أقلام وأراء
الأربعاء 06 ديسمبر 2023 11:18 صباحًا - بتوقيت القدس
الفلسطينيون... والتحالفات مع موسكو وطهران!
منذ قدَّم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ياسر عرفات، للسوفيات، وكان ذلك في عام 1969، بدأ الفلسطينيون يتداولون مصطلح التحالف الاستراتيجي مع المنظومة الاشتراكية، وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي.
كان استخدام هذا المصطلح من جانب واحد، أما السوفيات فقد وصفوا علاقتهم بـ«منظمة التحرير» بالصداقة، حتى أن الصلة بها اقتصرت في البدايات على جمعية الصداقة مع الشعوب، ومؤسسة التضامن الأفروآسيوي، بعيداً عن وزارة الخارجية والكرملين.
تنامى هذا المصطلح وتعزز مع كل تطور لعلاقة الدولة العظمى بـ«منظمة التحرير»؛ إذ جرى تبادل زيارات واجتماعات بين الجانبين، إلا أن العلاقة لم تصل إلى حد التحالف، ولا حتى الالتزامات الجدية التي تحمي الفلسطينيين من محاولات التصفية التي تعرضت لها ثورتهم في أكثر من ساحة، وخصوصاً العمليات الإسرائيلية الشرسة ضد الوجود الفلسطيني في دول الإقليم (سوريا، ولبنان، والأردن).
توقف الفلسطينيون عن استخدام مصطلح التحالف الاستراتيجي، حين قامت إسرائيل بأوسع عملية عسكرية ضدهم وضد حلفائهم على الساحة اللبنانية في عام 1982 التي أسفرت عن خروج قوات الثورة الفلسطينية من الجنوب وبيروت، ثم لبنان كله فيما بعد. وعلى مدى 3 شهور، حارب الفلسطينيون وحلفاؤهم منفردين، ولم يخف لنجدتهم أي طرف آخر، لا السوفيات ولا الحليفة المستجدة إيران التي كان للثورة الفلسطينية دور مهم في احتضان وتبني ثورتها، وتقديم كل ما احتاجت من دعم عسكري وسياسي وإعلامي.
كان عرفات قد أصدر أمراً بإرسال مدربين إلى طهران، وتجنيد السفارات والممثليات الفلسطينية في كل مكان لخدمتها. وكان عرفات أول زائر للخميني بعد عودته إلى إيران. ومثلما حدث مع الاتحاد السوفياتي حدث مع إيران؛ حيث قال عرفات: «إن عمق الثورة الفلسطينية اتسع ليمتد من القدس إلى خراسان».
حرب لبنان 1982 أيقظت الفلسطينيين على حقيقة بدت مُرة في حينها؛ إذ خذل السوفيات توقعاتهم بتدخل فعَّال لحمايتهم. وأقصى ما فعلوا أن قدَّموا اقتراحاً لعرفات بتأمين مغادرته إلى أي مكان يقبل به، مع ثلة من رفاقه وأعضاء قيادته، أما إيران التي وعدت بإرسال مائة ألف مقاتل إلى لبنان، فلم تفعل، ولم يصل أحد.
وما دمت ذكَّرت بإيران وعرفات، فكأن التاريخ يعيد نفسه، ولكن هذه المرة مع «حماس» التي عدَّت علاقاتها مع إيران وذراعها القريبة «حزب الله»، تحالفاً رئيسياً، تحت عنوان «معسكر الممانعة» الذي تجاوز التحالف إلى الوحدة، أي وحدة الساحات التي تعني تلقائياً أن القوى المنضوية تحت لوائها هي كتلة واحدة، تذهب معاً في أي خيار.
بعد أن أنجزت «حماس» عمليتها الكبرى والناجحة أكثر بكثير من التوقعات، دعا قادتها «الحلفاء» إلى المسارعة للمشاركة في النصر، ليس بالتبني والتباهي والاحتفال، وإنما بما هو أبعد من ذلك، أي بالمشاركة في مواجهة رد الفعل الإسرائيلي. كان المأمول فتح جبهات الأذرع جميعاً، مع انخراط أكثر فاعلية من جانب إيران. هكذا فُهمت دعوة المشاركة في النصر.
«حزب الله» قام بما يقدر عليه، أو بتعبير أدق بما يسمح به الوضع اللبناني المتحفظ بمعظم مكوناته على الانخراط في حرب مباشرة وواسعة، وضمن حدود ألا يتطور التدخل ليصل إلى حد حرب إقليمية، وأن يجنب بيروت دمار غزة، فهنالك تهديدات صريحة بذلك وسوابق ربما تكون أقل حجماً، إلا أنها جديرة بأن يحسب حسابها.
