرجت القوات الأمريكية عبر معبر الوليد غير الشرعي رتلا من 55 آلية من شاحنات محملة بالحبوب، وعدد من الصهاريج المحملة بالنفط، والتي تمت سرقتها أيضاً باتجاه الأراضي العراقية، وفقا لوكالة (سانا).

وعبر بعض أهالي الحسكة عن امتعاضهم من قيام القوات الأمريكية بسرقة النفط والقمح من أراضيهم، مشيرين إلى أن كل هذا يجري أمام أعين الناس وهذا يخلق لهم أزمة كبيرة.

فقد قال سالم الرحيل (21 عاما)، وهو طالب جامعي من ريف الحسكة، في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن نعاني أشد المعاناة كسكان المنطقة الشرقية في سوريا"، مبينا أن مادة مازوت التدفئة غير متوفرة حاليا.

وتابع قائلا "نرى بأم أعيننا كيف تخرج القوافل المحملة بالنفط إلى خارج البلاد، ولا نستطيع أن نفعل أي شيء غير أننا نرى خيرات بلادنا وهي تخرج إلى خارج الحدود".

وأكد سالم أن الولايات المتحدة تقوم بالإضافة لسرقة النفط والقمح بفرض عقوبات جائرة وظالمة على الشعب السوري مثل قانون قيصر، معربا عن أمله في أن تحل الأمور عبر خروج القوات الأمريكية من الأراضي السورية في أقرب وقت ممكن.
وبدوره عبر الرجل الستيني خليل البكر، وهو من سكان مدينة الحسكة، عن غضبه من جراء سرقة القوات الأمريكية للنفط والقمح السوري، مطالبا بخروج تلك القوات من الأراضي السورية.

وقال البكر، وهو موظف متقاعد، في حديثه لـ((شينخوا)) إن "الاحتلال الأمريكي يقوم بنهب خيرات الشعب السوري ويقوم بنهب القمح الذي نحن بحاجة إليه".

ومن جانبها ذكرت المحامية السورية مسيرة الحسن (50 عاما)، وهي تنحدر من مدينة المالكية، لـ((شينخوا)) أن "المواطن السوري في هذا الجو البارد محروم من موارده الطبيعية"، مؤكدة أن هذا العمل غير مقبول.

وأضافت "لا يحق لأحد أن يأخذ الموارد الطبيعية للشعب، ويحكمه تحت حجج واهية وأن يفرض عليه عقوبات مثل قانون قيصر وغيره، الشعب السوري اليوم بحاجة إلى أبسط حقوقه وهو أن يعيش يومه بشكل طبيعي".

وقالت المحامية الحسن في ختام حديثها إن "الشعب السوري يرى بأم عينه أن الاحتلال الأمريكي يسرق الموارد الطبيعية بشكل عادي، وهو في أمس الحاجة لها في ظل هذه الظروف القاسية التي يمر بها حاليا في فصل الشتاء".