وسُمع من إيران زمن «حماس» ما سُمع من السوفيات زمن المنظمة، بأن للصداقة حدوداً ولكلمة تحالف شروطاً غير متوفرة؛ خصوصاً حين يقوم طرف بمفرده بعمل كبير دون تنسيق مع الطرف الآخر. وهنا تجنبت إيران اللوم، وتجنب «حزب الله» التورط الأوسع، وأودعت كلمة «التحالف» في الأرشيف.
الدرس المشترك بين «حماس» و«منظمة التحرير» الذي كان لازماً وعيه من البداية، هو: لا تحالف بين طرف صغير مع الطرف الأقوى والأكبر منه؛ بل صداقة وتعاطف غير ملزم. وفي هذا السياق يقع اللوم على من أخطأ في فهم التحالف والتزاماته، وإلباس الصداقة والتعاطف ثوباً لفظياً لا صلة له بالواقع.
والشيء بالشيء يذكر، حين وقعت حرب الخليج عقب احتلال العراق للكويت، زار المرحوم طارق عزيز موسكو، وذكَّر الدولة العظمى باتفاقية التعاون المشترك بين البلدين، فقيل له بمنتهى التهذيب واللياقة: «لقد فاجأتمونا باحتلال الكويت. سنقوم بدور الوساطة مع الأميركيين لوقف الحرب، لا أكثر»، وهذا ما حدث فعلاً، ولكن من دون جدوى.
دلالات
ام خالد قبل حوالي سنة
وضع الاصبع على الجرح مهم للقادم من الاجيال والمتاملين حاضرا .
المزيد في أقلام وأراء
تقليص مساحة غزة وتهجير أهلها.. أخطر المخططات الإسرائيلية
حديث القدس
2024 عام الزلازل و2025 عام الهزات الارتدادية
راسم عبيدات
غزة.. بداية عام جديد والإبادة مستمرة
بهاء رحال
رغم المجاعة.. التكافل في غزة بـ"الرغيف"
ريما محمد زنادة
وكالة الغوث.. ومعركة نزع الشرعية
فتحي كليب
مهابةُ الفكرةِ وهيبةُ المسيرةِ
عام التحديات
حديث القدس
ستون عاماً من الثورة.. النصر آت ؟
د. فوزي علي السمهوري
توثيق التعذيب في فلسطين.. بين الأمل بالإنصاف والتحديات العملية
سماح جبر
معركة غير متكافئة
حمادة فراعنة
الحرديم ولماذا يرفضون قانون التجنيد؟ حرب أهلية مقبلة
إسماعيل المسلماني
تمر الأعوام وتبقى الآلام
حديث القدس
انكشاف المستعمرة وعريها
حمادة فراعنة
2024 عام الكارثة والبطولة.. 2025 عام الحسم
هاني المصري
نحن في حالة ضياع وتيه... والبداية من مخيم جنين
راسم عبيدات
حسام أبو صفية.. الطبيب يتحدى الإبادة
جمال زقوت
صناعة القائد في وسائل الإعلام.. بين التلميع والتضليل
د. أسامة ارميلات
تصعيد مرعب للجرائم الإسرائيلية الفظيعة
حديث القدس
لسان الحال والأحوال.. علقم يا وطن
إياد أبو روك
صباحُ الخَيْر يا غزَّة
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين
النداء الأخير من المحرقة...صرخة أنس تقرع جدران الخزان
بهدوء.. أسئلة وأجوبة!
إسرائيل ترفض تزويد السلطة الفلسطينية بالسلاح لدعم عملية جنين
مقتل الصحفية شذى الصباغ في جنين.. دعوات لتحقيق مستقل وشفاف تشارك فيه جميع الأطراف
في الذكرى الـ60 لانطلاقة "فتح".. تحديات راهنة وآفاق واعدة
"حارس أملاك الغائبين".. الحرامي يسطو على أراضي السكان الأصليين
الأكثر قراءة
طلبة الإعلام في العربية الأمريكية يزورون "القدس"
نيويورك تايمز: وراء تفكيك حزب الله عقود من الاستخبارات الإسرائيلية
هآرتس: اختفاء غزيين كانوا معتقلين لدى الجيش الإسرائيلي
مقتل الصحفية شذى الصباغ في جنين.. دعوات لتحقيق مستقل وشفاف تشارك فيه جميع الأطراف
مفاوضات الصفقة.. المحتجزون يُلدغون من جُحر نتنياهو عشر مرات!
القسام تقتل 5 جنود إسرائيليين من المسافة صفر في مخيم جباليا
2025 عام التحولات وسقوط الأقنعة والسرديات.. تحديات خطيرة تُحدّق بالقضية الفلسطينية
أسعار العملات
الأربعاء 01 يناير 2025 2:37 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.79
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 336)
شارك برأيك
الفلسطينيون... والتحالفات مع موسكو وطهران!